هل يلجأ المضطربون نفسيًا فقط للعلاج النفسي؟
إن العلاج النفسي لا يستخدم فقط لمساعدة الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية حادة، إذ يمكن لهذا النوع من العلاج أن يكون مفيدًا في حالاتٍ متنوعة، وقد يساعد أولئك الذين يجدون صعوبة في متابعة حياتهم بشكل طبيعي، أو يجدون صعوباتٍ في التعامل مع أسرهم أو الاندماج مع زملائهم في المدرسة أو يعانون لتحسين حياتهم الاجتماعية، يمكننا القول ببساطة إن العلاج النفسي متاحٌ للجميع.
خرافات ومفاهيم خاطئة عن العلاج النفسي
قد يكون هناك دومًا مشاعر مختلطة من الخوف والخجل تتملك الأشخاص عند التفكير باستشارة الطبيب النفسي للتحدث عن المشاكل أو الحصول على الدعم للتعامل مع اضطراب أو مشكلة نفسية، لكن الحقيقة أن الأشخاص الذين يقررون الخضوع للعلاج النفسي يحصلون على فوائد حقيقية لحالتهم النفسية والعاطفية -بالطريقة نفسها التي يتحسن فيها المريض بعد العلاج الطبي- ومع ذلك قد يعاني هؤلاء من العديد المفاهيم الخاطئة والافتراضات حول سبب تلقيهم للعلاج النفسي وما يجب أن يكونوا عليه، ومن أهم هذه المغالطات، مع الرد العلمي عليها:
العلاج النفسي فقط للأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية معقدة
معظم الناس الذين يزورون الطبيب النفسي ليسوا من غريبي الأطوار، أو من الاشخاص الخطرين على المجتمع، ولا يعاني معظمهم من اضطرابات نفسية خطيرة أو معقدة.
يُجبر الناس على زيارة الطبيب النفسي
إنّ الغالبية العظمى من الأشخاص الذين يتلقون العلاج النفسي يفعلون ذلك بمحض إرادتهم. يشكل الناس هذا المفهوم الخاطئ لأنهم يفترضون أن هؤلاء الأشخاص لن يذهبوا للعلاج النفسي باختيارهم، وأن الشخص لا بد أن يكون في وضع نفسي صعب حتى اضطر أحباؤه إلى إجباره على العلاج النفسي.
العلاج النفسي مكلف للغاية
خرافة شائعة أيضًا، في الحقيقة لا تكلف جلسات العلاج النفسي الكثير، وبالنسبة لأولئك الذين ليس لديهم تأمين صحي يغطي العلاج النفسي ويريدون علاجًا مقبول التكلفة، يمكنهم استخدام مواقع ومنصات العلاج النفسي عبر الإنترنت والتي تقدم العلاج والاستشارات عن بعد، مثل منصة لبيه والتطبيقات الخاصة بها، ومن الطرق منخفضة التكلفة أيضًا جلسات العلاج النفسي الجماعي والاستفادة من الحملات التي تقدمها الحكومة والمدارس.
الأشخاص الذين يلجؤون للعلاج النفسي أضعف من أن يتعاملوا مع مشاكلهم بأنفسهم
تخيل أن نحكم على شخص تعرض مؤخرًا لحادث سيارة أو فقد شخصًا عزيزًا عليه بالضعف لأنه قرر زيارة الطبيب النفسي. الحقيقة أن طلب المساعدة ليس علامة ضعف بل علامة قوة، والعلاج النفسي ليس استثناءً.
في الواقع، كثيرًا ما يلجأ الأشخاص الناجحون والطموحين إلى العلاج النفسي. لأنهم ينظرون إلى تحسين صحتهم النفسية كهدف آخر يسعون للوصول إليه.
يبدأ الأشخاص بتلقي العلاج النفسي بعد حدوث مأساة أو أزمة في حياتهم
يمكن أن تحدث الرغبة في الحصول على مساعدة متخصصة عند الناس الطبيعيين. ليس من الضرورة أن تكون الأحداث المؤلمة والصادمة في الحياة مثل الوفاة هي التي تحفز ذلك. يسعى العملاء للحصول على العلاج النفسي لإرشادهم خلال مرحلة محيرة وجديدة في حياتهم، والتعامل الصحيح مع الشعور بالضيق العام، والتخلص من المعتقدات السلبية طويلة الأمد، ومن جهة أخرى يعتبر العلاج النفسي فعالًا أيضًا في منع الأزمات المستقبلية مثل الطلاق.
