6 استراتيجيات للحفاظ على الارتباط الأسري في ظل العمل والتطور الرقمي المتسارع
يعد قضاء الوقت مع العائلة أحد أعظم الهدايا التي يمكن أن تحصل عليها، إذ أنَّ مشاركة الوقت الممتع لا يؤدي فقط إلى تقوية وبناء الروابط العائلية، ولكنه يوفر أيضًا شعورًا بالانتماء والأمان لكل فرد في الأسرة، ولكن في عصر يتسم بالعمل والتطور الرقمي المتسارع، يبرز تحدي الحفاظ على الأسرة وتعزيز الارتباط الأسري كأولوية قصوى.
في هذا المقال سنبين لك استراتيجيات فعّالة لتقوية الروابط الأسرية، مبينًا أهمية إيجاد التوازن بين متطلبات الحياة العصرية والحاجة الماسة للحفاظ على الترابط الأسري.
ما أهمية الأسرة في استقرار الصحة النفسية؟
يتجاوز المنزل كونه مسكن مادي، فقد بينت دراسة أن الروابط الأسرية المتينة ولاسيما في في ظل العمل السريع لها دور حاسم في تعزيز سلوكيات إيجابية لدى الأطفال، مثل تحسين مستوياتهم الدراسية، وكذلك تعزيز التواصل بين الأبناء وأولياء أمورهم.
هذه الديناميكيات الأسرية بدورها تؤثر بشكل مباشر على الصحة النفسية، فيما يلي سنبين لك أبرز الآثار الإيجابية لأهمية تعزيز الروابط الأسرية على الصحة النفسية:
1- توتر أقل
إن الفرد الذي يعيش ضمن أسرة داعمة وسليمة وقادرة على إظهار الحب والدفء هو أقل استجابة للضغوط النفسية، ويكون أكثر قدرة على مواجهة الإجهاد، إذ يرتبط عدم وجود الفرد ضمن أسرته بالشعور بالقلق والتوتر وخاصةً في مرحلة الطفولة، والذي يساهم في زيادة إنتاج هرمون الكورتيزول، وهو الهرمون المسؤول عن الشعور بالتوتر.
2- القدرة على الشفاء
إن التواجد في عائلة له دور أيضًا بقدرة الفرد على التشافي من الأمراض والاضطرابات النفسية أو الجسدية، الأمر الذي ساهم في الحفاظ على توازن واستقرار الصحة النفسية، إذ أن الدعم العاطفي من العائلة يمكن أن يقطع شوطًا طويلاً نحو مساعدة الفرد على التعافي من أي اضطراب أو مرض.
3- الالتزام بسلوكيات صحية
يساعد التواجد في أسرة سليمة على تحديد نمط حياة صحي شامل، فإذا كان أفراد العائلة يشجعون على اتباع نظام غذائي صحي، وممارسة الرياضة، والابتعاد عن التدخين، وما إلى ذلك، فمن المحتمل أن تحذو حذوهم، فقد بينت دراسة أن الروابط الأسرية ضرورية لرفاهية الفرد على مدار الحياة، إذ يمكن أن توفر العلاقات الأسرية المتوازنة جميع الأدوات التي يمكن أن تساعد الفرد في التغلب على التوتر، والانخراط في سلوكيات صحية، مما يؤدي إلى استقرار الصحة النفسية للفرد لفترة أطول من الزمن.
4- احترام الذات
إن الأشخاص الذين لديهم علاقات قوية ضمن العائلة هم أقل عرضة للإصابة بالاكتئاب أو تدني احترام الذات، فعلى سبيل المثال: الأطفال الذين نشأوا في أسرة ليس لديها روابط قوية هم أيضًا أكثر عرضة لرؤية أنفسهم بطريقة سلبية، إذ بينت دراسة أن الأطفال المعرضين للنزاعات الأبوية هم أكثر عرضة لشعورهم بانخفاض احترام الذات، وبالتالي يعتقد هؤلاء الأطفال أنهم غير أكفاء وليس لديهم قيمة في محيطهم.
