هل تعاني من العزلة في مكان العمل؟ إليك أهم الخطوات للتعامل مع هذه الحالة
يمكن أن تصنف العزلة في مكان العمل كنوع من سوء المعاملة، تحدث عندما يشعر شخص ما بأنه مستبعد أو منبوذ من قبل الزملاء الذين يعمل معهم. تظهر الأبحاث أن الموظفين الذين يشعرون بالعزلة يصبحون أقل اهتمامًا بمساعدة مؤسساتهم ويقللون من مشاركتهم الاجتماعية استجابةً لذلك، وبالتالي يقللون من الأنشطة التي لا تشكل جزءًا من واجباتهم الرئيسية في العمل. من ناحية أخرى، تظهر بعض الأبحاث أن هؤلاء الموظفين يزيدون من تواصلهم وسلوكهم الإيجابي في المجتمع، ما يعني أنهم يحاولون بجد أكبر القيام بأشياء تسمح لهم بالحصول على قبول وتواصل مع الآخرين. إن العزلة في مكان العمل تجعل الموظفين يشعرون بإحساس أقل بالانتماء إلى المجموعة أو المؤسسة أو مكان العمل.
النتائج العملية للعزلة في مكان العمل
توضح الدراسات أن العزلة في مكان العمل قد تكون ضارة بالإنتاج الكلي للمؤسسة، من المهم بشكل خاص ملاحظة كيف أن التواصل السيئ بين الموظفين لا يؤدي فقط إلى قيام الموظفين بتكوين تقييمات سلبية حول عزلتهم، ولكن شكلت تقييمات سلبية حول المؤسسة بأكملها، فيقرر الموظفون أنهم لا ينتمون لهذا المكان، ويتصرفون على هذا الأساس. وقد أظهرت العزلة في مكان العمل تأثيرات ضارة أقوى على الصحة النفسية للموظفين من الأنواع الأخرى من سوء المعاملة.
لذلك، يجب على المنظمات تشجيع التواصل والتعاون وزيادة دعم موظفيها، قد يقلل هذا من احتمالية العزلة الاجتماعية، لأن هؤلاء الموظفين يحتاجون إلى فرصٍ لبناء مهاراتهم الاجتماعية والثقافية، حتى يكونوا مجهزين بشكل أفضل للتعامل مع العزلة في العمل وتقليل تأثيراتها السلبية. يمكن أن تكون ظروف العمل غير الملائمة أو المجهدة ضارة بشكل كبير بالصحة النفسية للموظفين، ويمكن أن تسبب ضغوطًا نفسية وجسدية (مثل القلق والاكتئاب وتشنج العضلات والصداع النصفي) والأمراض المزمنة (مثل ارتفاع ضغط الدم والقرحة الهضمية). يمكن تقليل هذه المظاهر باستخدام قواعد علم نفس الصحة المهنية، من خلال اتباع قواعد بسيطة مثل:
- تعزيز العلاقة بين المدراء والموظفين.
- تطبيق قواعد علم النفس لتحسين نوعية الحياة العملية.
- حماية وتعزيز صحة وراحة العمال.
- تعزيز التواصل في بيئة العمل.
العزلة في مكان العمل وارتباطها بالصحة النفسية
يمكن أن يكون للعزلة في مكان العمل تأثير ملحوظ على الصحة النفسية للموظفين، لأنها تعكس الاستجابات النفسية للموظف، وهي فئة واسعة تشمل الاستجابات العاطفية.
تتسم العزلة في مكان العمل بإهمال الانخراط اجتماعيًا مع الآخرين ونقص المشاركة الاجتماعية. عندما يعاني الأفراد من انخفاض التفاعل الاجتماعي، يمكن أن يقودهم ذلك إلى الشعور بأنهم غير موجودين بالنسبة للآخرين في مكان العمل، ما يقوض الإحساس بالقيمة الذاتية التي يكتسبونها من المنظمة ويجعلهم يشكون في أنفسهم. العزلة تؤدي بالضحايا إلى تصور أنفسهم على أنهم غير مرحب بهم من الآخرين أو المنظمة.
العزلة والسلوك في مكان العمل
درست العديد من الدراسات النتائج الضارة للعزلة في مكان العمل فيما يتعلق بالاحتياجات والسلوك النفسي للموظف. يمكن للعزلة في مكان العمل وفق مبدأ الفعل ورد الفعل أن تؤدي إلى المعاملة السلبية، بحيث ترتبط بالاستجابات السلبية، بما في ذلك السلوك المنحرف. وبالتالي، قد ينخرط الأشخاص في مزيد من السلوكيات الضارة، مثل نشر الشائعات أو ممارسة العنف الجسدي تجاه زملائهم، وعندما يتراجع شعورهم بالانتماء قد ينخرط الأفراد أيضًا في تخريب المعدات وبيئة مكان العمل، عندما لا يتلقون الدعم من مؤسساتهم ويشعرون أن هويتهم في مكان العمل مهددة.
