كيف تقوي لياقتك الذهنية؟
الكاتب: إبراهيم الغامدي
هل سبق لك القيادة في نفس طريقك للمنزل وشعرت عند وصولك أنك وصلت إلى هناك تقريبًا بدون إدراك؟ كذلك انتقال الأفكار والأفعال على طول المسارات العصبية في أدمغتنا. عندما نكرر فكرة أو فعلًا معينًا عدة مرات، يتم تعزيز هذا المسار العصبي، ويمكن أن يصبح التفكير تلقائيًا. عندما يتعلق الأمر بأنماط التفكير أو الأفعال التي تسبب لنا المشاكل كالغضب والعدوانية والحزن واليأس. يمكننا أن نتعلم ما هي الطرق وما هي المسارات التي نعززها عن غير قصد.
في كثير من الأحيان، نتصرف ونتحدث ونفكر تلقائيًا، لاسيما عندما تواجهنا أحداث مزعجة ومرهقة؛ فإننا نفكر بطريقة سلبية. إن تجربة الانخراط بلياقة ذهنية جديدة يمكن أن تساعد في إعادة توجيه هذه المسارات، ما يساهم في تعزيز أفكار أكثر إيجابية ولصحة ذهنية وجسدية أفضل.
جرب روتينًا جديدًا للياقة الذهنية
كونك نشيطًا بدنيًا يُطلق الإندورفين والدوبامين الذي يمنحك شعورًا جيدًا، ويمنحك الإحساس بالرفاهية ويقلل من التوتر. ضع في اعتبارك تخصيص وقت لرفاهيتك من خلال الالتزام بجدول ونمط عيش أكثر صحي كتقنيات إدارة الضغوطات مثل ممارسة الرياضة باختلافها والاستمتاع بأوقات الفراغ والاستجمام والترويح عن النفس بعيدًا عن الضغوطات اليومية.
تعلم من المواقف الصعبة
إن التعلم من المواقف الصعبة والفشل الذي قد واجهته في حياتك يعتبر من أحد أهم المفاتيح لتدريب عقلك على التحديات القادمة. إذا تمكنت من التعرف والتقبل وطمحت إلى النمو؛ فأنت تساعد نفسك عن غير قصد في المواقف المستقبلية وهذا ما يسمى بتقوية مجموعة مهارات النمو الخاصة بك.
ابحث عن معنى
ساعد في تذكير نفسك بمعنى حياتك وحياة الآخرين من خلال نشاط هادف. من خلال السعي والمشاركة في نشاط هادف، يمكنك المساعدة دون قصد في إعادة ضبط تفكيرك. على سبيل المثال، المشاركة في أنشطة مجتمعية تطوعية.
التركيز على التفاؤل الواقعي
التفاؤل الواقعي هو نوع من أنواع النشاط الذهني والعاطفي وقد أُثبت علميًا بأنه يقلل التوتر ويتنبأ بأداء أفضل في المستقبل. كثيرًا ما يساء فهم التفاؤل؛ فالتفاؤل ليس إيماناً أعمى وليس موقفًا إيجابيًا يتغافل عن المشكلات والحقائق والمنطق. يعكس هذا النوع من العقلية التي تتظاهر بأن كل شي جميل ولطيف، ضعفًا في اختبار الواقع للشخص.
وجود تفاؤل واقعي يعني أنك تواجه الموقف الذي قد تكون فيه بدلًا من تجنبه. فالتفاؤل الواقعي مهارة نفسية اجتماعية قائمة على الأدلة تساعد على تعزيز النمو وتقليل التوتر. يمكنك التفكير في التفاؤل الواقعي على أنه عكس العجز المكتسب. يمكنك النظر إلى حقيقة الموقف الصعب بواقعية، كن مدركًا للأفكار السلبية والقاسية، صف المشاعر التي تلي هذه الأفكار والمواقف بأنها مؤقتة. تعامل مع الأفكار من خلال مناقشتها بواقعية. من خلال القيام بذلك، سيزيد الإدراك لديك وسيكون لديك مسار جديد ومنظور مختلف لتلك الأفكار والعواطف. يكمن وراء التفاؤل الواقعي الاقتناع بأن الأمور ستتحسن للأفضل. بهذه الطريقة يكون المتفائل الواقعي قادرًا على إعطاء معنى حتى للمواقف الصعبة.
تعلم كيف تصبح أكثر تفاؤلًا
حتى أكثر الأشخاص تشاؤمًا يمكن أن يتعلم كيف يصبح أكثر تفاؤلًا. ستساعد الخطوات الأربع التالية على أن تصبح أكثر تفاؤلًا:
الخطوة الأولى: اعتد على التفكير بإيجابية
ركز على الأشياء الجيدة. المواقف الصعبة والعقبات هي جزء من الحياة.
الخطوة الثانية: كن أكثر وعيًا بمحادثاتك الذاتية
كلما أصبحت أكثر وعياً بالحديث الذاتي السلبي، كانت لديك فرصة أفضل لإعادة صياغة واستخدام المزيد من الحديث الذاتي الإيجابي.
الخطوة الثالثة: اسأل نفسك أسئلة أفضل
من أكثر الطرق فاعلية وأسرعها لتحسين جودة حديثك الذاتي أن تسأل نفسك أسئلة أفضل.
مثال: بدلًا من أن تسأل نفسك “لماذا يحدث هذا دائمًا لي؟”. استبدل السؤال بـ “ما الذي يجب أن أتعلمه من هذا الموقف حتى لا يحدث لي مرة أخرى؟”. بغض النظر عن الموقف الذي تجد نفسك فيه؛
فإن طرح أسئلة أفضل سيحسن سلوكك.
الخطوة الرابعة: ضع دائمًا أهدافًا إيجابية وركز عليها
وجدت أبحاث علم النفس الإيجابي أن التركيز على هدف إيجابي أكثر فاعلية من التركيز على هدف سلبي.
مثال على ذلك: الهدف السلبي: “لن آكل أي أطعمة غير صحية وسأبتعد عن السكريات والدهون وسأمارس الرياضة”. الهدف الإيجابي: “أنا أستمتع بتناول الأطعمة الصحية واتخذ الرياضة كأسلوب عيش صحي وأستمتع به”.
يتمتع الأشخاص المرنون بدرجة عالية بنظرة واقعية ومتفائلة للعالم. هذا التفاؤل ليس خياليًا؛ فهو قائم على الواقع. يصرون على السعي وراء الأهداف رغم العقبات والنكسات. إنهم يميلون إلى العمل من الأمل في النجاح بدلًا من الخوف من الفشل. وأخيرًا يُنظر إلى الانتكاسات على أنها ناتجة عن ظروف يمكن التحكم فيها وليس عيبًا شخصيًا.