الصحة النفسية لا تقل أهمية عن الصحة الجسدية، وهي تعتبر جزءًا هامًا من حياتك اليومية، فالعادات النفسية التي تمارسها بشكل يومي تلعب دوراً حاسماً في التأثير على صحتك وراحتك العامة، ومع زيادة الوعي بأهمية الصحة النفسية، يجب أن تتعرف على العادات النفسية السلبية التي قد تستنزف طاقتك وتؤثر على رفاهيتك العامة.

عادات نفسية خاطئة تستزف صحتك وراحتك

إن تحسين صحتك النفسية وراحتك الشخصية يمكن أن يكون له تأثير عميق وإيجابي على جميع جوانب حياتك، وتحسين صحتك النفسية تبدأ من تغيير عاداتك النفسية الخاطئة التي تقوم بها أحيانًا دون قصد، إن تغيير هذه العادات قد يكون تحديًا، ولكنه ليس مستحيلاً، ومن أكثر العادات الخاطئة انتشارًا نذكر:

1. التفكير السلبي المستمر

التفكير السلبي المستمر هو واحد من أبرز العادات النفسية الخاطئة التي يمتد تأثيرها إلى العديد من جوانب حياتك، فقد أظهرت دراسة أن الحديث السلبي مع النفس يمكن أن يؤدي إلى تفاقم مشاعر الحزن والاكتئاب، وإذا ترك هذا الأمر دون معالجة سيكون له تأثير سلبي كبير على النفس، كما يؤثر التفكير السلبي على ثقتك بقدراتك مما يحد من تطورك الشخصي والمهني.

2. العزلة الاجتماعية

هي عادة نفسية خاطئة تؤثر سلبًا على صحتك النفسية، فالانفصال عن الآخرين وقطع الاتصالات الاجتماعية تسبب الشعور بالحزن وانخفاض المزاج، وقد تؤثر على تفكيرك وسلوكك اليومي مما يصعب عليك التعامل مع التحديات الحياتية بشكل فعال، فضلًا عن تأثير العزلة الاجتماعية على الثقة بالنفس وقدرتك على التواصل مع الآخرين.

3. العمل الزائد

الاجتهاد المفرط في العمل دون الحصول على وقت كافٍ للراحة يمكن أن يؤدي إلى الإجهاد والانهيار النفسي. فالشعور بالتوتر والقلق المستمر لإنجاز العمل على أكمل وجه يسبب انخفاض التركيز والإنتاجية، وزيادة احتمالية حدوث أخطاء في العمل، فضلًا عن التأثير السلبي من الناحية الجسدية، حيث يمكن أن يسبب العمل الزائد مشاكل صحية مثل: الأرق، والصداع، واضطرابات الجهاز الهضمي، مما يؤثر على جودة حياتك.

4. الانغماس في وسائل التواصل الاجتماعي

 قضاء وقت طويل على وسائل التواصل الاجتماعي قد يؤثر على تركيزك، فعندما يقضي الشخص وقتًا طويلًا في استخدام هذه المنصات، قد يشعر بالارتباك والضغط النفسي وتقلّ قدرته على إكمال المهام اليومية بفعالية، وقد بينت دراسة أجريت عام 2017 أن الشباب الذين يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي أكثر من ساعتين يوميًا معرضون أكثر لتدهور في الصحة النفسية مقارنة بمستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي بشكل أقل.

5. الاهتمام الزائد بآراء الآخرين

التركيز المفرط على ما يعتقده الآخرون والقلق بشأن القبول الاجتماعي يؤثر سلبًا على تقديرك الذاتي ويسلبك راحتك النفسية، فعندما تعطي أهمية كبيرة لآراء الآخرين، قد تضع الكثير من الضغط على نفسك لتلبية توقعاتهم والحصول على موافقتهم، مما يزيد شعورك بالقلق والتوتر المستمر، وقد تتجنب اتخاذ القرارات الخاصة بك خوفًا من عدم الموافقة والانتقاد، مما يؤثر على استقلاليتك وتحقيق أهدافك الشخصية.

6. التراجع عن التحديات

عدم تحمل المخاطر والتخلي عن المبادرة يمكن أن يشعرك بالإحباط ويعيق تقدمك الشخصي والمهني، غير أن التراجع عن التحديات أيضًا يؤدي إلى الشعور بالملل والرتابة في الحياة، فعندما نتجنب التحديات، نحافظ على وضعنا الحالي ولا نحقق أي تغيير أو تطوير، مما يسبب الشعور بالضيق والإحباط وفقدان الشغف والحماس مما يؤثر سلبًا على صحتنا النفسية.

