احجز جلسة فورية

محتاج جلسة بأقرب وقت؟ احجزها خلال 5 دقائق

المشاكل التي يسببها التنمر وكيف تتحدث مع أطفالك عنه

يعتبر التنمر من أسوأ المواقف التي قد يتعرض لها الأطفال خلال نشأتهم، ويواجه الكثير منا صعوبة في فهم أهمية هذه المشكلة وعواقبها على حياة الطفل ومستقبله، وتأثيرها طويل الأمد على صحته النفسية. ينبغي على الجميع بذل المزيد من الجهد لمكافحة هذه الظاهرة، ليفهم الناس حجم الألم والمشاكل التي يسببها التنمر. 

تعرف معنا على مشاكل التنمر وكيف تتصرف إذا تعرض له أحد أطفالك.

ما هو التنمر؟

يؤثر التنمر على ملايين الأطفال حول العالم، وخلاله يتعرض الطفل لإزعاجات متكررة من قبل فرد أو مجموعة من الأفراد الذين يتمتعون بقوة بدنية أو مكانة اجتماعية أكبر. 

يعتبر المظهر الشخصي والوضع الاجتماعي من الأسباب الرئيسية لتعرض الأطفال للتنمر، ويميل المتنمرون إلى اختيار الأطفال الذين يعتقدون أنهم لا يناسبونهم، من ناحية المظهر أو التصرفات أو غيرها من الأسباب الأخرى.

قد يكون السلوك العدواني للمتنمر جسديًا، أو يستخدم آخرون الإهانات اللفظية أو السيطرة النفسية أو السخرية، كما يعتبر التنمر عبر وسائل التواصل الاجتماعي أحد أشكال التنمر اللفظي.

كيف يؤثر التنمر على الأطفال؟

التأثير الاجتماعي والعاطفي

غالبًا ما يعاني الأطفال الذين يتعرضون للتنمر بشكل متكرر عاطفيًا واجتماعيًا من صعوبات في تكوين صداقات جديدة والحفاظ عليها. يرتبط هذا التأثير السلبي بانخفاض تقدير الذات، بسبب الأذى النفسي الذي قد يتعرض له الطفل، عندما يتم نعت الطفل بصفات مثل: البدانة أو الفشل، يبدأ الشك لديه بأن هذه الأشياء صحيحة.

قد يعاني ضحايا التنمر أيضًا من مجموعة واسعة من المشاعر السلبية، مثل: الغضب والضعف والعجز والإحباط والوحدة والابتعاد عن زملائهم، مع زيادة خطر الإصابة بالقلق والاكتئاب والعديد من اضطرابات الصحة النفسية الأخرى، إذا لم يتم التخلص من التنمر، يمكن أن يصاب الأطفال بحالة من العجز والاستسلام، والاعتقاد بأنهم لا يستطيعون فعل أي شيء لتغيير الموقف، ما يؤدي إلى الشعور باليأس والاعتقاد بأنه لا يوجد حل للتنمر. 

تستمر مشكلة سوء تقدير الذات مع نمو الأطفال الذين يتعرضون للتنمر ووصولهم إلى مرحلة البلوغ، وقد يواجهون صعوبة في تكوين العلاقات الاجتماعية والحفاظ عليها، بالإضافة إلى ضعف ثقتهم بالآخرين، ما يؤثر على علاقاتهم الشخصية وحياتهم المهنية.

التأثيرات الجسدية

غالبًا ما يعاني الأطفال الذين يتعرضون للتنمر من القلق والتوتر، يؤدي هذا الضغط المزمن إلى مجموعة من المشاكل الصحية، بما في ذلك الألم البطني والصداع، وقد يساهم التنمر في تفاقم الاضطرابات الأخرى الموجودة مسبقًا مثل: الأمراض الجلدية والهضمية وأمراض القلب التي تزداد سوءًا بسبب التوتر عندما يتعرض الطفل للتنمر.

