تأثير العمل الليلي والورديات على الصحة النفسية
يُعدُّ العمل في الوردية الليلية أمرًا شائعًا في العديد من المهن والقطاعات المختلفة، إذ يُتيح للمؤسسات توزيع أعمالها على مدار الساعة لتلبية احتياجات عملائها. ومع ذلك، قد ينطوي هذا النوع من العمل على تأثيرات سلبية على الصحة النفسية للموظفين، حيث يتطلب منهم التكيف مع نمط حياة مختلف عن النمط الطبيعي.
تبين لك هذه المقالة أنواع العمل، مع التركيز بشكل خاص على العمل الليلي وأبرز مزاياه وسلبياته. كما ستقدم تحليلًا لتأثير العمل الليلي على الصحة النفسية للموظفين، وذلك من خلال استعراض البحوث والدراسات ذات الصلة.
ما أنواع العمل ووردياته؟
تشمل أنواع العمل ووردياته مجموعة واسعة من النماذج التي تهدف إلى تلبية احتياجات العمل المختلفة وتحقيق التوازن بين متطلبات السوق وراحة الموظفين وقد يكون لكل نوع سلبيات وإيجابيات على الصحة النفسية للموظفين، فقد أشارت دراسة إلى أن الصحة النفسية الجيدة ترتبط بزيادة الإنتاجية في مكان العمل، بينما تؤدي المشكلات النفسية مثل: القلق والاكتئاب إلى انخفاض الإنتاجية وزيادة التغيب.
يمكن تقسيم أنواع العمل إلى 4 أنماط رئيسة وهي:
العمل النهاري: النوع الأكثر شيوعًا في معظم المؤسسات والشركات.
- يتم خلال ساعات النهار المعتادة، عادةً من الساعة 8 صباحًا إلى الساعة 5 مساءً.
- يوفر استقرارًا في ساعات العمل وانتظامًا في الروتين اليومي للموظفين.
- يتناسب مع الأنشطة والمهام التي تتطلب الوجود في المكتب أو المقر طوال اليوم.
- يسهل التنسيق والتعاون بين الموظفين وتبادل المعلومات والخبرات.
العمل بنظام الوردية:
- تُقسم ساعات العمل اليومية إلى فترات زمنية محددة، عادةً إلى ثلاث وردَيات متتالية.
- تشمل هذه الوردَيات الصباحية والمسائية والليلية، لضمان التشغيل على مدار الساعة.
- هذا النوع من العمل شائع في المجالات الصناعية والخدمية التي تتطلب التشغيل المستمر.
- يتيح تغطية جميع ساعات العمل وتوزيع الأعباء بشكل متوازن على الموظفين.
- قد يكون أكثر تعقيدًا في التنسيق والجدولة مقارنةً بالعمل النهاري التقليدي.
العمل بدوام جزئي:
- ساعات عمل أقل من الدوام الكامل، عادةً ما يكون من 20 إلى 30 ساعة أسبوعيًّا.
- مناسب لبعض الفئات مثل الطلاب أو ربات البيوت أو المتقاعدين.
- يوفر مرونة أكبر في التوازن بين العمل والحياة الشخصية.
- قد يكون دخل الموظف أقل مقارنةً بالدوام الكامل.
العمل من المنزل (العمل عن بُعد):
- يؤدي الموظف مهامه وواجباته من خارج مقر العمل، عادةً من خلال استخدام تقنيات الاتصال الحديثة.
- شهد هذا النمط انتشارًا واسعًا خلال جائحة كوفيد-19.
- يوفر مرونة أكبر في التوازن بين العمل والحياة الشخصية.
- يتطلب تنظيمًا ذاتيًّا وانضباطًا عاليًا من الموظف.
ما العمل الليلي وما تأثيراته الإيجابية والسلبية على الموظف؟
هو نوع من العمل الذي يتم خلال الفترة الزمنية الممتدة من غروب الشمس إلى شروقها، يُعدُّ هذا النوع من العمل ضروريًّا في العديد من الصناعات الحيوية مثل الرعاية الصحية، الأمن، النقل، والضيافة، حيث يتطلب توفير الخدمات على مدار الساعة دون انقطاع.
