الثقة بالنفس أمر مهم جدًا وأساسي، ومن الطبيعي أن تمر بلحظات تشعر فيها بضعف الثقة وتدني احترام الذات وحب النفس، وقد أكدت الدراسات (Baumeister et al. 2003) على وجود علاقة قوية بين احترام الذات وارتفاع الشعور بالسعادة عند الناس، وفي هذا المقال سنذكر بعض النصائح التي يمكنك القيام بها لتتعلم حب نفسك عندما تضعف ثقتك بها. 

نصائح لتعزيز ثقتك في نفسك

الثقة بالنفس تؤثر على الكثير من جوانب حياتك، وعلى علاقاتك مع الأشخاص المحيطين بك، ومن أهم النصائح التي تساعد على تعزيز ثقتك بنفسك ما يلي:

لا تقارن نفسك بالآخرين

وفق الدراسات (Garcia et al., 2013) تُعتبر المقارنة من أكبر أعداء حب الذات، وعندما نقارن أنفسنا بالآخرين من السهل أن نشعر بالإحباط وتراودنا أفكار سلبية بأن أفضل ما لدينا ليس جيدًا بما يكفي، لذلك ركز على رحلتك أنت واحتفل بنجاحاتك دون النظر إلى إنجازات الآخرين، وتذكر أن كل شخص لديه قصته الفريدة وتجاربه الحياتية، لذا حاول ألا تركز كثيرًا على ما يفعله الآخرون.

ممارسة حيادية الجسم

نحن نعيش في ثقافة تركز كثيرًا على المظهر الجسدي، ومن السهل الوقوع في فخ الحكم المستمر على أجسادنا؛ لذاك جرب حيادية الجسم التي تعني النظر إلى جسمك كأداة يجب الاعتناء بها بدلاً من الحكم عليها أو انتقادها، وخذ وقتًا لتقدير جسمك على كل قدراته ومواهبه المذهلة بدلاً من التركيز على أي عيوب (سواء كانت حقيقية أو أنت تتصورها فيه)، وهذا يساعدك على تطوير مشاعر أكثر إيجابية تجاه نفسك وشكل جسمك.

اغفر لنفسك

تذكر أن الأخطاء جزء من الحياة والجميع يخطئون وكلنا بحاجة إلى مسامحة أنفسنا لكي نتطور ونمضي قدمًا في الحياة، لذلك ركز على ما يمكنك تعلمه من تجاربك السلبية و إخفاقاتك السابقة، وكيف يمكن أن تساعدك على أن تكون أفضل في المستقبل بدلاً من توبيخ نفسك بسببها، واترك أي شعور بالذنب والعار قد تشعر به، وأفسح المجال للتعاطف مع الذات والتفاهم والحب.

لا تجعل الآخرين السبب الأساسي لشعورك بالسعادة

صحيح أن العلاقات مع الآخرين مهمة جدًا لنا كبشر لكن من المهم أن نتذكر أن السعادة من داخلنا وأننا لسنا بحاجة إلى أي شخص آخر لإسعادنا، وعندما تتعلم أن تحب نفسك دون قيد أو شرط وتجد الرضا في داخلك فلن تستمر بالتحقق من محبة الآخرين وموافقتهم لك، إنما يجب أن يكون أساس علاقاتك في الحياة التوازن والاحترام المتبادل والحب غير المشروط، بدلاً من العلاقات السلبية القائمة على الاعتماد أو التحيز.

لا تبني قيمتك على آراء الآخرين عنك

من السهل التأثر بآراء الآخرين، لكن من المهم أن تتذكر أن أفكارهم ومشاعرهم تجاهك لا تحدد قيمتك، وأن كل شخص لديه قيم ومعتقدات ووجهات نظر مختلفة، لذا حاول ألا تأخذ ما يقولونه على محمل شخصي للغاية.

حدد نقاط قوتك

عندما تكون ثقتك بنفسك ضعيفة فمن السهل تقليل قيمة صفاتك الجيدة والتغاضي عن نقاط قوتك والتركيز على نقاط ضعفك، لذلك من الضروري التفكير في مهاراتك ومواهبك وإنجازاتك، وعندما تجرب كتابتها على ورقة والتركيز على ما تتفوق فيه ستندهش من مقدار ما تقدمه، واحرص على الاحتفال بنفسك ولا تخجل من الثناء على إنجازاتك؛ سيساعدك هذا بمرور الوقت على مواجهة التحديات الجديدة وتعزيز ثقتك بنفسك.

ضع الحدود والتزم بها

تساعدنا الحدود على التحكم في عواطفنا وسلوكنا مع إظهار الاحترام لأنفسنا وللآخرين، وهذا مهم خصوصًا عند التعامل مع الأشخاص الذين لا يهتمون لمصلحتك، فإذا كان موقف أو شخص معين يدفعك للإحساس بعدم الارتياح كن حازمًا بشأن إخباره بالسلوك المقبول وغير المقبول بالنسبة لك، فهذا يحمي طاقتك ويحفظها لتصرفها على الأشياء التي تجعلك سعيدًا حقًا.

