مرض التوحد هو أحد أمراض العصر. لما فيه من إضطرابات عصبية ومشاكل كبيرة لدى المصاب به في السلوك والتواصل مع غيره. بالإضافة للعديد من الأعراض الأخرى. فيواجه مرضى التوحد مشكلات في النمو العصبي واضطراب عام في معالجة الدماغ لبعض البيانات والمعلومات. وهو ما يجعل هناك ضعف في التفاعل الاجتماعي. وكذلك في التواصل الغير لفظي واللفظي وحدوث سلوكيات مقيدة ومتكررة كذلك

أنواع مرض التوحد

وتختلف درجات التوحد المعروف عند الأطفال إلى أربعة أنواع منها متلازمة أسبرجر واضطراب التوحد واضطراب الطفولة التحللي بجانب الاضطراب النمائي الكامل.

أسباب اضطراب التوحد 

وتختلف الأسباب المؤدية إلى التوحد أو المسببة للإصابة به إلى عدة أسباب. قد يرجع بعضها إلى الجنس وبعضها للجينات والوراثة والعائلة كذلك. لكن دعونا نشرح الأسباب بشكل سريع. فيعتبر الذكور أكثر عرضة من الإناث للإصابة بالتوحد بمعدل 4 مرات. وذلك لانتشار هذا المرض بين الذكور أكثر. بجانب وجود تاريخ عائلي مرضي خاص بإصابة أحد أفراد العائلة بالتوحد.

 كذلك أن يكون الأب والأم من ذوي الأعمار الكبيرة في وقت إنجاب الطفل. فهو أكثر عرضة لإصابته بالتوحد. بجانب استخدام بعض الأدوية أثناء فترة الحمل قد تسهم في إصابة الطفل بالتوحد بسبب مكوناتها الكيميائية، أو إصابة الأم بالسكري أو السمنة أو أي عدوى فيروسية أثناء فترة الحمل قد تكون هي المسببة لهذا المرض.

كيفية الوقاية من مرض التوحد

ونصح العديد من الأطباء الأمهات في فترة الحمل بالتغذية الصحية والصحيحة. وكذلك عدة نصائح أخرى من أجل الوقاية من إصابة الطفل بالتوحد. مع إجراء بعض التعديلات على الروتين ونظام الحياة لتقليل فرص إصابة الطفل بهذا المرة. فعلى الأم تناول الخضروات والفواكه والعناصر المفيدة من الأغذية لمنح الجسم البروتينات والفيتامينات والمركبات الهامة وكذلك العناصر الغذائية التي يحتاج إليها جسم الأم وكذلك الطفل.

كل ذلك بجانب إمكانية التحرك والقيام بممارسة الرياضة لدقائق كل يوم، مع إجراء فحوصات دورية، كل ذلك بجانب الالتزام بالمكملات الغذائية التي ينصح بها طبيبها المتابع خلال فترة الحمل لإكمال ما بها من نقص في تلك الفيتامينات أو العناصر. وكذلك البعد كل البعد عن الأدوية والعقاقير والمركبات الكيميائية والعودة للطبيب لاستشارته في كل أنواع الأدوية وتجنب شرب الكحوليات.

العلاقة بين مرض التوحد والنظام الغذائي للأم

لكن النقطة الأهم هل يمكن أن تؤثر الأم وغذائها ونمط حياتها وروتينها اليومي ووجباتها الغذائية في إصابة الطفل التوحد؟

للإجابة على هذا السؤال نسرد الدراسة الي أجراها العديد من الأطباء والباحثين والعلماء في جامعة جلاسكو مع فريق من المعهد النرويجي للصحة العامة حول الصلة الموجودة بين إصابة الجنين بالتوحد ونظام الأم الغذائي قبل الولادة وأثناء فترة الحمل. وقد أجرى الباحثون الدراسة على الآلاف من الأمهات مستخدمين قاعدة بيانات كبيرة طبياً في دولتي إنجلترا وكذلك النرويج.

• النتائج الأولى للدراسة أكدت أن النساء الملتزمين بالأنظمة الغذائية الصحية لديهن فرصة أقل من غيرهم بنسبة 22% لإنجاب طفل مصاباً بالتوحد إذا ما قورنوا بغيرهن من اللواتي يلجأن للأطعمة الجاهزة والمواد الحافظة والعناصر الملونة وغيرها من الأغذية الغير صحية.

• شرح الباحثون أن الخضروات والفواكه والأسماك والمكسرات والحبوب الكاملة هما أفضل مكونات النظام الغذائي الصحي وكذلك الحبوب الكاملة. والبعد بدرجة كبيرة للأم عن الدهون واللحوم المصنعة والمشروبات الغازية والكربوهيدرات أيضاً أثناء حملهن.

• كما قال باحثو الدراسة التي نشرتها مجلة JAMA Network Open المختصة بأخبار الصحة أن أطفال الأمهات متناولي الغذاء الصحي ومتبعي النظام الغذائي الصحي بشكل منتظم أثناء فترة الحمل أقل عرضة للانطواء والمشاكل الاجتماعية والإصابة بها. وكذلك مشكلات التواصل بنسبة 24%. وهذا بعيداً عن مر التوحد وهو الارتباط القوي لدى الإناث أكثر من الأولاد الذكور.

