كيف يساعد العلاج النفسي في تخفيف ضغوطات العمل؟
يترك ضغط العمل المستمر والإرهاق المزمن في بيئة العمل تأثيرات سلبية على الصحة النفسية والجسدية للموظفين، ويعتبر من العوامل المؤهبة للإصابة بالعديد من الاضطرابات النفسية وفي مقدمتها الاكتئاب والقلق.
إن كنت تشعر بالإرهاق الشديد من عملك، وتجد نفسك مرغمًا على الاستمرار في العمل وتأدية المهام المنوطة بك، فاعلم بأنك لست وحيدًا في هذا، ومثلما يوجد ضغط عمل كبير، توجد حلول عديدة وفعالة.
تعرف في هذا المقال على آثار ضغط العمل، وكيف يمكن للعلاج النفسي أن يساعدك على التخلص من هذه الضغوط وتخفيف تأثيراتها السلبية عليك.
كيف يؤثر ضغط العمل المستمر عليك؟
قد يكون لضغوط العمل المعتدلة تأثيرات محفزة على مستوى الإنجاز وأداء المهام، لكن عندما يستمر هذا الضغط بالنمو والازدياد، ويتطلب منك المزيد والمزيد من العطاء والجهد والعمل، تبدأ صحتك النفسية والجسدية بالتأثر، وتتقلص قدرتك على التأقلم والتحمل، ويمكن لبيئة العمل غير الصحية والقاسية إما بشروطها غير الواقعية، أو بتقديرها القليل لجهدك، أو بامتلائها بالتنمر والمشاكل مع الزملاء والمديرين أن تترك أثرًا مدمرًا لطاقتك ومعنوياتك في العمل والحياة عمومًا.
أجريت a study (Tennant، 2001) للبحث في تأثير ضغط العمل على الصحة النفسية وعلاقته باضطرابات Depression والقلق، وجدت الدراسة أن اضطراب الصحة النفسية وخطر الإصابة بالاكتئاب والقلق كان أكثر احتمالًا عند عمال المهن اليدوية الذين يعملون في مهن غير آمنة، ويملكون تحكمًا ضعيفًا في شروط عملهم، وأيضا عند عمال المهن المكتبية الذين يعانون من مشاكل مستمرة في عملهم مع الزملاء، وعدم الأمان الوظيفي، وضغط العمل الشديد والتقدير القليل.
بالإضافة إلى ذلك، تؤكد الدراسة أن إنهاك العمل الشديد وضعف نظام الدعم كانت من أكثر العوامل تأثيرًا على عمال بعض الوظائف مثل: المعلمين والأطباء والممرضين، ومن الأسباب المؤهبة للإصابة بالاكتئاب والاضطرابات النفسية.
من جهة أخرى، أجريت a study (Laethem et, al. 2015)، للبحث في طبيعة العلاقة بين اضطرابات النوم وضغط العمل المستمر والاجهاد المرهق في العمل، تؤكد الدراسة عبر استبيان شارك فيه نحو 877 عاملًا وموظفًا، على أن العلاقة بين هذه العناصر الثلاثة (ضغوط العمل، واضطرابات Sleep، والإجهاد الشديد) متبادلة، ويفاقم كل منها في حلقة مفرغة مستمرة من سوء صحة الموظف وتدهور معنوياته، بالإضافة إلى الآثار الصحية السلبية لاضطراب النوم على الصحة العقلية والنفسية والجسدية عمومًا.
كيف يجب أن تتعامل مع ضغوط العمل؟
إن الخطأ الأهم في التعامل مع ضغط العمل الشديد والأذى الذي يسببه هو تقبل ما يحدث ولوم الذات. إن ضغط العمل الشديد أمر مضر بالصحة الجسدية والنفسية للإنسان أيًّا كانت وظيفته، وتوجد عدة أمور تستطيع القيام بها لتحسين الوضع.
أجريت a study (Van der klinik JJ et, al. 2001) للبحث في فعالية مجموعة من التقنيات المستخدمة في تخفيف ضغوط العمل، أظهرت أن العلاج السلوكي، وتقنيات الاسترخاء، والمعالجة متعددة الوسائط حققت التأثير الأكبر في تخفيف ضغوط العمل، وإليك ما يمكنك فعله لتخفيف ضغوط عملك:
الابتعاد عن جو العمل لفترة: من أسهل الأشياء التي تستطيع فعلها، حيث يمكنك الذهاب إلى الطبيعة وقضاء وقت هناك، أو الخروج مع الأصدقاء والاستمتاع قليلا لتخفف من درجة التوتر والقلق في حياتك، وتعيد شحن طاقتك ومعنوياتك من جديد.
