5 أسباب تحفزك على بناء علاقات إيجابية في العمل
يساعدنا بناء علاقات إيجابية في العمل لخلق حياة هادئة ومتوازنة ومريحة، فعندما نبني علاقات جيدة مع من حولنا وخاصة في العمل كونه المكان الذي نقضي فيه معظم وقتنا، نتمكن من العمل براحة وهدوء، ما يفتح لنا آفاقًا واسعة للابتكار والإبداع.
في هذا المقال ستتعرف على أهمية العلاقات الإيجابية في محيط العمل، مع التطرق لبعض الطرق التي قد تساعدك على توطيد علاقتك مع زملائك.
ما العلاقات في العمل؟
العلاقات في مكان العمل هي علاقات شخصية بين العاملين معًا وبين العاملين والمديرين، ومن الضروري أن تكون هذه العلاقات إيجابية ومريحة؛ لأن ذلك مهم لمصلحة الشركة ككل، ولرفع معنويات الموظفين وإسعادهم ومنحهم التحفيز وراحة البال، فكلما كان الموظفون أكثر راحة مع بعضهم ومع مديريهم زادت ثقتهم بنفسهم وقدرتهم على الإبداع.
على الرغم من أن هذه العلاقات تختلف عن علاقتك بعائلتك وأصدقائك التي فيها تشارك مشاعرك وهمومك وأسرارك، إلا أن علاقتك مع زملائك تكون من نوع آخر، إذ تكون مبنية على الاحترام والتقدير المتبادل للوصول إلى غاية مشتركة والعمل في بيئة مريحة وناجحة.
ما ضرورة بناء علاقات إيجابية في العمل؟
يفهم أي شخص سبق له العمل قيمة العلاقات الجيدة في مكان العمل، فإنك تقضي نصف يومك تعمل، لهذا عندما تكون علاقتك جيدة مع زملائك يزداد حماسك للعمل ويجعل حياتك أسهل وأسعد، وتتحسن إنتاجيتك وتزداد أرباح المكان الذي تعمل به.
من ناحية أخرى بينت دراسة (Andersen,2022) أن التوتر في مكان العمل، هو أحد الأسباب الرئيسية التي قد تؤدي إلى إصابة الموظفين ببعض الأمراض النفسية مثل: الاكتئاب والتوتر والقلق، ولهذا تؤكد على ضرورة اهتمام المديرين في تنظيم المهام والأعمال بطريقة تزيد تأثير الموظفين في العمل وتقلل خطر تعرضهم لمشاكل عقلية. ومن الأسباب الأخرى التي تؤكد ضرورة بناء علاقات إيجابية في العمل:
- تعزيز التعاون
إن وجود علاقات جيدة في نطاق العمل يشجع الموظفين على التعاون والعمل معًا على مشاريع مشتركة، فالعمل مع زميل تحترمه وتقدره يحفزك على تقديم أفضل ما لديك من قدرات، والتواصل الجيد بينكم يساعدكم على أداء مهام مختلفة بطريقة أكثر كفاءة، ويكون الجميع أكثر وضوحًا بشأن المهام المحددة الخاصة بهم.
- تحسين الإنتاجية في العمل
يساعد التفاهم بين أعضاء الفريق على زيادة الإنتاجية الإجمالية، إلى جانب تحسين إنتاجيتك الخاصة ومهاراتك المتعلقة بالوظيفة، فالعمل مع زملاء تستمتع معهم يزيد الوعي بينكم، والرغبة في أن تعمل شِركَتكم بشكل جيد في المستقبل، وقضاء ساعات طويلة في العمل كل يوم مع أشخاص علاقتك جيدة معهم يرفع معنوياتك ويؤثر إيجابًا على مخرجاتك المهنية.
- تؤثر إيجابًا على صحتك
تساعدك العلاقات الاجتماعية الجيدة في العمل، ووجود دعم اجتماعي قوي في الحفاظ على صحتك الجسدية والنفسية، إذ ترتبط العزلة الاجتماعية بزيادة مخاطر الإصابة بمشكلات صحية خطيرة، فبحسب دراسة (Brandt.2022) تؤثر العزلة الاجتماعية على الصحة الجسدية والنفسية، وتزيد معدل المرض والوفيات، وتؤثر سلبًا على نوعية الحياة؛ فهي تزيد معدل الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية وارتفاع الضغط الشرياني، كما يزيد خطر الاكتئاب والخرف والتفكير بالانتحار.
