كيف أتخلص من الحساسية المفرطة؟
من الطبيعي أن نتعامل مع المواقف والأحداث بحساسية ونتأثر من أصغر التصرفات المحيطة بنا، لكن أحيانًا قد تزيد الأمور عن حدها، وتتحول من حساسية عادية موجودة عند الجميع إلى فرط حساسية يؤثر على حياتك وتعاملك مع غيرك وعلى أدق تفاصيل حياتك اليومية.
← ابدأ الآن: مقياس تقدير الذات
كيف تعلم أنك مفرط الحساسية؟
يشكل الأشخاص الذين لديهم حساسية عالية نحو 20% من مجمل السكان، والشخص المفرط الحساسية هو من لديه حساسية مفرطة في جهازه العصبي المركزي تجاه المواقف العاطفية والاجتماعية والجسدية، وكونك شخص مفرط الحساسية لا يعني أن لديك مرضًا نفسيًا بل إنها صفة شخصية تشير إلى أنك حساس بشكل زائد حول الأحداث الإيجابية والسلبية في حياتك.
يختلف نوع الحساسية من شخص لآخر فأحدهم يتأثر بشكل زائد بالجمال سواء في الفن أو الطبيعة أو جمال الروح أو إعلان جميل، أو الشعور بالإرهاق من الازدحام الصاخب أو الأضواء الساطعة أو الملابس غير المريحة، أو الشعور بالحاجة لأخذ استراحة من كل شيء خاصة عندما تمر بأيام عصيبة فتشعر أنك بحاجة إلى الدخول إلى غرفة مظلمة هادئة.
ما أسباب الحساسية المفرطة؟
من أسباب تطور الحساسية المفرطة لديك هو نقص العاطفة من الأهل في الطفولة، والتعرض إلى مواقف تزعجك في المراحل المبكرة من الحياة، كما يؤدي التعرض لصدمة في الصغر إلى تطوير فرط حساسية لديك مع العمر.
أكدت a study (2011.Lardinois) أن الصدمات في الطفولة تؤثر على نفسية الشخص في المستقبل وتزيد حساسيته للتوتر، بالإضافة إلى دور الجينات في تطوير حساسية مفرطة لديك، إذ يمكن وراثتها عن الأهل، أي هناك فرصة أكبر لتطوير هذه الصفة إذا كان يمتلكها أحد أفراد أسرتك، وهكذا نجد أن الحساسية المفرطة تعتمد على العديد من العوامل مثل: البيئة المحيطة بالشخص والجينات وتجارب الطفولة، كما أنها تزيد نسبة البقاء على قيد الحياة لأن الأشخاص ذوي الحساسية العالية يتوخون الحذر كثيرًا من أي خطر يتعرضون له، لكن من ناحية أخرى فإن الحذر الدائم في حال عدم وجود سبب منطقي له يقودك إلى الإصابة بالقلق.
يخلط الأفراد عادة بين الحساسية المفرطة وبعض الحالات الأخرى التي قد يختبرونها مثل:
- الانطوائية تشبه الحساسية الزائدة فكلاهما يسبب لك القلق والتوتر عند التعرض لظروف معينة، إلا أن الانطوائيين ينزعجون من الظروف الاجتماعية بشكل رئيسي مثل: الحشود الكبيرة و الحفلات، أما الأشخاص الذين لديهم حساسية مفرطة فبالإضافة إلى ما سبق فإنهم يتأثرون بالإضاءة الساطعة والموسيقى الصاخبة.
- التوحُّد الذي يخلط الكثيرون بينه وبين الحساسية المفرطة، لكن الفرق بينهما أن المصاب بالتوحد قد يكون مفرط الحساسية أو قليل الحساسية في المواقف التي يتعرض لها، إذ أثبتت a study (Robertsort.2013) وجود علاقة بين Autism والحساسية، إذ يرتبط التوحد بزيادة الحساسية أو نقصها عند التعرض للمحرضات الحسية المختلفة.
- اضطراب نقص أو فرط الانتباه الذي يتشارك مع الحساسية الزائدة بالكثير من النقاط ما عدا أن من يعانون من هذا الاضطراب يظهرون أعراض أخرى إلى جانب فرط الحساسية مثل: نقص القدرة على الانتباه والتركيز.
