7 أخطاء تجنبها عند التعامل مع المصابين بالاضطرابات النفسية
تسمى الاضطرابات النفسية بالأمراض العقلية أو حالات الصحة العقلية، ذلك لأنها تقوم بالتأثير على تفكيرك وعواطفك وسلوكك وعلاقاتك وأدائك، وعلى الرغم من أن التعايش مع الاضطرابات النفسية قد يكون أمراً صعباً، إلا أن التعامل مع المصابين بالاضطرابات النفسية لا يقل صعوبة عن المرض بحد ذاته.
يعاني المصابون بالاضطرابات النفسية من مشاكل عديدة قد تعيقهم من عيش حياتهم بشكل طبيعي، لكن مع المساعدة والاهتمام من الناس حولهم والمقربين منهم، يمكنهم تجاوز هذه المشاكل ومحاولة عيش حياة طبيعية.
في هذا المقال سنساعدك لكي تتعلم كيفية التعامل الصحيحة مع الأشخاص المصابين بالاضطرابات النفسية.
كيف أعرف إذا كان شخص ما يعاني من اضطراب نفسي؟
لا توجد طريقة بسيطة لمعرفة إذا كان شخص ما يعاني من مشكلة تتعلق بالصحة النفسية، من المهم الاستجابة بشكل مراع وحساس عندما نجد شخصاً يعاني من تقلبات ومشاعر مضطربة، عوضاً عن معرفة ما إذا كان الشخص يعاني من اضطراب نفسي أم لا.
على الرغم من وجود أعراض شائعة خاصة ببعض الأمراض والاضطرابات النفسية، إلا أن وجود شخصين يملكان الاضطراب ذاته لا يعني أنهما سيُظهران الأعراض ذاتها، قد تلاحظ تغيرات في سلوك أو مزاج الشخص المصاب باضطراب نفسي إذا كنت تعرفه جيداً.
كيف تؤثر الإصابة بالاضطراب النفسي على الأشخاص من حولك؟
غالبًا ما تكون الاضطرابات النفسية نتيجة عامل بيولوجي، أي أنها ليست نتيجة لخلل في التربية أو التنشئة، وغالباً ما يكون منعها أمراً مستحيلاً، ومن الطبيعي بعد التشخيص بوجود اضطراب نفسي أن تشعر بمجموعة من المشاعر القوية والحزينة معظم الوقت.
قد تشعر بالخجل أو الإحراج أو الحزن عند تشخيصك بالاضطراب النفسي، أو قد يشعر أحد أفراد أسرتك بالحزن لصعوبة فهم سلوكياتك وجهلهم كيفية التعامل معه، في الواقع يعد وجود هذه المشاعر أمر طبيعي جداً، وقد يشعر البعض بالغضب تجاه الظروف المحيطة وحتى الشخص المصاب.
على الرغم من أن الأمر قد لا يكون منطقياً، إلا أن الآباء غالباً ما ينخرطون في درجة معينة من اللوم الذاتي، حيث تترافق مشاعر الخجل والغضب جنباً إلى جنب مع الشعور بالذنب، وغالباً ما يتعين على الآباء تعديل آمالهم أو توقعاتهم للمستقبل الذي كانوا يرسمونه لطفلهم المصاب.
لكن يجب عليك أن تتذكر أنه من المهم أن تحافظ على صحتك أثناء رعاية شخص مصاب باضطراب نفسي، وقد تجد نفسك تصب كامل اهتمامك على طفلك المصاب ولا تعطي الاهتمام الكافي لأطفالك الآخرين، مما يشعرهم بالإحباط والقلق بسبب المسؤوليات التي من المتوقع أن يتحملوها، قم بتنظيم وقتك وقم بتوزيع اهتمامك على أطفالك بالتساوي.
كيف يؤثر الاضطراب النفسي على العلاقات؟
يمكن أن يؤثر الاضطراب النفسي على العلاقات بعدة طرق:
إرهاق من حولهم
قد يعاني الشخص المسؤول عن الاعتناء بالأشخاص المصابين بالاضطرابات النفسية من الإرهاق، فالتعامل مع هذه الحالات يتطلب الكثير من الجهد والالتزام، خاصة إذا كانت المرة الأولى التي تتعامل فيها مع المصابين بالاضطرابات النفسية، حيث إن إدارة حياتك اليومية بالإضافة لحياتهم يمكن أن يسبب إرهاقاً عاطفياً.