ما هي الاستراتيجيات للحفاظ على الارتباط الأسري في ظل العمل والتطور الرقمي المتسارع؟
في ظل العمل السريع والتطور الرقمي، يصبح الحفاظ على الارتباط الأسري تحديًا يواجه العديد من الأسر، إليك بعض الاستراتيجيات التي يمكن أن تساعد في تعزيز العلاقات الأسرية والحفاظ على الارتباط بين أفراد الأسرة:
تحديد أوقات مخصصة للعائلة
خصص أوقاتًا محددة خلال الأسبوع لقضائها مع العائلة دون أي مشتتات خارجية مثل: الهواتف المحمولة أو التلفاز، يمكن أن تكون هذه الأوقات لممارسة نشاطات ممتعة مثل: اللعب معًا، أو الخروج في نزهة، أو حتى مشاهدة فيلم كعائلة.
تناول الوجبات معًا
حاول أن تجعل تناول وجبة واحدة على الأقل يوميًا مع العائلة أمرًا ثابتًا، هذا الوقت يعزز الحوار بين أفراد الأسرة ويقوي الروابط العائلية، فقد بينت دراسة كيف يمكن أن تؤثر وجبات العائلة المشتركة على صحة النفسية والعلاقات والسلوكيات الاجتماعية.
القيام بالأعمال المنزلية كعائلة
تقاسم المسؤوليات والأعمال المنزلية وخاصة مع الأطفال يعلم القيمة وأهمية العمل الجماعي، ويساعد في توطيد العلاقات الأسرية من خلال العمل معًا نحو هدف مشترك.
بينت دراسة كيف يمكن لتقاسم المسؤوليات والأعمال المنزلية بين أفراد الأسرة أن يعزز من القيم الأسرية ويساهم في توطيد العلاقات بينهم، كما ركزت الدراسة على الأدوار التي يلعبها كل من الآباء والأطفال في الأعمال المنزلية، وكيف يؤثر ذلك على تماسك الأسرة وتنمية مهارات العمل الجماعي لدى الجميع وخاصة الأطفال.
وضع قواعد محددة للعائلة
إنشاء قواعد وأهداف محددة للعائلة يعد خطوة مهمة نحو بناء بيئة أسرية متماسكة وداعمة وخاصة في ظل العمل المتسارع. هذه العملية تساعد في تعزيز الشعور بالانتماء والمسؤولية المشتركة بين أفراد الأسرة، إذ يجب تحديد القيم الأساسية التي يعتبرونها مهمة. هذه القيم قد تشمل الصدق، والاحترام، والتعاون، والكرم، والمثابرة، ومن المهم أن يشارك الجميع في هذا النقاش وأن تكون هناك محاولة للوصول إلى توافق في الآراء حول القيم الأساسية للأسرة.
عقد اجتماعات عائلية
عقد اجتماعات عائلية بشكل دوري هو ممارسة قيمة تساهم في تعزيز الروابط بين أفراد الأسرة وتحسين التواصل بينهم وخاصة عندما يكون معظم أفراد الأسرة ملتزمون بواجبات مهنية في الخارج، هذه الاجتماعات توفر منصة للجميع للتعبير عن مشاعرهم، ومشاركة الأفكار والمخاوف، ومناقشة المشكلات العائلية بطريقة بناءة، والتخطيط للمستقبل معًا.
تشجيع الدعم المتبادل
تشجيع الدعم المتبادل في الأسرة يعتبر من الأسس الهامة لبناء بيئة أسرية متماسكة وصحية، خاصة في ظل الضغوط التي يمكن أن تفرضها الحياة العملية المتسارعة والتحديات التي قد تواجه الأسرة في مختلف الأوقات، والدعم المتبادل يعني تقديم العون، والاهتمام، والمساندة بين جميع أفراد الأسرة، وذلك يشمل الدعم العاطفي، والمادي، والنفسي، والمعنوي. هذا النوع من الدعم يوفر شبكة أمان لأفراد الأسرة في مواجهة الصعوبات.
إن التحديات التي تواجه الأسر في عصرنا هذا تتطلب منا أن نكون أكثر وعيًا، أي يجب أن نستغل التكنولوجيا لصالحنا، دون أن نسمح لها بأن تزيد من الفجوة بيننا. بالتواصل الفعّال، والتعاطف، والدعم المتبادل، يمكننا تجاوز العقبات وتعزيز الروابط الأسرية التي تشكل جوهر استقرارنا النفسي والعاطفي.
ولكن إذا كنت تشعر بأنك غير قادر على تعزيز الروابط مع أسرتك، يمكنك التواصل مباشرة مع المعالج النفسي في لبيه من خلال تحميل
تطبيق لبيه لنعمل معًا حتى تظل عائلاتنا مصدر قوتنا وسعادتنا في هذا العالم المتغير.