يعتبر خمول الجسم ونقص مستوى النشاط البدني من الأسباب الرئيسية لتدهور الصحة وارتفاع نسبة الوفيات حول العالم، فالأشخاص الذين لا يمارسون نشاطًا بدنيًا كافيًا يكونون أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية وداء السكري وهشاشة العظام، بالإضافة للعديد من التأثيرات النفسية مثل الاكتئاب والقلق والتوتر الدائم، فما هي أسباب خمول الجسم، وكيف يمكن التغلب عليها.
ماذا نقصد بخمول الجسم؟
يمكن التعبير عن الخمول بعدم تحريك الجسم لفترات طويلة من الزمن، وهو نمط حياة شائع جدًا في عالمنا اليوم، ويمكن أن يكون الخمول على شكل الجلوس أو الاستلقاء على الأريكة ومشاهدة التلفاز لوقت طويل، أو الجلوس على مكتب وجهاز كمبيوتر أو هاتف محمول، وغالبًا ما يرتبط خمول الجسم بعادات غير صحية مثل عادات الأكل السيئة، ومشاكل النوم، والاضطرابات النفسية المختلفة.
إذا كان الفرد يعاني من الخمول فهذا لا يعني أنه غير قادر على ممارسة تمارين رياضية مجهدة، بل يكون غير قادر على القيام بأنشطة بسيطة مستمرة كالأعمال المنزلية.
التأثيرات السلبية لخمول الجسم
يترتب على قلة النشاط البدني الكثير من التأثيرات السلبية سواء على الصحة النفسية أو الجسدية، وفيما يلي أبرز هذه التأثيرات:
- البدانة: هناك تأثير متبادل بين النشاط البدني ووزن الجسم، إذ يساعد النشاط البدني على حرق الدهون والحفاظ على وزن مثالي، ولذلك فإن الخمول وقلة النشاط البدني يسبب زيادة غير مرغوبة في وزن الجسم، ما يؤدي في النهاية للبدانة مع كل ما يرتبط بها من مشاكل.
- داء السكري: يمكن لقلة النشاط البدني أن تزيد مقاومة الجسم للأنسولين، ما يؤهب لإصابة الجسم بداء السكري من النمط الثاني لاسيما عند الأشخاص المتقدمين في العمر والذين يعانون من زيادة الوزن.
- ارتفاع ضغط الدم: يلعب النشاط البدني دورًا هامًا في الحفاظ على صحة القلب والأوعية الدموية؛ بينما يؤدي الخمول وضعف اللياقة إلى تراكم الدهون في الأوعية الدموية فتفقد مرونتها وتصاب بالتصلب، ونتيجة لذلك يرتفع ضغط الدم.
- الاكتئاب: يؤهب الخمول ونمط الحياة الكسول للإصابة بالاكتئاب والعديد من المشاكل النفسية الأخرى، مثل القلق والتوتر المستمر والإجهاد النفسي المزمن، وقد يؤثر ذلك بشكل كبير على عادات الأكل والنوم ونوعية الحياة بشكل كامل.
ما هي أسباب خمول الجسم؟
لقد تغير نمط الحياة البشري بشكل كبير خلال العقود السابقة، فاليوم يقضي معظم الأفراد وقتًا أطول بلا حركة في بيئة لا تحد من النشاط البدني فحسب، بل تتطلب الجلوس لفترات طويلة كما هو الحال في العمل، كما أن الاعتماد الكامل على وسائل النقل المختلفة له دور كبير في خمول الجسم وضعف قدراته الحركية، ونذكر هنا أبرز أسباب الزيادة في خمول الجسم:
- ارتفاع ملحوظ في الوظائف المكتبية، والتي لها دور أساسي في ضعف قدرة الجسم على الحركة، وتعرضه إلى مزيد من المضاعفات كآلام العمود الفقري والرقبة.
- تلعب التقنيات الحديثة أيضًا دورًا في خمول الجسم، فهي تُسهل الأعمال وتقلل الجهد المبذول وتقلل الوقت اللازم لإنجاز المهام، ومن الأمثلة على هذه التقنيات أجهزة الكمبيوتر والإنترنت.
- زيادة الوقت الذي يقضيه الفرد جالسًا أثناء التنقل من مكان إلى آخر بهدف الوصول إلى العمل والدراسة.
- زيادة الوقت الذي يقضيه الفرد على الهاتف المحمول ووسائل التواصل الاجتماعي وخاصة عند فئتي المراهقين وكبار السن.
