أخطاء شائعة عن عيادة الأمراض النفسية وأبرز المعلومات المغلوطة
على الرغم من الوعي المتزايد حول أهمية الصحة النفسية إلا أنه لا يزال هناك الكثير من الأخطاء الشائعة عن عيادة الأمراض النفسية، إذ تؤدي هذه الأخطاء إلى إحباط الناس، وتجعلهم يترددون في الحصول على المساعدة التي يحتاجونها؛ لذلك من الضروري تصحيح المعلومات المغلوطة المتداولة. في هذا المقال سوف نستعرض أكثر الأخطاء الشائعة عن عيادة الأمراض النفسية ونوضح الحقائق المرتبطة بها.
أهم المعلومات المغلوطة عن عيادة الأمراض النفسية
هناك العديد من القصص المغلوطة المتداولة عن عيادات الأمراض النفسية التي تدفع الناس للابتعاد عن حصولهم على العلاج، إليك أهم هذه الأخطاء والمعلومات الصحيحة عنها:
عيادة الأمراض النفسية مخصصة فقط للمصابين باضطرابات نفسية شديدة
تُعد هذه الفكرة واحدة من أكثر الأخطاء شيوعًا، فيظن البعض أن عيادة الأمراض النفسية مكان مخصص لمرضى الفصام مثلًا وغيرها من الحالات الشديدة، لكن في الحقيقة تقدم هذه العيادات الدعم والمساعدة لجميع الأشخاص الذين يعانون من مشاكل واضطرابات نفسية متنوعة مثل: الاكتئاب، والقلق، والمشاكل العاطفية. بإمكان أي أحد يشعر بالانزعاج مهما كانت شدته أن يزور العيادات وحتى إن كان هدفه الحفاظ على رفاهيته.
زيارة العيادات النفسية تعني أن الشخص مجنون
لا يجب أن نقول عن الشخص أنه مجنون فقط لمجرد زيارته لعيادة الأمراض النفسية فهذا الأمر غير صحيح على الإطلاق ومؤذٍ لجميع الأطراف لا سيما للذين هم بأمس الحاجة للرعاية النفسية. طلب المساعدة إشارة للقوة وليست ضعفًا، فهي تبدي أن الشخص يسعى لتحسين حالته النفسية وصحته العامة قبل أن تزداد سوءًا، ولا يختلف الأمر إطلاقًأ عن الشخص الذي يزور الأطباء بغرض علاج الأمراض الجسدية.
لا يمكن لأحد سوى البالغين زيارة عيادة الأمراض النفسية
قد يظن البعض أن الخدمات المقدمة في عيادة الأمراض النفسية هي خاصة للبالغين بشكل أساسي فقط ولكن هذا الأمر غير صحيح، إذ تقدم هذه العيادات خدمات خاصة بالأطفال والمراهقين أيضًا. الجدير بالذكر أن التدخل العلاجي المبكر يُعد ضروريًا للأشخاص اليافعين الذين يعانون من مشاكل واضطرابات نفسية وعاطفية، فالعاملين في العيادات من أطباء ومختصين يساعدونهم في اكتساب مهارات واستراتيجيات صحية للتأقلم مع الأمور التي قد يواجهونها في حياتهم.
أهم الأخطاء الشائعة عن العلاج في عيادة الأمراض النفسية
لا تنتهي الصور النمطية المغلوطة عند العيادات فقط بل تمتد لتشمل العلاج فيها أيضًا، فيما يلي أكثر الأخطاء الشائعة عن العلاج النفسي:
الأدوية النفسية تسبب الإدمان وتغير من شخصية الفرد
يخاف الكثيرون من أخذ الأدوية النفسية ظنًا منهم أنها تسبب الإدمان وتغير شخصية الفرد بشكلٍ جذري. على الرغم من أن الأدوية النفسية لها أعراض جانبية، إلا أن الطبيب النفسي يصفها بعناية ويتابع مرضاه لضمان فعاليتها ومراقبة تأثيراتها، ويجب التوضيح أن الهدف الأساسي من هذه الأدوية هو استقرار الصحة النفسية.
