علاقة الصحة النفسية بالصحة الجسدية

لكي نفهم علاقة الصحة النفسية بالصحة الجسدية علينا أن نلقي الضوء أولاً على أحدث النظريات العلمية التي تفسر أسباب الأمراض النفسية وتشرحها. تطورت هذه النظريات بشكل كبير خلال النصف الثاني من القرن العشرين وحدثت تغيرات جذرية فيها، وقد أدت مجمل هذه التطورات إلى ربطٍ أكبر بين الأمراض النفسية والعوامل البيولوجية العضوية في الجسم. الصحة النفسية والصحة الجسدية وجهان لعملة واحدة ينص دستور منظمة الصحة العالمية على أن الصحة هي حالة من السلامة الكاملة جسديًا ونفسيًا واجتماعيًا، وليست مجرد انعدام المرض أو العجز، وبحسب هذا التعريف تعتبر الصحة النفسية جزءًا أساسيًا لا يتجزأ من صحة الإنسان ككل. يعتقد علماء النفس المعاصرون أن الصحة النفسية تتجاوز مفهوم خلو الشخص من الاضطرابات النفسية المعروفة إلى حالة من العافية التي يمكن للفرد أن يُكرس فيها كل قدراته للعيش والعمل بفعالية والإسهام بدوره الطبيعي في العائلة والمجتمع. الصحة النفسية والجسدية تؤحذ الاعتبارات أدناه عند الحديث عن علاقة الصحة النفسية بالصحة الجسدية ومنها مايلي: الصحة النفسية نسبية: فكما أننا لا نستطيع أن نزعم أن هناك أشخاصًا...