تُعد ثقافة المؤسسة مجموعة من القيم والمعتقدات والسلوكيات المشتركة التي توجّه العمل، وتنعكس بالطريقة التي يتعامل فيها الموظفون مع بعضهم ومع الزبائن، ومع أنه من الممكن أن تتطور ثقافة الشركة بشكل طبيعي، إلا أنه يوجد طرق يمكن من خلالها تشجيع ثقافة إيجابية للمؤسسة من شأنها تحسين إنتاجية الموظفين ومعنوياتهم ومشاركتهم في بيئة العمل.

ماذا يعني بناء ثقافة عمل ومؤسسة إيجابية؟

تُعرف ثقافة المؤسسة الإيجابية على أنها سلوكيات بيئة العمل التي من خلالها ينمو التعاون والإنتاجية والرضا بين الموظفين. في هذا النوع من البيئة يثق المديرون بقدرة موظفيهم على أداء أعمالهم بكفاءة وجودة عالية، وبقدرتهم على اتخاذ القرارات دون الحاجة إلى الإشراف عليهم باستمرار. 

علاوة على ذلك، في هذه البيئة يُكنُّ الموظفون الاحترام لبعضهم ويعملون كفريق لإتمام المهام المكلفين بها. عامة، تركز ثقافة المؤسسة الإيجابية على نقاط القوة التي يمتلكها كل موظف وتساعدهم على تطوير مهاراتهم ونموهم المهني.
الجدير بالذكر أن ثقافة المؤسسة الإيجابية هي تفرع لعلم النفس الإيجابي، وهو أحد الفروع القائمة على الأدلة، يُركّز فيه على نقاط القوة والسلوكيات الفردية التي تؤدي إلى عيش حياة ذات هدف ومعنى، وهذا بالضبط ما يركز عليه تطبيق نفس للعافية الشاملة.

كيف تتعرف على ثقافة العمل الإيجابية؟

تختلف الأعمال عن بعضها في الكثير من الأمور، ولكن فيما يتعلق بثقافة العمل والمؤسسة الإيجابية فهناك بعض السمات العالمية التي تشكل هيكلًا أو إطارًا عامًّا للشركة التي تمتلك أو ترغب في بناء بيئة عمل إيجابية، إليك أهمها:

• الثقة والسلامة النفسية: تتلخص هذه النقطة عندما لا يخشى الموظفون التكلم، وعندما يثقون بأنه يمكنهم مشاركة آرائهم دون الخوف من أن أحدًا ما سيحاول إزعاجهم، وخاصةً عندما تكون هذه الآراء مخالفة لآراء المشرفين. تتضمن هذه النقطة أيضًا الشعور بالأمان عند المساهمة بالأفكار والاقتراحات البديلة بالإضافة إلى الشفافية عند اكتشاف الأخطاء.
• الشعور بالانتماء: يرغب الناس أن يشعروا بالانتماء وأنهم مُهمّون، لذلك عندما يشعر الموظفون أنهم جزء من فريق يسهمون فيه ستزداد نسبة انخراطهم بالعمل. تعد الأنشطة الاجتماعية التي تساعد أعضاء الفريق على التعرف إلى بعضهم على المستوى الشخصي طرقًا جيدة لتعزيز شعور الانتماء عند الموظفين.
• فرص للتطوير المهني: تتقدم التكنولوجيا اليوم بسرعةٍ، لذلك من المهم أن يهتمّ المشرفون ضمن الشركة بتطوير الموظفين وتدريبهم، ويجب ألا يقتصر التدريب على الخبرات التي يمتلكونها بل يمتد ليشمل مهارات وخبرات جديدة ليطوروا من حياتهم المهنية.

ما عناصر ثقافة المؤسسة الإيجابية؟

هناك مجموعة من الأمور المهمة لتعزيز وإنشاء ثقافة مؤسسة إيجابية بالإضافة إلى النقاط التي ذكرناها أعلاه. إليك أهم هذه النقاط:

تحديد القيم الأساسية

يجب على المديرين والمشرفين تحديد القيم الأساسية والأهداف التي يسعون إلى تحقيقها ودمجها في جوانب الشركة المختلفة. إذ تضيف القيم الأساسية الواضحة معنًى وغايةً إلى عمل الموظفين ما يؤدي إلى تحسين أدائهم وتحفيزهم. عند تأسيس القيم لأول مرة يجب تحديد ما هو مهم للشركة وموظفيها بطريقة تتناسب بها مع ثقافة المؤسسة.

