احجز جلسة فورية

محتاج جلسة بأقرب وقت؟ احجزها خلال 5 دقائق

طفلي يعاني من فرط الحركة، ماذا أفعل؟

قد يكون التعامل مع طفل لديه فرط الحركة أمرًا صعبًا، حيث يبدو دائمًا بحالة غير مستقرة، وينتقل من نشاط إلى آخر بطاقة غير محدودة، كما يواجه صعوبة في الاستماع إلى الأهل أو اتباع الأوامر، بالإضافة إلى تراجع أدائه في المدرسة. تعرف معنا على أهم الخطوات التي يمكن القيام بها، إذا كان طفلك يعاني من هذه الأعراض لفترة طويلة. 

لماذا يعاني طفلي من فرط الحركة؟

زاد استخدام مصطلح (فرط الحركة) في السنوات الأخيرة، وأصبحنا نلاحظ اهتمامًا أكبر حول هذا الموضوع، سواء على الإنترنت أو حتى من أطباء الأطفال؛ فغالبًا ما يُستخدم كمصطلح شامل لوصف أي طفل زائد النشاط، بغض النظر عن حالته؛ لذلك يمكن تعريف الطفل مفرط الحركة على أنه يمكن أن يواجه صعوبة في الجلوس ساكنًا، بالإضافة إلى مجموعة من اضطرابات السلوك وضعف التركيز الذي يؤدي إلى تراجع المستوى الدراسي وعدم الانضباط أثناء الدوام. 

تبين دراسة (Loe et al., 2007) التي اعتمدت على تحليل نتائج عدد من المقالات البحثية السابقة، وجود علاقة واضحة بين فرط الحركة والعديد من المشاكل التي تتعلق بالمدرسة والمستوى الدراسي للطفل، وقدرته على استيعاب مواد مثل الرياضيات والفيزياء بشكل جيد. كما تظهر أيضًا فعالية الأساليب العلاجية المعتمدة على تعديل السلوك في تخفيف الأعراض السلبية وتحسين درجات الطفل بشكل واضح.

عوامل قد تزيد من فرط الحركة

هناك الكثير من العوامل التي قد تزيد سلوكيات فرط الحركة لدى الطفل ومن ذلك:

  1. مزاج الطفل: هناك العديد من العوامل التي تؤثر على شخصية ومزاج الطفل وطبيعة سلوكه، وتجعله مختلفًا عن الآخرين.
  2. الوراثة: إذا كنت مفرط الحركة في طفولتك؛ فمن المحتمل أن يكون طفلك كذلك أيضًا.
  3. النظام الغذائي: يمكن أن يؤثر الإفراط في تناول الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات على مستويات الطاقة عند الطفل.
  4. البيئة: إذا كان الطفل يعيش ضمن بيئة فوضوية وغير منظمة؛ فإنها غالبًا ما تعكس نفس النوع من الحيوية والنشاط التي يظهرها طفلك.
  5. اختلاف الطقس: قد تزيد أشهر الشتاء من فرط الحركة؛ بسبب قلة أوقات الفراغ وقلة اللعب في الهواء الطلق.
  6. حواس الطفل: تختلف الطريقة التي يتفاعل بها الطفل مع المحيط؛ إذ يبحث الطفل مفرط الحركة عن الأحاسيس التي تتوافق مع طريقة تفكيره.

غالبًا ما يكون فرط الحركة عند معظم الأطفال ناجمًا عن تأثير عدة عوامل تلعب دورًا في ظهور الأعراض، كما يمكن أن تختلف هذه الأسباب من فترة لأخرى، وقد يعاني بعض الأطفال من فرط الحركة في أيام معينة أو طوال الوقت.

كيف تتعامل مع طفلك مفرط الحركة؟

أظهرت الدراسات وجود مجموعة من الأساليب التي تساعد في التعامل مع فرط الحركة عند الأطفال بشكل صحيح، وتخفيف الآثار السلبية التي يمكن أن تؤدي إلى تراجع مستواه الدراسي. 

1- وضع قواعد واضحة

قد يحاول الأهل أحيانًا التساهل في تربية الطفل وإعطائه المزيد من الحرية في التصرف، لتجنب بذل الجهد اللازم لتعليم الطفل الالتزام بالقواعد وعيش حياة هادئة، وعلى الرغم من فعالية هذا الأسلوب مع العديد من الأطفال لكنه يؤدي عند الطفل مفرط الحركة إلى حدوث الكثير من المشاكل؛ لذلك عليك فرض أسس وقواعد محددة وصارمة، عندما تتعامل مع طفل يعاني من فرط الحركة.

