هل أنت مصاب بأحد اضطرابات الأكل؟ خطوات لمساعدة نفسك
الكاتب: د. حصه الزهراني
تمثل اضطرابات الأكل طرقًا من تنظيم تناول الطعام أو الوزن بشكل غير صحيح وتتضمن فقدان الشهية العصبي والشره العصبي واضطرابات أكل غير محددة. تبدأ عادة اضطرابات الأكل من التركيز المفرط بوزن وشكل الجسم؛ ما يؤدي إلى ممارسة سلوكيات خطيرة في تناول الطعام. تؤثر اضطرابات الأكل ليس فقط على الجانب النفسي بل يمتد بالتأثير على عدد من وظائف الجسم، على سبيل المثال يؤدي اضطراب فقدان الشهية العصبي إلى ضعف المناعة وارتفاع في درجة حرارة الجسم عدم انتظام دقات القلب، هشاشة العظام بالإضافة إلى خطر الوفاة في الحالات الخطيرة. أيضا يرتبط اضطراب الشره العصبي بمشكلات صحية تشمل تآكل مينا الأسنان، انخفاض البوتاسيوم واضطرابات الجهاز الهضمي.
كيف تساعد نفسك عند اصابتك بأحد اضطرابات الأكل؟
للتعامل مع اضطرابات الأكل من المهم معرفة وتوجيه الجهود إلى جانبين مهمين يساعدونك في التعامل مع اضطراب الأكل وبالتالي الإسهام في تحسن الأعراض بشكل عام، استراتيجيات موجهة للتعامل مع أعراض اضطرابات الأكل واستراتيجيات للتعامل مع أسباب اضطرابات الأكل.
أولًا: الاستراتيجيات الموجهة للتعامل مع أعراض الاضطراب
- راقب وسجل دورة الاضطراب لديك
يركز هذا الجانب على تسجيل ومراقبة سلوكيات الأكل اليومية على سبيل المثال ماذا آكل؟ و متى؟ وأين؟ والسلوكيات الأخرى ذات الصلة المرتبطة بتناول الأكل أو تجنبه مثل الأفكار والمشاعر والأحداث التي تسبق سلوكيات الأكل أو تعقبها. تسهم هذه الطريقة في فهمك لدورة الاضطراب لديك والعوامل التي تسهم وتزيد من حدوث الاضطرابات وبالتالي قدرة أكبر على التعامل مع الأعراض.
- الإلتزام بنظام غذائي
يشمل التنظيم الغذائي إحداث تغيير في طريقة ونوعية الأكل وعدد الوجبات على سبيل المثال الالتزام بثلاثة وجبات يتخللها وجبات خفيفة وقد يكون من المفيد هنا كبداية إشراك أخصائي التغذية للإسهام في مزيد من التوازن في الوجبات. على سبيل المثال أن تلتزم بتناول 3 وجبات مخططة كل يوم بالإضافة إلى وجبات خفيفة بحيث نادرا ما يكون هناك فاصل زمني بينهما أكثر من 4 ساعات بشرط أن تكون الوجبات والوجبات الخفيفة لا يتبعها أي سلوك تعويضي (على سبيل المثال، القيء الذاتي أو استخدام الملينات).
- التعامل مع صورة الجسم
غالبية الأشخاص المصابين باضطرابات الأكل يعانون من صورة مشوهة لشكل الجسم لديهم بمعنى أنهم يرون أجسادهم بصورة بشكل مختلفة عن الواقع. على سبيل المثال يظن الأشخاص المصابين بفقدان الشهية العصبي أنهم أشخاص بدناء على الرغم من أن أوزانهم غالبا تحت الوزن الطبيعي وعلى الرغم من استمرارهم في خسارة الوزن.