العار والوصمة
في بعض الأوقات إذا كنت تعيش مع شخص مصاب باضطراب نفسي، فقد يقوم بإخفاء هذا الأمر عنك، وقد يشعر بالقلق حول معرفتك لهذا الموضوع خوفاً من وصمه بالعار أو الابتعاد عنه، بالإضافة إلى تلافي الإزعاج الناجم حول الأسئلة المتعلقة بحالته الصحة.
من المهم أن تتذكر أنه وعلى الرغم من وجود تحديات عديدة عندما يتعلق الأمر بالعيش والاعتناء بشخص مصاب باضطراب نفسي، إلا أن هناك بعض الطرق والاستراتيجيات التي يمكنك استعمالها لمنع هذه التحديات والمشاكل من إلحاق الضرر بصحتك الخاصة وعلاقتك مع الشخص المصاب بالاضطراب النفسي.
أخطاء تجنبها عند التعامل مع المصابين بالاضطرابات النفسية
هناك بعض الأمور التي قد تسبب لك المشاكل عند تعاملك مع المصابين بالاضطرابات النفسية، ولذلك يفضل أن تتجنب القيام بها وهي:
1. لا تخبرهم بحالتهم النفسية
قد تظن أنك تقوم بأمر جيد، إلا أن إخبارهم بأنهم جيدون أو لا يعانون من خطب قد تجعل الأشخاص المصابين بالاضطرابات النفسية يشعرون بالانتقاد والإهانة، قد تكون حالتهم خطيرة مما يعقد الأمور، لذلك حاول جعلهم يشعرون بالراحة والأمان، وساعدهم في مشاركة مشاعرهم بأنفسهم عوضاً عن تحديدها بنفسك.
2. لا تخبرهم بأنك تشعر بمعاناتهم
على الرغم من أنك قد تمر بفترات من الحزن، لكن عليك أن تمتنع عن مقارنة مشاعرك بمشاعر المصابين بالاضطرابات النفسية، على الرغم من أن التواصل معهم وتشجيعهم أمر جيد، إلا أن المقارنات قد تجعلهم يشعرون كما لو أنك تقلل من حقيقة وضعهم الصحي.
3. لا تشكك في قراراتهم الطبية
معظم الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية يشعرون بأن تناول الدواء خطوة كبيرة ومخيفة، وحتى اليوم ما تزال هناك وصمة عار تحيط بالعلاج الطبي لهذه الحالات، لكن هذه الأدوية هي العامل الأهم في علاجهم وتحسين وضعهم الصحي، ولهذا من المهم أن لا تصدر أحكاماً حولهم عندما يقررون تناول الدواء.
4. لا تقم بالضغط عليهم ليشغلوا أنفسهم
قد يتبادر إلى ذهنك أن قضاء الوقت في القيام بأنشطة عديدة سيصرف ذهن المصاب بالاضطراب النفسي عن مشاكله، قد تكون هذه الخطة فعالة عندما يتعلق الأمر بك، لكن المصابين بالاضطرابات النفسية لا يستطيعون صرف تفكيرهم عن مشاكلهم، لا تتردد في دعوتهم لقضاء الوقت والترفيه عن أنفسهم، لكن لا تتوقع أيضًا أنهم سيقبلون الدعوة.
5. لا تأخذ الأمور بشكل شخصي
تذكر أن ما يمرون به لا يتعلق بك وليس خطأك، امنحهم كل حبك ولا تتوقع أي شيء في المقابل، لأنهم قد لا يتمكنون من تقديم مقابل مناسب في المقام الأول، لكن الحقيقة التي لا يمكن إنكارها أنهم بحاجة إليك أكثر من أي وقت مضى، سواء كنت تعتقد ذلك أم لا.
تمثل الاضطرابات النفسية تحديات كبيرة للشخص المصاب بها والأشخاص من حوله أيضاً، ومن الطبيعي أن تتغير طبيعة العلاقات المحيطة بالمصابين بالاضطرابات النفسية، وقد يستغرق الأمر بعض الوقت لقبول هذه التغيرات وإنشاء روتين جديد، لكن من المفيد أن نتذكر أن الأشخاص الذين يعانون من أمراض عقلية خطيرة قادرين على عيش حياة غنية ومرضية عن طريق تلقي المساعدة المناسبة من قبل الأشخاص المحيطين بهم.