الأشخاص الذين يزورون الأطباء النفسيين ليس لديهم أصدقاء أو أفراد من عائلتهم يرغبون في الاستماع إليهم
ما لم يكن أحد أصدقائك أو أفراد عائلتك أو شريكك طبيبًا نفسيًا مؤهلًا للعمل، فلن تحصل على نفس مزايا العلاج النفسي التخصصي عند التحدث معهم. يجب ألا تضع هذه المسؤولية بالكامل على عاتق أحبائك على أي حال. الأصدقاء للمحادثات وليسوا فقط للتنفيس عما في داخلك. سيكونون هناك من أجلك في الأوقات الصعبة، لكن لا يجب أن نعول عليهم بانتظام كبديل للعلاج النفسي.
متى يجب عليك أن تلجأ للعلاج النفسي؟
فيما يلي بعض العلامات التي تساعدك على تحديد ما إذا كنت بحاجة إلى علاج نفسي أم لا:
تدهور الأداء في العمل أو الدراسة
قد تكثر الأسباب التي تؤدي لذلك، ولكن إذا وجدت أن أداءك قد تأثر لفترات طويلة، فقد يكون الوقت قد حان للتفكير في طلب العلاج.
التقلب في مستوى الأداء هو أمر طبيعي، فنحن بشر وكثيرًا ما نتعثر أو نخطئ، ولكن عندما يبدأ الأداء في التدهور لفترة طويلة نتيجة عدم القدرة على التركيز أو الحفظ أو التذكر -أو لأي سبب آخر- فقد يكون ذلك علامة على الإرهاق النفسي أو اضطرابات الصحة النفسية الأخرى.
إذا تعرضت لحدث صادم
يمكن لأي تغيير مفاجئ، أو صادم، أن يهزنا حقًا. نحن نميل إلى التأقلم مع الأمر كجزء من حياتنا اليومية، ولكن في بعض الأحيان لا نملك الطاقة والقوة الكافية للتعامل مع الصدمة أو المرض النفسي. يمكن أن يؤدي ذلك إلى الشعور بالضيق وعدم الراحة ومتاعب تتجاوز قدرتنا على التعامل معها. قد تأتي هذه الصدمة من تجربتك الشخصية، ربما خسارة شخص عزيز عليك أو إصابة تعرضت لها، وكذلك من مشاهدة شخص تحبه في محنة.
الحالة المزاجية السيئة أو تقلبات المزاج الحادة
إذا استمر شعورك بأنك بحالة مزاجية سيئة أو لم تعد قادرًا على الاستمتاع بالأنشطة والهوايات التي تحبها لأكثر من أسبوعين متتاليين، فقد يكون الموعد قد حان لزيارة طبيبك النفسي.
نشهد جميعًا تقلبات في مزاجنا على مدار اليوم، وهذا أمر طبيعي للغاية. ولكن عندما يستمر هذا التغير المزاجي، ويؤثر بشكل واضح على حياتك اليومية، فهذا مؤشر هام على أن حالتك النفسية تحتاج للاهتمام.
إذا كنت تشعر بالتوتر طوال الوقت
قد يجعلك التوتر الدائم تعاني من التعب والإرهاق والنعاس معظم الوقت. حتى يصبح النوم لعشر ساعات يبدو غير كافٍ. إذا كنت تشعر أنك بحاجة إلى مصدر خارجي تعتمد عليه لترتاح، فقد حان الوقت المناسب لطلب المساعدة.
يمكن لطبيبك النفسي أن يساعدك على معرفة قدراتك ونقاط قوتك وضعفك ويظهر لك خيارات لمساعدتك على عيش الحياة التي تريد أن تعيشها.
إنّ الجلسات العلاجية ليست حكرًا فقط على من يعانون من اضطرابات خطيرة، بل هي متاحة للجميع. سواء كان لديك الكثير من الأفكار التي تراودك، أو صعوبات في التركيز في دراستك أو عملك، أو كنت تعاني من علاقات سيئة مع المحيطين بك، يمكن لطبيبك أن يساعدك بالتأكيد بغض النظر عن السبب الكامن وراء مشاكلك.
إن اللجوء للعلاج النفسي هو أكثر من مجرد طريقة علاجية، بل اختيار أسلوب حياة، مثل الذهاب إلى النادي الرياضي أو تجربة نظام غذائي صحي. إنها إحدى الطرق العديدة التي نتعامل بها مع العواطف والتغيرات والتوتر والمعتقدات والعلاقات البشرية، وتساعدنا على فهمها جميعًا. يمكنك أن تجد تفاصيلاً أكثر عن برامج العلاج النفسي وفوائدها وميزاتها وطرق الاستفادة منها عبر موقع وتطبيق لبيه.