اضطراب القلق العام

القلق والتوتر من المشكلات الشائعة والمنتشرة هذه الأيام والتي تعتبر طبيعية جداً في حال المشاكل أو انتظار نتيجة شئ ما أو التعرض لأحد المواقف المجهدة سواء نفسياً أو بدنيا والتوتر عارض يحدث أثناء الضغوطات الطبيعية واليومية ويؤدي اضطراب القلق العام للكثير من الأعراض المزعجة بالإضافة إلى أنه يهدد صحة القلب.

العلاقة بين اضطراب القلق العام وأمراض القلب

أظهرت أحدث الدراسات الطبية أن حالات القلق والتوتر عندما تطور يمكن أن يزيد من مخاطر الإصابة بأزمات القلب القاتلة وكذلك السكتات الدماغية.

واعتبر العلماء أن الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب أو غيرها من المشاكل الرئيسية التي تتعلق بالصحة العقلية لديهم احتمالية أكبر للوفاة مبكراً .

مصابي اضطراب القلق العام والقلب يموتون مبكراً 

بجانب تأكيد العلماء في بريطانيا بأن الذين يعانون من مشاكل لا تعتبر خطيرة بما يكفي للفت انتباه الطبيب فهي من العوامل التي تزيد هذه المخاطر التي تسبب الموت الفجائي.

ووفق الدراسة التي أجريت على أكثر من 60 مريض قلب في الجامعات والمستشفيات في لندن والذين قد وافتهم المنية في منتصف أعمارهم في الفترة الممتدة بين 1994 وحتى 2004.

وقد وجد الباحثون أن الذين يعانون من القلق والاكتئاب كانوا 29 % أكثر عرضة للوفاة من أمراض القلب والسكتة الدماغية.

تأثير اضطراب القلق العام على صحة القلب

قالت العديد من الأبحاث بأن الاضطرابات النفسية لها علاقة كبيرة بأمراض القلب، وذلك لأنه يمكن أن يتسبب كلاً منهما في حدوث الآخر.

فقد أثبتت ذلك بعدما درسوا العديد من مرضى القلب الذين يتعرضون لفترات طويلة وهو ما يجعل أجسامهم تتغير بانخفاض تدفق الدم إلى القلب.

مع زيادة معدل ضربات القلب وضغط الدم وارتفاع مستويات الكورتيزول وهو هرمون التوتر و المفرز من الغدة الكظرية وبعد مرور الوقت. يمكن أن تؤدي هذه التأثيرات إلى إصابة القلب بأمراض عديدة.

فتشير الأبحاث إلى أن اضطراب القلق العام تساهم في الإصابة بأمراض القلب عن طريق عدة أشياء وهي: –

الالتهابات 

فيرتبط القلق بزيادة علامات الالتهابات في الجسم، مما يشير إلى وجود مستوى مرتفع من الالتهاب. بجانب تأثير تلك الالتهابات على الصحة الجسدية والعقلية للفرد بشكل مباشر.

ضعف الأوعية الدموية 

وتتأثر طبقة الخلايا التي يتشكل منها بطانة الأوعية الدموية بسبب القلق والتي لها دور رئيسي في صحة، وكذلك ضمان عمل وصيانة الجهاز الدوري.

فقد أكد العلماء ارتباطها بالقلق وتغير البطانة التي تورطت في الالتهابات والجلطة الدموية وتراكم الرواسب الدهنية في الشرايين بسبب تأثيرات القلق واضطرابات التوتر عليها.

ضعف الصفائح الدموية 

وتتأثر صفائح الجسم الدموية بما أنها خلايا الدم المسؤولة بشكل رئيسي عن تخثر الدم والذي يعاني الأشخاص المصابين بالتوتر الحاد من تراكمها.

مما قد يؤدي إلى ظهور تخثر كبير جداً وغير طبيعي في الدم وكذلك يؤدي للنوبات القلبية بشكل مباشر.

تأثير أمراض القلب على اضطراب القلق العام

كذلك يؤثر القلب على الفرد بالشكل السلبي أيضاً. فيمكن أن تؤدي الإصابة بالنوبات القلبية إلى تطور اضطرابات نفسية مثل: التوتر لدى الشخص لدى ما يقرب من ثلث المصابين بتلك النوبات والأمراض القلبية.

والذين سيكون لديهم مستويات مرتفعة من القلق بعد الإصابة. فقد يكون هذا القلق مرتبط بالأزمة القلبية نفسها أو الخوف من الموت والعجز وتكلفة الرعاية المالية الطبية وغيرها.

وقد يعاني الشخص الذي يصاب بنوبة اضطراب القلق العام من أعراض مشابهة للنوبات القلبية كـ:-

• – يعاني المريض من الدوخة. 
• – ألم الصدر. 
• – ضيق في التنفس. 
• – التنميل الذي يطال اليدين والقدمين. 
• – إخفاق القلب. 
• – بعض الاحيان إغماء.

