زاد الاهتمام في عصرنا الحالي بالصحة النفسية وتأثيرها على حياة الأشخاص والمجتمع، كونها جزءًا من الصحة العامة وتؤثر على توازن الشخص النفسي والعاطفي، فتخصصات الصحة النفسية من أهم التخصصات الطبية والعلمية في مجال الرعاية الصحية.

أصبح من الضروري اللجوء إلى المختصين النفسيين، وطلب الاستشارة النفسية فهي توفر الدعم والتوجيه اللازمين للتعامل مع التحديات وتحقيق التوازن والرفاهية الشخصية.

ما هو دور تخصصات الصحة النفسية في تطوير الطب النفسي؟

تخصصات الصحة النفسية تلعب دورًا حاسمًا في تطوير الطب النفسي من خلال عدة طرق نذكر أهمها:

• التوعية والتثقيف: تلعب تخصصات الصحة النفسية دورًا هامًا في التوعية والتثقيف حول الأمراض والاضطرابات النفسية وكيفية التعامل معها، فالمتخصصون في الصحة النفسية يعملون على نشر المعلومات ورفع الوعي بأهمية الرعاية النفسية والعلاج النفسي. 
• توسيع مجال المعرفة: تساهم تخصصات الصحة النفسية في توسيع مجال المعرفة حول المسائل المرتبطة بالصحة النفسية، من خلال البحث العلمي والدراسات السريرية، يتم دراسة العوامل المسببة للاضطرابات النفسية وآلياتها البيولوجية.
• تطوير العلاجات والمداخلات: أي تطوير وتحسين العلاجات والمداخلات في مجال الطب النفسي، ويشمل ذلك استخدام العلاج الدوائي، مثل الأدوية النفسية، والعلاج النفسي، مثل العلاج السلوكي المعرفي، إذ يعمل المتخصصون في الصحة النفسية على تطوير وتحسين تلك العلاجات بناءً على الأبحاث والتجارب السريرية.
• تطوير الأدوات والتقنيات التشخيصية: حيث يتم استخدام الاختبارات النفسية والتقييم السريري والأدوات الأخرى للتشخيص الدقيق للاضطرابات النفسية وتقييم حالة المرضى، وهذا يساعد في تحديد الخطة العلاجية المناسبة.

ما هي أهم تخصصات الصحة النفسية بالعالم؟

هناك عدد من التخصصات الفرعية في الطب النفسي التي تسمح للممارسين بالتركيز على حالات أو مجموعات محددة ومن أهمها نذكر:

1. الطب النفسي للإدمان: الطب النفسي للإدمان هو اختصاص يركز على تشخيص وعلاج الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الإدمان، ويهدف إلى فهم أسباب الإدمان وتأثيره على الصحة النفسية والجسدية، وتقديم العلاج والدعم اللازم، وبالتالي تحسين جودة حياة المرضى ومساعدتهم على استعادة صحتهم النفسية والجسدية.
2. الطب النفسي للمراهقين والأطفال: يعتبر من أهم تخصصات الصحة النفسية، فهو يركز على تقديم الرعاية الصحية النفسية لهؤلاء الفئات العمرية، وعلى الرغم من أن الأمراض النفسية شائعة بين الأطفال، إلا أنها غالبًا ما تمر دون تشخيص، فقد وجدت دراسة حديثة أنه من بين 7.7 مليون طفل يعانون من اضطرابات الصحة النفسية القابلة للعلاج، تلقّى نصفهم فقط العلاج من اختصاصي الصحة النفسية.

ويهدف الطب النفسي للمراهقين والأطفال إلى تشخيص ومعالجة الاضطرابات النفسية التي تؤثر على سلوكهم وتطورهم العاطفي والاجتماعي، ويعمل على تقديم الدعم العاطفي وتطوير مهارات التعامل مع المشكلات وتعزيز الصحة النفسية العامة.

3. الطب النفسي للمسنين: بالنسبة للطب النفسي للمسنين، فهو يركز على تقديم الرعاية النفسية للأشخاص في فترة الشيخوخة، ويهدف إلى تشخيص وعلاج الاضطرابات النفسية التي قد تظهر في هذه المرحلة العمرية، مثل: الاكتئاب والقلق والخرف وتقديم العلاج الدوائي والعلاج النفسي والدعم العاطفي للمسنين.

وقد تبين أن عدد الأطباء النفسيين المختصين بحالات كبار السن قليل جدًا، فوفقًا لدراسة أجريت عام 2018، تبين أنه لا يوجد سوى 2.6 طبيب نفسي لكبار السن لكل 100000 شخص يبلغ من العمر 65 عامًا فما فوق.