التأثير على الدراسة

يواجه هؤلاء الأطفال صعوبات عديدة في الدراسة، مع محاولتهم للتركيز على واجباتهم المدرسية، ويعد التدني المفاجئ لدرجات الطفل، أحد العلامات الهامة التي تشير إلى أن طفلك يتعرض للتنمر، قد يصل تأثير التنمر على دراسة الطفل إلى نسيان الواجبات المنزلية، وصعوبة الانتباه أثناء الدرس.

يمكن أن يتعمد الطفل الغياب عن المدرسة، لتجنب التعرض للتنمر، ما يؤدي أيضًا إلى انخفاض الدرجات بشكل أكبر، وتدني المستوى الدراسي، وزيادة درجة التوتر الذي يعاني منه الطفل. 

أظهرت دراسة أجراها عدد من الباحثين في جامعة فيرجينيا بالولايات المتحدة الأمريكية (Cornell, 2009) وشملت آلاف الطلاب والمعلمين في مدارس الولاية، أن الأطفال الذين يلتحقون بمدرسة معروفة بانتشار حالات التنمر غالبًا ما يكون لديهم درجات أقل في الاختبارات من غيرهم، كما يمكن أن يؤثر التنمر حتى على الطلاب الذين يشاهدونه، 

على سبيل المثال: سجل الأطفال درجات أقل في الاختبارات في المدارس ذات السمعة السيئة بالتنمر، بالمقارنة مع أطفال المدارس التي لديها برامج فعالة لمكافحة التنمر، ويمكن القول أن السبب المحتمل لانخفاض الدرجات في المدارس التي يحدث فيها التنمر بمعدلات مرتفعة، هو أن الطلاب غالبًا ما يكونون أقل اندماجًا في عملية التعليم بسبب القلق وتشتت الذهن الناجم عن التنمر. 

كما يكون المعلمون أقل فعالية، بسبب قضاء الكثير من الوقت في التركيز على إدارة الصفوف الدراسية والانضباط بدلًا من التدريس، وقد أظهرت الدراسة أن معظم الأطفال المستهدفين من قبل المتنمرين سيتغلبون على التنمر وتعود حياتهم إلى طبيعتها، بحال تم اتخاذ الإجراءات المناسبة، ولكن إذا تُرك التنمر دون رادع، قد يعاني الطفل من الكثير من المشاكل على المدى الطويل.

التأثير على الأسرة

يمكن أن تشمل التأثيرات السلبية للتنمر الأهل والأشقاء، حيث يعاني الأهل من مجموعة من المشاكل بما في ذلك الشعور بالعجز عن إصلاح الموقف، والوحدة والعزلة، وانشغال التفكير بشكل دائم بحالة الطفل، مع إهمال صحتهم ورفاهيتهم، كما يعتبر إحساس الأهل بالفشل عندما يتعرض طفلهم للتنمر شائعًا، بالإضافة إلى الشعور بعدم فعل ما يكفي لدعم ابنهم.

ما هي التأثيرات طويلة الأمد للتنمر؟

تُظهر الأبحاث أن تأثيرات التنمر تدوم حتى بعد مرحلة البلوغ، وجدت إحدى الدراسات أن التعرض للتنمر له تأثير أكثر أهمية على الصحة النفسية للمراهقين في مرحلة البلوغ من إساءة المعاملة من قبل البالغين. 

أظهرت دراسة أجريت في الكلية الملكية  في لندن (IMAGEN, 2018)، أن تعرض الفرد للتنمر لفترة طويلة خلال سنوات المراهقة يسبب حدوث تغيرات بنيوية في الدماغ والخلايا العصبية، تختلف عن النمو الطبيعي للمراهقين. أظهرت الدراسة أن هذه التغيرات العصبية تزيد من مخاطر حدوث اضطرابات صحية نفسية مثل: القلق والاكتئاب، وهي تزداد سوءًا عند التعرض للتنمر لفترات أطول.

كما وجدت دراسة شملت عدة جامعات في أستراليا (Vaillancourt, 2013)، أن التعرض للتنمر في المدرسة لفترة طويلة، يزيد من احتمال حدوث مشاكل نفسية بعمر 25 سنة بنسبة 40٪، وبينت هذه الدراسة، التي تم تقديمها في المؤتمر السنوي للجمعية الاقتصادية الملكية في جامعة وارويك، أن التعرض للتنمر يزيد من احتمالية البطالة عند الشباب بنحو 35٪، ويقلل من دخل العاملين بنحو 2% مقارنة بزملائهم. 

