قد يبدو الانطواء والخجل متشابهين ظاهريًا إلا أنهما ليسا متماثلين تمامًا. يستمتع الانطوائي بقضاء الوقت بمفرده ويتم استنزافه عاطفيًا بعد قضاء الكثير من الوقت مع الآخرين، بينما لا يريد الشخص الخجول بالضرورة أن يكون بمفرده ولكنه يخشى التفاعل مع الآخرين. أهم فرق بين الانطواء والخجل هو أن الخجل سلوك وليس نوعًا من أنواع الشخصية، وهو قابل للعلاج.

من هو الانطوائي؟

يأتي معنى الانطوائي من الترجمة اللاتينية “intro-vertebra” والتي تعني “الانقلاب إلى الداخل”. الانطوائي هو شخص يشعر براحة أكبر في التركيز على أفكاره الداخلية، بدلًا من التركيز على ما يحدث في محيطه الخارجي، فهو يستمتع بقضاء الوقت مع شخص واحد أو شخصين فقط، وليس مع مجموعات كبيرة أو حشود.

عندما يكون شخص ما انطوائيًا، يصبح منهكًا عاطفيًا بعد قضاء الوقت مع أشخاص آخرين. يختلف مقدار الوقت الذي يمكن أن يقضيه الانطوائيون مع الآخرين قبل الشعور بالاستنزاف، لكنهم يميلون إلى الاستمتاع بوقتهم بمفردهم ويشعرون بإعادة الشحن بعد قضاء الوقت مع أنفسهم.

ما هو تعريف الخجل؟

يعتبر الخجل سلوكًا وليس أحد أنواع الشخصية، ويتميز بالخوف من التقييم السلبي والميل نحو التجنب، والميل للشعور بالحرج أو القلق أو التوتر أثناء اللقاءات الاجتماعية، خاصةً مع الأشخاص غير المألوفين. يصاب الخجول بالتوتر في كثير من الأحيان عندما يرى الناس من حوله.

عادةً ما يتوق الأشخاص الخجولين إلى العديد من الأصدقاء والتمتع بحياة اجتماعية أفضل، لكن الخوف يمنعهم من فعل ذلك، التخلص من هذا الخوف هدف يستحق العناء ومن شأنه تحسين نوعية حياتهم، ويعتبر الخجل مشكلة لأنه ليس قرارًا شخصيًا، ولا يستطيع الناس اختيار ما إذا كانوا قلقين أو متوترين من وجود الآخرين أم لا.

تشعر الغالبية العظمى من الناس بالخجل في مرحلة ما خلال حياتهم، بغض النظر عما إذا كانوا انطوائيين أو منفتحين.

علامات الخجل الشائعة

أهم علامات الخجل:

• المشاعر السلبية عن النفس.
• القلق بشأن نظرة الآخرين.
• الانسحاب أو تجنب التفاعلات الاجتماعية.
• التعرق، وتسارع معدل ضربات القلب.
• اضطراب المعدة والجهاز الهضمي.

الانطواء مقابل الخجل

من المهم ملاحظة أن الانطوائية لا تعني بالضرورة الخجل. يشير الخجل إلى الخوف من الناس أو المواقف الاجتماعية. من ناحية أخرى، لا يحب الانطوائيون قضاء الكثير من الوقت في التفاعل مع الآخرين. ومع ذلك، فإن الانطوائيين يقدّرون التواجد حول الأشخاص المقربين منهم. يجدون الانخراط في حديث صغير أمرًا مملًا ولكنهم يستمتعون بإجراء محادثات عميقة وذات مغزى. يميل الانطوائيون أيضًا إلى التفكير في الأشياء قبل التحدث. يريدون الحصول على فهم كامل لمفهوم ما قبل التعبير عن رأيهم فيه أو محاولة تقديم تفسير.

يميل الأشخاص الخجولين إلى الشعور بالحرج أو عدم الارتياح عندما يكونون في مواقف اجتماعية، لا سيما عندما يكونون بالقرب من غرباء. قد يشعرون بالتوتر الشديد ويميلون لتجنب الأحداث الاجتماعية لأنهم لا يحبون المشاعر السلبية التي تسيطر على أفكارهم وأجسادهم عندما يضطرون إلى الذهاب إلى الحفلات أو الأنشطة الأخرى.

يفضل الأشخاص الانطوائيون أيضًا تجنب الأحداث الاجتماعية، ولكن هذا لأنهم يشعرون بمزيد من النشاط أو الراحة في القيام بالأشياء بمفردهم أو مع شخص أو شخصين آخرين. لا يختار الانطوائيون تجنب الأحداث الاجتماعية لأن لديهم ردود فعل سلبية قوية تجاه التجمعات الكبيرة بالطريقة التي يتعامل بها الخجولون، إنهم يفضلون فقط أن يكونوا بمفردهم أو في مجموعات صغيرة جدًا.

