من أهم المؤثرات علي الصحة النفسية للإنسان هو الشعور الإيجابي والتكيف مع الحياة. لكن ذلك لن يحدث أبداً إلا عند الشعور بالامتنان. والذي يعد من أهم الأدوات التي تحسن عافية الشخص العامة وتحسن من صحته النفسية. هذا الشعور عميقاً أكثر مما يظنه البعض فهو يمثل استحضار للأشياء الإيجابية للشخص ويوضح الشكر والامتنان للإيجابيات التي مرت في حياة الإنسان بجانب النجاحات. التي حققها في تغير نظرته بشكل كامل للأشياء الحادثة في حياته.

ما هو الشعور بالامتنان؟

فلنأخذ الأمور لجانب التمثيل:

فهل مر عليك يوماً من الأيام رأيت فيه كل الجوانب السيئة والسلبية في حياتك بجانب السوداوية التي تظن أن حياتك تسقط فيها؟

أو جلست مع أحد أصدقائك أو أقربائك المتشائمين الذين لا يرون إلا الجانب المظلم دائماً في الأحداث ودائمي اللوم وإلقاء الملامات ومخترعي الأسباب بشكل مستمر؟

وهل جربت عكس ذلك بالجلوس مع شخص إيجابي ومتحمس للحياة وذا نظرة للمستقبل الإيجابي؟

الاثنين يوضحا الفرق بين الشخص السلبي والشخص الإيجابي. فالأول يفرض عليك الظلمة ويجعلك تعيش بها. أما الثاني يجعل حياتك مسلطة على الإيجابيات فقط ويجعل ذلك أثراً شديداً في نظرتك القادمة للمستقبل. فأنت لا تعلم أنه يعالج الاضطراب النفسي لدى الشخص ويقلل من الحزن الدائم. فالامتنان يقوم بكل ذلك، ويعني التقدير والشكر لكل ما يحدث للشخص من أشياء جيدة: مواقف، صعوبات، نجاحات، أو ماديات كأمتلاك المنزل أو السيارة فهو شعور الرضا وراحة البال والاطمئنان والأمان.

ما هو الشعور بالامتنان من نظرة علمية؟

الامتنان من النظرة العلمية:

فهو ليس مقتصراً على شعور أو تصرف أو حتى كلمة، لكنه العاطفية الإيجابية التي تقوم بخدمة أغراض معينة والتقدير الداخلي والعميق الناتج عن مشاعر إيجابية تدوم وتستمر لفترة أطول.

قال الدكتور روبرت إيمونز الطبيب المقيم بجامعة كاليفورنيا بأن هناك مرحلتين ينطوي عليهم الامتنان وشعور الشخص به:

فالجانب الأول:

هو أن يعترف الشخص بوجود الخير في حياته بشكل عام وهو يجعله يشعر بأن الحياة جيدة وتحتوي على أشياء تستحق العيش.

أما الجانب الآخر:

فهو يمثل الاعتراف بأن بعض المصادر الخاصة بالخير والإيجابية تأتي من خارج ذات الإنسان. بمعنى أن الفرد قد يكون ممتن للآخرين ممن هم محيطين به أو بالعالم أجمع عن طريق النظر للخير وجوانب الإيجابية المحيطة بنا.

وانضم للدراسة أيضاً الطبيب مايكل إي ماكولو بجامعة ميامي:

حيث أكد أن الجمل المكتوبة عن أحداثك اليومية والأسبوعية تجعلهم ممتنين جداً للأشياء الإيجابية التي حدثت له خلال الأسبوع. وبالنسبة للمجموعة الأخرى من الذين أجريت عليهم الأبحاث فقد كتبوا أشياء تزعجهم وتشعرهم بالاكتئاب والضيق والثالثة كتبوا عن ما أثر عليهم بشكل عام سواء إيجابي أو سلبي. وهو ما لعبت عليه الدراسة جانب سلبي تام وجانب إيجابي تام وجانب متوسط محايد في المنتصف لدراستهم بشكل جيد.

فائدة الشعور بالامتنان

1- الاقبال علي الحياه وذيادة معدلات اللياقة البدنية:

خلال العديد من الدراسات والتي تناولت الفرق بين من يشعر بالامتنان في حياته. حيث ظهر تحسن كبير في حياتهم بشكل عام. فقد مارسوا التمارين الرياضية وزادت معدلات اللياقة لديهم وأصبح شعورهم بالرضا كبير مع الابتسام والضحك وتحسن حالتهم النفسية بشكل عام. بجانب أنهم لم يزوروا الأطباء خلال تلك الفترة بينما أصحاب المجموعة المتشائمة الثانية فقد زاروا الطبيب أكثر من مرة لأنهم قاموا بالتركيز على الأسباب الجالبة للضيق والانزعاج في حياتهم.

2- تحسين العلاقات الاجتماعية:

يظهر تأثير الامتنان ايضاً علي العلاقات الاجتماعيه للفرد مع الاخرين. حيث ان ذلك الشعور له فوائد عديدة للصحة النفسية فإن مارسته وقد شعرت به كثيراً في حياتك يجعلك ترى الجانب الإيجابي مما ينعكس بشكل كبير علي حياتك وتعاملاتك مع الاخرين.

