الكاتب: د.ريان الصعب

قد يكون السبات الشتوي أفضل تشبيه للاضطراب العاطفي الموسمي (SAI). على عكس الأشخاص المصابين بالاكتئاب الكلاسيكي، الذين يأكلون أقل وينامون أقل، فإن الأشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب يأكلون وينامون أكثر ، مثل الكثير من الحيوانات التي تدخل في سبات شتوي.

لا يدرك العديد من الأشخاص المصابين أنهم يعانون من الاكتئاب ذلك لأن مزاجهم ليس مكتئبًا (أي أنهم لا يشعرون بالحزن). ومع ذلك ، فإنهم يشعرون بالتعب وعدم الاهتمام بالأنشطة المعتادة (انعدام اللذة) ولديهم شهية أكبر ونوم أكبر، وبالتالي يستوفون معايير الاكتئاب السريرية.

أجريت الدراسات الأولية للاضطراب العاطفي الموسمي في NIMH في أواخر السبعينيات. شمل التقرير الأول 29 مريضاً ، 93٪ منهم شُخصوا بمرض ثنائي القطب حيث كانت لديهم نوبات اكتئاب في الخريف والشتاء ونوبات الهوس الخفيف / الهوس في الربيع والصيف. بعبارة أخرى ، يحدث الاضطراب بالكامل تقريبًا لدى الأشخاص المصابين بمرض ثنائي القطب. وبالتالي ، فمنذ البداية ، لم يكن اضطراباً تم اكتشافه حديثًا ولا يختلف عن الأمراض العاطفية الأخرى، ولكنه بالأحرى نمط مسار لدى الأشخاص المصابين بمرض مزاجي معروف بالفعل.

حدث إعادة اكتشاف ارتباط حدوث الأعراض بالمواسم في الاضطراب  العاطفي في NIMH بعد قرن تقريبًا من وصفها الواضح في أدبيات علم النفس الألماني ، بواسطة Emil Kraepelin وآخرين. بين Kraepelin أن هناك ذروة للانتحار ترتبط بالفصول أيضًا: حيث أنه هناك ذروة في الربيع على وجه الخصوص ، جنبًا إلى جنب مع نوبات الهوس . لكن اتخذت مراجعات الدليل التشخيصي والإحصائي (DSM) منذ الإصدار الثالث في عام 1980 وجهة نظر مختلفة ؛ حيث  تم ادراج “الاضطراب العاطفي الموسمي” (SAD) ، كما لو كان منفصل عن الحالات العاطفية الأخرى.

لكن في DSM-5 ، أصبح الاضطراب العاطفي الموسمي الآن مخصص لمرض الاكتئاب والاضطراب ثنائي القطب ( مع النمط الفصلي ) وهذا الاستخدام أكثر اتساقا مع الأدبيات العلمية .ومع ذلك ، يعاني العديد من الأشخاص من تغيرات مزاجية موسمية ولكن لا يعانون من نوبات الاكتئاب أو الهوس / الهوس الخفيف.

إذا كان  هؤلاء الأشخاص لم يسبق لهم أن عانوا  من أي نوبات مزاجية كاملة من أي نوع في حياتهم ، فيمكن القول إنهم يعانون من “كآبة الشتاء” التي ترتبط بخطوط العرض. في المناطق ذات الإضاءة الخافتة خلال فصل الشتاء .

حتى الآن ، أجريت معظم الأبحاث حول الاضطراب العاطفي الموسمي في بلدان تقع في نصف الكرة الشمالي ، حيث تصبح الأيام أقصر كثيرًا مع اقتراب فصل الشتاء. وقد أدى ذلك إلى ظهور النظرية عن علاقة نقص التعرض لضوء النهار وانخفاض مستويات فيتامين (د)، الذي ينتجه الجسم استجابةً للتعرض لأشعة الشمس ودور ذلك في حدوث الاضطراب العاطفي الموسمي حيث يعتمد السيروتونين على توافر فيتامين د ، لذلك فإن انخفاض كمية الضوء تقلل من كمية فيتامين د ، وبالتالي السيروتونين في الدم.

كذلك يرتبط الاضطراب العاطفي الموسمي ارتباطًا مباشرًا بمستويات مرتفعة من الميلاتونين ،حيث ان انخفاض كمية ضوء الشمس خلال هذه الفترة يعزز مستويات الميلاتونين في الجسم واستمرار المستويات المرتفعة من هذا الهرمون خلال النهار ضار بصحة الفرد.

الوضع في الخليج العربي قد يكون مختلف نوعا ما حيث تصل درجات الحرارة إلى 48 درجة مئوية خلال أشهر الصيف ، مما يجعل تجنب الخروج في الهواء الطلق خلال ساعات النهار عادة بالنسبة للكثيرين منا. بالنظر إلى هذا السلوك الموسمي ، يبدو من المنطقي أن يتبع الاضطراب العاطفي الموسمي نمطًا عكسيًا في الخليج العربي، مع ظهور الأعراض في الصيف وهدأتها في الشتاء حيث لا تتغير ساعات النهار كثيرًا ، ووجود سماء زرقاء صافية مع ضوء الشمس أمر مفروغ منه إلى حد كبير.

بجانب مضادات الاكتئاب والعلاج السلوكي المعرفي ، تشمل العلاجات الشائعة الأخرى :

• العلاج بالضوء وقد يُنصح معظم الأشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب بالانتقال إلى أماكن أكثر دفئًا في بداية الشتاء والخريف.
• مكملات فيتامين د.

و عندما تتكرر الأعراض فإنه يمكن استخدام نفس العلاجات والبروتوكولات باستمرار لتصبح أكثر فعالية.

المراجع : 

• Dallaspezia S, Benedetti F, Colombo C, Barbini B, Fulgosi MC, Gavinelli C, Smeraldi E. Optimized light therapy for non-seasonal major depressive disorder: effects of timing and season. J Affect Disord. 2012 May;138(3):337-42. [PubMed] 
• Winkler D, Pjrek E, Iwaki R, Kasper S. Treatment of seasonal affective disorder. Expert Rev Neurother. 2006 Jul;6(7):1039-48. [PubMed] 
• Justin Thomas, Fatme Al Anouti, Sara Al Hasani, Laila Abdel-Wareth &Afrozul Haq Sunshine, Sadness and Seasonality. 25-Hydroxyvitamin D, anddepressive symptoms in the United Arab Emirates (UAE). Int J Ment HealthPromot. (2011) 13:23–6