ما هو مصير الصحة النفسية في العمل في المستقبل؟
ازداد الاهتمام بـ الصحة النفسية في العمل من قِبل المؤسسات والشركات خاصةّ بعد انتشار فيروس كورونا والتغييرات التي حدثت في طرق العمل.
تشير الإحصائيات إلى أن 1.6 مليار عامل تعرّضوا للتوقف عن العمل بسبب انتشار جائحة كورونا، ويؤدي ذلك إلى البدء بالتفكير بالاستعداد لهذا الوضع الجديد.
في هذه المقالة سنجيب عن الأسئلة التالية:
- ما هي الصحة النفسية في العمل؟
- ما هي التغييرات التي حدثت في بيئة العمل وما هي نتائج هذه التغييرات؟
- كيف سيؤثر مستقبل العمل على الصحة النفسية في العمل؟
- كيفية مراعاة هذه التغييرات من قِبل المدراء وأصحاب العمل؟
ما هي الصحة النفسية في العمل
تُعرف الصحة النفسية (Mental health) حسب منظمة الصحة العالميّة (WHO) بأنها “حالة من الرفاهية التي يدرك فيها الفرد ما هي قدراته الخاصة، ويمكنه التعامل مع ضغوط الحياة العادية، ويمكنه العمل بشكل منتج ومثمر، كما يكون قادراً على تقديم مساهمة لمجتمعه”
أيّ أنّ الصحة النفسية متعقلة بكلّ ما نفكر ونشعر ونتصرّف، وبالتالي عند تعرّض الصحة النفسية لمشكلات معينة تتأثر معها الوظائف اليوميّة، لذلك من المهم الاهتمام بها وإعطائها الأولويّة.
بالتالي من الضروري وجود بيئة عمل تدعم الصحة النفسيّة للموظفين وتكون المحرك الرئيسي لأداء عملهم.
التغييرات التي حدثت في بيئة العمل ونتائجها
شهدت بيئة العمل التغييرات التالية بسبب انتشار فيروس كورونا:
- حوّلت الشركات معظم أعمالها إلى طريقة العمل عن بُعد.
- أصبحت أغلب الشركات تعتمد سياسة توظيف عمال مؤقتين بدلاً من العمل الكامل.
- شهدت الأدوار والمسؤوليات تحوّلاً ملحوظاً.
- الاستفادة أكثر من الذكاء الاصطناعي.
أدّت هذه التوجهات الجديدة في العمل إلى شعور الموظفين بالإرهاق بشكل أكبر، وعدم قدرتهم على الفصل بين العمل والالتزامات المنزليّة، كما أنهم أصبحوا يقضون وقتاً أطول في العمل.
كل ذلك أدى إلى اهتمام الشركات والمنظمات بسلامة الصحة النفسية للموظفين وجعله من أولوياتها.
تبين نتائج دراسة حديثة قام بها دان شاوبل وهو مؤلف وباحث في مكان العمل ما يلي:
- عانى 70% من الأشخاص من التوتر والقلق في العمل خلال السنة الماضية، وهي أعلى نسبة بالمقارنة مع السنوات الماضية.
- أثرت مشكلات الصحة النفسية في العمل لـ 85% من الأشخاص على حياتهم المنزليّة والشخصيّة.
- 76% من الأشخاص كان في اعتقادهم أنه يجب على الشركات الاهتمام أكثر بدعم الصحة النفسية للموظفين.
كيف سيؤثر مستقبل العمل على الصحة النفسية في العمل
- أصبح الموظفون يلجؤون إلى التكنولوجيا وبالأخص الذكاء الاصطناعي من أجل دعم صحتهم النفسية، وذلك مع ترسخ فكرة أنه الحديث عن مشكلاتهم النفسية إلى مديرهم المباشر أو إلى الزملاء في العمل يُعتبر “وصمة عار” ومن الممكن أن يؤدي إلى فقدانهم لعملهم.
وتتمثّل طرق استخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين الصحة النفسية في العمل من خلال التالي:
- تلقي المعلومات اللازمة لأداء العمل.
- أتمتة المهام لتقليل ضغط العمل.
- المساعدة في تحديد أولويات المهام وينتج عنه تقليل التوتر.
وبالنهاية فإنّ الأمر يعود إلى أصحاب العمل لتقديم هذه المزايا التقنيّة لموظفيهم.
- يجب على الشركات والمؤسسات أن تدعم السلامة النفسية للموظفين وذلك من خلال:
- استخدام أدوات لقياس السلامة النفسية العامة للموظفين في العمل.
- رعاية الصحة النفسية للموظفين عن طريق تقديم جلسات علاج أو جلسات استشارية على سبيل المثال.
- امنح الموظفين أيام عطلة مراعاةً لمشكلات الصحة النفسية.
مراعاة هذه التغييرات بما يتلاءم مع الصحة النفسية في العمل
هناك بعض الاستراتيجيات التي يمكن للمدراء وأصحاب العمل إتباعها من أجل دعم الصحة النفسية للموظفين، ومن بعضها:
- إجراء مناقشات ومحادثات مع الموظفين بما يخص مواضيع الصحة النفسية، ومشاركة تجاربهم الشخصية مع الموظفين.
- تشجيع الموظفين على أخذ إجازة في حال كانوا يحتاجون إليها.
- توضيح المهام التي يجب عليهم القيام بها وكذلك ساعات العمل التي من الواجب قضاءها.
- عدم طلب مهام إضافيّة في أيام العطل والإجازات.
أخيراً، تبنّت معظم الشركات العالمية سياسة العمل عن بُعد في المستقبل لذلك من الضروري على المؤسسات والشركات البدء بوضع استراتيجية شاملة لكيفية دعم الصحة النفسية في العمل للموظفين.