لا تتردد في استشارة معالج نفسي: إن المعالج النفسي يقف في موضع الحياد تجاه مشكلات حياتك، وتساعدك استشارة شخص غير ناقد أو منحاز ضدك وفي مكان يحترم الخصوصية، على تحديد النقاط المسببة لضغوط العمل المرهق، إذ يكون من الصعب على الإنسان أن يفكر بوضوح في مثل هكذا حالات، أيضًا يوضح لك المعالج النفسي ما يمكنك فعله لتحسن من ظروف العمل لديك ومستوى الحياة بشكل عام.
جرب العلاج السلوكي المعرفي: تهدف المعالجة المعرفية السلوكية إلى تحديد مجموعة الأفكار والمشاعر السلبية والمضرة في حياتك، بالإضافة إلى مجموعة المواقف والحالات التي تحفز مثل هذه المشاعر والأفكار المحبطة، ثم مساعدتك على مواجهة هذه الأفكار والمشاعر، عبر تعليمك جملة من السلوكيات والتصرفات، التي يمكن تطبيقها عندما تختبر هذه الأفكار والمشاعر.
يمكنك اختبار المعالجة المعرفية السلوكية إما بشكل فردي خاص أو ضمن مجموعات من عدة أشخاص في جلسات علاج جماعي. مع هذا، مهما كانت الطريقة التي تفضلها، تملك المعالجة المعرفية السلوكية تأثيرًا إيجابيًا في تخفيف ضغوط العمل وصعوباته.
تعلم تقنيات الاسترخاء: تهدف تقنيات الاسترخاء إلى تقليل مستوى التوتر والقلق، وتتم عبر مجموعة من التمارين العقلية والجسدية لإنتاج حالة من الهدوء والاسترخاء في الجسد، وتتضمن تقنيات التنفس العميق، واسترخاء العضلات التدريجي، والتأمل، والتخيل. تأتي هذه التقنيات في المرتبة الثانية من حيث فائدة التأثير على ضغوط العمل بعد المعالجة المعرفية السلوكية.
المعالجة متعددة الوسائط: تقوم المعالجة متعددة الوسائط على فكرة أن الإنسان يملك سبع وسائط أساسية تتضمن السلوك، والمزاج، والمشاعر، والتخيل، والفكر، والعلاقات الشخصية، والوظيفة البيولوجية، حيث تتفاعل بين بعضها بعضًا، وتملك كل منها قيمتها وتأثيرها الخاص. يقوم المعالج النفسي بإجراء تقييم نفسي، ويحدد مختلف الوسائط المضطربة، ويساعدك على تعديل وعلاج الخلل، تأتي المعالجة متعددة الوسائط في المرتبة الثالثة في التأثير على توتر ضغوط العمل.
يقدم لبيه خدمات متخصصة للشركات لمساعدة الموظفين على الوصول السهل والسريع للمساعدة مع التعامل مع الضغوطات، بالإضافة إلى مجموعة متكاملة من الحلول لرفع مستوى الراحة والرفاهية في المنظمة. Contacts لتعرف أكثر عن الحلول المناسبة لمنظمتك.
في النهاية، لا يجب إهمال الأثر الضار لضغوط العمل المستمرة وتقبل الأمر كواقع يجب العيش معه، توجد الكثير من الأمور التي يمكنك فعلها لتحسين الوضع الراهن، ولا تتردد في التواصل مع معالجك النفسي عبر تطبيق لبيه لمساعدتك على التعامل مع هذه الضغوط والتخلص من تأثيراتها السلبية.
المراجع:
1. Tennant, C. (2001). Work-related stress and depressive disorders. Journal of Psychosomatic Research, 51(5), 697–704.
2. Van Laethem, M., Beckers, D. G. J., Kompier, M. A. J., Kecklund, G., van den Bossche, S. N. J., & Geurts, S. A. E. (2015). Bidirectional relations between work-related stress, sleep quality and perseverative cognition. Journal of Psychosomatic Research, 79(5), 391 398.
3. van der Klink JJ, Blonk RW, Schene AH, van Dijk FJ. The benefits of interventions for work-related stress. Am J Public Health. 2001 Feb;91(2):270-6. doi: 10.2105/ajph.91.2.270. PMID: 11211637; PMCID: PMC1446543.