كيف يمكنني علاج التأتأة أو التلعثم؟
التلعثم ظاهرة طبيعية شائعة عند الأطفال خصوصًا بعمر السنتين إلى خمس سنوات، ففي هذا العمر يطور الطفل لغته ويتعلم مهارات جديدة، ومن الطبيعي أن يتحسن التلعثم مع التقدم في العمر في أغلب الحالات، لكنه قد يستمر حتى البلوغ في حالات أخرى.
تتوفر العديد من الطرق العلاجية التي تساعدك على التخلص من التلعثم والتأتأة وتحسين قدرتك على التحدث والتعبير، فما هي هذه الطرق، وما أهم الفوائد والإيجابيات التي تحققها؟
ما هو التلعثم أو التأتأة؟
التلعثم أو التأتأة مشكلة في النطق تجبرك على تكرار الكلمات والجمل وإصدار أصوات أثناء حديثك، وبالرغم من أنك تعلم جيدًا ما تريد قوله لكنك تجد صعوبة في نطق الكلمات، لذا تضطر إلى التوقف في منتصف الحديث لتكمل لاحقًا، وقد يظهر عليك بعض تعابير الوجه أو الحركات الناتجة عن محاولات إخراج الكلمات.
تزداد شدة التلعثم عند التكلم أمام مجموعة من الأشخاص، أو أثناء التحدث على الهاتف، كما أن للتوتر تأثير سلبي يزيده أيضًا، لكنه يخف عند الغناء والقراءة والاسترخاء، وتختلف شدته من شخص لآخر ويتراوح بين المعتدل إلى الشديد.
ما هي أنواع التلعثم؟
للتلعثم عدة أنواع تختلف حسب السبب والعمر، ويقسم عادة إلى:
- التلعثم الوراثي: وجد الباحثون أن للوراثة دور مهم في حدوث التلعثم والتأتأة، إذ إن 60% من الأشخاص الذين يعانون من التلعثم لديهم فرد من العائلة يعاني نفس المشكلة أيضًا.
- التلعثم التطوري: يحدث هذا النمط عندما يبدأ الطفل بنطق أولى كلماته أي في عمر 18 شهر إلى سنتين، ويكون مؤقتًا عادةً، إذ يتحسن عند 75% من الأطفال مع تقدمهم بالعمر، أما 25% المتبقين قد يستمر معهم حتى البلوغ وما بعد.
- التلعثم العصبي: يحدث لسبب محدد مثل السكتة الدماغية أو أذية في الدماغ، كما وجدت الأبحاث أن من يعانون من التلعثم يطورون اللغة بطريقة مختلفة عن الأشخاص الذين ليس لديهم أي اضطراب في الكلام، بسبب وجود مشكلة في الطريقة التي تنتقل بها اللغة في الدماغ، ويحدث ذلك بآلية غير معروفة حتى الآن.
- التلعثم النفسي: يكون سببه صدمة عاطفية أو ضغط نفسي شديد. لا يوجد عمر معين لحدوثه فقد يحدث فجأة دون وجود سوابق لحدوث التلعثم التطوري، وهذا ما يصعِّب تشخيصه ويؤخر اكتشافه.
ما أسباب التلعثم وأهم العوامل المؤهبة له؟
هناك مجموعة من عوامل الخطورة التي تساعدنا على تمييز ما إذا كان التلعثم مؤقتًا سيتراجع مع مرور الوقت أو أنه مشكلة جدية تتطلب تدخلًا طبيًا.
يحدث التلعثم عند الذكور ثلاث إلى أربع مرات أكثر من الإناث، وتزداد خطورة حدوثه لدى الطفل في حال كان يعاني منه فرد أو أكثر من عائلته، كما يتعلق الأمر بطول مدة التلعثم، فإذا استمرت لأقل من ستة أشهر غالبًا ما تكون مؤقتة ولن تستمر مع التقدم بالعمر، بالإضافة إلى أن لعمر الطفل دورًا في حدوث ذلك أيضًا، فالأطفال الذين يبدأ التلعثم لديهم في عمر ثلاث سنوات أو أكثر من المرجح ألا يتراجع لديهم التلعثم مع التقدم في العمر، وإذا كان الطفل يعاني من مشاكل أخرى في النطق والتعبير إلى جانب التلعثم فمن غير المرجح أن يشفى منه بسهولة.
اقرأ ايضاً: كيف يمكن علاج التلعثم؟
تختلف طرق علاج التلعثم والتأتأة باختلاف عمرك ومدى تطور الحالة لديك. يمكنك الانضمام لجلسات علاج التلعثم أو الاستعانة بخبير لغة لمساعدتك على إيجاد طريقة علاج مناسبة لك أو لطفلك، ومن أهمها:
- إن العلاج المبكر للتلعثم يعطيك نتائج أفضل مع مرور الوقت، ولتشعر براحة أكبر يمكنك أن تبدأ بذلك مع أهلك، لأنهم يهتمون بمشاعرك ويلاحظون تحسنك، لذا اطلب منهم التحلي بالصبر وعدم مقاطعتك أثناء حديثك معهم.
