يتزايد حدوث نوبات الهلع في الوقت الحالي لدى الكثير من الأشخاص وخصوصًا عند الأطفال والمراهقين، ويمكن أن تكون نوبات الهلع مصدرًا للقلق على صحة النفسية للطفل بالنسبة لك كوالد. 

في معظم الحالات لا يدل حدوث نوبة الهلع عند الطفل على مشكلة في دماغه أو جسده إنما يحاول جسده حمايته فقط، وباتباع العديد من النصائح مع متابعة العلاج مع الطبيب يمكن عادة إيقاف نوبات الهلع، ويساعد العلاج المبكر أيضًا في منع حدوث مضاعفات خطيرة. 

ما هي نوبة الهلع؟

نوبة الهلع هي شعور مفاجئ وشديد بالرعب أو الخوف دون وجود خطر فعلي، وعادة ما تحدث أعراض نوبة الهلع فجأة وتبلغ ذروتها في غضون 10 دقائق ثم تهدأ، لكن قد تستمر بعض النوبات لفترة أطول أو قد تحدث على التوالي ما يجعل من الصعب تحديد متى تنتهي النوبة الأولى وتبدأ نوبة أخرى، وقد وجدت مراجعة (1999 ,Masi et al) نُشرت في مجلة بانمينيرفا ميديكا أن 18% من البالغين الذين تحدث لديهم نوبات الهلع قد ظهرت هذه النوبات لديهم في الطفولة قبل بلوغهم عمر 10 سنوات.

أعراض نوبة الهلع

عادةً ما تظهر نوبات الهلع لدى طفلك فجأة، وتؤدي إلى شعوره بالخوف الشديد، تستمر النوبة من 10 إلى 20 دقيقة، لكنها يمكن أن تبقى لوقت أطول في بعض الحالات، وتختلف التجربة من طفل إلى آخر، وتشمل أكثر الأعراض شيوعًا:

• ألم في الصدر أو انزعاج.
• قشعريرة أو شعور بالحرارة.
• الشعور بالاختناق.
• الشعور بالدوار أو عدم الاستقرار أو الإغماء.
• الخوف من الموت.
• الخوف من فقدان السيطرة أو الجنون.
• الشعور بعدم الواقعية أو الانفصال عن الذات.
• غثيان أو تشنج في البطن.
• الخدر أو الوخز.
• الخفقان أو تسارع معدل ضربات القلب.
• إحساس بضيق التنفس أو الخنق.
• التعرق.
• الرجفان.

كيف أتعامل مع نوبات الهلع التي تصيب طفلي؟

في أثناء نوبة الهلع قد يشعر طفلك وكأنه يفقد السيطرة، ولكن هناك أشياء يمكنك مساعدته على القيام بها لاستعادة السيطرة والشعور بأنه يمتلك زمام الأمور مرة أخرى:

ابحث عن المحفزات

حاول العثور على الأحداث أو المحفزات التي تسبب نوبات الهلع عند طفلك واحتفظ بمذكرات للنوبات؛ أي اكتب ما حدث قبل بدء النوبة مباشرة مع ذكر كل التفاصيل مثل: مكان تواجد طفلك وما كان يفعله في ذلك الوقت، واكتب أيضًا الأعراض الرئيسية ومدة استمرارها وما الذي ساعدك على تهدئته، ثم تجنب الأحداث التي تجعله قلقًا، وإذا لم تستطع تجنب حدوث نوبة الهلع لدى الطفل، فعلّمه كيفية التعامل مع تلك الأوقات.

تدارك الموقف وتعامل مع النوبة بدلًا من تجنبها

في بعض الأحيان، قد يبدو من الأسهل تجنب موقف أو مكان يجعل الطفل يشعر بالهلع ومن الطبيعي اتباع هذه الطريقة، ومع ذلك فقد يزيد تجنب هذه المواقف من قلقه، لذلك لا يجب أن يكون الهدف دائمًا تجنب المواقف التي تجعلنا نشعر بالهلع، إنما يجب مساعدة طفلك على تعلم كيفية التعامل مع ما يشعر به في تلك المواقف.

ساعده على استخدام حواسه

حواسنا هي أدوات قوية للمساعدة في التعامل مع مشاعر الهلع والقلق والتوتر، وهذه طريقة سهلة ليستخدمها طفلك:

• اطلب من طفلك الجلوس بشكل مريح والتنفس ببطء.
• اطلب منه أن يسمي بعض الأشياء التي يعتبرها عادية ولا تسبب له القلق: كأن يسمي أربعة أشياء يمكنه رؤيتها وثلاثة أشياء يستطيع سماعها واثنين من الأشياء التي يستطيع شمها وشيء واحد يمكنه تذوقه.

 ركز على التنفس

تنفس البطن مهدئ للغاية ويساعد على سحب الأكسجين إلى أعماق الرئتين، إليك عملية سهلة من ثلاث خطوات:

• دعه يضع يده على معدته.
• دعه يأخذ 5 أنفاس عميقة، 5 ثوانٍ في الشهيق و 5 ثوانٍ في الزفير، على أن يكون الشهيق من خلال الأنف والزفير من الفم.
• اشرح لطفلك أنه عندما يستنشق الهواء، فإنه ينفخ بطنه بهدوء مثل البالون، وعندما يزفر يخرج الهواء ببطء من البالون مرة أخرى.