- يزيد الإبداع بين الموظفين
امتلاك علاقات جيدة مع زملائك يزيد قدرتك على الإبداع، والعمل في بيئة مريحة يمكنك من التعبير عن شخصيتك بحريّة، ويلهمك أفكارًا جديدة ويقدم لك الدعم اللازم لخلق أفكار مبتكرة، ويساعدك على القيام بعملك بطريقة أكثر فعالية وإنتاجية.
- يزيد بقاء الموظفين في عملهم
يقدم الفريق الذي يحتفظ بأعضائه الرئيسيين نتائج أفضل على المدى الطويل، إذ يعتاد الموظفون على أسلوب العمل والبيئة العامة، خاصة عند وجود احترام ومحبة متبادلة بينهم فعندها يشعرون أنهم مرتبطون بالشركة وببعضهم، ما يقلل فرص بحثهم عن عمل في مكان آخر، وذلك لرضاهم من الناحية المهنية ولوجود علاقة تربطهم بزملائهم في العمل قد يكون من الصعب إعادة بنائها في مكان آخر.
كيف تبني علاقات صداقة في العمل؟
يتطلب بناء علاقات صداقة قوية في العمل وقتًا وصبرًا، لكن نتائجه تكون ممتازة ومثمرة، وهنا بعض النصائح التي يمكنك اتباعها لتحسين علاقاتك في العمل:
- تواصل مع زملائك بشكل متكرر، فالتواصل من أهم الطرق لبناء علاقات إيجابية في العمل، وحاول الاستماع لهم والأخذ بوجهات نظرهم والتحدث معهم دائمًا، والتحكم بردود أفعالك ومواساتهم عندما يمرون بظروف صعبة.
- كن محط ثقة لزملائك، وتأكد من إكمال المهمة أو الواجب الذي وعدتهم به في الوقت المحدد، وأظهر مصداقيتك لأعضاء الفريق من خلال مساعدتهم ومساندتهم عندما يحتاجون، فالثقة جانب مهم جدًا في أي علاقة ويتطلب بناؤها العمل باستمرار وبطريقة داعمة.
- ابتعد عن النميمة وتجنب المشاركة في الحديث عن شائعات سمعتها عن زميل لك، وفي حال كانت لديك مشكلة مع أحد زملائك تحدث معه أولًا بطريقة مهذبة وصادقة، وإذا لم تنجح تواصل مع رئيسك حتى تتمكن من معالجة المشكلة بطريقة شفافة ومهنية.
- كن داعمًا ومكملًا لزملائك في العمل، وركز على إنجازاتهم بدلًا من إخفاقاتهم، وإذا كنت في منصب رفيع حاول توجيه وتثقيف الموظفين المبتدئين بأفضل ما يمكنك، وبذلك ترسخ ثقافة الدعم المتبادل وحسن النية في مكان العمل وتكسب دعم واحترام زملائك.
- حاول أن تكون إيجابيًّا عندما تواجه وقتًا عصيبًا في العمل أو يحين موعد التسليم النهائي، وشجع نفسك وزملائك من خلال تقديم رؤية إيجابية لمواصلة العمل؛ فذلك يساعد في بناء علاقات ممتازة ويجعلك محط ثقة من الآخرين لطلب الاستشارة والمساعدة، ويحفز فريقك على الاستمرار في العمل.
أكدت دراسة (Orkibi,2015) أن الإيجابية تساعد الأشخاص على التوفيق بين عملهم وحياتهم الشخصية وتزيد رضاهم الوظيفي وتسهل قدرتهم على التوازن بين متطلبات العمل والمتطلبات غير المتعلقة بالعمل، مما يزيد ثقتهم بنفسهم ورضاهم على حياتهم.
إذا واجهت مشكلة في توطيد علاقتك مع زملائك في العمل استشر طبيبك على تطبيق لبيه، واطلب مساعدته لتحسين علاقتك معهم والعمل في بيئة مريحة وودودة، فذلك سيزيد حماسك ويشجعك على الاستيقاظ يوميًا والرغبة في الذهاب للعمل.
المراجع
1- Andersen M.F, Svendsen P.A, etc. Influence at work is a key factor for mental health-but what do contemporary employees in knowledge and relational work mean by “influence at work”? Int J Qual Stud Health Well-being. 2022;17(1):2054513. doi: 10.1080/17482631.2022.2054513
2- Brandt L, Liu S, etc. The effect of social isolation stress and discrimination on mental health. Transl Psychiatric.2022;12:398. doi: 10.1038/s41398-022-02178-43- Orkibi H, Brandt Y.I. How positivity links with job satisfaction: preliminary finding on the mediating role of work-life balance. Eur J Psycho.2015;11(13):406-418.doi: 10.5964/ejop.v11i3.869