- توجد العديد من التقنيات التي تستخدم لمعالجة التلعثم لدى الكبار والصغار، منها تمارين التنفس والاسترخاء، والتدرب على التحدث بطريقة أبطأ، بالإضافة إلى معالجة مشاكل القلق والتوتر التي تزيد الحالة سوءًا وتؤثر سلبًا على نفسيتك.
- قد يكون للعلاج الدوائي دور في علاج التلعثم لديك، فقد يلجأ طبيبك لبعض الأدوية التي تساعدك على التخلص من التلعثم والتأتأة، ولكن يجب أن تأخذ هذه الأدوية تحت إشراف طبي حطرًا.
يسعى الباحثون لاستخدام بعض الأجهزة التي تساعد في التواصل والتحدث بطلاقة أكبر، مثل تلك التي توضع في الأذن الداخلية وتعمل على تغيير الأصوات وتأخيرها بنسبة أجزاء من الثانية، ما يساعدك على إبطاء حديثك والتكلم دون تلعثم أو تأتأة، ويبحث الأطباء عن طرق جديدة لفهم التلعثم من خلال صور الدماغ والاختبارات الجينية على أمل إيجاد علاجات أكثر فعالية.
كيف يساعدك معالجك النفس في لبيه على التخلص من التلعثم؟
مهما كان طول المدة التي عانيت فيها من التلعثم والتأتأة لا تتردد في التواصل معالجك النفسي عبر تطبيق لبيه لمساعدتك على التخلص من هذه الحالة أو التخفيف منها، سيساعدك معالجك على تحسين نطقك بشكل جيد، ويزيد ثقتك بنفسك لتتحدث أمام الجميع دون تردد، بالإضافة لعلاج الاضطرابات والعوامل التي تؤهب لحدوث التلعثم، ومن النصائح والطرق التي قد ينصحك معالجك النفسي باتباعها لتخفيف أعراض التلعثم:
- التحدث ببطء، وهي واحدة من أكثر الطرق فعالية لتخفيف التلعثم، إذ إن محاولتك للاستعجال في الكلام يؤدي إلى التأتأة و مواجهة صعوبة في نطق الكلمات، لذا حاول أن تأخذ نفسًا عميقًا وتتكلم بشكل أبطأ، وأخبر من حولك أنك تحاول تحسين نطقك وأن صبرهم سيساعدك كثيرًا.
- تمرن على التحدث في بيئة مريحة ومع أشخاص يعانون من نفس المشكلة، لأن ذلك يساعدك على الشعور براحة أكبر مع نفسك وطريقة كلامك، يمكنك الانضمام لمجموعات الدعم أو العلاج المشترك عبر تطبيق لبيه، لأنها تساعدك على معرفة ما يمر به الآخرون عندما يتحدثون في الأماكن العامة، كما تشجعك هذه الجلسات على التحدث عن مشاكلك وتجاربك أمام الآخرين.
- التركيز على خطة علاج فعالة عند الكبار والصغار لتحسين التلعثم والتخلص منه، فهو يبقيك هادئًا ومسترخيًا، ما يخلصك من التوتر، ويساعدك على توجيه أفكارك في منحى معين، وبالتالي يزداد تركيزك حول ما تريد قوله، ما يحسن التلعثم لديك تدريجيًّا.
- سجل صوتك وأنت تتكلم حتى إن كان مزعجًا وغريبًا بالنسبة لك، فسماعك لنفسك وأنت تتكلم يساعدك على ملاحظة تطورك، وينبهك للأماكن التي تسبب لك التأتأة، كما يجعلك تسمع أشياء لم تلاحظها من قبل في كلامك، وذلك يشجعك على الاستمرار في العلاج.
إن مفتاح التغلب على التلعثم والتأتأة هو أن تحيط نفسك بأشخاص داعمين لك من أهلك وأصدقائك، يتحلون بالصبر ويصغون إليك في أثناء حديثك ويشجعونك على الاستمرار، بالإضافة لمعالجك النفسي الذي يساعدك على وضع خطة العلاج المناسبة لك ومراقبة تطبيقها والاستمرار بها.
المقالات المقترحه:
اقرأ ايضاً: ما أكثر المشاكل النفسية شيوعًا عند الأطفال والمراهقين؟
اقرأ ايضاً: لماذا يخاف البعض من التحدث أمام الجمهور؟
اقرأ ايضاً: كيف يتأثر طفلي بتوتري؟