مضاعفات اضطراب القلق العام على مرضى القلب

يتأثر الشخص المصاب بأمراض القلب بمضاعفات صحية، وذلك يرجع لعدة أسباب أهمها أن الدراسات الخاصة بالأشخاص الذين يعانون من اضطراب القلق العام المفرط يكونوا :_ 

• – أقل تعرضاً لعملية الاندماج في سلوكيات صحية تفيد صحة القلب.
• – الميل الزائد إلى تناول الكثير من الطعام والذي يحتوي بشكل أساسي على مواد رفع الكوليسترول في الجسم. 
• – بعض الأفعال الغير صحية كالكسل والنوم الكثير 
• – قلة النشاط البدني 
• – قلة الحركة بشكل عام

كما أنه يرتبط القلق باحتمالية اتباع توصيات السلامة من أجل الحد من المخاطر بعد الإصابة بنوبات قلبية، بما في ذلك الإقلاع عن التدخين والاستفادة من الدعم الاجتماعي والحد من التوتر أيضاً.

دراسات عن تأثير اضطراب القلق العام على القلب وإصابته بالأمراض

قد كشف الطبيب توم روس أن دراسته التي نشرت في المجلة الطبية البريطانية، بأن هناك اهتمام متزايد بما يحدث من تغييرات للقلب وأمراض به والأوعية الدموية نتيجة القلق.

فإذا ذهب الأفراد الذين يعانون من القلق إلى طبيبهم. فمن الأرجح أنه لن يشخصها بالاكتئاب لكن الكثير من الناس الذين يعانون من قلق معتدل أو الاكتئاب. يجب أن تؤخذ مشاكلهم على محمل الجد لأنه قد يؤدي بهم إلى الوفاة بشكل مبكر.

وفي دراسة أجرتها جامعة أمريكية أخرى أن ربع الأفراد المصابين بأمراض القلب والأوعية الدموية المتسبب بها هو القلق ويعانون من اضطراباته مع التوتر وفي بعض الأحيان.

قد يكون هذا الاضطراب هو أكبر مشاكلهم والذي يؤدي إلى أمراض القلب ويجعل الفرد حالته أسوأ مما نظن.

كيف يؤثر اضطراب القلق العام في القلب؟

قد حلل بعض العلماء الكنديون الدراسات التي أجريت على مرضى قد دخلوا لقسم العلاج في أقسام الطوارئ من أجل معاناتهم من آلام الصدر. وكانت استنتاجاتهم هي 1 من كل خمسة من الذين خضعوا لتلك الاختبارات الخاصة بأمراض القلب والأوعية الدموية .

فقد أصيبوا بالذعر وليس نوبات كاضطراب القلق العام. ويرتبط ذلك الاضطراب بزيادة إفراز هرمون التوتر وزيادة المواد الكيماوية الأخرى التي يفرزها الجسم من أجل مجابهة حدوث أي احتمالات لنوبات قلبية أو أحداث سيئة قد تؤثر على القلب.

علاج اضطراب القلق العام وأمراض القلب 

يمكن أن نتجنب القلق الذي يؤدي إلى أمراض القلب. ويمكن أن نعالج أمراض القلب التي تسبب التوتر للفرد أيضاً.

فهناك اعتماد على الأدوية من أجل علاج القلب على الحالة التي يعاني منها الشخص. والتي يمكن أن تشمل مدرات البول للتخلص من السوائل الزائدة في الجسم و أدوية خافضة لمستويات الكوليسترول الستاتينات وإيقاعات القلب الغير طبيعية.

كيفية علاج اضطراب القلق العام

يمكن أن يعالج استشاري الطب النفسي هذا الاضطراب بالأدوية غالباً والعلاج النفسي والأدوية التي تشمل العلاج. هي مضادات الاكتئاب والعلاج السلوكي والنفسي أيضاً.

إلا أن هناك بعض الأطباء والعلماء يقومون بالتوجيه للعديد من العلاجات الأخرى التي تعتبر أقوى من المهدئات الكيميائية التي يتناولها الفرد.

نصائح للسيطرة على اضطراب القلق العام

الرياضة

وينصح الأطباء لإخفاء القلق والسيطرة عليه ممارسة التمارين الرياضية المفيدة لصحة القلب والأوعية الدموية والتي تخلصك من التوتر والقلق . 

الراحة

الحصول على قسط من الراحة يكفي لكي يرتاح العقل من التفكير ويقلل من توترك. وبالتالي يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب عن طريق الأرق والإرهاق.

الطعام الصحي

تناول الطعام الصحي النظيف الذي يمكن أن يقلل من التوتر ويحسن من صحة قلبك والأوعية الدموية. حيث إن النظام الغذائي الصحي السليم له تأثير كبير على صحة الجسد والعقل والقلب كذلك . 

الاسترخاء

ممارسة الاسترخاء واليوجا والتأمل. ويمكن مساعدتك باستخدام تقنيات الاسترخاء المقللة للتوتر وتحسن صحة القلب والأوعية الدموية.

التواصل

كما يمكن أن يساعدك التواصل مع الأشخاص الذين بينك. وبينهم ثقة في الكلام والدردشة في تقليل التوتر و القلق والبعد عن الأفكار السلبية وأيضاً تحسين الصحة العامة.

وفي النهاية فإن اضطراب القلق العام له تأثير كبير على صحة قلبك فهو مجلب للأمراض. بجانب أنه مؤذي للأوعية الدموية الخاصة بالجسم، لذلك ينصح العديد من المختصين بمحاولة البعد عنه قبل أن يزيد خطر التعرض للسكتات القلبية والكثير من الأمراض الأخرى.

حمل تطبيق لبيه اختبر صحتك من خلال العديد من مقاييس الصحة النفسية.

المصادر: 1 2