تساهم التجارب التي يمر بها الأشخاص خلال مرحلة الطفولة في تشكيل شخصيتهم الخاصة بعد البلوغ وتغيير طريقة تفكيرهم ونظرتهم إلى أنفسهم وإلى الآخرين، لذلك يمكن القول أن آثار التنمر تستمر مع تقدم الفرد بالسن.

كيف يمكن أن تساعد طفلك لمواجهة التنمر؟

عندما تشعر أن طفلك يتعرض للتنمر، يجب التعامل مع الموضوع بجدية واهتمام، ومتابعته حتى بعد معالجة الموقف، فالإهمال قد يسبب العديد من المشاكل للطفل في وقت لاحق من الحياة. 

هناك العديد من الخطوات المهمة التي يجب عليك اتخاذها حتى يتعافى أطفالك من التنمر، فيجب أن يكون حديثك مع الطفل إيجابي وداعم لمنحه المزيد من الثقة بالنفس، لتغيير طريقة تفكيره في الموقف الذي تعرض له، وكيفية نظرته إلى نفسه. لا تسمح لأطفالك أن يتعايشوا مع مواقف التنمر ويقبلوا بها، وامنحهم الأمان للاعتراف بكل ما يحدث معهم دون خوف أو تردد، كما يجب أن تركز على ما يتعلموه في المدرسة، وما هي أهدافهم المستقبلية، وكيفية الاهتمام بأنفسهم بالشكل الأمثل، ومن النصائح والخطوات العملية للتعامل مع التنمر الذي يتعرض له طفلك:

  • قدم الحب والدعم غير المحدود لطفلك.
  • كن قريبًا من أطفالك بشكل دائم واعرف المشاكل التي تواجههم.
  • اعمل على زيادة ثقة طفلك بنفسه وتقديره لذاته.
  • تواصل مع المدرسة بشكل مستمر لمعرفة أي مستجدات في سلوك طفلك.

من المهم أيضًا مساعدة طفلك في إيجاد حل لهذا الموقف الذي يتعرض له، وقد تساهم مسامحة المتنمر بشكل كبير في تحرير الطفل من آثار ومشاكل التنمر، ومن المهم تعليمهم أن الانتقام لن يشعرهم بتحسن أكبر، ويجب عليهم نسيان ما حدث معهم والتركيز على الأشياء التي يمكنهم التحكم فيها في حياتهم. 

يمكنك التواصل مع معالجك النفسي في تطبيق لبيه لمساعدتك على التخلص من تأثيرات التنمر على صحة طفلك النفسية وتسريع تعافيه وتحسين صحته العامة.

الدراسات

1- IMAGEN Consortium, Quinlan EB, Barker ED, et al. Peer victimization and its impact on adolescent brain development and psychopathology. Mol Psychiatry. 2020;25(11):3066-3076.

2- Vaillancourt T, Hymel S, McDougall P. The biological underpinnings of peer victimization: understanding why and how the effects of bullying can last a lifetime. Theory Into Practice. 2013;52(4):241-248.

3- Cornell, D., Sheras, P., Gregory, A., & Fan, X. (2009). A retrospective study of school safety conditions in high schools using the Virginia threat assessment guidelines versus alternative approaches. School Psychology Quarterly, 24(2), 119–129.