من مزايا العمل الليلي:
- زيادة الأجر: غالباً ما يترافق العمل الليلي مع زيادة في الأجور كتعويض عن ساعات العمل غير التقليدية. هذا يمكن أن يساعد في تحسين الرضا المالي للموظفين.
- مرونة الوقت: يوفر العمل الليلي مرونة أكبر في الوقت، مما يمكن الموظفين من قضاء وقت أكثر مع العائلة خلال النهار أو متابعة الدراسة أو الأنشطة الأخرى.
- انخفاض التنافسية: مكان العمل يكون عادة أقل ازدحامًا في الليل، ما يقلل من التوتر الناتج عن البيئة المزدحمة ويزيد من تركيز الموظفين على المهام الموكلة إليهم.
- الهدوء والتركيز: الطبيعة الهادئة للليل تساعد العديد من الموظفين على العمل بتركيز أكبر ودون تشتت، ما يعزز الإنتاجية في بعض المهام التي تتطلب دقة عالية.
من سلبيات العمل الليلي:
- اضطرابات النوم:
يؤثر العمل الليلي بشكل كبير في نمط النوم الطبيعي، ما يؤدي إلى اضطرابات النوم وأحيانًا إلى مشكلات صحية، مثل: الأرق والإرهاق المزمن، فقد أشارت دراسة إلى أن العمل بنظام الورديات يسبب نقص النوم، الذي له تأثيرات سلبية حادة على الصحة العامة، بما في ذلك زيادة مخاطر الأمراض المزمنة، وأكدت الدراسة على ضرورة تبني استراتيجيات فعالة لتحسين النوم وإدارة الورديات لتقليل هذه المخاطر الصحية.
- التأثير على الصحة النفسية:
يرتبط العمل الليلي بزيادة معدلات القلق والاكتئاب نتيجة الانعزال الاجتماعي والتعارض مع إيقاع الحياة الطبيعي، فقد بينت دراسة ارتباطاً قويًا بين العمل الليلي وزيادة معدلات الاكتئاب بين فئة الممرضين الذين يتحتم عليهم العمل الليلي، وأظهرت النتائج أن الممرضين الذين يعملون في الورديات الليلية أكثر عرضة للاكتئاب.
- المخاطر الصحية:
يزيد العمل الليلي من مخاطر الإصابة بمشكلات صحية، مثل: أمراض القلب، السكري، والسمنة، وذلك بسبب التغيرات في العادات الغذائية والنشاط البدني، فقد أشارت دراسة إلى أن العمل بنظام الورديات الليلية يرتبط بزيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب التاجية بنسبة 23% وأمراض السكتة الدماغية بنسبة 5% مقارنة بمن يعملون خلال النهار.
- التأثير على الحياة الاجتماعية:
العمل خلال الليل قد يعزل الموظف عن الأنشطة الاجتماعية والعائلية التي تحدث عادة خلال النهار، وهذا قد يؤدي إلى شعور بالعزلة والوحدة.
لبيه يساعدك:
يعد تطبيق نفس وسيلة فعالة لتحقيق العافية الشاملة ومساعدتك في التغلب على الصعوبات الناتجة عن العمل في الورديات الليلية، حيث يقدم استراتيجيات متنوعة لتخفيف الآثار السلبية المرتبطة بهذا النمط من العمل.إن تطبيق نفس هو التطبيق العربي الأول الذي يساعدك على خوض رحلة التأمل لحياة مُتزنة، حيثُ يوفر لك مكتبة من المحتوى الصوتي والمرئي والمكتوب بمختلف مجالات التأمل المثبتة نتائجها علميًّا، إذ تم تسجيل مُحتوى التأمل في نفَس على يد خُبراء في المجال ليتوافق مع المُستخدم العربي بلغة سلسة وسهلة تمكنه من الاسترخاء والسيطرة على ذاته وتوجيهها نحو السلام الداخلي.