أبرز خطوات التعامل مع الشعور بالعزلة في مكان العمل
لمواجهة تأثيرات العزلة في مكان العمل وتقليل تأثيراتها للحد الأدنى يمكن اللجوء للخطوات التالية:
تحدَّ أي افتراضات قد تدفعك إلى إلقاء اللوم على نفسك في الموقف:
يجب أن تعلم أن مدى تعرضك للتأثيرات السلبية للعزلة يعتمد كليًا على كيفية إدراكك للموقف وتهديده لك. يتوقف هذا جزئيًا على إحساسك الخاص بكيفية اختلاف تجربتك عن الأعراف الاجتماعية، أو عن السلوك الذي تتوقعه عمومًا في موقف معين. إذا لم تتوقع أبدًا أن تتم دعوتك إلى اجتماع، على سبيل المثال، فلن تشعر بالإهمال عمدًا عندما يُعقد بدونك. لذا فإن الفهم الأفضل لمعايير الموقف والنية من ورائه قد يحسن منظورك للحدث في حد ذاته.
تحدث إلى المقربين منك والذين يعرفون الموقف الذي تتعامل معه:
عندما تتحدث إلى شخص مقرب عما تمر به، فمن المهم ألا تفترض أن هذا الشخص سيعرف واقعك بالتفصيل، لكن الحقيقة أنه من الصعب اكتشاف العزلة من الخارج، ومن المعتاد ألا يرى أي شخص آخر ما يحدث أو يفهمه بوضوح، من أجل ذلك يجب شرح الواقع بالتفصيل للحصول على مشورة ودعم جيدين حتى لو لم يؤيد الشخص وجهة نظرك.
تزويد موظفي الموارد البشرية بأدوات تدخل مفيد:
قد تركز هذه الأدوات على المساعدة في تقليل حالة عدم اليقين المرتبطة بالعزلة. يجب على العمال المنعزلين تجنب اجترار المشاعر السلبية، لأن ذلك يعيق التعافي ويطيل من الحالة المزاجية السلبية ويؤدي إلى الإحباط كما توحي النتائج. ومن الضروري خلق جو من التفاهم والتسامح مع تنوع مكان العمل للقادمين الجدد والموظفين المختلفين، ومن المهم توضيح القواعد والمعايير التنظيمية التي تساعد القادمين الجدد على التأقلم وبالتالي تجنب العزلة، من خلال:
- دعم شبكات التواصل في مكان العمل وتقوية الروابط العاطفية، لأنها تبدو من أكثر الاستراتيجيات فعالية.
- إجراء برامج وورشات عمل تركز على تجنب الاستبعاد والرفض، وعلى عواقب العزلة وضررها.
- الحرص على المشاركة في الأنشطة والمناسبات الاجتماعية وتقوية الروابط مع زملاء العمل.
اطلب الدعم الاجتماعي:
يمكن تحقيق ذلك من خلال التوصيات التالية:
- ابحث عن الأشخاص الذين يقدرون مساهماتك في الفريق أو الذين يقدرونك اجتماعيًا.
- اقضِ المزيد من الوقت مع الأشخاص الإيجابيين.
- ركز على التفاعلات الاجتماعية الإيجابية.
- حاول معالجة نقص تقدير الذات وتجنب العوامل المؤهبة له.
بالإضافة لذلك، يمكن أن يمنحك التواصل بأشخاص آخرين الثقة التي تحتاجها لمواجهة علاقات أكثر صعوبة، ومن الخطوات الهامة في هذا المجال قم بإنشاء شبكة عمل أوسع بحيث يمكنك الحصول منها على المعلومات والموارد الهامة من أجل العمل، وحاول توثيق ما يحدث بدقة مثل أي أنماط من العدوانية أو المضايقة أو التنمر، لأن هذه الطريقة سوف تمنحك فرصة أفضل لعرض القضية للآخرين. قد يكون من الصعب تحدي المواقف التي تنطوي على العزلة لأن الآخرين أقل احتمالية لتقدير مدى السوء الذي قد تشعر به حتى المتخصصين في الموارد البشرية قد لا يكونون على دراية بمدى ضرر العزلة. يمكن أن يساعدك توثيق الموقف وتأثيراته على عملك في إثبات القضية.