تعزيز التواصل والشفافية

على الموظفين والمديرين بناء علاقة تمكنهم من التواصل فيما بينهم بأريحية وشفافية ضمن نطاق العمل بشأن القرارات التي تُتخذ. الجدير بالذكر أنه في الشركات التي تمتلك ثقافة مؤسسة إيجابية، يكون المشرفون ودودين ولا يواجه الموظفون صعوبةً في التواصل معهم، بالإضافة إلى تقييمهم الدوري لأداء الموظفين. غالبًا ما يشعر الموظفون الذين يمكنهم التواصل علانية مع المديرين والمشرفين بالتقدير بشكلٍ أكبر. علاوة على ذلك تُعد الشفافية والانفتاح والصدق بشأن أداء الشركة وقراراتها جزءًا أساسيًّا من التواصل، فمن خلال هذه الصفات يكتسب المديرون ثقة الموظفين.

تحديد أهداف الشركة

يجب التأكد من أن جميع الموظفين يعرفون تمام المعرفة أهداف الشركة وأهدافهم الفردية، لأن معرفة ما الذي يجب أن يؤديه الموظف يمنحه الغرض والتحفيز لإتمام المهام. كما يجب وضع المكافآت في الحسبان، بالإضافة إلى المرونة في تغيير الأهداف في حال العجز عن أدائها.

مكافأة العمل الجيد

إن مكافأة الموظفين على أدائهم المتميز يمكن أن يجعلهم يشعرون بالتقدير ويستمرون بأداء مهامهم بكفاءة، بالإضافة إلى أن الموظفين الذين يتلقون المكافآت مقابل عملهم الشاق يصبحون أكثر حماسةً وإخلاصًا وانخراطًا بالشركة. تشمل بعض المكافآت ما يلي:

• المديح.
• نظام مكافأة على تحقيق الأهداف.
• مكافآت مالية. 
• إجازات إضافية.
• جوائز مثل: بطاقات الهدايا.

المرونة والتوازن

يجب وضع الاعتبار بتقديم جداول زمنية وفرصًا للعمل عن بعد، فالشركات التي توفر بيئات عمل مرنة لموظفيها تؤمن لهم توازنًا بين حياتهم الشخصية والمهنية ما يؤدي إلى تحسين الروح المعنوية. يمكن للموظفين العمل عندما يكونون أكثر إنتاجية ولا يزالوا يديرون المسؤوليات الشخصية والعائلية، بالإضافة إلى أن الشركات المرنة تستقطب موظفين موهوبين. 

ما تأثير ثقافة العمل الإيجابية على الإبداع؟

يمكن لبيئة العمل التي تتمتع بثقافة مؤسسة إيجابية أن تكون أداة قوية لكسر الحواجز وإثارة طرق جديدة في التفكير، فهي تخلق بيئة يشعر الموظفون فيها بالحرية في المخاطرة والتجربة والتعاون؛ لذلك يجب أن يسعى المديرون والمشرفون لإنشاء بيئة ترحب بالأفكار الجديدة وتدعمها وتشجعها. من الأمور التي من الممكن أن تساعد على تحفيز الإبداع هي السماح للموظفين بالاسترخاء والحفاظ على حس الفكاهة، مما يخفف من مستويات التوتر ويجعل الموظفون يتطلعون للقدوم إلى العمل كل يوم.

لبيه أعمال تساعدك في تعزيز الإيجابية ضمن مؤسستك

يمكننا عبر تطبيق نفس للعافية الشاملة مساعدة كل من الموظفين والمديرين على تحقيق ثقافة عمل ومؤسسة إيجابية، حيث إن تطبيق نفس هو التطبيق العربي الأول لتحقيق العافية الشاملة وصقل المهارات، الذي يساعد المؤسسات والأفراد على خوض رحلة التأمل لحياة مُتزنة، حيثُ يوفر لك مكتبة من المحتوى الصوتي والمرئي بمختلف مجالات الصحة في بيئة العمل والتأمل المثبتة نتائجها علميًّا، إذ تمَّ تسجيل مُحتوى التأمل في نفَس على يد خُبراء في المجال ليتوافق مع المُستخدم العربي بلغة سلسة وسهلة تمكّنه من الاسترخاء والسيطرة على ذاته وتوجيهها نحو السلام الداخلي.

في الختام، تعد ثقافة المؤسسة الإيجابية ركيزة أساسية لنجاح أي شركة، فهي تشجع على الابتكار والإبداع وتعزز الإنتاجية وتساعد على جذب والحفاظ على الموظفين الموهوبين.