الانتماء والعلاقات الاجتماعية وتأثيرهما على صحتك النفسية؟
قد يصاب الفرد بالعزلة والاكتئاب وكذلك بالعديد من الأمراض النفسية كالتوتر والقلق الدائمين بسبب علاقته بالبيئة المحيطة به. فقد يشعر الفرد بعدم الانتماء إلى عائلته وأسرته بسبب التفكير أو التجاهل أو عدم الاهتمام. لكن ما يجهله الفرد أن عائلته هي مصدر الدعم النفسي قبل أن يكون مصدر الدعم الحياتي والثقة بالنفس؛ وكذلك قد يكون الشخص غير جيد في خلق علاقات اجتماعية أو تواصل اجتماعي بأي من أصدقائه أو زملاء عمله. وهذا ما قد يؤدي به إلى شعور عدم الانتماء للأفراد المحيطين به؛ حيث يجد صعوبة في التواصل مع الآخرين. مما قد يؤثر سلبًا على حالته النفسية.
فمَا هو الفرق بين الارتباط بالمجتمع البشري والتواجد مع الآخرين؛ والتواصل الاجتماعي؟ وكيف نحقق التطور من شعور الانتماء وكيف يؤثر ذلك على الصحة النفسية؟
تعريف الانتماء
يعرف العلماء الانتماء بأنه المشاعر الداخلية التي تحرك الإنسان في دعم شخص أو فكرة أو منظمة أو كيان. وهو مقياس الالتزام لدى ذلك الشخص فبحسب درجة رضاه عن الخِدْمَات أو الأداء الذي يحصل عليه.
وهو إلى ذلك مفهوم شامل يعبر عن إخلاص المرء ومدى تمسكه وارتباطه بالفكرة التي يدين بالولاء لها. وقد تكون تلك المشاعر تجاه شخص أو جماعة. بجانب أنها ضرورة اجتماعية بأهمية شديدة تمنح الإنسان دافع للتعاون مع الآخرين. وكذلك استثمار كافة الموارد المتاحة سواء أكانت أخلاقية أو فكرية أو غير ذلك في تجاوز تام للمصالح الشخصية.
تعريف العلاقات الاجتماعية
تعرف العلاقات الاجتماعية بأنها سلوك صادر من مجموعة من الناس إلي المدى. الذي يكون كل فعل من الأفعال أخذًا في اعتباره المعاني التي تنطوي عليها أفعال الآخرين، التي يكون لها العديد من الدوافع إما النفسي أو الروحي وكذلك الاقتصادي والعام والمشاركة عمومًا.
الفرق بين الارتباط بالمجتمع البشري والتفاعل مع الآخرين
لذلك فهناك ارتباطات بين الشخص والمجتمع مما حوله. وذلك بسبب العلاقات نفسها سواء أكانت عائلية أو شخصية أو مقربة أو بسبب العمل، وكذلك العلاقات العابرة فالشخص مرتبط بالمجتمع ومن حوله وهم يؤثرون فيه.
العائلة والأسرة
فمن أنواع العلاقات الاجتماعية هي العلاقات العائلية التي تعد من أهم وأفضل العلاقات وأكثرها قربًا وتأثيرًا على الفرد بصفة دور الأم والأب والأخوة والأخوات وارتباطهم بعضهم البعض. ويظهر تأثير ذلك الارتباط بشكل كبير في حياة الفرد سواء أكان التأثير سلبيًا أو إيجابًا.
علاقات شخصية وعمل
وكذلك هناك علاقات شخصية مقربة للشخص كالأصدقاء وغيرهم بصفة شريك الحياة والأصدقاء الذين يمنحهم الفرد الثقة فهم يؤثرون عليه دائمًا بتصرفاتهم وسلوكهم بجانب علاقات العمل. فهي تعد من العلاقات الضرورية في حياة الفرد وتحكمها الرسمية والعديد من القواعد الهامة. التي تختلف تمامًا عن الجانب العاطفي الذي تحمل الأشخاص جميعًا المسؤولية حسب شخصياتهم وحسب احترافيتها في العمل.