كيف تؤثر الحساسية المفرطة على حياتك؟
تؤثر الحساسية المفرطة على جوانب مختلفة من حياتك، فقد تجد نفسك تتأثر بسرعة في اللحظات العاطفية الجميلة مثل: البكاء عند مشاهدة مقطع فيديو جميل، أو تميل إلى تقديم الكثير من الاهتمام لمن حولك وتكوين علاقات قوية مع الآخرين كونك تدعم من تحب وتساندهم، ومن ناحية إيجابية فإنك تقدر أبسط النعم في حياتك مثل: وجبة طعام لذيذة أو أغنية جميلة، فبالرغم من أنك قد تشعر بالقلق الدائم إلا أنك غالبًا ما تكون ممتنًّا للحياة التي تعيشها، وشعورك بالحماس حيال أبسط الأمور يقوي علاقاتك بالآخرين ويرضي مشاعرك.
كيف تتغلب على الحساسية المفرطة؟
هناك العديد من الطرق التي تساعدك على تقليل حساسيتك الزائدة والسيطرة عليها مثل:
- إغلاق هاتفك قبل ساعة أو ساعتين من موعد نومك وقم ببعض النشاطات التي تشعرك بالاسترخاء كالقراءة مثلًا. كما عليك وضع روتين صباحي لتبدأ نهارك بهدوء مثل: تخصيص نحو نصف ساعة للتأمل أو ممارسة اليوغا أو قراءة مجلة.
- تحديد المواقف التي تثير الحساسية الزائدة داخلك مثل: الضجيج أو الإضاءة الساطعة ومحاولة الابتعاد عنها قدر الإمكان، حيث يمكنك مشاهدة أفلام هادئة وتجنب أوقات الذروة للذهاب إلى المطعم، أو استخدام سماعات عازلة للضجيج والاستماع إلى موسيقى هادئة.
- تأكد من أريحية البيئة التي تعمل بها، فإذا كان مكان عملك يعرضك لضغوط كثيرة وتوتر مستمر، فإن ذلك لن يؤثر على نفسيتك فحسب بل قد يسبب لك مشاكل صحية مثل: قرحات معدية أو اضطرابات في الهضم أو مشاكل في النوم؛ لذا حاول تغيير مكان عملك إذا شعرت بذلك، فبالرغم من صعوبة هذا القرار إلا أنك ستكون ممتن لاتخاذه لاحقًا.
- انظر إلى الناحية الإيجابية لامتلاك هذه الصفة، فبالرغم من أنك قد ترغب أحيانًا بألا تتأثر بانتقادات الآخرين بسهولة أو الضجيج أو غيره إذ أن ذلك يشعرك بالضعف و الخجل والإحراج، لكن من ناحية أخرى الحساسية المفرطة تجعل منك إنسانًا مخلصًا ومبدعًا ويحب الفن ويقدّره.
- خذ استراحة من وقت لآخر واقضِ بعض الوقت وحدك في الطبيعة أو في مكان هادئ ترتاح فيه وتسترخي، أو مارس اليوغا أو الرياضة، وبذلك تعود إلى حياتك بطاقة أفضل وحماس للاستمرار والإبداع، إذ يساعد التأمل بحسب a study (Hebert.2016) في تحسين صحتك النفسية ونوعية الحياة، ويزيد الوعي لضرورة الاهتمام بجسدك، ويحسن قدرتك على التركيز وينظم المشاعر، يمكنك أن تفعل ذلك مرة في الشهر أو عدة مرات في الأسبوع.
- ابتعد عمّا يزعجك، فإذا كنت تنزعج من صوت زميلك المرتفع خلال حديثه على الهاتف أخبره بذلك واطلب منه بلطف أن يخفض صوته ويتحدث بهدوء، وفي حال كانت تزعجك طريقة حديث أحدهم معك واجهه بذلك واطلب منه أن يتحدث معك بشكل أفضل، لكن انتبه أن تكون لبقًا معه فلا داعي لتكون فظًّا.
اطلب المساعدة إذا شعرت أنك لا تستطيع التغلب على حساسيتك وحدك، ويمكنك التواصل مع معالجك النفسي عبر تطبيق لبيه لمساعدتك على تطوير الطرق المناسبة للتعامل مع الحساسية الزائدة وتسخيرها لتحقيق أهداف إيجابية.
الدراسات
· Lardinois M. Childhood trauma and increased stress sensitivity psychosis. Acta Psychiatr Scand.2011;123(1):28-35
· Robertson A.E. The relationship between sensory sensitivity and autistic traits in the general population. J Autism Dev Disord.2013;43(4):774-84
· Hebert K.R. The association between sensory processing styles and mindfulness. British Journal of Occupational Therapy.2016
المقالات المقترحه:
← اقرأ ايضاً: كيف تروض شخصيتك الحساسة في بيئة العمل؟
← اقرأ ايضاً: كيف يمكن التعامل مع الخجل والانطواء؟
← اقرأ ايضاً: كيف أتخلص من تشتت الانتباه؟
أشهر المختصين:
← احجز جلستك الآن: سهى هاني السعدي