ضغط الأفكار ومقاومة السعادة
قد نشعر جميعًا بأننا نعاني من ضغوط غير طبيعية في مرحلة ما من حياتنا، وعادة ما يكون هذا الشعور مؤقتًا ويتلاشى مع مرور الوقت، أما إذا تراكمت هذه المشاعر وأدت إلى خلق سلسلة من ردود الفعل المرتبطة بها، فإنها ستترك تأثيرات سلبية متعددة على مختلف جوانب الحياة بما في ذلك الإنتاجية في العمل والتعليم والعلاقات الاجتماعية.
ما هو مفهوم ضغط الفكرة؟
ينشأ ضغط الفكرة نتيجة تراكم Feelings عندما تكون تحت ضغوط غير طبيعية، وبمجرد تفاعلك مع هذه الأفكار ستنشأ سلسلة من ردود الفعل واتخاذ قرارات معينة مثل: الإلغاء والانسحاب والاعتذار أو حتى مقاومة المشاعر ورفض السعادة، وكل ذلك يخلق دائرة من الحيل الدفاعية بطريقة غير مباشرة، ما يجعلك تشعر بالمزيد من الضغوط، ويستمر رفضك ومقاومتك للمشاعر الجيدة والتمتع بالحياة اليومية، ما يؤثر بشكل سلبي على راحتك وسلامك الداخلي ومشاعرك بشكل عام.
ما هي الأفكار المقاومة وما تأثيرها؟
الحياة مليئة بالنجاح والفشل والأحداث الصادمة والتجارب غير المريحة، لكن كل ذلك طبيعي ومألوف في حياة كل منا، أما إذا أدت الأحداث السابقة لخلق ضغط مستمر وإجهاد مزمن، فقد تسبب ما يعرف بالأفكار المقاومة التي تجعلك تعاني من التردد والحيرة وعدم اليقين في كل جانب من جوانب حياتك، وسيكون الإقدام على أي تجربة أو عمل جديد أو مهمة غير مألوفة أمرًا صعبًا أو مستحيلًا، وربما تتشكل قناعات وأفكار سلبية عن النفس مثل: لا أقدر، مستحيل أن أجرب، أنا حزين أو مكتئب، أنا أكره نفسي، لا أستطيع فعل ذلك، فلان أذكى مني …
كل ذلك يدخلك في دوامة من ردود الفعل السلبية التي تؤثر بشكل مباشر على كل تفاصيل حياتك، وقد يغدو التخلص منها شبه مستحيل.
كيف يؤثر ضغط الفكرة على شعورك بالسعادة؟
أن تكون بخير يعني أن تكون في حالة من التوازن في مشاعرك وأفكارك وسلوكك، وأن تملك الأدوات المناسبة لمواجهة الظروف الصعبة ومشاكل الحياة اليومية.
إن تراكم الأفكار الضاغطة وردود الفعل المرتبطة بها يؤثر بشكل كبير على مشاعر السعادة والراحة، وعلى سلامك الداخل والنفسي وحالتك المزاجية، وأفضل ما يمكنك فعله عندما تواجه الأفكار الضاغطة أن تتجاوزها بهدوء وتعود للأفكار الجيدة والمشاعر الإيجابية التي تشعرك بالسعادة والفرح والامتنان.
أفكار ومشاعر تحفز السعادة والمشاعر الإيجابية
مهما كانت الضغوط والأحداث المزعجة من حولك عليك أن تعلم أن السعادة قرار داخلي، وأنك المسؤول الأول عن راحتك النفسية وحالتك المزاجية، ويمكن لأفكار بسيطة أن تحسن مشاعرك وتمنحك الطاقة وتزيد من سعادتك مثل: اليوم جيد وجميل، أنا أوجه انتباهي للأشياء الجيدة، لقد قمت بالمهمة، لقد ساعدت شخصًا آخر … هذه الأفكار رغم بساطتها لكنها قد تخلق فارقًا حقيقيًا، وإذا أصبحت جزءًا من روتينك اليومي فإن حياتك ستتغير للأفضل بشكل ملحوظ.
كيف يمكن أن تخفف من ضغط الأفكار والأفكار المقاومة للسعادة؟
كما قلنا إن مقاومة الأفكار تتمثل برفض الأفكار الضاغطة والمشاعر السلبية ومحاولة إخفائها عن الآخرين، فيبقى الشخص في صراع داخلي، ويدخل في دائرة من الحيل الدفاعية بين إخفاء الأفكار والمشاعر السلبية ومحاولة التمسك بالمشاعر الجيدة وإظهارها، مع عدم القدرة على الوصول لتوازن حقيقي بين الاثنين.
يمكن للطرق والخطوات التالية أن تخفف ضغط الأفكار والأفكار المقاومة للسعادة:
1- الاعتراف بهذه الأفكار وعدم تجاهلها، ويمكنك تدوينها، ومناقشتها مع معالجك النفسي لمساعدتك على وضع التشخيص المناسب، واكتشاف الأسباب المؤهبة، ثم البدء بإيجاد الحلول.
2- اتخاذ قرار حاسم للتخلص من المقاومة، وكسر حلقة المشاعر والأفكار السلبية، وإيقاف الحيل الدفاعية التي تحاول من خلالها إخفاء المشاعر السلبية والأفكار الضاغطة.
3- الاستعداد الدائم للتعامل مع الضغوط والتأكيد على أنها جزء طبيعي من حياة كل منَّا، وأن الطريقة الصحيحة لا تكمن في تجاهلها بل بالاعتراف بها ومواجهتها والتعامل معها بطريقة مناسبة.
تمرين عملي للتخلص من ضغط الأفكار
يمكن أن تساعدك الطريقة التالية في التخلص من ضغط الأفكار والمشاعر المقاومة، وتتلخص فيما يلي:
أحضر ورقتين وقلم، واكتب في الورقة الأولى: الوضع الحالي الذي يزعجك والأفكار السلبية والضغوط التي تواجهك الآن وتشعر بالمقاومة تجاهها، وفي الورقة الثانية اكتب الحلول من وجهة نظرك أمام كل فكرة أو مشكلة أو نقطها كتبتها في الورقة الأولى.
في النهاية تخلص من الورقة الأولى واحتفظ بالثانية فقط، وعلقها أمامك وراقب التغيير الإيجابي الذي تسعى للحصول عليه. تتلخص فكرة هذا التمرين بالتركيز على الحلول وليس على المشاكل، مع محاولة التأقلم مع الأفكار الضاغطة والمضي قدمًا في حياتك بشكل طبيعي.
تذكر دومًا أن كل شيء يمكن أن يتغير إلى الأفضل، ليس لأن العالم على ما يرام أو لأن الظروف ممتازة من حولك، بل لأنك تستحق أن تشعر بالسعادة، وأن تكون في حالة من التوازن والسلام الداخلي، ويمكن أن تتواصل مع معالجك النفسي عبر تطبيق لبيه في أي وقت لمساعدتك على التعامل مع الأفكار الضاغطة وكسر حلقة الحيل الدفاعية التي تؤثر على حياتك بشكل كامل.