كيف يمكن تغيير السلوك للأفضل وتأثيره على تعزيز صحتك النفسية؟

السلوك هو أي نشاط أو تصرف يقوم به الفرد، سواء كان ذلك بشكل واعٍ أو غير واعٍ. يمكن أن يشمل السلوك الأفعال الجسدية مثل المشي أو التحدث. بالإضافة إلى ردود الفعل والعواطف مثل الفرح أو الغضب. يُدرس السلوك في العديد من المجالات مثل علم النفس وعلم الاجتماع والطب النفسي لفهم كيف يؤثر على الأفراد والمجتمعات وكيف يمكن تحسينه أو تغييره. لذلك نتناول كيف يمكن تغيير السلوك للأفضل وتأثيره على تعزيز صحتك النفسية؟

تغيير السلوك 

عدّ تغيير السلوك عملية تتطلب الوعي الذاتي والالتزام، التي يسعى إليها الكثير من الناس لتحسين جوانب مختلفة من حياتهم. ومن خلال تعديل سلوكهم للأفضل. يعتبر تغيير السلوك سواء كان في الحياة الشخصية أو المهنية يساعد في تحقيق الهدف واتباع الخطوات التي يمكن أن تساهم في نجاح هذا التغيير.

أهمية تغيير السلوك 

تمثل هذه الخطوة أمر مهم  في حياة الكثير من الناس وهو ليس مجرد رغبة في إجراء تعديل بسيط. ولكنه جزء أساسي حتى يتطور الإنسان بشكل فعال ومؤثر على نمط حياته.

عندما يقوم الفرد بالعمل على تحسين علاقاته بالآخرين وتغيير ردود فعله اتجاه موقف ما بشكل إيجابي. فيتغير سلوكه بشكل أفضل فإن هذا يؤدي إلى تحسين حياته وزيادة ثقته بنفسه، وهو إلى ذلك يستطيع أن يقوم هذا التغيير في المساهمة في تحسين الصحة النفسية والجسدية. لأنه في الأغلب يعمل على مواجهة بعض الاضطرابات التي تؤثر على الفرد مثل القلق والتوتر.

تغيير السلوك وآراء الكتاب

إلى تلك إضافة يمكننا أن الاطلاع على القوانين الأربعة لتغيير السلوك للكاتب “جيمس كلير” التي لها دور مهم وفعال في تغيير السلوك للأفضل.

القوانين الأربعة لتغيير السلوك هي جزء من مفهوم يُعرف في علم النفس والسلوك بالعادة (Habit).

وهذه القوانين وثقها الكاتب “جيمس كلير” في كتابه المعروف بعنوان “العادات الذرية” (Atomic Habits). 

في هذا الكتاب، يقدم كلير استراتيجيات لتغيير العادات وبناء أساليب حياة أفضل بواسطة تحسين السلوكيات اليومية.

وهذه القوانين الأربعة تتمثل في : 

1. اجعل الأمر واضحًا: (Make it Obvious)  ما تخفي الكتب التي تحتاج إلى قراءتها أو الفاكهة التي تريد تناولها. بل اعرضها لتذكير نفسك بتكوين أعداد جديدة يجب أن تكون إعادة واضحة ومتاحة. كما يمكنك استخدام استراتيجيات مثل قائمة العادات حتى يكون السلوك المطلوب واضحًا وسهل التذكر.
2. اجعلها جذابة :(Make it Attractive) اقرأ الكتب التي تحب قراءتها التي سوف تشجعك على قراءة المزيد. حتى تستطيع أن تبني العادة يجب أن تكون جذابة واستخدام تقنيات مثل الربط بين العادة الإيجابية وأي شيء تحبه يجلب لك المتعة.
3. اجعل الأمر سهلا (Make it Easy) إذا كنت ترغب في تناول المزيد من الفاكهة. فعليك تناول الفاكهة التي يسهل تناولها. يجب أن تكون العادة سهلة التنفيذ حتى يمكنك تحقيقها بواسطة تقرير العادات وتهيئة البيئة المحيطة لتسهيل ممارسة العادات. كما يمكنك تقسيم العادة إلى خطوات صغيرة ممكن تنفيذها بسهولة.
4. اجعل الأمر مرضيًا. (Make it Satisfying) إذا كنت راضيًا، فسوف تريد المزيد. يجب أن تشعر بالتقدير والمكافأة عند القيام بالسلوك المطلوب. لأن هذا يعزز العادة ويجعلها أكثر احتمالًا للتكرار، كما يمكنك استخدام نظام المكافآت لتشجيع نفسك.

ومن خلال تطبيق هذه قوانين الأربعة تستطيع أن تحسن عاداتك وتغيير سلوكك إلى الأفضل بطريقة فعالة ومستديمة.

هل تغيير السلوك أمرًا صعبًا؟

إن تغيير السلوك أمر معقد لأنه يتطلب من الشخص أن يتوقف عن عادة حالية سلبية وفي نفس الوقت يعزز مجموعة جديدة من الأفعال غير المألوفة.

تستغرق هذه العملية وقتًا – عادة أطول مما تفضل. قد يستغرق شيء قليل مثل شرب كوب إضافي من الماء يوميًا شهرين في المتوسط ليصبح سلوكًا ثابتًا واعتياديًا.

من المحتمل أننا جميعًا قد مررنا بعدم الارتياح الناتج عن الالتزام بشيء ما ثم عدم متابعته. من الشائع خلال هذه اللحظات أن ننتقد أنفسنا ونشعر بأننا لسنا أكْفاء بما يكفي أو أننا لا نمتلك قوة الإرادة الكافية لتحقيق هدفنا. 

