ما هو الإهمال العاطفي في الزواج؟
تمر Marital relations بالكثير من التقلبات ما بين خلاف ووفاق، وهذا ما يعطيها سببًا للاستمرار، لكن أحيانًا تخرج الأمور عن السيطرة وتتحول الخلافات إلى إهمال يهدد استمرار العلاقة بين الطرفين، وبالرغم من أن الإهمال العاطفي صعب التعريف والملاحظة لكن تأثيراته كبيرة عليك وعلى شريكك وعلى علاقتكما الزوجية أيضًا.
في هذا المقال سنتعرف على الإهمال العاطفي وتأثيره على علاقة الشريكين وسنعطيك حلولًا تساعدك على تخطي ذلك.
ما هو الإهمال العاطفي؟
قد يحدث الإهمال العاطفي في أي نوع من العلاقات، ويشمل تجاهل أحد الطرفين لاحتياجات الطرف الآخر العاطفية، ويتجسد الإهمال العاطفي بعدم مساندة شريكك لك حتى وإن كنت بحاجة إليه، والشعور بأنك الوحيد الذي تبذل مجهودًا لإنجاح هذه العلاقة، وأن شريكك لا يأبه أبدًا لما تقول أو تفعل.
من الأسباب التي تدفع شريكك للتعامل معك بهذه الطريقة هو الإهمال العاطفي الذي عاشه في طفولته، والذي قد يكون عاملًا هامًا يؤثر على شخصيته ويدفعه لمعاملتك بهذه الطريقة، وبحسب a study (Muller.2019) فإن سوء المعاملة في الصغر هو عامل رئيسي لضعف قدرات الشخص على التواصل الاجتماعي، وكثيرًا ما تؤثر على صحته النفسية مع الوقت، وقد أظهرت نتائج الدراسة أن الإهمال العاطفي مرتبط بمستويات منخفضة من الأوكسيتوسين في الدم والذي له علاقة بزيادة الخوف وتجنب العلاقات الاجتماعية، ما يؤثر على سلوك الشخص وتعامله مع الآخرين.
ما أهم علامات الإهمال العاطفي؟
يتخذ الإهمال في الزواج العديد من الأشكال، لكن أكثرها انتشارًا هو الإهمال العاطفي، وبالرغم من صعوبة ملاحظته أحيانًا، لكنه يضعِف العلاقة تدريجيًّا ويؤثر عليها سلبًا، ومن العلامات التي تدل على أنك تتعرض لإهمال عاطفي في علاقتك مع شريكك:
- تشعر أن شريكك لا يهتم لمشاعرك ولا يأبه لما يحدث في حياتك، فلا يسألك عن يومك ولا يكترث لما تقول عندما تحاول إخباره بما تمر به من مشاكل، وهذا ما يجعلك تشعر وكأنك غير مرئي ولا أهمية لوجودك، وما لذلك من تأثير على نفسيتك، وبحسب إحدى الدراسات (Mccomb.2020) فإن شعور أحدهم بقلة القيمة وعدم الأهمية لوجوده في حياة شريكه والآخرين، يولد شعورًا بالوحدة والرغبة في العزلة والابتعاد عن العلاقات الاجتماعية.
- لا يخصص شريكك الكثير من الوقت لك، وتشعر أنه دائمًا مشغول ويجد أي عذر كي لا يقضي معك بعض الوقت ولا يتحدث معك كثيرًا، وهذا ما يجعلك تشعر أنك خارج أولوياته واهتماماته، كما أنه لا يستمع إلى حديثك ولا ينظر إلى عينيك ويقاطعك أثناء كلامك، ما يولد فكرة أن أحاديثك وأفكارك ومشاعرك لا أهمية لها ابدًا.
- لا يدعمك عندما تكون بحاجة إليه، ولا يكترث لأحلامك وأهدافك في الحياة ولا يساعدك على تحقيقها، ما ينعكس سلبًا على صحتك النفسية ويشعرك بالوحدة والرغبة في العزلة.
وجدت a study (Yangaus.2018) أن الوحدة تزيد فرص الإصابة بالعديد من الأمراض مثل: أمراض الجهاز القلبي الوعائي أو ارتفاع الضغط أو السكتة الدماغية أو اضطرابات الاستقلاب كالبدانة، ولها دور هام في الإصابة بأمراض نفسية مثل: الاكتئاب واضطراب القلق والتوتر.
