تأثير الحالة النفسية على الجسم
قد يتفاجأ البعض بـ تأثير الحالة النفسية على الجسم و بارتباط صحة الجسم الخاصة به بالصحة النفسية وتأثرها بشكل كبير جداً وفقاً للحالة المزاجية والنفسية والعقلية للشخص.
علاقه الاضطرابات النفسية بجسم الإنسان
الدارسون للطب والمتعمقون في قراءة جسم الإنسان وكيفية عمله نجد أن الله سبحانه وتعالى قد خلق جسم الإنسان بشكل متوازن جداً هذا التوازن يجعل الإنسان يعيش طبيعياً وبلا أمراض وبلا أي سقم في جسده إلا أن الأمراض تبدأ في الظهور في حين اختلال هذا التوزان. وكذلك مجاوزة الحد في الأكل والشرب أو التلوث أو غيرها من التأثيرات الاخرى.
تسبب هذه التأثيرات العديد من الاضطرابات منها الإصابة بالحالة النفسية السيئة والأمراض النفسية والعصبية. فقد يكون هناك بعض القلق البسيط الذي يجعل الإنسان في حالة توتر كبيرة جداً ينتج عنها خوف بعيد المدى مما يسبب ضرر للإنسان بشكل كبير فيجعل الأمراض تبدأ في الظهور على الجسم كحالة الوهن والأرق والإرهاق والتعب والجهد الجسدي وغيرها وسرعان ما تتطور تلك الأعراض لكارثة صحية.
تأثير الجهاز المناعي على الحالة النفسية
فالجهاز المناعي هو أو المتأثرين بالحالة النفسي والضغوط العصبية والتوتر وحالة القلق التي تسيطر على الإنسان. فتجعله لا يعمل بشكل جيد وطبيعي فلا يدافع ولا يهاجم الأمراض المختلفة. وطبقاً لبعض الدراسات العلمية العالمية التي أجريت على مئات الأشخاص المصابين بالضغط النفسي وبعض الأمراض النفسية والعصبية، تؤكد أن الخلايا المناعية لهم تواجه تكوين الشقوق الحرة أي أنها في طريقها للتلف. وذلك بسبب الشحنات الموجودة داخل الجسم نتيجة الضغط النفسي.
فبمجرد أن يصاب الإنسان بجرح بسيط في مكان معين لا يلتئم بشكل سريع بل ياخد وقتاً طويلاً بسبب حالته النفسية. وعند وجود شخص طبيعي غير مصاب بأي مرض نفسي، تجد جهازه المناعي يهاجم أي مرض أو تدخل أو فيروس أو هجوم بكتيري في الجسم، وهو يمثل درجة الشفاء المختلفة نتيجة قدرة الجهاز المناعي على العمل، لذلك يمثل تأثير الحاله النفسية على الجسم عامل هام جداً لدى الفرد. فالعلاج النفسي والسلوكي يدعم صحه الفرد ويساعد على التخفيف من حدة الأمراض المزمنة والشفاء منها في بعض الحالات أيضاً.
مدى تأثير الحالة النفسية على الجسم وأجهزته:
1- الجهاز العصبي
يتأثر الجهاز العصبي بشكل كبير جداً نتيجة الضغط النفسي وحالة الفرد النفسية. وذلك لأن غدة تحت المهاد فور شعورها بالضغط النفسي تفرز هرمون الأدرينالين الخاص بالتوتر وهو ما يضاعف شعور الشخص بالقلق بجانب هرمون الكورتيزول وهو ما يجعل الفرد على المدى البعيد والطويل يشعر بالاكتئاب والقلق والصداع والتوتر.
