خطوات لتخطي الانفصال العاطفي المؤلم والعلاقات السيئة
الانفصال ليس بالأمر السهل أبداً خاصة إذا كنت الشخص الذي قام بإنهاء العلاقة، لكن هناك مجموعة من المشاعر التي يجب أن نتعامل معها أولاً، بالإضافة لوجود خطوات قصيرة وطويلة المدى تستطيع اتخاذها للتعافي من الانفصال والانتقال لعلاقة صحية جديدة مع نفسك ومع الآخرين.
فهم الفرق بين العلاقة الصحية والعلاقة السامة التي تؤثر بشكل سلبي على صحتك الجسدية والنفسية أمر مهم لأي شخص، فهذا الفهم يساعدك في تفسير بعض العلامات التي تشير إلى أن العلاقة وصلت إلى نهايتها، لكن حتى مع الفهم الواضع لهذه العلامات والإشارات يعد الانفصال العاطفي أمراً صعباً للعديد من الناس.
تعرف على المزيد حول الأمور التي قد تواجهك بعد الانفصال العاطفي وكيف يمكنك التعافي من الانفصال المؤلم وتخطيه.
متى يجب أن أقوم بالانفصال؟
إذا وجدت بعض العلامات التالية في علاقتك العاطفية، فربما يجب عليك التفكير في الانفصال وإنهاء العلاقة:
تستمر في الانفصال والعودة
يبدأ الإنسان بتشكيل الروابط والعلاقات الاجتماعية في مرحلة مبكرة من العمر، ولكن لا يمكن وصف هذه العلاقات بالجدية والصلابة، كثيراً ما كنا نرى الأشخاص من حولنا ينفصلون عن بعضهم ويتصالحون بشكل عفوي، لكن هذا النوع من التصرفات يعد طفولي وصبياني ولا يبشر بنجاح العلاقة مهما كانت.
لا بأس أن نبتعد عن بعضنا البعض عندما نواجه تحدياً يفوق قدرتنا، ولكن إذا كنت تتأرجح في علاقتك مع الطرف الآخر باستمرار، فهذه إشارة إلى وجود أسباب تدفعك أنت وشريكك لإنهاء العلاقة باستمرار دون محاولة توضيح هذه الأسباب.
أنت تقوم بكل التضحيات
مهما كان نوع العلاقة فهي تتطلب التضحية سواء كانت علاقة عاطفة أو صداقة، يمكن القول أن التضحية طريقة صحية لإظهار الحب والدعم للطرف الآخر في العلاقة، لكن إذا وجدت نفسك تقوم بالتخلي عن كل شيء لأجل شريكك باستمرار دون قيامه بالمثل، فقد يؤدي هذا إلى اختلال التوازن في العلاقة مما يولد التعاسة والاستياء على المدى الطويل.
لا تستطيع الوثوق بهم
التساؤل المستمر عما إذا كان شريكك يقول الحقيقة أو يتجاهلك تجربة مرهقة عاطفياً، إذا كان شريكك يمتلك تاريخ من الكذب أو الغش فهذا قد يتسبب في الاستياء وتراكم المشاعر السلبية.
أولوياتكم الأساسية غير متوافقة
حتى لو كنت تتواصل مع شريكك وتهتم به بشدة، فقد لا تكون على وفاق معه فيما يتعلق بالأمور الكبيرة، مثلًا: إذا كان شريكك يريد الاستقرار وتكوين أسرة ولكنك تحتاج لقضاء الوقت في السفر بسبب طبيعة عملك، فهذه علامة مهمة على أن علاقتك غير مستقرة.
لقد توقفت عن الاهتمام أو بذل الجهد
هل توقفت عن التواصل مع شريكك والاطمئنان عليه، أو بذلت جهدك في محاولة إعادة الاتصال ولكن لم تعثر على الدافع لمساعدتك؟ قد تمر بأيام صعبة مع شريكك العاطفي وتختبر توقف الاهتمام أو عدم الرغبة في بذل الجهد في العلاقة، لكن إذا لم تستطع استعادة الاهتمام الذي كنت تملكه في بداية العلاقة فهذه قد تكون إحدى العلامات التي تدل على أن العلاقة قد وصلت إلى نهايتها.
