كيف يمكن أن تتخلص من الغيرة المرضية؟
يشعر الجميع بمشاعر سلبية في مرحلة ما من حياتهم، من الممكن أن تكون ناتجة عن تعرض الشخص لبعض الأحداث أو المواقف السيئة، ما يجعله يشعر بالاستياء والغضب أو الشعور بعدم الارتياح، ومن أبرز المشاعر السلبية هي مشاعر الغيرة المرضية التي يمكن أن تصبح غير صحية وتؤثر سلبًا على العلاقات الاجتماعية بشكل كبير.
في هذا المقال سنطرح أبرز النصائح التي يمكن اتباعها من أجل علاج الشك والغيرة المرضية.
ما هي الغيرة المرضية؟
الغيرة هي عاطفة طبيعية، تنشأ عندما تشعر بعدم الأمان بشأن علاقتك مع الشريك، فهي رد فعل على تهديد محتمل لعلاقة ذات قيمة عالية لديك، إذ يخشى الشريك الغيور أن يحاول شخص ما كسب مشاعر أحبائه، وإلى جانب مشاعر الغيرة، قد يشعر الشريك الغيور أيضًا بالغضب والازدراء والقلق والاكتئاب، ولهذا السبب يمكن أن تكون الغيرة المرضية خطيرة وغير عقلانية ويمكن أن تدمر العلاقات في النهاية.
هدفت a study (Lindsey M,2015) لتحديد كيف يساهم انخفاض الثقة في ظهور أشكال مختلفة من الغيرة والإيذاء الجسدي والنفسي، وقد شملت الدراسة 261 مشارك وأشارت النتائج إلى أن العلاقات إذا كانت قائمة على مستويات منخفضة من الثقة، فإن الأشخاص سيشعرون بالغيرة المرضية بشكل أكبر من غيرهم، والتي قد تظهر على شكل إساءة جسدية ونفسية للشريك مما يهدد أمن العلاقة واستمرارها.
ما هي الأسباب التي تؤدي إلى ظهور الغيرة المرضية؟
عند مواجهة موقف يثير الغيرة، قد يشعر الشخص أيضًا بمشاعر الخوف والغضب والقلق والحزن والشك والألم، وقد يشعر بشكل عام بالتهديد والفشل، ويمكن أن تحدث الغيرة المرضية لأسباب عديدة، منها:
- انخفاض الثقة بالنفس أو عدم احترام وتقدير الذات.
- الخوف الشديد من الهجر أو الخيانة.
- حب التملك الشديد أو الرغبة الشديدة في السيطرة.
- وجود توقعات وتصورات غير واقعية حول العلاقة مع الشريك.
- وجود تجربة مؤلمة من الماضي نتيجة تخلي وهجر الشريك.
- القلق الشديد بشأن فقدان أو خسارة شخص مهم.
كيف يمكنك أن تتخلص من مشاعر الغيرة المرضية؟
إن التخلص من مشاعر الغيرة المرضية يساهم في بناء علاقات أكثر استدامة، ويساعد في تطوير علاقات صحية وآمنة، فالغيرة الطائشة والمفرطة يمكن أن تنهي الكثير من العلاقات، لذا إليك كيفية التعامل مع الغيرة وانعدام الأمان في العلاقة حتى تتمكن أنت وشريكك من التعامل مع الغيرة بطريقة صحية:
إدراك أن بعض الغيرة هو أمر طبيعي
من الطبيعي أن يكون الشخص محاطًا ببعض المواقف أو الأشخاص الآخرين الذين يهددون أمن العلاقة مع الشريك، سواء كان ذلك زميل عمل أو وظيفة تتطلب الكثير من السفر، فمن الطبيعي أن تشعر عندها ببعض الغيرة وهذا ما يسمى بالغيرة الطبيعية.
in a study (Attridge, 2013) شملت 229 مشارك هدفت إلى تحديد الجوانب الإيجابية للغيرة، بالإضافة إلى تحديد سماتها السلبية من خلال 27 مقياسًا مختلفًا للغيرة، وأشارت النتائج أنه بالرغم من الاعتراف بوفرة الأدلة للجانب السلبي للغيرة، إلا أن الشعور بالغيرة أو التعبير عنها قد يكون مجديًا في بعض الحالات، ويمكن أن يلعب دورًا إيجابيًا لاستمرار العلاقة.
لذا من المهم أن تأخذ وقتًا للتحدث عن مخاوفك والاتفاق مع الشريك على وضع بعض الحدود التي من شأنها أن تحمي علاقتكما، على سبيل المثال: قد يتفق كلاكما على أن الحد من الاتصال بزملاء العمل خارج أوقات العمل هو أمر مهم لصحة العلاقة، إذ أن المفتاح الرئيسي للتخفيف من حدة الغيرة هو مناقشة القضايا بهدوء والتوصل إلى حلول معًا.