2- الجهاز الهضمي
قد يفاجئ الشخص بأن جهازه الهضمي يتأثر بشكل أو بآخر من الضغط النفسي أو الأمراض النفسية أو بعض مشاعر القلق والتوتر. قد تؤثر هذه الاضطرابات على عمل الجهاز الهضمي للجسم. فهناك العديد من الدراسات التى أكدت وجود ارتباط قوى بين الجهاز الهضمى والدماغ لأن الاضطرابات النفسية تؤثر بشكل كبير على المعدة وعلى إفراز الإنزيمات الهضمية، وفي الواقع فإن الجهاز الهضمي للفرد يتخلله الأعصاب حيث ان الأمعاء في أجسامنا تحتوي على الخلايا العصبية، والتى يطلق عليها “الدماغ الثاني” فهى أول المتأثرين بهذا الضغط والتوتر بسبب الهرمونات التي تفرز في حالة الاضطراب النفسي. وهو ما يسبب قرح المعدة وارتجاع المريء. وكذلك متلازمة الأمعاء المتسربة ( وهو يعنى الاصابة بعدة اعراض هضمية مختلفة ).
3- الجهاز التناسلي
وإن كنا نتحدث عن الجهاز الهضمي الذي يعتبر الدماغ الثانى في الجسم. فهو مسؤول عن إمداد الجسم بالطاقة اللازمة لممارسة حياته الطبيعية ولوجود ملايين الخلايا العصبيه كما ذكرنا. فكيف أن يظهر تأثير الحالة النفسية على الجسم وعلى باقي أجهزة الجسم. إن حدوث أي ضرر للجهاز العصبي و الهضمى يسبب ضرراً ايضاً على الجهاز التناسلي. فالاعتلال العصبي (اللاإرادي) في حالة تلف الأعصاب التي تتحكم في وظائف الجسم يمكن أن يؤثِّرعلى ضغط الدم، والهضم، وكذلك الصحة الجنسية.
وذلك لأن الضغط النفسي يزيد من إفراز هرمون التستوستيرون الخاص بالرجال. وهذا في حالة القلق والتوتر لفترات قصيرة. أما بالنسبة للفترات الطويلة فهو يؤثر على عدد الحيوانات المنوية ويقلل من عددها بجانب أنه يصيب الفرد بضعف الانتصاب أحياناً. وممكن أن يؤدي في النهاية إلى التهابات في البروستاتا، وعلى الجنس الآخر فإنه يؤثر على موعد الدورة الشهرية وقد يزيد الدم المتدفق خلالها بشكل غزير ويعمل على عدم انتظامها. وكذلك يؤدي لانقطاعها ويعجل من الأعراض الخاصة بسن اليأس.
4- القلب
وبالنسبة للقلب الذي يعتبر أهم عضو في الجسم. فهو مضخة الدماء ومجدد النشاط لدى جميع أجهزة الجسم والمصدر الذي يمدها بالأكسجين. وكذلك بالغذاء المحمل عليها ومصدر التخلص من ثاني أكسيد الكربون والذي له الدور الأكبر في أداء الجسم للعمليات الحيوية الطبيعية فبدونه لا يوجد حياة ولا حركة في الجسم.
فبمجرد شعور القلب بالضغط النفسي للفرد وكذلك القلق والاكتئاب والتوتر فإن الهرمونات تفرز في الجسم. وقد سبق وذكرنا تلك الهرمونات تقوم بالتأثير على القلب بشكل مباشر كزيادة سرعة نبضات القلب. وذلك لأن هرمون التحفيز الأدرينالين الذي يعتبر هرمون الخوف والتوتر قد تم إفرازه بغزارة. فبالتالي يضخ الدماء بشكل أكثر كأن الجسم يستعد للمعركة أو للقتال أو حتى الهروب. وفي حال استمرار تلك الحالات لفترات طويلة تجد الشخص مصاب بارتفاع في ضغط الدم ويكون أكثر عرضة للنوبات القلبية والجلطات بجانب السكتات الدماغية المفاجئة.
5- العضلات
وأهم ما يتأثر من الضغوط النفسية ويكون مرتبطاً بحالة الشخص العقلية هي العضلات التي تتسبب في حدوث آلام فيها. فمنذ بداية الإجهاد تتوتر العضلات مرة واحدة كما ذكرنا أن هرمون التستوسيترون يكون مفرزاً بشكل كثيف وهو ما يجعل الجسم وعضلاته يتخذون وضعية القتال أوالهروب أوالاستعداد لعمل أي رد فعل مفاجئ للجسم وذلك ما يجعله يتأثر على المدى البعيد من حالة الاستنفار المفاجئ. وكذلك الاستعداد وهو ما يصيب الجسم وعضلاته بآلام غريبة ومفاجئة. بجانب أن الدماغ المصاب بالصداع يعتبر من أعراض الحالة النفسية السيئة للغاية بسبب عملية ارتفاع ضغط الدم بشكل حاد.