التواصل الاجتماعي
بينما يختلف ذلك عن التواصل الاجتماعي وهو استخدام اللغة ومهاراتها اللفظية وغير اللفظية في السلوكيات الاجتماعية والتفاعل الاجتماعي والإدراك الاجتماعي ويشمل التواصل الاجتماعي: التفاعل مع شريك الحياة والأسرة والأصدقاء والمعلمين والمعلمات ومقدمي الخِدْمَات المختلفة وغيرهم. فهذه العلاقات تؤثر أيضا على الفرد في تفاعله معهم والاندماج لتحقيق التوازن في حياته الاجتماعية.
سلوكيات التواصل
التواصل له سلوكيات تتضمن فهم واستخدام تعابير الوجه المناسبة والتواصل البصري، كذلك بجانب لغة الجسد والقدرة على تغيير أسلوب وسياق الكلام واعتماد منظور الآخرين مع فهم قواعد التواصل اللفظي وغير اللفظي واستخدامها بصورة مناسبة مع استخدام الجوانب الهيكلية للغة مثل: المفردات أو بناء الجمل واستخدام الأصوات كذلك. كل هذا له تأثير واضح على تفاعل الفرد مع من حوله.
التواصل الفعال
وإن كنت تريد أن تعرف متى يكون التواصل فعالًا. فهو يكون فعال في نقل المعلومات بين الشخص والآخر بشكل واضح وبكفاءة عالية ويصنف التواصل الاجتماعي على أنه تواصل فعال عند معرفة كيفية الاستماع بانتباه وعناية؛ حيث إن شعور المستمع المتحدث بأنه مسموع ومفهوم شرط التحدث بطريقة يمكنها أن تجعل الحديث أقرب ما يمكن.
تأثير الانتماء على الصحة النفسية
تؤثر العلاقات الاجتماعية على الفرد بداية من ولادته حتى وفاته، ويختلف ذلك التأثير بداية من العلاقات وقوتها وعددها وأهميتها للشخص. إن العلاقات العاطفية والاجتماعية لها تأثير كبير على الصحة النفسية والجسدية بشكل عام.
ويقول الأطباء بأن من أسباب الأمراض النفسية هي الصعوبات التي تواجه الشخص في علاقاته العاطفية أو الاجتماعية وصعوبة التعامل مع الأفراد والصراعات والتوتر داخل العلاقات. بالرغم من أن العلاقات العاطفية تحقق الراحة والأمان والدعم والمرونة فهي أيضًا تكون مصدر للقلق والتوتر والاكتئاب.
التأثير السلبي لعدم الشعور بالانتماء على الصحة النفسية
إن الوحدة والشعور بعدم الانتماء للأفراد أو للجماعة أو للعائلة أو حتى للعمل يمكن أن تصيب الشخص بالأمراض النفسية والجسدية.
فالوحدة يمكن أن تسبب اضطراب في النوم وارتفاع ضغط الدَّم وزيادة هرمون التوتر. بجانب تأثيرها السلبي على الجهاز المناعي مع تقليل شعور الفرد بالرضا.
الأكثر عرضه للإصابة بشعور الوحدة وعدم الانتماء للمكان أو للجماعة هم كِبار السن. لأنهم أكثر عرضة لخطر الإصابة بسبب ضعف قدرتهم على الحركة فايبقون وحيدين فترات طويلة جدًا ثم أن الأشخاص الطبيعيين يمكن أيضًا أن يتأثروا
تأثير العلاقات الاجتماعية على الصحة النفسية
يمكن أن يكون لنقص العلاقات الاجتماعية وتأثيرها أثرًا مباشرًا على الصحة البدنية للشباب. وذلك من خلال زيادة خطر الإصابة بالسمنة والالتهابات بجانب ارتفاع ضغط الدَّم.
