معلومات وحقائق عن الصحة النفسية
تلعب الصحة النفسية دورًا حاسمًا في حياة الشخص، فهي تؤثر على الشعور بالسعادة والرضا، وتساهم في تحقيق التوازن العاطفي والاجتماعي، وإن معرفة المزيد عن الصحة النفسية يمكن أن يساعد في تعزيز جودة الحياة وتحقيق التوازن النفسي.
في هذا المقال، سنتناول بعض المعلومات والحقائق الأساسية حول الصحة النفسية وأهميتها في حياتنا اليومية، مما سيساعدنا في فهم أفضل لهذا المجال وكيفية الاعتناء بأنفسنا على الصعيد النفسي.
ما هو مفهوم الصحة النفسية؟
يشير مصطلح الصحة النفسية إلى حالة الرفاه العامة للعقل والعواطف والنفس، وتعتبر الصحة النفسية مهمة في كل مرحلة من مراحل الحياة، من الطفولة والمراهقة وحتى مرحلة البلوغ.
تُعزى الصحة النفسية السليمة إلى توازن العواطف والتعامل الإيجابي مع التحديات والضغوط الحياتية، إذ يؤثر ذلك على طريقة تفكيرنا وشعورنا وتصرفنا، كما أنها تساعد في تحديد كيفية تعاملنا مع التوتر، والتواصل مع الآخرين، واتخاذ خيارات صحية.
بحسب منظمة الصحة العالمية، إن الصحة النفسية هي أكثر من مجرد غياب الاضطرابات أو الأمراض النفسية، إذ لا تقتصر الصحة النفسية على إدارة الظروف، بل تتعلق أيضًا بالعافية والسعادة المستمرة، وتؤكد أن الحفاظ على الصحة النفسية أمر بالغ الأهمية على المستوى الفردي وعلى مستوى المجتمع.
ما هي عوامل خطر الصحة النفسية؟
عندما يتمتع الشخص بصحة نفسية سليمة يكون قادرًا على التعامل مع ضغوط الحياة العادية، إذ تسمح هذه الحالة باتخاذ قرارات عمل منتجة، وتسمح بتقديم مساهمات ذات معنى للشخص نفسه وللمجتمع الذي يعيش فيه.
مع ذلك، توجد ظروف مختلفة قد تؤثر على القدرة على التعامل مع صعوبات الحياة، قد تؤدي هذه العوامل أيضًا إلى تعطيل الأنشطة اليومية والقدرة على إدارة هذه التغييرات، والتي قد تؤثر على الصحة النفسية ويمكن أن تزيد من خطر الإصابة باضطرابات نفسية.
لذا إليكم بعض هذه الحقائق عن عوامل خطر الصحة النفسية:
إساءة المعاملة خلال مرحلة الطفولة
يمكن للتربية غير السليمة، وتعرض الطفل لسوء المعاملة أو تعرضه للاعتداءات الجسدية أو النفسية أو اللفظية أن تكون أحد أبرز الأسباب للإصابة بالاضطرابات النفسية.
فقد يعاني الطفل من مشاعر خوف وعجز وإحباط وحزن شديد، وقد يشعر بالذنب أو العار، مما يؤدي إلى زيادة احتمالية إصابته بالاضطرابات النفسية وخاصةً القلق والاكتئاب، كما قد يعاني من اضطرابات النوم والشهية، وقد يُظهر تراجعًا في الأداء الأكاديمي والاجتماعي، وبالتالي يمكن أن تؤثر هذه الضائقة النفسية والعاطفية على ثقته بالنفس وقدرته على التعامل مع التحديات في المستقبل.
بينت دراسة (Nemeroff CB et al., 2020) أن تعرض الطفل لسوء المعاملة في أي مرحلة من مراحل النمو يمكن أن يكون له عواقب طويلة الأمد، ويرتبط بزيادة ملحوظة في خطر الإصابة بالاضطرابات النفسية والجسدية.
الظروف البيئية
تعتبر الظروف البيئية مساهمًا قويًا في توازن الصحة النفسية، إذ يمكن أن تعكس الظروف البيئية القاسية تأثيرات سلبية على الصحة النفسية.
على سبيل المثال: قد تؤثر الظروف الجوية على زيادة حالات الاكتئاب حيث يمكن أن تؤدي الأجواء الرمادية والممطرة المستمرة إلى تدهور المزاج وزيادة مشاعر الحزن والاكتئاب لدى البعض، فقد يشعرون بالإرهاق وفقدان الاهتمام بالأنشطة التي يستمتعون بها.
أكدت دراسة (Helbich M et al., 2018) أن الصحة النفسية البشرية تنشأ من تفاعل معقد بين العوامل الوراثية والنفسية ونمط الحياة وعوامل أخرى كالبيئة التي يعيش فيها الشخص؛ إذ يمكن للبيئات التي يكثر فيها الضوضاء، وتلوث الهواء، والظروف الجوية القاسية أن تؤدي إلى اضطرابات نفسية.