علامات تدل على أنك شخص انطوائي

• تحتاج إلى الهدوء للتركيز.
• تأخذ وقتًا أطول لاتخاذ القرارات.
• الشعور بالراحة إذا كنت لوحدك.
• لا تحب العمل الجماعي.
• تفضل الكتابة وليس الحديث.
• تشعر بالتعب والقلق بعد التواجد في حشد من الناس.
• أحلام اليقظة أو استخدم الخيال لحل مشكلة.

ومن العلامات التي تدل على أن شخصًا ما قد يكون انطوائيًا: يستمتع بالعزلة أو بوجود مجموعة صغيرة من الأصدقاء المقربين، بدلًا من وجود دائرة اجتماعية كبيرة من الأشخاص الذين يعرفهم على المستوى السطحي، يفضل الانطوائي التمسك بعلاقات عميقة وطويلة الأمد تتميز بقدر كبير من التقارب والحميمية، وكثيرًا ما يصفه الناس بأنه هادئ وقد يجدون صعوبة في التعرف عليه، إذ غالبًا ما يوصف الانطوائيون بالهدوء، والتحفظ، واللين، ويفضل الانطوائيون التعلم من خلال الملاحظة، بينما يتعلم المنفتحون عادة من خلال التجربة والخطأ، لكن الانطوائيين يتعلمون بشكل أفضل من خلال المشاهدة، وينجذبون للوظائف التي تنطوي على الاستقلال.

ما الذي يسبب الانطواء أو يؤهب لحدوثه؟

الانطوائية هي حالة مزاجية فطرية ولدت بها، ومع ذلك، فإن درجة انطوائك يمكن أن تتأثر بكيفية تربيتك والعوامل البيئية الأخرى. واحدة من أكبر الاختلافات التي لاحظها الباحثون هي الحساسية للدوبامين، فالانطوائيون أقل استجابة للدوبامين مقارنة بالمنفتحين.

ما الذي يسبب الخجل؟

الخجل مدفوع بتأثيرات بيولوجية وبيئية. تُظهر الأبحاث أن الخجل يتأثر بالتجارب الاجتماعية، خاصة مع الوالدين. يمكن للوالدين المفرطين في الحماية أن يتسببوا في خجل الأطفال ويواجهون صعوبة في تطوير المهارات الاجتماعية.

كيف يمكن التعامل مع الخجل والانطواء؟

يمكن للناس أن يحصلوا على علاج من الخجل، ولكن ليس من الانطواء. ليس كل الانطوائيين خجولين. في الواقع، يتمتع البعض بمهارات اجتماعية ممتازة. ومع ذلك، بعد الانخراط في الأنشطة الاجتماعية، سيكون الانطوائي مستنزفًا عاطفيًا ويحتاج إلى وقت بمفرده لإعادة شحن طاقاته العاطفية.

في حين أن العلاج يمكن أن يساعد الشخص الخجول، فإن محاولة تحويل الشخص الانطوائي إلى منفتح يمكن أن يسبب التوتر ويؤدي إلى مشاكل في احترام الذات. يمكن أن يتعلم الانطوائيون استراتيجيات التأقلم لمساعدتهم على التعامل مع المواقف الاجتماعية، لكنهم سيكونون دائمًا انطوائيين.

كيف يمكن مساعدة الطفل الانطوائي؟

أول شيء يجب فعله هو إدراك أن الانطواء ليس اضطرابًا يتطلب نوعًا من العلاج. بهذا المعنى، لا يحتاج طفلك الانطوائي حقًا إلى المساعدة، ومع ذلك، للتأكد من أن طفلك سعيد وبصحة جيدة، وأفضل شيء يمكنك القيام به لطفلك هو فهم الانطوائية وقبول أن هذه سمة شخصية طبيعية.

لكن إذا كان الخجل والانطواء مختلفين تمامًا، فلماذا نربط بينهما غالبًا؟

الجواب الأكثر أهمية هو أن هناك تحيز مشترك في مجتمعنا ضد كلتا السمتين، قد تختلف الحالة النفسية لمن يجلس بهدوء في اجتماع عمل عن حالة الانطوائي الهادئ، فالشخص الخجول يخشى التحدث، بينما يكون الانطوائي مفرطًا في التحفيز، ولكن بالنسبة للعالم الخارجي، يبدو أن الاثنين لديهما الحالة ذاتها، ولا يتم الترحيب بأي من النوعين. تشير الدراسات إلى أننا نصنف المتحدثين بسرعة وبشكل متكرر على أنهم أكثر كفاءة، ومحبوبين، بل وأكثر ذكاءً من المتحدثين البطيئين، ولمزيد من المعلومات يمكنك الاطلاع على موقع وتطبيق لبيه.