التعامل مع صمت الزوج
يميل بعض الأزواج عند احتدام النقاش إلى الصمت وقطع سبل التواصل مع الشريك والانسحاب من الحوار. يخلق هذا الأمر حواجز وبعدًا بين الطرفين، وجوًا من التوتر والاحتقان، تستمر فيه المشكلة قائمة من دون حل.
يُعرف هذا السلوك باسم المماطلة، ويملك تأثيرًا مضرًا على العلاقة الزوجية، سنتحدث في هذا المقال عن الصمت والمماطلة عند الأزواج، وصفاته، وآثاره على العلاقة والشريك، وطرق التعامل معه.
ما هو سلوك المماطلة والصمت؟
يكون سلوك المماطلة والصمت في كثير من الأحيان واضحًا وجليًّا، لكنه قد يبقى خفيًا وصعب الملاحظة في بعض العلاقات، بسبب اعتياد الطرفين على هذا السلوك.
يظهر أيضًا سلوك المماطلة والصمت في الكثير من الأشكال والتصرفات، كما وجدت a study (Gottman.2000) نشرت في مجلة الزواج والعائلة، إلى أن الرجال أكثر ميلًا للمماطلة والصمت من النساء، ويعود السبب في ذلك جزئيًا إلى القوالب المجتمعية التي تضع الرجال في صورة القوي والصامت مع القليل من المشاعر.
تتضمن بعض أشكال سلوك الصمت والمماطلة:
- تجاهل ما يقوله الطرف الآخر في العلاقة، وعدم الاستجابة له، والبقاء صامتًا.
- مقاطعة الشريك في حديثه، وتغيير الموضوع من دون الاستجابة له أو استئذانه.
- الخروج من المكان والذهاب وبعيدًا في منتصف النقاش، قبل الوصول إلى حل أو تسوية.
- خلق أسباب وأعذار، قد تكون غير منطقية، فقط من أجل عدم التحدث في الموضوع المطروح، من دون تحديد موعد لاحق لفتح النقاش مرة أخرى، وتجاهل الأمر.
- تغيير وجهة الموضوع المطروح بالبدء في إلقاء الاتهامات والادعاءات على الطرف المقابل.
- استخدام لغة جسد رافضة لما يقوله الشريك عبر قلب العينين أو إدارة الجسد بعيدًا عن الشخص المتحدث.
- التصرف بسلوكيات سلبية عدوانية مثل: المماطلة في القيام بعمل ما أو التسويف فيه لتجنب التحدث مع الشريك.
تأثير الصمت على العلاقة الزوجية
قد يجنبك الصمت الصدام المباشر مع الشريك لفترة قصيرة، لكنه يؤدي لتأثيرات سلبية على المدى الطويل، تؤثر على الطرفين وعلى قوة وروابط العلاقة نفسها، تتضمن بعض هذه الآثار السلبية ما يلي:
- يؤدي سلوك الصمت والمماطلة إلى جو محتقن ومشحون بين طرفي العلاقة، ولا يساعد أبدًا على حل الخلاف الواقع بين الطرفين، إنما يزيد من فرصة نشوء خلافات أخرى ورفع حدة النقاش في المرة القادمة، كما أنه يقلل من مستوى التفاهم والحميمية بين الزوجين، وذلك بحسب ما أظهرته a study (Fischer.2014) التي نشرت في مجلة العلاج النفسي.
- يؤذي سلوك الصمت والمماطلة بشدة الطرف الآخر، ويراكم في داخله شعور الوحدة والقهر، وتؤكد a study (Gottman.2000) نشرت في مجلة الزواج والعائلة، على أن سلوك المماطلة يعد مؤشرًا قويًا على احتمال الطلاق وانفساخ العلاقة بين الزوجين.
- يضر سلوك المماطلة والصمت بالصحة الجسدية عند الزوجين أيضًا، إذ وجدت a study (Haase.2016) أن الأشخاص الذين يقومون بسلوك الصمت والمماطلة معرضون أكثر للإصابة بآلام الظهر، وتيبس العنق، وألم العضلات المعمم في الجسد؛ بينما يميل الطرف المقابل للإصابة بالاضطرابات القلبية الوعائية مثل: ارتفاع ضغط الدم، وصداع التوتر، وتسارع ضربات القلب.
كيف يمكنك التعامل مع صمت الزوج؟
تؤثر سلوكيات المماطلة والصمت على طرفي العلاقة، ومن المهم فهم أن تحقيق التواصل الفعال بين الطرفين، وتجاوز مرحلة الصمت والمماطلة يتطلب العمل المشترك والتعاون المتبادل بينهما، بالإضافة إلى وجود رغبة حقيقة ومشتركة لتحسين الأمور.
من جهة أخرى، تساعد جلسات العلاج الزواجي على تحديد السلوكيات السلبية عند طرفي العلاقة، ومساعدة كل طرف على فهم وجهة نظر الطرف الآخر ورؤيتها بوضوح أكثر، بالإضافة لتقديم النصح وتعلم سلوكيات التواصل الصحيحة التي تحسن من مستوى الفهم بينهما، وتدفع بالعلاقة نحو الأمام.
تتضمن بعض سلوكيات التواصل الفعال التي يمكن للطرفين تطبيقها:
- الاعتراف بالأخطاء السابقة وتأثيرها على العلاقة، مع إبداء النية لتصحيح الأمور.
- السيطرة على النفس عند النقاش، والتركيز على ما يقوله الطرف المقابل والتأكيد على فهم وجهة نظره قبل الرد عليه.
- الرد بلغة هادئة ومحترمة وحيادية، من دون توجيه الإهانات والتوصيفات والاتهامات إلى الطرف المقابل.
- إعطاء كل طرف الفرصة للتعبير عن مشاعره وأفكاره، وتجنب قطع الطريق عليه بالتعليقات أو الاستهزاء أو الاستخفاف بما يقوله.
- الانتباه إلى لغة الجسد والتواصل غير اللفظي مثل: حركة العينين واليدين والرأس ووضعية الجسد عند التحدث مع الطرف المقابل.
- التوقف عندما يحتد النقاش بين الطرفين، فقط بهدف التهدئة، والاتفاق على وقت آخر للتحدث بعد فترة كافية.
في النهاية، يشكل وجود رغبة متبادلة عند الطرفين بتحسين التواصل بينهما اللبنة الأولى نحو تحقيق هذا الهدف، ويمكنك التواصل مع معالجك النفسي عبر تطبيق لبيه لمساعدتك على تجاوز هذه العقبات من خلال جلسات العلاج المشترك ومجموعات الدعم والبرامج العلاجية التي يوفرها التطبيق.
المصادر:
1. Gottman J, Levenson R. The timing of divorce: Predicting when a couple will divorce over a 14-year period. J Marriage Family. 2000;62:737-45.
2. Fischer DJ, Fink BC. Clinical processes in behavioral couples therapy. Psychotherapy (Chic). 2014;51(1):11-4.
3. Haase CM, Holley SR, Bloch L, Verstaen A, Levenson RW. Interpersonal emotional behaviors and physical health: A 20-year longitudinal study of long-term married couples. Emotion. 2016;16(7):965-977.