وبالمثل؛ فإن رؤية أو التعرض بشكل مباشر للكوارث الطبيعية مثل: الزلازل والفيضانات، قد تزيد من فرص الإصابة باضطرابات نفسية مثل: اضطراب ما بعد الصدمة، والذي يتميز بأعراض مثل: الهلع والقلق المستمر والأفكار المؤرقة.
العوامل الوراثية
تلعب العوامل الوراثية دورًا هامًا في الصحة النفسية السليمة، وذلك من خلال وجود توارث للعوامل الجينية التي تؤثر على التوازن الكيميائي في الدماغ والنظام العصبي، وهذا قد يزيد من قابلية الشخص للإصابة بالاضطرابات النفسية.
في الحقيقية، العوامل الوراثية ليست العامل الوحيد في تطور الاضطرابات النفسية، إذ يعتبر التفاعل بين العوامل الوراثية والبيئية مهمًا أيضًا، فقد تؤثر الظروف المحيطة وتجارب الحياة على تفعيل الجينات المرتبطة بالاضطرابات النفسية، أي يجب أن نفهم أن العوامل الوراثية لا تعني أن الاضطراب النفسي سيظهر بشكل ضروري، بل إنها قد تزيد من احتمالية الإصابة به.
في دراسة (Charney DS et al., 2000) شملت 16 شخصًا يعانون من الاكتئاب الشديد و16 حالة أخرى غير مصابة بالاكتئاب، أشارت النتائج إلى أن العوامل الوراثية وتفاعلها مع العوامل البيئية تسهم بشكل كبير في تطور اضطراب الاكتئاب.
نمط الحياة
إن تأسيس نمط حياة صحي يشمل العادات الصحية مثل: ممارسة الرياضة وتناول غذاء صحي له دور في الحد من الاضطرابات النفسية.
على سبيل المثال: ممارسة الرياضة بانتظام تعزز إفراز مواد كيميائية مثل الإندورفينات في الدماغ، والتي تعمل كمضادات للتوتر وتساهم في تحسين المزاج والعافية النفسية. بالإضافة إلى ذلك، تؤدي النشاطات البدنية المنتظمة إلى زيادة تدفق الدم والأكسجين إلى الدماغ مما يعزز وظائفه ويحسن الانتباه والتركيز.
أشارت دراسة (Rao KS et al.,2008) إلى أن هناك صلة قوية بين النظام الغذائي غير الصحي وزيادة خطر الاكتئاب والاضطرابات النفسية الأخرى. بمعنى آخر، إذا كنت تتبع نظام غذائي سيء وغير صحي، فقد تكون عرضة لخطر أعلى للإصابة بالاكتئاب، وتشير الدراسة أيضًا إلى أن هناك عناصر غذائية مهمة يمكن أن تؤثر إيجابيًا على الصحة النفسية، مثل: الفيتامينات والمعادن والأحماض الدهنية الأساسية.
لا شك أن الصحة النفسية جزء لا يقل أهمية عن الصحة الجسدية، إذ يمكن أن تكون لحالة صحتك النفسية تأثير كبير على جميع مجالات حياتك، لذا لا بد من الاهتمام بها، إذا كنت تجد صعوبة في معالجة مخاوفك المتعلقة بالصحة النفسية، فلا تتردد في طلب المساعدة من خلال تحميل تطبيق تطبيق لبيه والتواصل مع المختص لمساعدتك على تحقيق الرعاية المثالية لصحتك النفسية وبأفضل الطرق الممكنة.
كما يمكنك الاشتراك في لبيه بلس لتحظى بخدمات مميزة على مدار العام مما يساعدك على تحسين صحتك النفسية.
المراجع
1- Lippard ETC, Nemeroff CB. The Devastating Clinical Consequences of Child Abuse and Neglect: Increased Disease Vulnerability and Poor Treatment Response in Mood Disorders. Am J Psychiatry. 2020;177(1):20-36. doi:10.1176/appi.ajp.2019.19010020.
2- Helbich M. Mental Health and Environmental Exposures: An Editorial. Int J Environ Res Public Health. 2018;15(10):2207. Published 2018 Oct 10. doi:10.3390/ijerph15102207.
3- Bremner JD, et al. Hippocampal volume reduction in major depression. Am J Psychiatry. 2000 Jan;157(1):115-8. doi: 10.1176/ajp.157.1.115.
4- Rao TS, et al. Understanding nutrition, depression and mental illnesses. Indian J Psychiatry. 2008 Apr;50(2):77-82. doi: 10.4103/0019-5545.42391. PMID: 19742217; PMCID: PMC2738337.