في عصرنا الحالي، الذي يتسم بوجود الكثير من التحديات والضغوط، يجد العديد من الأشخاص أنفسهم يواجهون مستويات مرتفعة من التوتر والقلق النفسي. هذه الحالة تؤثر بشكل مباشر على نوعية الحياة اليومية. 

 يعتبر التوتر جزءًا لا يتجزأ من الحياة، وقد لا نكون قادرين دائماً على التحكم في الأحداث من حولنا، إلا أننا نملك القدرة على التحكم في رد فعلنا تجاه هذه الأحداث. في هذا السياق، تبرز أهمية الاسترخاء النفسي كأداة فعالة لتحقيق التوازن الداخلي، وتجديد الطاقة، وتعزيز الصحة النفسية والجسدية.

ما هو الاسترخاء النفسي؟

الاسترخاء النفسي هو عملية تهدئة للعقل والجسم وتحقيق حالة من الاسترخاء العميق، ويعتبر الاسترخاء النفسي أداة قوية في تحقيق التوازن العاطفي والنفسي والجسدي، ويساعد في التخفيف من التوتر والقلق والتعب الناجم عن ضغوط الحياة اليومية، فعندما يكون جسمك في وضع الاسترخاء، يمكنك الاستجابة بمرونة أكبر للتحديات التي قد تواجهها، وبالتالي تخفيف أثرها على صحتك النفسية.

ما أهمية الاسترخاء النفسي؟

يعتبر الاسترخاء النفسي أداة قوية وضرورية لتحسين الصحة النفسية والجسدية، وقد يكون من الصعب التعامل مع ضغوط الحياة اليومية إذا لم نجد وقتًا لبعض الراحة والاسترخاء، لذا تأتي أهمية الاسترخاء من عدة أسباب نذكر لك أهمها:

1- التخفيف من التوتر والقلق

يساعد الاسترخاء النفسي في تهدئة الجهاز العصبي وتخفيف التوتر والقلق وتحقيق حالة من السكينة والاستقرار العاطفي، فقد بينت دراسة أن استراتيجيات الاسترخاء تستخدم كتدخلات علاجية فعالة للأشخاص الذين يعانون من التوتر والقلق. 

يعاني العديد من الأشخاص من اضطرابات نفسية مثل: الاكتئاب أو القلق الاجتماعي، لذا يعمل الاسترخاء النفسي على تحسين الصحة النفسية من خلال تقليل الأعراض المرتبطة بتلك الحالات وتعزيز الشعور بالراحة والسعادة الداخلية.

2- تحسين الصحة الجسدية 

تؤثر التحديات والصعوبات التي يمكن أن يواجهها الأشخاص على الجسم بطرق مختلفة، مثل: زيادة ضغط الدم واضطرابات النوم وتقليل مناعة الجسم، ومن خلال الاسترخاء النفسي، يمكن تحسين الصحة الجسدية بشكل ملحوظ.

3- تحسين التركيز والأداء 

عندما يكون العقل مشغولًا ومشتتًا، يمكن أن يتأثر التركيز والأداء في العمل أو الدراسة أو غيرها، وهنا يساهم الاسترخاء النفسي في تهدئة التفكير وتركيز الانتباه، مما يعزز القدرة على العمل بكفاءة وفعالية أكبر.

ما هي خطوات تحقيق الاسترخاء النفسي؟

يعتبر الاسترخاء النفسي جزءًا أساسيًا من العناية بالصحة العامة، إذ يساعد على تحقيق التوازن بين العقل والجسم وتعزيز الصحة العامة، وفيما يلي بعض الخطوات البسيطة لتحقيق الاسترخاء النفسي:

1- إعداد بيئة هادئة

 اختر مكانًا هادئًا ومريحًا حيث تتمكن من الاسترخاء من دون تشتيت، قد يكون ذلك في غرفة هادئة أو حتى في الهواء الطلق إذا كان الطقس مناسبًا.

2- ممارسة التنفس العميق 

بينت دراسة الفوائد التي يمكن الحصول عليها من جلسة واحدة من تمارين التنفس العميق، والذي له دور في خفض مستويات التوتر عند كل من البالغين الشباب وكبار السن، وأشارت نتائج الدراسة إلى أن تمارين التنفس العميق يمكن أن تكون أداة مفيدة لتحسين الصحة النفسية والجسدية في مختلف الأعمار. 