تحديد أسباب الغيرة
عندما يشعر أحد الشركاء بغيرة غير منطقية، والتي يمكن أن تؤدي إلى انعدام الثقة أو الإساءة أو حتى العنف الجسدي، عندها من المهم معرفة سبب حدوث ذلك، على سبيل المثال: هل يشعر شريكك الغيور بعدم الأمان لأنكما لا تقضيان الكثير من الوقت معًا كزوجين؟ أم أن هناك عوامل أخرى تهدد شعوره بالأمان والثقة.
وبالتالي فإن سؤال نفسك وسؤال شريكك عن أسباب الغيرة المفرطة، وفهم مصادر الغيرة، هو من أبرز الخطوات التي يمكنك اتباعها حتى تتمكن من معرفة الإجراءات اللازمة لتخطي هذه المشاعر السلبية.
خلق جو من الثقة
من أفضل الطرق لحماية علاقتك مع الشريك من الغيرة المفرطة هو العمل على خلق جو من الثقة، وتبدأ هذه العملية بأن يكون كلا الشريكين جديرين بالثقة. بمعنى آخر، هم مخلصون وملتزمون وصادقون في العلاقة التي تربطهما، فالأشخاص الجديرون بالثقة لا يكذبون بشأن كيفية قضاء الوقت عندما لا يكونان معًا، ولا يتبادر إلى ذهنهم حتى خيانة شركائهم، وعندها فإن الثقة في العلاقة ستنمو وستقضي على مشاعر الغيرة المفرطة تدريجيًا.
معرفة متى تكون الغيرة مؤذية
الغيرة مع وجود سبب حقيقي أمر طبيعي، ولكن إذا شعر شريكك بالغيرة من دون سبب، فقد يكون هذا بمثابة إشارة إلى أن العلاقة في خطر، وخاصة إذا كانت الغيرة تظهر على شكل غضب شديد وتصورات غير واقعية واتهامات لا أساس لها من الصحة، لذا عليك أن تكون قادرًا على التمييز بين الغيرة الطبيعية والغيرة المسيئة، فالسمة المميزة الأخرى للغيرة المسيئة أو غير الصحية هي محاولة السيطرة على الشريك، على سبيل المثال: إذا كنت تدافع عن نفسك باستمرار ضد أسئلة شريكك الاتهامية، فهذه إشارة أخرى للغيرة المرضية.
فهم الفروق في الغيرة بين الجنسين
يتفاعل الرجال والنساء بشكل مختلف مع الغيرة، إذ تُولي الإناث اهتمامًا أكبر للمشاعر والعواطف، وتفضل المرأة عمومًا تلقي الدعم العاطفي باستمرار حتى تشعر بالأمان والثقة في علاقتها مع الشريك؛ لذا من المهم تقدير هذه المشاعر والعمل على بث الثقة في العلاقة من خلال استخدام لغة داعمة أو من خلال القيام بأفعال داعمة، الأمر الذي يخفف بدوره من حدة الغيرة إلى أن تتلاشى كليًا.
in a study (Güçlü, 2017) هدفت إلى تحديد الفروق بين الجنسين في أنماط الغيرة والتعلق بالشريك، وشملت 86 من الأزواج، وتم تقييم النتائج بناء على العديد من العوامل كالبيانات الاجتماعية الديموغرافية، ومستويات الغيرة للمشاركين، أشارت النتائج أن 79% من الذكور و66% من الإناث يملكون غيرة طبيعية، ولكن حصلت الإناث على درجات أعلى فيما يتعلق بالغيرة المرضية أو المفرطة، بالرغم من أن درجة التزام الإناث أعلى من درجة التزام الذكور بالعلاقة.
إن الغيرة المرضية، يمكن أن تدمر العلاقات وتخلق زيجات وعلاقات سامة، لهذا السبب، إذا كنت تعاني من غيرة مرضية تتعارض مع صحة العلاقة، فمن المهم أن تتبع الخطوات السابقة وأن تطلب المساعدة من معالجك النفسي لمساعدتك على فهم سبب وجود الغيرة، بحيث يوفر لك أدوات للتعامل مع الغيرة بطريقة صحية.
الدراسات
Rodriguez LM, DiBello AM, Øverup CS, Neighbors C. The price of distrust: Trust, anxious attachment, jealousy, and partner abuse. Partner Abuse. doi:10.1891/1946-6560.6.3.298, 2015;6(3):298–319.
Attridge M. Jealousy and relationship closeness: exploring the good (reactive) and bad (suspicious) sides of romantic jealousy. SAGE Open, doi:10.1177/2158244013476054, 2013;3(1):215824401347605.
Güçlü O, Şenormancı Ö, Şenormancı G, Köktürk F. Gender differences in romantic jealousy and attachment styles. Psychiatr Clin Psychopharmacol, doi:10.1080/24750573.2017.1367554, 2017;27(4):359-365.