كن صبورًا مع نفسك

يستغرق بناء حب الذات وقتًا فهو ليس شيئًا يحدث بين ليلة وضحاها؛ لذلك من المهم أن تتحلى بالصبر أثناء هذه العملية، وأعط نفسك مهلة عندما لا تسير الأمور وفقًا للخطة، أيضًا تذكر أنك تستحق الحب، حتى لو لم يحدث ذلك بسهولة في البداية، وقبل كل شيء آمن بنفسك وقدرتك على إحداث تغيير كبير في حياتك.

ممارسة الحديث الإيجابي مع الذات

الطريقة التي تتحدث بها مع ذاتك لها تأثير كبير على مستوى ثقتك بنفسك، لذلك من الضروري إتقان فن الحديث الإيجابي عن الذات، ما يعني الاستعاضة عن الحوار الداخلي السلبي والهزيمة الذاتية بتأكيدات إيجابية، كأن تبدأ يومك كل صباح بتعداد الأشياء الجيدة فيك وتذكير نفسك بأنك مهم، وتؤكد ذلك بعبارات لمساعدة نفسك على الإيمان بقدراتك (على سبيل المثال: يمكنك أن تقول شيئًا مثل اليوم أنا قادر على التعامل مع أي شيء يأتي في طريقي لأني مجتهد وأستحق النجاح).

ممارسة الامتنان

الامتنان هو ممارسة قوية يمكن أن تحول تركيزك من نقاط ضعفك إلى نقاط قوتك والنعم التي تمتلكها، وقد أكدت الدراسات (Boggiss et al. 2020) على تأثير الامتنان في تحسين الصحة النفسية والجسدية على حد سواء مثل: تحسين جودة النوم، لذلك خصص بعض الوقت يوميًا لتدوين بعض الأشياء التي تشعر بالامتنان لها في حياتك مثل: صحتك أو عائلتك أو أصدقائك أو إنجازاتك أو ببساطة جمال الطبيعة وصوت العصافير في الصباح.

أحط نفسك بالإيجابية

إن إحاطة نفسك بأشخاص إيجابيين يدعمونك ويشجعونك أمر بالغ الأهمية لبناء حبك لذاتك وثقتك بنفسك؛ لذلك ابحث عن العلاقات التي تجعلك تشعر بالرضا عن نفسك وتجنب تلك التي تحبطك أو تجعلك تشعر بالسلبية، واتبع نفس الأسلوب مع وسائل التواصل الاجتماعي والمدخلات اليومية كأن تملأها برسائل واقتباسات وتأكيدات إيجابية تذكرك بقيمتك وإمكانياتك.

في بعض الأحيان لا تكفي ممارسات الرعاية الذاتية والتأكيدات الإيجابية للعمل من خلال قضايا أعمق تتعلق بانخفاض الثقة بالنفس؛ لذلك لا تخف في حال لم تكفِ النصائح التي ذكرناها في تحقيق هدفك والوصول إلى حب النفس والثقة بها، واعلم أنه قد حان الوقت لطلب المساعدة من الأشخاص المناسبين سواء بالتحدث مع صديق موثوق به أو أحد أفراد الأسرة.

 يمكنك أيضًا تحميل تطبيق Labayh لطلب المساعدة المهنية من المعالج النفسي الذي سيساعدك في حل أي مشكلات أساسية، مما يساهم في تعزيز ثقتك بنفسك ويزودك بأدوات لتحسين حبك لنفسك. 

يمكنك أيضًا الالتحاق ببرنامج “أنت تستحق ذاتك“، الذي يساعدك في استكشاف ذاتك، ومعرفة ما تريد، مما يساعدك في تعزيز ثقتك بنفسك. 

المراجع

1- Roy F Baumeister, et al. “Does High Self-Esteem Cause Better Performance, Interpersonal Success, Happiness, or Healthier Lifestyles?”, Psychological Science in the Public Interest. 2003 May;4(1):1-44. doi: 10.1111/1529-1006.01431. 

2- Stephen M Garcia Avishalom Tor et al. “The Psychology of Competition: A Social Comparison Perspective”, Perspectives on Psychological Science. 2013 Nov;8(6):634-50. doi: 10.1177/1745691613504114.

3- Anna L Boggiss Nathan S Consedine et al. “A systematic review of gratitude interventions: Effects on physical health and health behaviors”, Journal of Psychosomatic Research. 2020 Aug;135:110165. doi: 10.1016/j.jpsychores.2020.110165. 

4- How to Love Yourself When Your Confidence Is Low, www.verywellmind.com, retrieved 2/ 9/ 2023.

5- How to Love Yourself: 20 Ways to Start Loving Yourself Again, declutterthemind.com, retrieved 2/ 9/ 2023.