- ساعات العمل الطويلة، ففي بعض البلدان قد تتجاوز مدة ساعات العمل أكثر من 10 ساعات.
- زيادة خدمات التوصيل إلى المنزل، والتي أدت إلى تقليل حاجة الأشخاص إلى زيارة المتاجر فعليًا والقيام بنشاط يومي.
لماذا يجب أن يكون الفرد أكثر نشاطًا؟
تحتاج عضلة القلب باستمرار إلى نشاط بدني وتمارين منتظمة لمساعدتها على العمل بشكل صحيح، وعندما يكون الفرد نشيطًا، يعمل القلب والرئتين بشكل أفضل لضخ الدم المحمل بالأوكسجين إلى جميع أنسجة وخلايا الجسم، ويقلل النشاط البدني من خطر الإصابة ببعض أمراض القلب والدورة الدموية بنسبة تصل إلى 35%. وقد أظهرت دراسة نشرها مركز الوقاية من الأمراض والسيطرة عليها أنه حتى الفترات القصيرة من النشاط الفيزيائي يمكن أن تحقق فوائد كبيرة للجسم.
من أهم فوائد النشاط البدني المنتظم على الصحة العامة للجسم:
- يساعد في التحكم في ضغط الدم وإبقائه ضمن المستويات الطبيعية.
- يرفع مستويات الكوليسترول الجيد في الدم ويقلل من الكوليسترول الضار.
- يساعد في التحكم في مستويات الجلوكوز في الدم، ما يقلل من خطر الإصابة بداء السكري.
- يزيد من عدد السعرات الحرارية التي يحرقها الجسم ويساعد في الحفاظ على وزن صحي.
كيف يمكن زيادة النشاط البدني؟
معظم الناس ليس لديهم الوقت الكافي لممارسة الرياضة ومع ذلك، هذا لا يعني أنه لا يمكنهم القيام بنشاط بدني يومي، إذ يمكن دمج بعض الحركات البسيطة في الأنشطة والمهام العادية التي يقوم بها الفرد كل يوم من خلال تطبيق ما يلي:
إجراء تمارين التمدد:
يعد القيام بتمارين التمدد طريقة رائعة لتحفيز العضلات دون بذل الكثير من الجهد، وهي طريقة مفيدة خصوصًا في العمل المكتبي لأن الجلوس لفترة طويلة يؤدي للشعور بالتصلب، كما يمكن ممارسة التمارين المكتبية، لما لها من دور إيجابي في زيادة حرق السعرات الحرارية، وبحسب توصيات منظمة الصحة العالمية إذا كان لدى الفرد وظيفة تتطلب الجلوس على مكتب، يجب أخذ استراحات قصيرة للحركة لمدة 2-3 دقائق كل 20 إلى 30 دقيقة من الجلوس.
صعود الدرج:
غالبًا ما يتجاهل معظم الناس صعود الدرج لأنهم يكونون في عجلة من أمرهم ولا يمكنهم تحمل إضاعة الوقت، ولكن يعتبر صعود الدرج طريقة بسيطة لزيادة مستويات النشاط البدني كل يوم.
القيام بالأعمال المنزلية:
يعد القيام بالأعمال المنزلية طريقة رائعة للتخلص من خمول الجسم، لذا على الفرد الانخراط في أعمال المنزل كتنظيف الأرضيات وترتيب الأثاث وغسل الأطباق؛ لما لها من دور في تقليل مستوى الخمول وزيادة النشاط البدني.يؤثر الخمول وقلة النشاط البدني على جميع أعضاء الجسم تقريبًا، وله دور أساسي في زيادة الاكتئاب والقلق والتوتر، وقد يسبب حالة تعرف بالإجهاد النفسي المزمن، ويمكن للتوصيات والنصائح السابقة أن تساعدك في التخلص من حالة الخمول والانطلاق نحو حياة أكثر صحة وحيوية، ويمكنك أيضًا التواصل مع معالجك النفسي عبر تطبيق لبيه في أي وقت للحصول على المساعدة وطرق العلاج والتوصيات المناسبة للتخلص من خمول الجسم والاضطرابات النفسية المرتبطة به.
المقالات المقترحه:
← اقرأ ايضاً: كيف أتغلب على خمول الصيف؟
← اقرأ ايضاً: تقلبات المزاج وعلاقتها مع الطقس.. كيف يؤثران على بعضهما؟
← اقرأ ايضاً: الاكتئاب وتأثيراته على وزن الجسم
أشهر المختصين:
← احجز جلستك الآن: د. حاتم ال زاحم
Arabic 
English