استخدم الأبجدية

اطلب من طفلك تسمية شيء يبدأ بحرف من أحرف الأبجدية، كأن تطلب منه أسماء حيوانات أو أشخاص أو أماكن أو أطعمة وما إلى ذلك وهذا سيشغل جزءًا مختلفًا من دماغه ويبعد انتباهه عن الخوف والقلق والهلع.

ابحث عن مساحات آمنة

إذا شعر طفلك بالذعر في موقف ما، فوجهه نحو إيجاد مساحة يمكنه فيها التنفس والتفكير بهدوء وقد تكون هذه المساحة مادية ومألوفة بالنسبة له مثل: المنزل أو غرفته، أو تكون مكان خيالي يشعر فيه الطفل بالهدوء كأن يتخيل نفسه في الجزء المفضل لديه من الحديقة أو بجانب البحر.

 متى يجب أن تلجأ للطبيب؟

عندما تحدث أي من الأمور التالية فيجب أن تتواصل مع الطبيب فورًا:

• عدم انتهاء نوبة الهلع بعد 30 دقيقة باستخدام أي من النصائح السابقة.
• تكرار نوبات الهلع.
• لم يسبق أن راجعت الطبيب من أجل هذه النوبات.
• تعتقد أن طفلك بحاجة إلى أن يراه الطبيب.
• حالة الطفل تسوء أكثر.

ما هو دور الطبيب؟ 

يجب أولًا تقييم الأطفال والمراهقين الذين يعانون من أعراض نوبات الهلع من قبل طبيب الأسرة أو طبيب الأطفال، وإذا لم يجد الطبيب مرض أو حالة جسدية أخرى تسبب هذه الأعراض، يُحال الطفل إلى الطبيب النفسي الذي سيقترح العلاج، ويمكن أن يتضمن علاج نوبات الهلع العلاج النفسي أو الأدوية أو مزيجًا من كليهما.

• العلاج النفسي: تشمل أنواع العلاج النفسي التي قد تكون مفيدة ما يلي: العلاج السلوكي المعرفي (CBT) والعلاج بالتعرض والعلاج النفسي الديناميكي الذي يركز على الهلع، وقد وُجد في تحليل تلوي لإحدى وعشرين دراسة (2021 .Efron et al) أن العلاج السلوكي المعرفي هو أكثر أنواع التدخل فعالية لعلاج اضطراب الهلع بما في ذلك التدريب على التنفس.
• الأدوية: تُعتبر مثبطات التقاط السيروتونين خط العلاج الأول لنوبات الهلع وقد أظهرت إحدى الدراسات (Edinoff et al. 2021) فعاليتها طويلة الأمد بالإضافة إلى كونها تسبب آثارًا جانبية محدودة ما يجعلها الدواء الموصوف المفضل لاضطراب الهلع، بالإضافة إلى مضادات الاكتئاب التي أظهرت الدراسات (Borwin Bandelow et al. 2017) أنها أصبحت شائعة لعلاج العديد من اضطرابات القلق، بما في ذلك نوبات الهلع ورهاب الخلاء.

تركز هذه العلاجات على تقليل وتيرة هذه النوبات وشدتها، وقد تعتمد خيارات العلاج التي يوصي بها طبيبك على مجموعة متنوعة من العوامل بما في ذلك التشخيص والتاريخ الطبي للطفل وشدة الأعراض.

صحيح أن حدوث نوبات الهلع لدى طفلك هو أمر محزن لك لكنه ممكن العلاج؛ لذلك لا تتردد أبدًا في تحميل تطبيق لبيه للحصول على النصائح من المختصين واستشارة الأطباء إذا واجهت أي صعوبة في التعامل مع حالة طفلك.

المراجع 

1- G Masi, R Romano. “Panic disorder in children and adolescents”. Panminerva Med. 1999 Jun;41(2):153-6. PMID: 10479916.

2- Gene Efron, Bethany M Wootton. “Remote cognitive behavioral therapy for panic disorder: A meta-analysis”. J Anxiety Disord. 2021 Apr;79:102385. doi: 10.1016/j.janxdis.2021.102385. Epub 2021 Mar 16.

3- Amber N Edinoff, Haseeb A Akuly, et al. “Selective Serotonin Reuptake Inhibitors and Adverse Effects: A Narrative Review”. Neurol Int. 2021 Aug 5;13(3):387-401. doi: 10.3390/neurolint13030038.

4- Borwin Bandelow, Sophie Michaelis, et al. “Treatment of anxiety disorders”. Dialogues Clin Neurosci. 2017 Jun;19(2):93-107. doi: 10.31887/DCNS.2017.19.2/bbandelow.

5- What are panic attacks? Understanding the triggers is the first step to helping your child overcome the condition, www.unicef.org, retrieved on 25 July 2023.

6- Panic Attack, www.seattlechildrens.org, retrieved on 26 July 2023.

7- How Can I Help My Child During an Anxiety or Panic Attack?, discoverymood.com, retrieved on 26 July 2023.