دور الدعم النفسي والاجتماعي في مواجهة الهجرة
دور الدعم النفسي والاجتماعي في مواجهة الهجرة يقع على عاتق الأسرة والمجتمع والمؤسسات التوعوية، حيث إن الهجرة أصبحت تمثل تهديدًا كبيرًا، خاصةً في الفترة الأخيرة في ظل الضغوط الاقتصادية التي تشهدها الكثير من المجتمعات العربية، لذا وجبت مواجهتها بطريقة علمية فعالة.
دور الدعم النفسي والاجتماعي
يحقق الدعم النفسي والاجتماعي العديد من الأهداف الهامة للحد من مشكلات متعددة من أبرزها الهجرة وعدم الانتماء للوطن ويتمثل هذا الدور الهام فيما يلي:
– يمد الأفراد بالثقة اللازمة في أنفسهم وفي أوطانهم لتحقيق الأهداف المنشودة دون اللجوء إلى الهجرة.
– يستطيع الفرد فهم وتقييم نفسه وبيئته بصورة جيدة وبالتالي التوفيق ما بين إمكانياته و احتياجات سوق العمل المحلية.
– تطوير طرق التعامل مع المشكلات النفسية والاجتماعية بصورة أفضل وبالتالي التخلص من فكرة الهجرة وما فيها من أنانية.
– المساعدة على الوصول إلى حلول فعالة للمشكلات والأزمات اليومية التي تواجه الفرد وتدفعه إلى الهجرة كنوع من الخلاص.
– القضاء على الضغوطات التي تجعل الشباب يسعون إلى الخروج من الوطن اعتقادًا منهم في وجود فرص حياة أفضل.
– طرح خيارات أكثر اعتمادية وتحسين القدرة على اتخاذ القرارات دون الحاجة إلى الهروب من الواقع من خلال الهجرة.
– تعزز المشاركات الإيجابية في المجتمع لكي يشعر الفرد بدوره الأساسي والإنجازات التي يقدمها، مما يقلل من الشعور بالاغتراب النفسي الذي ينتج عنه الرغبة في الانتماء إلى مجتمع آخر.
– الدعم النفسي والاجتماعي يعتمد على توعية الأفراد لا سيما الشباب بضرورة المساهمة في بناء الوطن، وكذلك التوعية بأضرار الهجرة وسلبياتها الفردية والجماعية.
العلاقة بين الدعم النفسي والاجتماعي
هناك العديد من الأمور التي يختص بها الدعم النفسي في مواجهة المشكلات الاجتماعية، حيث إن للدعم النفسى والاجتماعي بالغ الأثر في الحد من الآثار السلبية لهذه المشكلات ومسبباتها، ولكن في البداية يجب التعرف على مفهوم الدعم النفسي الاجتماعي.
لا شك أن هناك علاقة وثيق بين البعدين النفسي والاجتماعي عند طرح أي مشكلة لا سيما مشكلة الهجرة، وتتمثل هذه العلاقة في التأثير المتبادل وطرق علاج المشكلات ومسببات كل مشكلة وجوانبها.
المقصود بالبعد النفسي الأفكار والمشاعر والسلوكيات والمفاهيم بينما البعد الاجتماعي فيمثل النواحي الاجتماعية التي تؤثر على معدلات التنمية التي تعتمد على التفاعل بين أفراد الأسرة والمجتمع.
مفهوم الدعم النفسي والاجتماعي
يتلخص مفهوم الدعم النفسي والاجتماعي في إظهار الاهتمام باحتياجات الأفراد ممن يمرون بظروف استثنائية عصيبة. بالإضافة إلى العمل على توفير احتياجاتهم وإيجاد حلول جذرية للمشكلات التي تعوق مساعيهم وصولًا إلى مجتمع سوي ومستقر.
يتمثل الدعم النفسي والمعنوي في الحرص على اكتساب الأفراد المهارات والمعارف اللازمة لاتخاذ القرارات بشكل مستقل وصحيح. إلى جانب طرح أسس التفكير التي تساعدهم على ترتيب الأولويات دون المساس بالثوابت الدينية والاجتماعية.
يتجسد هذا النوع من الدعم في سلوكيات أفراد المجتمع بشكل عام إلى جانب دور المختصين في التوعية وتعزيز الثقة في النفس في المدارس والجامعات ناهيك عن دور الأسرة في ترسيخ أهمية الانتماء إلى الوطن وعدم اللجوء إلى الهجرة.
أنواع الدعم النفسي الاجتماعي
هناك العديد من الأنواع التي يمكن تقديمها إلى أفراد المجتمع لا سيما من الشباب في مواجهة مشكلة الهجرة خاصةً غير الشرعية وتتمثل فيما يلي:
1- الدعم المعنوي
من أهم أشكال الدعم لمواجهة هذه المشكلة الشائكة التي احتلت الكثير من المجتمعات العربية. وتتمثل في تقديم المساعدات بهدف احتواء الفرد في المواقف التي تؤدي إلى التفكير في الهجرة مثل الفشل الدراسي أو المهني.
الهدف الأساسي من الدعم المعنوي هو بث الثقة بالنفس وطرح العديد من الخيارات والحلول لمواجهة المشكلات والمواقف الصعبة. بالإضافة إلى التخفيف من التوتر والقلق والخوف من المستقبل.
