لدينا جميعًا مواهب وتجارب ومجموعة من المهارات والاهتمامات التي تعطي لحياتنا معنى، وقد يكون وضع الأهداف والسعي لتحقيقها من أكثر الأشياء التي تحتاج إليها لتكوِّن شخصيتك وتحدد الطريق الذي تريد الاستمرار به، وبالرغم من جميع التحديات التي تواجهها ومهما كان الطريق صعبًا إلا أن متعة الوصول ستنسيك كل ما مررت به، فهدفك هو شيء ترغب به وتريده، وشغفك لتحقيقه سيكون قوتك ودافعك نحو الاستمرار.

ماذا يعني أن تبحث عن هدفك في الحياة؟

هدفك في الحياة هو شيء يعبر عنك وخاص بك فقط كبصمة إصبعك، ولهذا السبب تنهض يوميًّا في الصباح الباكر مهما كنت متعبًا ومرهقًا لتحقيق ما تسعى إليه. 

تؤكد دراسة (Musich.2016) أن امتلاك هدف في الحياة يجعلك تشعر أن هناك معنى لماضيك ولمستقبلك، كما أن لذلك نتائج إيجابية على صحتك، فهو يقلل الأمراض المزمنة والشعور بالعجز الجسدي والنفسي، ويقلل نسبة الاضطرابات النفسية مثل الاكتئاب والقلق. 

إن السعي لإيجاد هدفك هو المفتاح الذي يساعدك على النجاح والتقدم في الحياة، وعندما نتكلم عن هدفك في الحياة نعني بالتأكيد الأهداف والرؤى بعيدة المدى، وبتحقيق جزء من هذه الأهداف ستستمر في المضي قدمًا، لأن ذلك يكون نابعًا عن قناعة وحب ورغبة شديدة في السعي لما تريد تحقيقه، وتلبيةً لاحتياجات المحيط من حولك، ومن هنا تبدأ بتحقيق ما تحب وتتلقى مقابلًا له.

لماذا عليك تحديد هدفك في الحياة؟

قد تفكر أنه من الجميل أن تمتلك هدفًا في الحياة، لكن الغاية من ذلك أكبر بكثير، فعندما يكون لحياتك معنى تتحسن صحتك النفسية والجسدية، لأن وجود غاية وهدف لحياتك يعطيك راحة وسلامًا داخليين، ما يقلل خطر حدوث الكثير من الأمراض مثل: السكتة الدماغية والجلطات القلبية ويساعدك على النوم بشكل أفضل ويقلل خطر الإصابة بالخرف والأمراض العصبية، ولا بأس أن تشعر أن هدفك يتغير مع تقدمك في العمر، فذلك أمر جيد يشير إلى أنك في تقدم وتطور مستمر، ويجعلك على تواصل وتفاعل مع محيطك العائلي والاجتماعي ويجنبك العزلة وتأثيراتها السلبية. 

بحسب إحدى الدراسات فإن الوحدة والعزلة الاجتماعية من المخاطر الرئيسية التي تؤثر على صحة البالغين عمومًا، ولا يقل خطرها عن ارتفاع الضغط والتدخين والبدانة، كما أنها تؤثر على طبيعة الحياة عند الأشخاص الأكبر من 50 عامًا، ولهذا تؤكد الدراسة على ضرورة التدخل الطبي لحل هذه المشكلة وتوعية الناس والكادر الطبي حول مخاطر هذه الحالة النفسية وتدريبهم على علاجها، وخاصة بوجود دليل على فعالية العلاج في هذه الحالات.

كيف تجعل لحياتك معنى؟

إذا كنت تتساءل عن هدفك في الحياة وكيف تجده وكيف تجعل لحياتك معنى، إليك بعض النصائح التي تساعدك في ذلك:

• النضج في طريقة التفكير يساعدك على فهم ما تريد في هذه الحياة، فالنمو والتطور المستمر يساعدك على تحديد هدفك والسعي لتحقيقه، واستغلال التحديات كفرص والاستفادة منها، والمثابرة بالرغم من الفشل، وتقبل الانتقاد وآراء الآخرين.
• قدم بعضًا من وقتك لغيرك، فبذلك تشعر أن لحياتك معنى وهدف، فعندما تساعد الآخرين تساعد نفسك أيضًا. تؤكد دراسة ( Geng.2022) أن العمل التطوعي والتبرع والأعمال الخيرية لها دور في تحسين صحتك النفسية، وتشير علاقاتك الإيجابية مع الآخرين على قدرتك على التعاطف القوي والصداقة والمودة، وتؤكد الدراسة أن الأشخاص الذين يقدمون من وقتهم ومالهم للآخرين يزداد رضاهم عن نفسهم، وتتحسن إنتاجيتهم في العمل، وتقل أعراض الاكتئاب لديهم، كما تتحسن حالتهم النفسية بشكل عام.
• اتبع شغفك واهتماماتك، فتلك مؤشرات تدلّك على هدفك في الحياة، ويمكنك طلب المساعدة من الأشخاص المقربين منك ليلفتوا نظرك إلى ما تجيد وما تبرع فيه.  
• اعتنِ بنفسك جيدًا بالطريقة التي تحبها، وذلك من خلال ممارسة النشاطات التي تحبها كالمشي في الطبيعة مثلًا، فعندما تهتم بنفسك يرتاح دماغك ويخلق الأفكار الإبداعية، ويزداد تركيزك وقدرتك على اتخاذ القرارات الصحيحة.

كيف تستفيد من برنامج “حياة ذات معنى” الذي يقدمه تطبيق لبيه

يقدم تطبيق لبيه برنامج “حياة ذات معنى” والذي يهدف إلى تنمية المرونة النفسية من خلال زيادة مهاراتك في بناء حياة غنية وذات معنى، واكتشاف قيمتك وما يهمك في الحياة وتحديد أهدافك، وتدريبك على مهارة وضع الأهداف والالتزام بها، بالإضافة إلى تزويدك بالتمارين والأنشطة العملية التي تساعدك على التعامل مع المعوقات الداخلية والخارجية في رحلة بناء الأهداف وتحقيقها.

يتم ذلك من خلال عدة جلسات تمر بعدة مراحل، وتبدأ باكتشاف قيمتك وتحديد ما يهمك في الحياة، ثم تدريبك على مهارة وضع الأهداف والتعامل مع العوائق الداخلية مثل أفكارك، والتدريب على التعامل مع المعوقات الخارجية مثل ظروف الحياة الصعبة.

وراء كل نجاح هدف سعيت لتحقيقه بجهد وإصرار بالرغم من كل الصعوبات التي واجهتها في طريقك، ولهذا عليك السعي دائمًا لتحديد غايتك في الحياة ومحاولة تحقيقها، فعندها يصبح لحياتك معنى أفضل وتشعر أن لوجودك سبب مقنع تريد تحقيقه وتسعى إليه بكل شغف.

الدراسات:

1- Musich S, Wang S.S, etc. Purpose in Life and Positive Health Outcomes Among Older Adults. Population Health Management. 2018

2- National Academies of Sciences, Engineering, and Medicine; Division of Behavioral and Social Sciences and Education; Health and Medicine Division; Board on Behavioral, Cognitive, and Sensory Sciences; Board on Health Sciences Policy; Committee on the Health and Medical Dimensions of Social Isolation and Loneliness in Older Adults. Social Isolation and Loneliness in Older Adults: Opportunities for the Health Care System.2020

3- Geng Y, Chen Y, etc. Volunteering, Charitable Donation, and Psychological Well-Being of College Students in China. Frontiers in Psychology. 2022;12:790528