إذا كان طفلك ينتقل من نشاط إلى آخر بحيوية غير محدودة، وتشعر أنه يواجه صعوبة في الاستماع إليك أو اتباع التوجيهات، أو كنت غير راضٍ عن أدائه في المدرسة، حيث يحصل على درجات أقل من مقبولة ويظهر مشاكل سلوكية، في هذه الحالة قد يكون الطفل يعاني من اضطراب فرط الحركة. وعلى الرغم من عدم وجود إجابة واحدة كافية للتعامل مع طفل مفرط النشاط، تعرّف معنا على أهم النصائح التي يمكن أن يجعل التعامل معه أسهل، ومستواه الدراسي أفضل.

نصائح للتعامل مع الطفل الذي يعاني من فرط الحركة 

إليك بعض النصائح التي تساعدك في التعامل مع طفلك، إذا كان يعاني من فرط الحركة: 

1- ضع قواعد واضحة

يتساهل الكثير من الأهالي في التعامل مع أبنائهم، للحفاظ على حياة عائلية بسيطة ومريحة دون وجود الكثير من القواعد. يفيد هذا الأسلوب في الواقع مع العديد من الأطفال، لكن يواجه الطفل المصاب بفرط الحركة الكثير من المشاكل ضمن البيئات غير الواضحة؛ لذلك عليك فرض أسس وقواعد محددة ومرتبة، إذا كنت تتعامل مع طفل مفرط الحركة، سيعرف الطفل بهذه الطريقة ما هو متوقع منه من يوم لآخر.

2- لا تكن قاسيًا

من المهم أن تحدد المواقف التي تستحق النقاش مع طفلك بحذر لأن الطفل مفرط الحركة ليس (طفلاً سيئًا)، حيث تحدث الأعراض بسبب حالة نفسية تدعى اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة. تؤثر هذه الحالة على قدرة الدماغ على تمرير المعلومات بين الخلايا العصبية؛ لذا يشكّل العيش ضمن قيود الحياة اليومية صراعًا كبيرًا بالنسبة له. عليك التركيز على القضايا المهمة للنقاش واترك المواقف البسيطة تختفي لوحدها.

3- ابتعد عن التعليمات المعقدة

من الصعب على الطفل المصاب باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه اتباع وتذكر قائمة طويلة من التعليمات. عليك بدلاً من ذلك، تقسيم المهام إلى أجزاء أصغر، واجعل الطفل ينظر في عينيك عندما تشرح الأشياء وتقدم له الأوامر بشكل مبسّط، ثمّ دعه يعيد كل خطوة.

يمكن أن تساعد كتابة التعليمات الطفل على اتباعها، حيث تسمح القائمة المكتوبة للطفل المفرط الحركة بالتركيز على كل مرحلة لوحدها، ويتمكن أيضًا من الرجوع إلى القائمة للمساعدة في تحريك ذاكرته وشطب الخطوات أثناء إكمالها.

4- تجنّب كل ما يشتت ذهنه

الأمور التي لا يلاحظها معظم الناس بسهولة تشتت انتباه الطفل الذي يعاني من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه؛ لذلك يجب القيام بالمهام التي تتطلب التركيز، مثل: الواجبات المدرسيّة في منطقة هادئة بعيدًا عن المشتتات. دع الطفل يجلس بشكل مريح في مكان بعيد عن النوافذ والأبواب، واسمح له بالتنقل ولكن دون أن يشتت انتباهه بأشياء أخرى.

5- كافئ طفلك

من المهم أن يدرك الطفل أن إنجاز المهام المطلوبة منه يستحق المكافأة. امنحه الثناء والمكافآت كلما نجح في إكمال واجباته، واسمح له  أيضًا بمكافأة ذاته من خلال اختيار المهام التي تستحق جائزة، ولا تقلق عند التعامل مع الطفل مفرط الحركة، من أنك تعوّد الطفل على وجود مقابل للمشاركة بالمهام، فالدعم الإيجابي يفيد في تجاوز صعوبة تنفيذ واجباته.

6- ساعد الطفل على إنشاء قائمة مهام

يمكن أن يساعد وجود قائمة بمسؤوليات الطفل على دعم شعوره بالاستقلال، كما تمنح القائمة المكتوبة الطفل مرجعًا مرئيًا لاستخدامه عندما يشتت انتباهه أو ينسى ما يجب عليه فعله. علمّه أيضًا الرجوع إلى القائمة كلما شعر بالملل أو لم يكن متأكدًا مما يجب فعله بعد ذلك. لا تعاقب الطفل على عدم إكمال قائمة المهام خلال فترة زمنية محددة، بل عليك مكافأته على المهام التي تمكن من إكمالها بنجاح.

7- لا تتسرع في اللجوء للأدوية

يوجد حاليًا الكثير من الأدوية التي توصف لتخفيف أعراض فرط الحركة، لكنّ هذه الأدوية تحمل آثارًا جانبية عديدة، ولا ينبغي أن تكون خيارك الأول. إذا لم تنجح طرق تعديل السلوك على مدى فترة من الوقت، فيجب استشارة طبيبك الخاص والعمل معًا لتقرير ما إذا كان الدواء مفيدًا لطفلك.