أيضًا يرى الأشخاص المصابين بالشره العصبي انها أشخاص بدناء جدًا على الرغم من أنّ الدراسات وجدت أنّ أغلب الأشخاص المصابين بالشره العصبي ذوي أوزان طبيعية أو يعانون من زيادة طفيفة بالوزن. لذا من المهم أن تحدد ماهي أفكارك تجاه شكل جسمك الخارجي؟ هل هي واقعية؟ هل تقترب أو تبتعد من الوزن الطبيعي المناسب لعمرك وطولك؟ أيضًا من المهم التوقف بشكل تدريجي عن السلوكيات المرتبطة بصورة الجسم مثل قياس الوزن بشكل متكرر، تجنب النظر للجسم وهنا عليك التعود تدريجيًا على شكل الجسم وإحساسه والنظر إليه.
ثانيًا: تدخلات موجهة للتعامل مع أسباب الاضطراب النفسي
- التعامل مع المشكلات النفسية المرتبطة باضطرابات الأكل
تشير الدراسات إلى أن اضطرابات الأكل ترتبط ارتباط وثيق بعدد من الاضطرابات النفسية والتي من شأنها أن تلعب دورًا كبيرًا في تحسن وعلاج اضطرابات الأكل عند معالجتها على سبيل المثال يوجد ارتباط قوي بين فقدان الشهية العصبي والشره العصبي والمعاناة من الاكتئاب وانخفاض تقدير الذات بالإضافة إلى القلق. لذا من المهم إن كنت تعاني من أحد اضطرابات الأكل أن يتم تقييم وتحديد وجود مثل هذه المشكلات النفسية وعلاجها؛ لأنها تلعب دور في تطور وعلاج اضطرابات الأكل.
- تعلم أساليب جديدة في التعامل مع المشكلات في العلاقات الشخصية
تعتبر المشكلات في العلاقات الشخصية شائعة بين المرضى الذين يعانون من اضطرابات الأكل والجدير بالذكر أنها تتحسن بشكل عام عندما يتم حل اضطراب الأكل. وقد تشمل هذه المشاكل الخلافات وصعوبات في تطوير العلاقات الوثيقة. إذا كانت هذه المشاكل لديك تؤثر على حالتك المزاجية وتنعكس بشكل مباشر على سلوك تناول الأكل لديك، من المهم تعلم حل هذه المشكلات بطريقة تركز على أسلوب جديد لحل المشكلات. فقد وجد أن المشكلات في العلاقات الشخصية تؤثر بقوة على اضطراب الأكل من خلال مجموعة متنوعة من العمليات المباشرة وغير المباشرة مثل استخدام الأكل كوسيلة لتعويض المشاعر أو تجنب الأكل كنوع من العقاب للذات لذا من المهم في حال وجود مثل هذه المشكلات ان تسعى لحلها لأنها تلعب دور كبير في استمرار اضطرابات الأكل.
- التعامل مع السمات الشخصية المرتبطة باضطرابات الأكل
أثبتت الدراسات ان الأشخاص المصابين باضطرابات الأكل تظهر عندهم سمات مثل سمة الكمالية أو سمة الاعتمادية والتي ويبدو أنها تساهم في اضطراب الأكل لذا من المهم للأشخاص المصابين باضطرابات الأكل العمل على تخفيف السلوكيات المرتبطة بهذه السمات ويكون ذلك عن طريق الالتزام بجلسات العلاج النفسي التي تساعد الأشخاص على الوعي بمثل هذه السمات ودورها في استمرار وتطور اضطرابات الأكل لديهم.
المراجع
- Murphy, R., Straebler, S., Cooper, Z., & Fairburn, C. G. (2010). Cognitive behavioral therapy for eating disorders. Psychiatric Clinics, 33(3), 611-627.
- Nesbitt, S., & Giombini, L. (2021). Emotion Regulation for Young People with Eating Disorders: A Guide for Professionals. Routledge.
- Eating Disorders – Self Help Guides Rebranding. Self Help Leaflets – Cumbria, Northumberland, Tyne and Wear NHS Foundation Trust (ntw.nhs.uk)
- فايد حسين علي (2010). علم الأمراض النفسية -السيكوباثولجي. دارالزهراء للنشر. الرياض.