المشاكل والشجار المستمر
على الرغم من أن الخلافات أمر لا مفر منه في العلاقات العاطفية، لكن لا يجب عليك أن تشعر بأنك تنتظر المشكلة القادمة في أي لحظة، بقاءك على أهبة الاستعداد لخوض شجار جديد يعد دليلاً على أنك لا تملك علاقة عاطفية جيدة، كما أن الصراعات والنقاشات التي لم يتم حلها والتي تتحول إلى عدم احترام وإهانة بمرور الوقت ستؤثر على صحتك بشكل كبير.
كيف أتخطى الانفصال العاطفي والألم الناتج عنه؟
تخطي الانفصال العاطفي ومتابعة حياتك من الأمور الصعبة التي ستواجهك، في هذا المقال سنقدم لك بعض الخطوات التي قد تساعدك في التغلب على حزنك وألمك وتخطي الانفصال العاطفي الذي تمر به:
الخطوة الأولى: التعبير عن مشاعرك
التعبير عن مشاعرك هو خطوتك الأولى للتعافي، يمكن أن تمر عملية التخطي بفترات من الصعود والهبوط، وقد تشعر بالحزن في لحظة والغضب في اللحظة التالية، لكن الاعتراف بهذه المشاعر سيساعدك في التغلب عليها.
المشاعر والأفكار التي قد يسببها الانفصال العاطفي هي:
1- الارتياح.
2- الصدمة.
3- الإنكار.
4- الحزن.
5- الرفض.
6- الألم.
7- الخيانة.
8- الخوف.
9- الإحراج.
10- الاكتئاب.
الخطوة الثانية: تجربة هذه الخطوات قصيرة المدى
يعد التعامل مع مشاعرك مجرد خطوة أولية للتعامل مع الانفصال العاطفي، لكن وعلى الرغم من صعوبة الأمر في البداية إلا أنك ستحتاج للقيام ببعض الأمور لضمان سلامتك العاطفية والجسدية والعقلية بعد الانفصال مثل:
1- ابحث عن ذاتك واحترمها.
2- فكر في العثور على دعم احترافي مع معالج نفسي.
3- الحفاظ على نشاطك الاجتماعي وتجديد علاقاتك مع من حولك، تعرف على أشخاص جدد لإضافة التغيير لحياتك.
4- إعادة ترتيب حياتك ووضعك المعيشي.
الخطوة الثالثة: التركيز على صحتك النفسية
الحزن عملية طبيعية ستمر بها في نهاية المطاف دون معرفة الوقت المحدد لانتهائها، قد يحتاج البعض لوقت أطول من غيرهم للتعافي من الحزن التالي للانفصال العاطفي، يعد السماح لنفسك بالشعور والحزن أمراً ضرورياً للحفاظ على صحتك العقلية.
يمكنك أيضاً الاعتناء بصحتك العقلية أثناء الانفصال عن طريق التأكد من بقائك نشيطاً اجتماعياً وجسدياً، فالبقاء منشغلاً وتركيز تفكيرك بعيداً عن الانفصال سيساعدك في تخطي الانفصال والألم.
الخطوة الرابعة: ممارسة تقنيات الرعاية الذاتية
الرعاية الذاتية مهمة دائماً خاصة بعد الانفصال، في الواقع أنت تحتاج إلى الاعتناء بنفسك حتى تتمكن من الاعتناء بالآخرين، وهذا الأمر ينطبق بالتأكيد على العلاقات العاطفية والانفصال التالي لها، من خلال استثمار الوقت في رعاية نفسك بشكل ذاتي على المدى الطويل ستبني علاقة صحية مع نفسك ومع الآخرين.
الخطوة الخامسة: إعادة بناء الثقة
اعتماداً على الظروف المحيطة بك والانفصال الذي تواجهه، قد يكون من الصعب أن تثق بالآخرين مرة أخرى، لكن دون إعادة بناء الثقة بنفسك والآخرين من المحتمل أن تواجه بعض المشاكل مع شركائك المستقبليين.
بغض النظر عما إذا كان الانفصال الذي تمر به من جانب واحد أو متبادلاً، فهو ليس بالأمر السهل حتى لو كنت متصالحاً معه، خلال لحظات التوتر الشديد أو الحزن من المهم أن تضع في اعتبارك أن هذه المرحلة من حياتك ستأتي لا محالة، إذا وصلت لمرحلة أصبح فيها التعامل مع الانفصال أمراً صعباً للغاية لدرجة أن صحتك النفسية بدأت في التدهور، فقد يكون الوقت قد حان لرؤية معالج نفسي لمساعدتك.