ويمكنك ممارسة التنفس العميق من خلال أخذ نفس عميق من الأنف لمدة تتراوح بين 4 إلى 6 ثوانٍ، ثم احتفظ بالهواء لثانيتين، ثم أخرج الهواء ببطء لمدة 6 إلى 8 ثوانٍ. كرر هذا النمط لبضع دقائق مع التركيز على الشعور بالتوازن والاسترخاء.

3- الاسترخاء التدريجي للعضلات

ابدأ بالتركيز على أجزاء مختلفة من جسمك ببطء، ثم قم بشد العضلات في تلك الأجزاء لبضع ثوانٍ، ثم ارخِها ببطء. ابدأ بهذه التقنية بدءًا من رأسك وانتقل تدريجيًا إلى أطرافك، مرورًا بعضلات الوجه والعنق والكتفين والظهر واليدين والساقين. حاول أن تركز على الشعور بالشد والاسترخاء في كل عضلة تمامًا.

4- التخيل الإيجابي المرئي 

قم بتوجيه تخيلك نحو مشهد مريح ومهدئ، يمكن أن يكون ذلك مشهدًا طبيعيًا مثل: الشاطئ أو الحديقة، أو مكانًا يحمل لك ذكريات سعيدة، حاول تصوير تفاصيل المشهد بأكبر قدر ممكن من الواقعية، مثل: الألوان والروائح والأصوات، أي اغمر نفسك بالمشهد واستمتع بالشعور بالهدوء والسكينة.

5- الاستماع إلى الموسيقى المهدئة 

اختر الموسيقى التي تجلب لك الهدوء والسكينة، أو حتى أصوات الطبيعة مثل: تدفق الماء أو الطيور، والتي تدعى بالضوضاء البيضاء، إذ بينت دراسة تهدف إلى تقييم فعالية الضوضاء البيضاء في تحسين جودة النوم لدى كبار السن، وتمت هذه الدراسة بمشاركة 60 مشاركًا من كبار السن الذين يعانون من الأرق، وأظهرت نتائج الدراسة أن المجموعة التي تلقت العلاج بالضوضاء البيضاء أبلغت عن تحسين ملحوظ في جودة النوم، ومستوى أعلى من الاسترخاء والسكينة.

6- قضاء بعض الوقت مع الأصدقاء والعائلة

 يشعر الإنسان بالسعادة والراحة عندما يقضي وقتًا مع الأصدقاء والعائلة، فالتواصل الاجتماعي يعمل على تقوية الروابط العاطفية والاجتماعية، ويمكن للدعم العاطفي من الأشخاص المقربين أن يوفر لك الراحة والطمأنينة، ويشجعك على التعبير عن مشاعرك وأفكارك بصدق ودون تردد.

7- تدوين يومياتك 

إن كتابة يومياتك هي وسيلة رائعة للاسترخاء النفسي والتفكير الإيجابي، فهي فرصة للتواصل مع نفسك واستكشاف أفكارك ومشاعرك، لذا كن صادقًا مع نفسك واستمتع بالعملية مع التركيز على اللحظات الممتعة والأشياء الإيجابية في حياتك.

8- اتباع نظام غذائي متوازن 

هناك ارتباط وثيق بين الغذاء الذي تتناوله وحالتك النفسية، فمن المهم السعي لتضمين مجموعة متنوعة من الأطعمة الصحية والمغذية في النظام الغذائي اليومي لتحقيق الاسترخاء النفسي، والحفاظ على صحة جيدة على المستوى الجسدي والنفسي.

في النهاية، يمكن القول إن الاسترخاء النفسي هو عملية ضرورية للحفاظ على صحتك النفسية والجسدية في عالم مليء بالضغوط والتحديات، إنها الفرصة التي تمنحها لنفسك لتجديد الطاقة واستعادة التوازن الداخلي، فعندما تستثمر وقتك للراحة والاسترخاء، فأنت تعمل على تعزيز جودة حياتك وتحقيق التوازن في صحتك النفسية والجسدية.

لمعلومات أكثر عن الاسترخاء النفسي وأهميته يمكنك التواصل مع الاختصاصيين في لبيه، وسيقدمون لك كل ما يلزم من استشارات ونصائح ، يمكنك ذلك عن طريق تحميل تطبيق لبيه.

المراجع: 1 2 3