4. الطب النفسي العصبي: هو اختصاص يدمج بين العلوم النفسية والعصبية ويركز هذا الاختصاص على دراسة التفاعلات بين الدماغ والعقل والسلوك. يستخدم الطب النفسي العصبي التقنيات المتقدمة مثل التصوير بالرنين المغناطيسي لدراسة التغيرات العصبية والتشخيص الدقيق للاضطرابات النفسية وتطوير طرق علاج مناسبة.
5. الطب النفسي المهني: بالنسبة للطب النفسي المهني، فهو اختصاص يركز على تقديم الرعاية النفسية للمهنيين والعاملين في مختلف المجالات. يهدف الطب النفسي المهني إلى تعليم كيفية التعامل مع الضغوط والتحديات النفسية الخاصة بالعمل والمهنة مثل: الاكتئاب والقلق والإجهاد المرتبط بالعمل، ويوفر الدعم النفسي للمهنيين لتحسين صحتهم النفسية والحفاظ على التوازن بين الحياة الشخصية والمهنية.

ما هي أهم تخصصات الصحة النفسية في المملكة العربية السعودية؟

 يتم تقديم خدمات الصحة النفسية والدعم النفسي في مستشفيات الصحة النفسية والمراكز الصحية والعيادات النفسية في جميع أنحاء المملكة، فضلًا عن تطبيقات الصحة النفسية التي أصبحت موجودة على الهواتف المحمولة  ومن أبرزها نذكر تطبيق لبيه حيث تجد اختصاصيين نفسيين ومعالجين وتصنيفات وتخصصات نفسية متعددة جدًا أهمها:

1. العلاقات: مثل العلاقات بين الزوجين، والعلاقة بين الوالدين والأبناء، والطلاق العاطفي، والخيانة الزوجية، والانفصال والطلاق.
2. الاضطرابات النفسية الشائعة: مثل اضطرابات الشخصية، واضطراب ثنائي القطب، واضطرابات ما بعد الصدمة، واضطرابات الأكل.
3. التخصصات النفسية المهنية: مثل مهارات التخطيط، وتغيير الوظيفة، وتطوير مهارات القيادة والتميز في العمل، وكيفية التعامل مع الزملاء.
4. تخصصات أخرى مثل: الاكتئاب، والقلق والتوتر، والهلع، والوسواس القهري، والرهاب الاجتماعي، والتوحد.

ما هي التقنيات الحديثة في تخصصات الصحة النفسية؟

التقنيات الحديثة في تخصصات الصحة النفسية تعكس التقدم الذي تشهده هذه المجالات في استخدام التكنولوجيا والبحث العلمي، إليك أبرز هذه التقنيات:

• العلاج عبر الإنترنت: من خلال توفر الخدمات العلاجية عبر الإنترنت والمحادثات النصية أو الفيديو، ما يسمح للأشخاص بالوصول إلى الدعم النفسي في أي وقت ومن أي مكان، وهذا يعد مفيدًا لأولئك الذين يعيشون في المناطق النائية أو يواجهون صعوبات في الوصول إلى المراكز الصحية.

فقد أشارت دراسة إلى أن 70% من الأشخاص لا يستطيعون الوصول إلى العلاج التقليدي داخل العيادات بسبب عقبات مختلفة، بما في ذلك التكلفة، ونقص وسائل النقل العام، ونقص المعالجين.

• الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات: يساعد الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات في تحديد الأنماط والاتجاهات في الصحة النفسية وتوفير تقييمات دقيقة للحالات النفسية، وبالتالي تحسين التشخيص والتدخل العلاجي.
• التكنولوجيا المحمولة والتطبيقات الصحية: تطبيقات الهواتف المحمولة وأجهزة الاستشعار تسمح للأفراد بتتبع حالتهم النفسية ومعرفة مستوى التوتر أو المزاج الحالي، فهذه التكنولوجيا تعزز الوعي الذاتي وتمكن الأفراد من اتخاذ إجراءات للحفاظ على صحتهم النفسية.

 تطبيق لبيه من أبرز التطبيقات التي يمكنك تحميلها والاستفادة من الاستشارات والدعم الذي يقدمه المختصون النفسيون في هذا التطبيق إذا كنت تشعر بأي أعراض نفسية مزمنة أو تؤثر سلبًا على حياتك اليومية.

المصادر: 123