علاقة غذاء الحوامل مع مرض التوحد

• وقد استكمل باحثي جامعة فلوريدا الأمريكية الأبحاث في هذا النطاق لمحاولة اكتشاف العلاقة الغير مفهومة بين غذاء الأم الحامل واستهلاكها للأغذية خلال فترة الحمل وإصابة جنينها بالتوحد، واعتمدت الدراسة على سابقيها من الباحثين والدراسات القديمة التي أكدت أن الأطفال المصابين بالتوحد غالباً ما يمكن أن يعانوا من مشكلات في المعدة كمتلازمة القولون العصبي وغيرها.

• ونشرت التفاصيل الخاصة بالدراسة دورية ساينتفيك ريبورتز، أن المستوى العالي من حمض البروبيونيك المستخدم في نطاق واسع بالأغذية المصنعة والمواد الحافظة من أجل زيادة عمرها الافتراضي ووقف التعفن بها وفي الجبن والخبز يحد من تطور الخلايا العصبية لدى دماغ الجنين وهو في بطن أمه وهو ما يؤدي في النهاية للإصابة بالتوحد، واستكمل باحثي فلوريدا أن الحمض وزيادة كميته تؤدي إلى تلف المسارات المستخدمة في الخلايا العصبية المسؤول عن التواصل مع بقية جسد الإنسان. وهو ما يؤدي إلى اضطرابات في السلوك لدى الفرد وخاصة الأطفال.

علاقة القيء والغثيان بـ مرض التوحد

وقد نشر موقع HealthDayNews الطبي دراسة علمية حديثة لباحثين أمريكيين أن الأطفال المصابين بالتوحد الذين أصيبت أمهاتهم بالغثيان في الحمل بشكل كبير في فترة الصباح يكونوا معرضين بشكل أكثر بنسبة 55% تقريباً لاضطراب طيف التوحد.

 وقال داريوس جيتاهون دكتوراه الأبحاث والتقييم بجامعة كاليفورنيا وهو مؤلف الدراسة بأن العناصر التي تقوم عليها الدراسة مهمة جداً. فالأطفال المولودون لأمهات مصابات بالقيء والغثيان الشديد المستمر يكونون الأكثر تعرضاً لمرض التوحد من غيرهم. وهو ما يمنح الأطباء فرصة مبكرة لتشخيص إصابة الأطفال المعرضين لخطر التوحد بشكل مبكر من أجل تشخيص المرض والتدخل بشكل سريع.

فالغثيان المقصود في الصباح يكون أقل من 5 % في حالات الحمل. حيث تعاني النساء من القئ في فترة الحمل وعدم قدرة المعدة على تقبل الطعام والسوائل. وقد يصلن لمرحلة الجفاف الخطير وعدم كفاية الأغذية لاستكمال يومهم. وقد درس الباحثون القائمون على تلك الدراسة السجلات الصحية والمرضية لأكثر من نصف مليون سيدة من الحوامل وأطفالهن والمولودين من عام 1990 حتى 2014 تقريباً في ولاية كاليفورنيا الأمريكية.

فقد أثبتوا أن المصابات بالقيء من النساء والغثيان في فترة الصباح بشكل أكثر يكونوا عرضة عن غيرهم لإنجاب جنين مصاب بالتوحد بنسبة أكثر من 50 %. فالعلاقة بين القيء والغثيان كبيرة مع طيف التوحد في الفتيات. وقالوا أيضاً أن أدوية الغثيان لم تكون مرتبطة بمخاطر التوحد وأسبابه.

نصائح الأطباء للنساء الحوامل

وكل تلك الدراسات تشير بشكل كامل إلى أن التغذية السليمة الصحية. التي تتبعها الأم قبل الحمل وأثناء حملها وفي جميع أشهر الحمل تؤثر بشكل واضح وجلي للجميع في إمكانية إصابة الطفل بالتوحد فضلاً عن إمكانية أن يولد الطفل هزيلاً أو لديه مشكلات أخرى في جسده غير التوحد.

فقد أكدا العديد من أطباء التغذية العلاجية والمختصين بالدراسات من جامعات أمريكية وايرلندية والعديد من المعاهد المهتمة بدراسة طيف الأطفال أن الأم قد تكون السبب في أن تلد طفلاً يعاني من طيف التوحد وذلك بسبب غذائها الغير مكتمل والذي لا يمنح الطفل ما يحتاجه من عناصر تفيد تكوين الأعصاب والخلايا الدماغية المسؤولة عن السلوك والتواصل والاندماج مع غيره كما ذكرنا.

لذلك وجب على الأم خلال فترة الحمل الاهتمام بالنظام الغذائي الجيد. من أجل التغلب على أي مشاكل صحية من المتوقع حدوثها قبل أو بعد الولادة. ولحماية طفلها من أي أمراض بسبب سوء التغذية. فإذا كنتى بحاجه إلي اسشتارة خلال فترة الحمل تقدم منصه لبيه مجموعات الدعم المختلفه بمشاركة أفضل المختصين.

المصادر: 1 2 3 4