كيف يمكنك تجاوز الإهمال العاطفي؟
من الطبيعي أن يمرّ الزواج بمراحل من البرود والإهمال العاطفي، لكن المبالغة في ذلك تؤثر على العلاقة وتدهورها. إليك بعض الخطوات التي قد تساعدك على التعامل مع الإهمال العاطفي:
- تعرف جيدًا على الإهمال العاطفي لتعرف كيف تتعامل معه وتفرقه عن الإهمال الطبيعي الذي يحدث من فترة لأخرى، فالخلافات طبيعية في العلاقة الزوجية وطريقة لتتعرف على شريكك أكثر وتكتشف الطريقة المناسبة لتتعامل معه.
- حاول رفع الثقة بينك وبين شريكك، ويأتي ذلك من التواصل الجيد بينكما، فمعظم الإهمال يحدث بسبب قلة الثقة المتبادلة بين الطرفين؛ لذا عليك تمضية المزيد من الوقت معه وإيجاد نشاطات مشتركة تستمتعان بها معًا وتخصيص وقت للتحدث والتعبير عن مشاعركما.
- تحلى بالصبر، فتحسين العلاقة الزوجية يتطلب هدوء وروية لمعرفة الطرف الآخر جيدًا، وبالرغم من صعوبة ذلك إلا أن عليك الاستمرار في المحاولة، فهذا يدل على أنك تبذل مجهودًا جديًّا لتحسين العلاقة بينكما.
- اعتنِ بنفسك جيدًا، فبالرغم من كل ما يحدث لا بد أن تستمع إلى رغباتك وتخصص بعض الوقت لنفسك، خاصةً عندما تتعرض لضغوط كثيرة وتقلبات عاطفية، فذلك يزيد العبء عليك ويجعلك في توتر دائم ويؤثر سلبًا على صحتك الجسدية والعاطفية، فعندما تهتم بنفسك يسترخي جسدك وعقلك، وتعطي نفسك الطاقة اللازمة للاستمرار والمضي قدمًا، وهذا لا يعني تشجيعك على البقاء وحيدًا وإنما إعطاء نفسك بعض الوقت لترتاح.
- اطلب مساعدة العائلة والأصدقاء إذا شعرت أنك لم تعد تستطيع تخطي هذه المرحلة وحدك، فهذا يمدك بالطرق والوسائل اللازمة لتحسين علاقتك مع شريكك، ولا تتردد في التواصل مع معالجك النفسي عبر تطبيق لبيه لمساعدتك على تجاوز هذه المشكلة والبحث عن الحلول المناسبة لها.
إن قلة اهتمام الشريك يولد شعورًا بأنك غير موجود في حياته وأن علاقتكما ليست من أولوياته، ما يقلل من ثقتك بنفسك ويشعرك بالاستياء من هذه العلاقة وعدم الرغبة في الاستمرار بها، لذا إذا شعرت بالإهمال الزائد جرب الطرق السابقة لإصلاح العلاقة بينكما وتحسينها، ومهما كان ما تمران به فإن علاقتكما تستحق التضحية والمحاولة لإنجاحها.
الدراسات:
Muller L.E, Bertsch K, etc. Int J Psychology. Emotional neglect in childhood shapes social dysfunctioning in adults by influencing the oxytocin and the attachment system: Results from a population-based study. 2019;136:73-80
Mccomb S.E, Goldberg j.o, etc. Frontiers in Psychology. The Double Jeopardy of Feeling Lonely and Unimportant: State and Trait Lonliness and Feelings and Fears of Not Mattering. 2020
Yangaus J, Pinazo-Henandis S, etc. Acta Biomed. The Complexity of loneliness. 2018;89(2):302-314
المقالات المقترحه:
← اقرأ ايضاً: في عصر التحديات الكبرى.. كيف نبني علاقات زوجية صحية متينة؟
← اقرأ ايضاً: العلاقة السامة في الزواج كيف تبدأ وكيف تنتهي؟
← اقرأ ايضاً: كيف يؤثر الاكتئاب على العلاقة الزوجية؟
أشهر المختصين:
← احجز جلستك الآن: محمد بن عبدالله الربيعان