إذا كنا نعمل مع شخص آخر على تغيير سلوكه وانتكست رغبته، فقد نصنفه على أنه كسلان أو عنيد، عدّ تعلم كيفية التعامل مع هذه الانتكاسات باعتبارها لحظات متوقعة تتطلب التأمل والتعاطف وحل المشكلات من المرجح أن يزيد من فرص تغيير سلوك جديد مفيد إلى عادة.

لماذا نحتاج لتغيير السلوك؟

• التخلص من العادات السلبية: مثل التدخين، الإفراط في تناول الطعام، أو القلق المزمن.
• تعزيز السلوكيات الإيجابية: مثل ممارسة الرياضة، الدراسة بانتظام، أو التواصل الاجتماعي بشكل فعال.
• التكيف مع بيئات جديدة: مثل بداية وظيفة جديدة، الانتقال إلى مكان جديد، أو مواجهة تحديات جديدة.
• العلاج من بعض الاضطرابات: مثل اضطرابات القلق والاكتئاب، حيث يكون تغيير السلوك جزءًا أساسيًا من العلاج.

• التعزيز الإيجابي: مكافأة السلوك المطلوب لزيادة احتمالية تكراره.
• التعزيز السلبي: إزالة محفز غير مرغوب فيه عند حدوث السلوك المطلوب.
• العقاب: إدخال محفز غير مرغوب فيه عند حدوث السلوك غير المرغوب فيه.
• التقليد: تعلم سلوك جديد في أثناء مراقبة الآخرين وتقليد تصرفاتهم.

كيف يمكن تغيير السلوك للأفضل وتأثيره على تعزيز صحتك النفسية؟ 

يعتبر تغيير السلوك للأفضل شيء يجب أن يتبعه الكثير من الأشخاص الذين يسعون للتطور الشخصي، بالإضافة أن له تأثير كبير على الصحة النفسية.

وإليك بعض المهام التي يجب اتباعها لتغيير سلوكك نحو الأفضل :  

1- حدد هدفك

يجب الالتزام بتحديد هدفك الذي تسعى إليه، ويجب أن تكون هذه الأهداف حقيقية وواقعية حتى يمكن تحقيقها.

2- وضع خِطَّة

بعد تحديد الأهداف، يجب أن تضع الخِطَّة التي تشمل الخطوات التي يجب اتخاذها لتحقيق هذا الهدف الذي حُدِّد. 

3- التطبيق

يجب التطبيق والعمل على الخِطَّة التي وُضِعَت لتحقيق هدفك، بالإضافة إلى الابتعاد عن الأفكار السلبية وحاول أن تمارس التفكير الإيجابي لتعزيز همتك. 

4- ممارسة الرياضة

ممارسة الرياضة أمر مهم وضروري، ثم أن له تأثير كبير على الصحة النفسية والبدنية، حيث إن التمارين الرياضية تقلل التوتر والقلق، وتساعدك على اكتساب السعادة.

5- التواصل الاجتماعي

عدّ التواصل الاجتماعي طريقة فعالة لتغيير السلوك نحو الأفضل، حيث إن الدخول في علاقات جيدة مع الأصدقاء والعائلة يكون عبارة عن دعم اجتماعي ومهم في تحسين صحتك النفسية.

6- التطوير الذاتي

تعلم مهارات جديدة يمكن أن تزيد ثقتك بنفسك، وهو إلى ذلك يعزز الشعور بالإنجاز والفخر الداخلي وبمجرد تعلمك مهارات جديدة، سوف تلاحظ تغييرًا واضحًا في سلوكك نحو الأفضل بقوة وإيجابية.

7- ممارسة الحياة الصحية

عدّ الحصول على حياة صحية وتوفير وقت لممارسة الاسترخاء والتأمل، يساعد هذا على التخفيف من التوتر وزيادة الوعي، بالإضافة إلى الحصول على قسط من النوم بقدر كافي، وتناول الطعام على نحو صحي ومتوازن، والحفاظ على رتابة اليوم منتظم يؤدي ذلك إلى تغيير السلوك بشكل فعال.

تغيير السلوك هو عمليةٌ هدفها تعديل أنماط سلوكية معينة لدى الفرد، سواء كانت هذه الأنماط إيجابية أو سلبية، ويتم ذلك من خلال مجموعة من التقنيات والأساليب التي تهدف إلى استبدال السلوكيات غير المرغوب فيها بسلوكيات مرغوبة أكثر.

قد تكون هناك انتكاسات في بعض الأحيان، ولكن من المهم الاستمرار في المحاولة والتعلم من الأخطاء. لهذا يمثل تغيير السلوك ليس بالأمر السهل ولا أيضًا في غاية الصعوبة، إنه أمر مهم ولكنه قد يستغرق بعض الوقت والجهد حتى الحصول على النتيجة المرضية، وبالتأكيد الاستمرار في الممارسات اليومية المفيدة تؤدي إلى تحسين صحتك النفسية بشكل واضح وملحوظ.

حاول دائمًا التعرف على الطرق الإرشادية التي تساعدك على المضي قدمًا بشكل أفضل وتعلم المزيد من المهارات الصحيحة التي تعزز من تفاعلك مع من حولك وتحسين أفعالك مع الآخرين. لذلك نقدم لك دائمًا مختلف الخِدْمَات المهمة التي تدعمك من أجل تعزيز صحتك من تطبيق لبيه.

المصادر: 1 2 3