3- تخفيف الاكتئاب:

قال بعض أخصائي الصحة النفسية أن الشعور بالأمتنان يخفف الشعور بالاكتئاب ويجعل حدته تتراجع. وهي إحدى الفوائد العديدة الخاصة بذلك الشعور والتي يمكن أن يحصل عليها الفرد بعدما أكدت ذلك العديد من الدراسات التي شملت أكثر من 1000 شخص مشارك فيها. فقد تراجع لديهم مستوى الاكتئاب بعد عدة أيام وزاد شعور السعادة والرضا عن الحياة لديهم بشكل كبير.

4- التغلب علي القلق:

يجد الشخص الذي يمارس هذا الشعور دائماً أن القلق قد قل بنسبة كبيرة. وذلك لأن الشهور بالامتنان يعمل على جذب الأفكار الإيجابية وطرد السلبية وهدئ من التوتر والقلق. وذلك عن طريق:

• استرخاء الجهاز العصبي.
• تنيظم المعدل العام لضربات القلب وضغط الدم.
• يقلل من بعض الاضطرابات النفسية وكذلك الاكتئاب.

وقد أكدت الدراسات أن الامتنان يهدئ من روع الشخص وحسن من جودة حياته، كما أن الحالة المزاجية تحولت وذلك لأن الشخص ركز على الايجابيات وجعل حياته تسير في هذا الاتجاه بدلاً من الشكوى المستمرة والتذمر والاكتئاب والحزن، فقد قلل الامتنان من التوتر والانزعاج وحسن المزاج بعد التركيز على الإيجابيات وجعل الشخص يشعر بسعادة ورضا وحسن المزاج العام لديه.

الشعور بالامتنان وبعض الدراسات العلمية

– قد أجرى باحثي جامعة ماينوث الإيرلندية الدراسة على أكثر من طالب بلغوا 100 تقريباً من الشباب والإناث. والتي تراوحت أعمارهم بين 18 لـ 55 عام. واستخدمت الدراسة العديد من المحاور وقد أكدت في نتائجها أن الشعور بالامتنان يمكن أن يقلل من الضغط النفسي وكذلك من ضغط الدم الانقباضي لأنه يهدئ من الاجهاد الذي يعاني منه الشخص وذلك عن طريق السيطرة على التوتر والقلق وقالوا في نتائجهم أن الشعور به يمكن أن يحسن من صحة القلب والأوعية الدموي.

– كذلك أكدت دراسة نشرتها صحيفة لو انجليس تايمز أجريت على 50 ألف سيدة بالغة أن شهور الامتنان لديهن وقوته يقلل من فرص وفاتهم.

 – قالت الدراسة التي نشرتها جاما للطلب النفسي أن هناك رابط بين الامتنان وتحسين الصحة العقلية والبدنية للجسم وقد تم التوصل إلى أن درجة الامتنان العالية تجعل الشخص يتمتع بالحيوية بشكل أكبر وكذلك وظائف القلب والأوعية الدموية تتحسن بسبب هذا الشعور وكذلك التهاب النظام المناعي  والكوليسترول فقد أثر فيهم بجانب ارتباطه بالاكتئاب وفق ما أكدته الدراسة فهو يدعم الفرد بشكل اجتماعي ويتبنى الإيجابية في حياة الإنسان.

 – قالت الدكتورة ينج تشين وهي أحد المشرفين على الدراسة وهي طبيبة في هارفارد بأن الدهشة قد أصابتها بسبب قلة الدراسات التي تثبت الرابط بين الامتنان والعمر أو الوفاة فقد أجرت الدراسة على الممرضات والتي ترصد صحة وعادات آلاف النساء منذ عدة سنوات.

كيف يمكنك أن تشعر بالامتنان

إن كنت تتسائل كيف يمكنك أن تشعر بالامتنان فهو ليس شيئاً صعباً فحسب. فكلما مارسته تجد الفائدة تعم على صحتك النفسية وعلاقاتك مع الآخرين. فمن الأشياء التى يمكن فعلها:

1- أبدأ في التفكير علي جعل هذه العادة جزء أساسي في حياتك كل يوم.

2- ممارسة الكتابة وتدوين يومياتك في دفتر بسيط تحتفظ به يومياً معك

3- التركيز على الأحداث الجارية وأن تحلل تلك الأحداث بدلاً من العيش في الماضي.

4- التركيز على الإيجابيات والأشياء التي أنت ممتن منها فيمكنك تخصيص وقت للكتابة حسب جدول أعمالك.

5- توجيهه الشكر للاخرين كثيراً وبطريقه محسوسة لأنها تحسن الترابط الاجتماعي.

6- ممارسة التأمل لأنه وسيله فعاله لتهدئه الذهن والتفكير في الايجابيات.

كل هذا وأكثر يوجهه الفرد بالشعور بالامتنان ويجعله راضي بالعلاقات الاجتماعية. فهذا يعزز ثقه الفرد بنفسه ويدعم صحته النفسية التى تعتبر أهم ما نسعي إليه في مجموعات الدعم المقدمة من تطبيق لبيه.

المصادر: 1 2 3 4 5