يعتبر التنمر من أسوأ المواقف التي قد يتعرض لها الأطفال خلال نشأتهم، ويواجه الكثير منا صعوبة في فهم أهمية هذه المشكلة وعواقبها على حياة الطفل ومستقبله، وتأثيرها طويل الأمد على صحته النفسية. ينبغي على الجميع بذل المزيد من الجهد لمكافحة هذه الظاهرة، ليفهم الناس حجم الألم والمشاكل التي يسببها التنمر.  تعرف معنا على مشاكل التنمر وكيف تتصرف إذا تعرض له أحد أطفالك. ما هو التنمر؟ يؤثر التنمر على ملايين الأطفال حول العالم، وخلاله يتعرض الطفل لإزعاجات متكررة من قبل فرد أو مجموعة من الأفراد الذين يتمتعون بقوة بدنية أو مكانة اجتماعية أكبر.  يعتبر المظهر الشخصي والوضع الاجتماعي من الأسباب الرئيسية لتعرض الأطفال للتنمر، ويميل المتنمرون إلى اختيار الأطفال الذين يعتقدون أنهم لا يناسبونهم، من ناحية المظهر أو التصرفات أو غيرها من الأسباب الأخرى. قد يكون السلوك العدواني للمتنمر جسديًا، أو يستخدم آخرون الإهانات اللفظية أو السيطرة النفسية أو السخرية، كما يعتبر التنمر عبر وسائل التواصل الاجتماعي أحد أشكال التنمر اللفظي. كيف يؤثر التنمر على الأطفال؟ التأثير الاجتماعي والعاطفي غالبًا ما...

هذا المقال يتضمن معلومات علمية مُدققة، ومحتوى حصري لمدونة لبيه

للحصول على مزيد من المقالات ، واكمال قراءة هذا المقال. اشترك في قائمتنا البريدية
433

احجز جلسة فورية

محتاج جلسة بأقرب وقت؟ احجزها خلال 5 دقائق

مختصين مقترحين لمساعدتك
شارك المقال
انطباعك عن محتوى المقال
مفيد جدا
-
مفيد
-
عادي
1
لم أستفد
-
هل صحتك النفسية مهمة لصحة عائلتك؟
المقال التالي

هل صحتك النفسية مهمة لصحة عائلتك؟

يتملكني الغضب، كيف أتخلص منه؟
المقال السابق

يتملكني الغضب، كيف أتخلص منه؟

كاتب المقال
فريق لبيه المقالات : 999
مقالات ذات صلة
تأثير السوشيال ميديا في حياتنا وآثارها على الفرد والمجتمع والشباب
تأثير السوشيال ميديا في حياتنا وآثارها على الفرد والمجتمع والشباب
علاج الخوف عند الاطفال ليتعلم الكبار طرق دعم الصغار واحتواء مشاعرهم
علاج الخوف عند الاطفال ليتعلم الكبار طرق دعم الصغار واحتواء مشاعرهم
كيف أتعامل مع الزوج النرجسي؟
كيف أتعامل مع الزوج النرجسي؟
كيف أتعافى من آثار الطفولة المؤلمة؟
كيف أتعافى من آثار الطفولة المؤلمة؟
5 طرق لتقوية ثقة طفلك بنفسه
5 طرق لتقوية ثقة طفلك بنفسه
اكتئاب الحمل في الشهور الاخيره وأهم الأعراض وتأثيرها على الجنين وطرق العلاج
اكتئاب الحمل في الشهور الاخيره وأهم الأعراض وتأثيرها على الجنين وطرق العلاج
كيف تؤثر الإعلانات في سلوكنا ونصائح لعلاج آثارها السلبية على الأطفال والمراهقين
كيف تؤثر الإعلانات في سلوكنا ونصائح لعلاج آثارها السلبية على الأطفال والمراهقين
6 خطوات لتجاوز ألم الانفصال
6 خطوات لتجاوز ألم الانفصال
كيف أتصرف عند تعرض طفلي للتحرش؟
كيف أتصرف عند تعرض طفلي للتحرش؟
الوسواس القهري عند الأطفال: العوامل المؤهبة وطرق التدبير
الوسواس القهري عند الأطفال: العوامل المؤهبة وطرق التدبير
علاج الأطفال بعد صدمة التحرش
علاج الأطفال بعد صدمة التحرش
تأثير الإهمال الوالدي في الطفولة على حياة الفرد
تأثير الإهمال الوالدي في الطفولة على حياة الفرد
اكتئاب الحمل
اكتئاب الحمل
كيف يمكنني علاج التأتأة أو التلعثم؟
كيف يمكنني علاج التأتأة أو التلعثم؟
كيف يمكن علاج القلق الاجتماعي عند المراهقين؟
كيف يمكن علاج القلق الاجتماعي عند المراهقين؟