هل الأمراض النفسية تسبب أمراض جسدية؟
– قد وضحت العديد من الدراسات التي أجراها أطباء قسم الأمراض النفسية والعصبية بجامعة كاليفورنيا أن هناك تأثير للحالة النفسية على الجسم لأن إصابه الفرد بالعديد من الأمراض النفسية قد يسبب أمراض جسدية ايضاً.
كيف تسبب الأمراض النفسية أمراض جسدية؟
– إن تعرض الشخص للضغوط العصبية يجعل الفرد أكثر غضباً وهو سرعان ما يعمل على تدمير صحة الإنسان وجعل الأمراض تبدأ في الظهور عليه. إن الحالة المزاجية والنفسية والرضا النفسي والسعي ووضع هدف جدي للشخص في حياه الفرد لها أثر كبير في ابتعاد الأمراض عن جسم الإنسان، فالمريض النفسي أو المصاب بالقلق والتوتر حتى وإن كان يتناول طعام صحي ويمارس الألعاب الرياضية ويجلس في بيئة صحية لكنه داخلياً قلق ومتوتر ويشعر بالاكتئاب أو بالضغط النفسي. يكون هو أقرب للأمراض من نظيره الذي يشعر بالسلام النفسي رغم عدم ممارسته لكل العادات السابقة.
علاقه الحالة النفسية بظهور بعض الأمراض الجسدية
1- العديد من الأشخاص من مصابي القلق والتوتر والضغوط النفسية أصيبوا بأمراض كثيرة بدأت بوجع شديد في الرقبة والظهر والعمود الفقري وكذلك الكتفين. بجانب التقلصات والشكوى من ألم المعدة والصداع النصفي في الرأس. وكذلك ارتفاع ضغط الدم وظهور الوجه والجلد بلون شاحب كالأصفر.
2- كما أن القلب يتضرر بشكل كبير من الضغط النفسي. حيث أجريت العديد من الدراسات التى تناولت سبب اصابه الفرد بضيق في الشرايين هو هرمون الكورتيزول الذي ينتجه الجسم في حالة شعوره بالضغوط النفسية والذي يعمل على تضييق الشرايين. بجانب أن احتمالية الإصابة بالسرطان والأورام السرطانية تكون أكبر حينما يصاب الفرد بالضغط النفسي والإجهاد. وذلك بسبب ضعف جهاز المناعة الذي يصبح خاملاً ويقوى على مهاجمة أي مرض في حالة الانفعال النفسي للفرد.
3- قد تسبب الحاله النفسية ايضاً تساقط الشعر بشكل مستمر وذلك نظراً لشعور الفرد بالضغط النفسي المستمر. بجانب تغير لون الجلد واصفراره وشعور الجسم بحالة من الإجهاد كأنه منهك من العمل. بجانب ظهر عدم انتظام وانضباط لحركة العين فقد ظهر على المصابين بالتوحد والاكتئاب. وكذلك انفصام الشخصية فهو يسبب سرعة القرنية أو بؤبؤ العين الخاص بهم أو بطئ حركته. فهو يتأثر على المدى البعيد في حالة الضغط النفسي الشديد والشعور بالاكتئاب والتوتر.
وبهذا فإن تأثير الحالة النفسية على الجسم أمر لا يمكن التغافل عنه أبداً. وذلك لأنه يمثل خطراً على صحه الإنسان وعلى جميع أجهزة الجسم. و يصبح الفرد عرضة للإصابة بالعديد من الأمراض المناعية أو عدم قدرته على الشفاء من بعض الأمراض الأخرى. لذلك لا تتغافل عن معرفة التشخيص والعلاج من خلال مجموعة من الاستشارات النفسية عبر تطبيق لبيه.