يستغرق العلاج النفسي سنوات لظهور النتائج
يعتقد بعض الناس أن العلاج النفسي عبارة عن عملية مطولة تستغرق سنوات ليحصل الشخص على نتائج، بينما تختلف مدة العلاج من شخصٍ لآخرٍ وتبعًا للحالة التي يعاني منها، إلى أن هناك العديد من طرق العلاج النفسي منها ما هو قصير الأمد ويحقق تحسينات كبيرة في غضون أشهر مثل: العلاج السلوكي المعرفي.
التحدث عن المشاكل النفسية يجعلها أسوأ
يعتقد البعض أن مناقشة مشاكلهم ستؤدي إلى تفاقمها، ومع ذلك فإن الحديث عن المشكلات النفسية مع الأطباء والمختصين النفسيين يمكن أن يوفر الراحة ووجهات نظر جديدة واستراتيجيات للتأقلم، حيث يوفر العلاج مساحة آمنة للأفراد للتعبير عن مشاعرهم واستكشاف أفكارهم ومساعدتهم على اكتساب البصيرة والعمل نحو الحلول.
يطلق المعالجون النفسيون الأحكام
يتجنب بعض الأفراد عيادة الأمراض النفسية لأنهم يخشون أن يحكم عليهم الأطباء والمختصون النفسيون، لكن مقدمي الرعاية النفسية مدربون على علاج الناس من دون إطلاق الإحكام ويقدمون الدعم التعاطفي. هدفهم هو مساعدة المرضى على استكشاف أفكارهم ومشاعرهم في مساحة آمنة، فبناء علاقة ثقة واحترام هو أساس للعلاج الفعال.
يمكن استبدال المختصون النفسيون بالأصدقاء وأفراد العائلة
في حين أن الدعم من الأصدقاء والعائلة أمر مهم وقيم للغاية، إلا أنه لا يمكن استبدال العلاج المقدم من المختصين به، إذ أن العاملين في المجال النفسي مدربون بشكل خاص وعندهم الخبرة الكافية لتشخيص ومعالجة مجموعة واسعة من الاضطرابات والحالات النفسية. علاوةٌ على ذلك، فهم يقدمون رأيهم الموضوعي، ويطبقون أنواع مختلفة من العلاجات التي أثبتت فعاليتها، بالإضافة إلى الدعم المنظم، جميع هذه الأمور لا يمكن للأصدقاء وأفراد العائلة أن يقدمونها.
من هم العاملون في العيادات النفسية؟
يعمل في العيادات النفسية عدد كبير من الأشخاص الذين يمتلكون خبرة في العمل بمجال الرعاية النفسية، فيما يلي أهم الأشخاص الذين بإمكانك إيجادهم:
- الأطباء النفسيون: هم أفراد أتموا دراستهم في كلية الطب وتخصصوا في مجال الطب النفسي، يشخصون الاضطرابات النفسية ويقدمون العلاج المناسب بأشكاله كلها.
- المعالجون النفسيون: يركز المعالجون النفسيون على التشخيص والعلاج النفسي بالكلام فقط، وقد تخرجوا من كلية علم النفس أي لا يملكون الصلاحيات نفسها الخاصة بالطبيب.
- الممرضون النفسيون: هم الممرضون المختصون في الرعاية النفسية، تشمل مهامهم إعطاء الأدوية، والإشراف، ودعم الخطة العلاجية التي وضعها الطبيب أو المعالج.
يمكن أن يساعد تصحيح الأخطاء الشائعة عن عيادة الأمراض النفسية في إيقاف المشاعر السلبية التي قد تتردد في ذهن الفرد الخائف من الذهاب إلى إحدى العيادات التي تقدم مجموعة من الخدمات المصممة لدعم أي شخص يعاني من ضائقة نفسية وذلك مهما كانت شدتها، أي سواء كان مجرد قلق بسيط أو اضطرابات نفسية أكثر حدة، ونحن في لبيه قادرون على تقديم المساعدة التي تحتاجها من خلال تحميل التطبيق الخاص بنا.