تعزيز المشاعر الإيجابية والتركيز عليها بهدف تقبل الفرد في مجتمعه وحصوله على التقدير المعنوي اللازم لبناء العلاقات المحمودة بينه وبين الأفراد الآخرين في المجتمع.
2- الدعم العاطفي الاجتماعي
من أهم أشكال الدعم النفسي الاجتماعي وعادةً ما يأتي من قبل المقربين من الفرد. حيث يشمل هذا النوع تقديم مشاعر الحب والرعاية وصولًا إلى الإحساس بالثقة والانتماء إلى أفراد آخرين. الأمر الذي يزيد من ارتباطه بالوطن وتعزيز روح انتماء الفرد إلى الجماعة بشكل عام.
3- الدعم السلوكي
يتضمن هذا النوع كافة السلوكيات التي تساهم في عملية تعزيز ثقة الفرد بنفسه وانتمائه إلى موطنه. ومن أمثلة الدعم السلوكي مشاركة فئات الأقليات في احتفالاتهم ومساعدتهم في مهامهم، كنوع من أنواع التعبير عن الدعم. كما أن تقبل الآخر يساهم بشكل كبير في الانتماء إلى الوطن ويظهر ذلك في المعدلات المرتفعة للمهاجرين بسبب الاضطهاد.
4- الدعم المعلوماتي
أحيانًا يكون السبب في الهجرة هو الحصول على فرص أفضل في التعليم. لذا من الممكن للدعم المعلوماتي أن يكون حلًا مثاليًا كنوع من أنواع الدعم النفسي الاجتماعي، ويشمل مد الفرد بالمعرفة اللازمة من خلال المؤسسات العلمية الوطنية في شكل منح، إلى جانب الإرشادات الخاصة بالحصول على فرص أفضل من خلال مؤهل علمي مطلوب في سوق العمل.
5- الدعم المادي
في أغلب الحالات يكون الغرض من الهجرة هو الحصول على فرص عمل ومستوى معيشة أفضل. لا سيما في المجتمعات الفقيرة، لذا يجب على المجتمع متمثلًا في المؤسسات المعنية تقديم المساعدات المادية للمحتاجين، ولا يقصد بهذه المساعدات المالية المباشرة فقط وإنما توفير فرص عمل أو التأهيل لسوق العمل دون مقابل.
مصادر الدعم النفسي الاجتماعي
هناك مصادر متعددة للدعم النفسي الاجتماعي التي يمكن من خلالها تقليل مخاطر مشكلة الهجرة ومسبباتها وتتمثل فيما يلي:
أولًا: الأسرة
الأسرة هي المصدر الأول للدعم النفسي المعنوي للفرد كما أنها تعد أكثر العناصر تأثيرًا عليه. حيث إنها تعتبر الأساس الاجتماعية في بناء شخصيته ومن أهم المؤثرات على قراراته. فامن خلال الدعم الأسري للفرد يمكنه أن ينمي مهاراته ومواهبه ويصقل شخصيته لكي يكون له دور فعال في المجتمع الأمر الذي يتنافى بشكل مباشر مع الرغبة في الهجرة والهروب من واقعه.
عن طريق إتاحة أجواء أسرية صحية مليئة بالحب غير المشروط كون الفرد أكثر انتماءً لوطنه. حيث أثبتت العديد من الدراسات النفسية والاجتماعية الحديثة أن التفكك الأسري يرتبط بشكل كبير بالرغبة في الهجرة.
ثانيًا: المؤسسات الاجتماعية المتخصصة
عندما يتراجع دور المؤسسات الاجتماعية التوعوية المتخصصة في مواجهة مشكلات مثل الهجرة، تكون النتيجة بالضرورة تفشي هذه الظاهرة في المجتمع بصورة كبيرة. حيث إنها من أهم مصادر الدعم النفسي الاجتماعي بشكل علمي وفعال. لذا يجب أن تحرص الحكومات على توفير هذا المصدر للحد من آفات اجتماعية ونفسية متعددة.
ثالثًا: الأصدقاء
تأثير الأصدقاء بالغ الأهمية في تغيير أفكار الفرد. وبالتالي قراراته فإذا اتصف الأصدقاء بالانتماء إلى الوطن سوف ينعكس ذلك عليه بالضرورة. نظرًا إلى أن العلاقة بالأصدقاء هي علاقة اجتماعية اختيارية مما يجعل تأثيرها عميقًا.
وفي النهاية هناك العديد من العوامل السلبية النفسية والاجتماعية التي تساهم في ترسيخ الرغبة في الهجرة في نفوس العديد من الشباب. لذا يجب أن يكون هناك في المقابل القدر الكافي من الدعم لمواجهة هذه الظاهرة الخطيرة التي تتفاقم بمرور الوقت. سوف تجد هذا الدعم من خلال منصه لبيه التى تقدم مختلف الاستشارات النفسية والاجتماعية. لذلك يمكنك التواصل مع المعالج النفسي لمساعدتك في تطوير قدرتك على التكيف لتضمن لنفسك حياة متوازنة وصحية.