فقد أظهرت دراسة (Hinshaw et al., 2015) التي تناولت فعالية العلاج الدوائي لوحده أو بالمشاركة مع أساليب تعديل السلوك على مدى 14 شهرًا، عدم فعالية العلاج الدوائي بمفرده على المدى الطويل، مقابل الأساليب السلوكية، كما ترافق مع عدد من الآثار الجانبية غير المرغوبة التي أدت في بعض الحالات لإيقاف العلاج.

8- امنحه الكثير من الوقت للتسلية

أثبتت الدراسات ارتفاع معدلات فرط الحركة عند الأطفال، بنفس الوقت الذي ينخفض فيه عدد المدارس التي توفر فترة استراحة. يحتاج الطفل ببساطة إلى فرصة للركض واللعب في بيئة غير منظمة. ومع تزايد انشغال الأهل والمعلمين بعملهم، أصبح وقت الأطفال أكثر ترتيبًا من أي وقت مضى. لذا عليك التأكد من أن طفلك يحصل على الوقت الكافي للعب في الخارج كل يوم.

9- دافع عن طفلك

بمجرد تشخيص فرط الحركة، يندفع الكثيرون لإبداء آرائهم، ويعتقد الجميع أنه يعرف ما هو الأفضل لطفلك، لكن غالبًا ما تكون الآراء متضاربة وغير هادفة. حاول أن تتعاون مع المحيط من العائلة والأصدقاء لتطوير خطة تتضمن خبرة الآخرين في الاضطراب ومعرفتك الخاصة بما يحفز طفلك بشكل فردي. 

من المهم إخبار الأشخاص المسؤولين عن رعاية طفلك بالحالة التي يعاني منها، حيث يعد التعامل مع الطفل مفرط الحركة أمرًا صعبًا بالنسبة لمن يجهل حالة طفلك. تمنحك مناقشة الموقف أيضًا الفرصة لإخبار الشخص المسؤول عن الأساليب التي تستخدمها حاليًا.

10- استشر طبيبك دائمًا

من المفيد أن تثقف نفسك بالمعلومات الصحية من خلال القراءة والتحدث إلى الأصدقاء، ولكن عليك دائمًا استشارة طبيبك قبل اتخاذ الإجراءات الطبية أو تغيير روتينك الصحي، لأن المعلومات التي تقوم بقراءتها لا تهدف إلى استبدال نصائح الطبيب.

11- تعلّم كل ما يلزم عن فرط الحركة

حاول أن تعلم كل شيء عن اضطراب طفلك، وقم بإجراء بحثك الخاص، مع الأخذ بعين الاعتبار أن المعلومات على الإنترنت ليست موثوقة دائمًا؛ لذا التزم بالمصادر الجديرة بالثقة للحصول على معلومات كافية.

لا تتعجل باتخاذ قرارات بشأن علاج طفلك ولا بأس أن تتروى بهذه الخطوة وتستشير مختصًا، أيضًا جرب طرح أسئلة لتوضيح النقاط التي لا تفهمها، وخذ الكثير من الوقت الذي تحتاجه لتصبح مرتاحًا في مناقشة مشاكل طفلك، حيث يمثل التعامل مع طفل يعاني من فرط الحركة مجموعة فريدة من التحديات، ويتطلب الكثير من الجهد والوقت. ومع ذلك، فإن اتباع هذه النصائح يمكن أن يجعل تحمل العبء أسهل. ساعد طفلك على التركيز من خلال تقديم معلومات بسيطة وسهلة الفهم وسجّل الواجبات المطلوبة منه، أيضًا ثقف نفسك عن اضطراب الطفل وناقش الحالة مع الأطباء المختصين. يمكنك بهذه الطريقة دعم نجاحات طفلك والحد من سلوكياته السلبية.

يمكنك بأي وقت تحميل تطبيق لبيه مجانًا، ومناقشة حالة طفلك من المنزل، مع نخبة من أفضل الأطباء والمعالجين النفسيين. احجز موعد استشارتك الآن أو سجّل بمجموعات الدعم واستفد من جميع خدمات الرعاية الصحية التي تقدمها المنصة، بأقل سعر ممكن.

المراجع

[1] 10 Tips For Coping With A Hyperactive Child (everydayhealth.com), Everyday Health Platform, Retrieved 23/07/2023.

[2] Strategies for Helping Hyperactive Children in Class and at Home, (verywellfamily.com), Dotdash Meredith, Retrieved 23/07/2023.

[3]  Hinshaw, S.P., Arnold, L.E. (2015), “Attention-deficit hyperactivity disorder, multimodal treatment, and longitudinal outcome: evidence, paradox, and challenge”. WIREs Cogn Sci, 6: 39-52. https://doi.org/10.1002/wcs.1324