روتين صحي لزيادة إنتاجية الموظفين العاملين عن بُعد وحمايتهم من الإرهاق والتشتت
بقلم: أشرف سالم
أصبح العمل عن بُعد نمطًا شائعًا للعديد من الموظفين، حيث يوفر مرونة واستقلالية. ومع ذلك، يمكن أن يجلب هذا النمط بعض التحديات، مثل التشتت والعزلة والإرهاق.
إن إنشاء روتين صحي يساعد الموظفين العاملين عن بُعد على الحفاظ على إنتاجيتهم، مع العناية بسلامتهم النفسية والجسدية. فيما يلي بعض الممارسات الرئيسية التي يمكن أن تساهم في بناء روتين متوازن، يعزز الإنتاجية ويحمي من الإرهاق والتشتت.
وضع حدود واضحة لساعات العمل
يمكن أن يكون من الصعب التمييز بين الحياة العملية والشخصية عند العمل من المنزل. لذا يجب على الموظفين العاملين عن بُعد، تحديد ساعات عمل واضحة والالتزام بها. وإنشاء وقت محدد لبدء وإنهاء العمل يتيح التركيز على المهام دون خطر الإفراط في العمل. من المهم أيضًا إبلاغ أفراد الأسرة والزملاء بهذه الحدود لتقليل المقاطعات خلال ساعات العمل.
إنشاء مساحة عمل مخصصة
تخصيص مكان محدد للعمل يساعد في إنشاء حدود مادية ونفسية بين العمل والترفيه. حتى لو كانت المساحة محدودة، فإن تخصيص ركن من الغرفة أو طاولة للعمل يمكن أن يعزز التركيز والإنتاجية. مساحة العمل المنظمة والمريحة تساهم أيضًا في زيادة الراحة وتقليل التشتت.
إدارة المهام بفعالية
غالبًا ما يتعين على الموظفين العاملين عن بُعد التعامل مع مهام ومسؤوليات متعددة. فمن الأفضل استخدام أدوات أو تطبيقات إدارة المهام للبقاء منظمًا وعلى المسار الصحيح. كما أن تقسيم المهام إلى أهداف أصغر وأسهل يساعد في إكمال العمل دون الشعور بالإرهاق. وبدء اليوم بترتيب الأولويات المهمة أو الأكثر تحديًا يمكن أن يؤدي إلى سير عمل أكثر إنتاجية.
أخذ فترات راحة منتظمة
العمل دون أخذ فترات راحة يمكن أن يؤدي إلى الإرهاق. يجب على العاملين عن بُعد دمج فترات راحة قصيرة خلال يومهم. تُعد تقنية بومودورو، التي تتضمن جلسات عمل مركزة لمدة 25 دقيقة يتبعها استراحة لمدة 5 دقائق، إحدى الأساليب الفعالة. هذه الفترات تساعد في تجديد العقل ومنع الإجهاد، مما يحسن الإنتاجية.
الحفاظ على نظام غذائي صحي
من السهل تناول الوجبات السريعة بلا وعي أو تفويت وجبات الطعام أثناء العمل عن بُعد، ولكن هذا قد يؤثر على مستويات الطاقة والتركيز. يجب على الموظفين العاملين عن بُعد السعي لتناول وجبات متوازنة، تمدهم بالطاقة طوال اليوم والتأكد من شرب الماء بانتظام. الاحتفاظ بزجاجة ماء قريبة يعمل كتذكير جيد للبقاء نشطاً.
دمج النشاط البدني
الحفاظ على النشاط البدني مهم لتجنب نمط الحياة الكسولة الذي يمكن أن يأتي مع العمل عن بُعد. يمكن للموظفين دمج تمارين بسيطة مثل التمدد أو المشي القصير، أو حتى التمارين السريعة في المنزل خلال فترات الراحة. النشاط البدني يزيد من الإندورفين، يقلل من التوتر، ويساعد في تحسين الصحة النفسية والجسدية.
البقاء على اتصال مع الزملاء
قد يؤدي العمل عن بُعد أحيانًا إلى الشعور بالعزلة. التواصل المستمر مع الزملاء من خلال الاجتماعات الافتراضية أو المحادثات غير الرسمية يعزز الشعور بالانتماء. التفاعل الاجتماعي ليس مهمًا فقط للتعاون في العمل، ولكنه أيضًا للدعم العاطفي الذي يمكن أن يساعد في منع الإرهاق.
ممارسة التأمل والتقنيات الاسترخائية
دمج ممارسات التأمل، مثل التنفس العميق أو التأمل الذهني المتاحة على تطبيق نفس، يمكن أن يساعد الموظفين على إدارة التوتر والبقاء في حالة تركيز. يمكن أن يستفيد العاملون عن بُعد من تقنيات الاسترخاء التي تعزز الوضوح الذهني وتقلل من القلق، خاصة خلال فترات الضغط العصبي والذهني.
تحديد الأهداف اليومية
إنشاء مجموعة واضحة من الأهداف لكل يوم يوفر توجيهًا وهدفًا. يجب على الموظفين العاملين عن بُعد تحديد أهداف واقعية، وقابلة للتحقيق، لمنح بنية لعملهم اليومي وضمان بقائهم منتجين. كما أن الاحتفال بالإنجازات الصغيرة يمكن أن يعزز الروح المعنوية والتحفيز.
الحفاظ على جدول نوم صحي
النوم ضروري للتعافي وتعزيز الوظائف العقلية. يجب على الموظفين العاملين عن بُعد الحفاظ على جدول نوم منتظم، بهدف الحصول على 7-9 ساعات من الراحة كل ليلة. النوم الجيد يساهم في تحسين التركيز والإبداع والقدرة على التكيف العاطفي، مما يجعله ركيزة أساسية للإنتاجية والصحة النفسية.
الحفاظ على التوازن بين الإنتاجية والصحة النفسية والجسدية أمر بالغ الأهمية للموظفين العاملين عن بُعد. من خلال تحديد الحدود الواضحة، والاعتناء بالصحة الجسدية والنفسية، والبقاء على اتصال مع فريق العمل، يمكن للعاملين عن بُعد الحفاظ على مسارهم المهني دون المخاطرة بالتعرض للإرهاق. اتباع هذه الممارسات الصحية كجزء من الروتين اليومي يمكن أن يؤدي إلى إنتاجية مستدامة وموظفين أكثر سعادة وصحة.