وهذا قد يؤدي إلى حدوث مشكلات صحية كبيرة على المدى الطويل مثل: أمراض القلب والسرطان والسكتة الدماغية. ولكن الحصول على علاقات اجتماعية جيدة و وطيدة بمن حولك من أصدقاء. بجانب العائلة يمكن أن يساعد في الحماية من تدهور الحالة النفسية.
تعزيز الانتماء.
يجب على الفرد أن يوجه إلى تعزيز طرق الانتماء. وذلك عن طريق زيادة قوة العلاقات الاجتماعية وانتمائه لعمله وأسرته وكذلك أصدقائه وذلك عن طريق القناعة بأهمية التواصل مع الآخرين وخلق علاقات اجتماعية صحية. من أجل تعزيز صحتك النفسية وما يجب عليه القيام به من تصرفات إزاء تلك العلاقات والانتماء تجاه هذا المجتمع أو الفئة أو الأسرة.
وكذلك الإخلاص لهم وتقديم الحلول ومساعدة كل فرد على حدَا. بجانب تقديم يد العون بشكل كامل وتقوية الروابط مع كل شخص ممن تنتمي إليهم في العمل أو في المنزل ونزع المشاكل وفتيل الأزمات والعواصف التي تواجه وتهدد انتماءك لهذه الفئة.
تأثير الانتماء على الصحة النفسية
يقول الأطباء والعلماء بأن قوة الشعور بالانتماء تعمل على تخفيف آثار الضغوط والمشاكل في البيئة التي تعيش فيها سواء في العمل أو في الأسرة أو في منزلك أو مع أصدقاءك أو حتى مع شريك حياتك.
فعندما يشعر الفرد بالدعم وبأنه عنصر أساسي والتحفيز وباعتماد الأفراد عليه ممن حوله سواء أصدقاء أو أقرباء أو زملاء عمل. فهو يخفف شعوره بالتوتر والضغط خلال تعامله معهم، بجانب الشعور بالألفة التي يخلق بيئة صحية.
ويسمح بتجاوز الصعوبات وحل المشاكل بكل سهولة ومشاركة أي ضغوط ومحاولة حلها بشكل سريع، فالضغط والتوتر والوحدة والقلق. وكذلك الاكتئاب هم مصادر لظهور العديد من الأمراض الجسدية ويعرضوا الفرد إلى العديد من الاضطرابات التي تكون المؤدى الوحيد للأمراض النفسية.
فخلق الإحساس بالانتماء هي معادلة هامة لقبول الفرد في المجتمع ومن حوله. وهو ما يجعل الفرد يحصل على مستوى عالي من العافية النفسية فهو يزيد من رضا الفرد عن نفسه ويشعره بالتقدير؛ على رغْم الاختلاف مع الآخرين وتقبل وجهات النظر المختلفة حسب خبراتهم.
تأثير تطور التواصل والعلاقات الاجتماعية على الصحة النفسية
تطور العلاقات الاجتماعية بشكل صحي يجعل الشخص مرنًا في التعامل مع كافة الضغوطات الاجتماعي والعاطفية خلال شعوره بالانتماء للعائلة أو للمكان أو للفئة الموجود بها.
فيشعر الفرد بالاتزان ويجعله أكثر قدرة على المواجهة وأفضل شخص ينصح ويحل المشاكل ويجعله يتجنب الوحدة والسلوك القهري الذي يرتبط دائمًا بالمشاكل النفسية المؤثرة على الصحة.
وفي النهاية فتأثير العلاقات الاجتماعية يختلف حسب نمط هذه العلاقات وطرق التعامل معها. لذلك ينصح دائمًا خبراء الطب النفسي بالعمل على تحسين العلاقات الاجتماعية والتواصل الجاد والفعال بمن هم محيطين بك. من أجل معرفة الطريقة الفعالة لك في التفاعل مع الآخرين حتى تجعلك تبدو مرنًا ومحافظًا على صحتك النفسية آمنة. حمل تطبيق لبيه الآن وانضم إلى المزيد من مجموعات الدعم النفسي.