7. عدم الاهتمام بالراحة النفسية

تجاهل احتياجاتك العاطفية والنفسية وعدم منح نفسك الوقت الكافي للاسترخاء والاستجمام يؤدي إلى تراكم التوتر والإرهاق، قد نضغط على أنفسنا للعمل بشكل مستمر أو لنلبي احتياجات الآخرين دون أن نأخذ الوقت اللازم للاسترخاء والاستجمام، هذا يؤدي إلى تراكم الضغوط وتدهور الصحة النفسية.

8. الاعتذار المستمر

عادة الاعتذار المستمر والمتكرر تعتبر نوعًا من الانخفاض في الثقة بالنفس والتواضع المفرط، ففي بعض الأحيان قد تعتذر بشكل متكرر وغير مبرر عن تصرفاتك أو آرائك، مما يؤثر على ثقتك وتفوقك الذاتي، لذلك يجب علينا أن نتعلم قبول أنفسنا وأن نثق في قراراتنا وآرائنا.

9. التفكير الزائد في الماضي

الانغماس المستمر في التفكير في الماضي والتركيز على الأخطاء والندم لا يمكن أن ينفعك بشيء في الوقت الحاضر، بل على العكس يمكن أن يعيقك عن التقدم والتطور وتحقيق أهدافك التي تطمح لها، ويعرضك لمشاكل صحية، فقد بينت دراسة أن الندم المستمر يمكن أن يزيد من خطر حدوث مشاكل في التنفس، وألم في الصدر، وآلام في المفاصل، وتدهور الصحة العامة.

10. التركيز الزائد على مشاعر الغضب

عادة التركيز الزائد على الغضب من أكثر العادات النفسية الخاطئة التي تستنزف صحتك وراحتك، والسماح له بالسيطرة على تفكيرك وسلوكك قد يؤثر سلبًا على العلاقات مع الآخرين والصحة النفسية. يجب تعلم إدارة الغضب بطرق إيجابية وبناءة، مثل: التنفس العميق والتعبير عن مشاعرنا بشكل صحيح.

نصائح للتغلب على العادات النفسية السيئة

يجب أن تسعى دائمًا للحفاظ على توازنك الداخلي وعلى حالة نفسية جيدة، وذلك بالابتعاد عن العادات النفسية السيئة التي تزيد مستويات القلق والتوتر لديك والعمل على التغلب عليها من خلال اتباع بعض النصائح أهمها:

• التوعية: كونك واعياً بالعادة النفسية السيئة هو الخطوة الأولى للتغلب عليها، حاول أن تحدد العادة التي ترغب في تغييرها وفهم الأسباب والظروف التي تؤدي إلى ممارستها.
• التعويض ببدائل إيجابية: بدلاً من ممارسة العادة النفسية السيئة، حاول العثور على بدائل إيجابية وصحية، فمثلاً إذا كنت تعتمد على الأكل الزائد للتخفيف من التوتر، جرب ممارسة التمارين الرياضية أو التأمل أو الكتابة كوسيلة بديلة للتخفيف من التوتر.
• الدعم الاجتماعي: ابحث عن الدعم الاجتماعي من الأصدقاء والعائلة أو انضم إلى مجموعة دعم تركز على التغلب على العادات النفسية السلبية، فقد يكون لديهم مشاورات أو استراتيجيات فعالة يمكن أن تساعدك في التغلب على العادة النفسية السيئة.
• التحلي بالصبر والاستمرار: قد تستغرق بعض الوقت والجهد للتغلب على العادات النفسية السيئة، لذا تحلَّ بالصبر ولا تستسلم. كن ملتزماً بالتغيير وتذكر أن الانزعاجات المؤقتة تستحق النتائج الإيجابية في المستقبل.

في النهاية لا تنسَ أنه قد يكون من المفيد العمل مع متخصص في الصحة النفسية، للحصول على دعم إضافي واستراتيجيات مخصصة للتغلب على العادات النفسية السلبية، يمكنك ذلك عن طريق استشارة المختص النفسي في لبيه من خلال تحميل تطبيق لبيه فهو يستطيع تقديم الفائدة والدعم اللازم.

المراجع: 123