2- تجنب الأوامر المعقدة

قد يصعب على الطفل الذي يعاني من فرط الحركة ونقص الانتباه اتباع وتذكر قائمة طويلة من التعليمات، وبالتالي يجب عليك تقسيم المهام إلى أجزاء أصغر، وحاول أن تجعل الطفل ينظر إليك بشكل مباشر عندما تشرح له وتقدم له الأوامر بشكل مبسّط، ثمّ اترك له مجالًا لمراجعة كل خطوة. 

كما يمكن أن تساعد أيضًا كتابة التعليمات للطفل على اتباعها، حيث تسمح القائمة المكتوبة خطوة بخطوة للطفل المفرط الحركة بالتركيز على كل مرحلة لوحدها، ويتمكن أيضًا من الرجوع إلى القائمة للمساعدة في تنشيط الذاكرة وشطب المهام عند إكمالها.

3- مكافأة الطفل

من المهم أن يدرك الطفل أن إنجاز المهام المطلوبة منه يستحق المكافأة. حاول أن تمنحه الثناء والمكافآت كلما نجح في إكمال واجباته، وأفسح له المجال لاختيار المهام التي تستحق الجائزة، حيث يفيد تعوّد الطفل على وجود مقابل للمشاركة بالمهام وإنجازها في تجاوز صعوبة تنفيذ الواجبات المطلوبة منه.

4- عدم التسرع في اللجوء للأدوية

يوجد حاليًا العديد من الأدوية التي توصف لتخفيف أعراض فرط الحركة، لكنّ هذه الأدوية تحمل آثارًا جانبية عديدة، ولا ينبغي أن تكون خيارك الأول في العلاج. ننصحك باستشارة طبيب مختص، إذا لم تنجح طرق تعديل السلوك على مدى فترة من الزمن، والتعاون معه لتقرير ما إذا كان الدواء مفيدًا لطفلك.

 أظهرت دراسة  (Hinshaw et al., 2015)، التي تناولت فعالية العلاج الدوائي لوحده أو بالمشاركة مع أساليب تعديل السلوك على مدى 14 شهرًا، عدم فعالية العلاج الدوائي بمفرده على المدى الطويل، بالمقارنة مع أساليب العلاج السلوكي، بالإضافة إلى ترافق العلاج الدوائي مع عدد من الآثار الجانبية غير المرغوبة التي أدت في بعض الحالات لإيقاف العلاج.

5- مساعدة الطفل على إنشاء قائمة مهام

يمكن أن يساعد وجود قائمة بالواجبات المطلوبة من الطفل على دعم شعوره بالاستقلال. كما تمنح القائمة المكتوبة الطفل مرجعًا يمكن استخدامه عندما يتشتت انتباهه أو ينسى ما يجب عليه فعله. يمكن أن تعلمه أيضًا الرجوع إلى القائمة كلما شعر بالملل أو لم يكن متأكدًا مما يجب فعله بعد ذلك. لا تعاقب الطفل على عدم إنجاز المهام خلال فترة زمنية محددة، بل عليك مكافأته على المهام التي تمكن من إتمامها بنجاح.

6- تخصيص وقت كافٍ للتسلية

أثبتت الدراسات ارتفاع نسبة حدوث فرط الحركة عند الأطفال؛ بسبب انخفاض عدد المدارس التي توفر فترة استراحة أثناء الدوام، حيث يحتاج الطفل إلى فرصة للركض واللعب في بيئة غير منظمة، ومع تزايد انشغال الأهل والمعلمين بعملهم، أصبح وقت الأطفال منظمًا أكثر من أي وقت مضى؛ لذا عليك التأكد من أن طفلك، يحصل على الوقت الكافي للعب في الخارج كل يوم.

7- الدفاع عن الطفل أمام الآخرين

يندفع الكثير من الأشخاص لإبداء آرائهم عندما يتم تشخيص الطفل مفرط الحركة، ويعتقد الجميع أنه يعرف ما هو الأفضل لطفلك، لكن غالبًا ما تكون هذه الآراء متضاربة وغير هادفة، وبالتالي يجب أن تتعاون مع المحيط من العائلة والأصدقاء لتطوير خطة تتضمن خبرة الآخرين في اضطراب فرط الحركة ومعرفتك الخاصة بما يحفز طفلك بشكل فردي. 

من المهم إخبار الأشخاص المسؤولين عن رعاية طفلك بالحالة التي يعاني منها؛ فالتعامل مع الطفل مفرط الحركة أمرًا صعبًا بالنسبة لمن يجهل وضع الطفل. تمنحك مناقشة الحالة أيضًا الفرصة لإخبار الشخص المسؤول عن الأساليب التي تستخدمها حاليًا.

8- لا تتردد في استشارة طبيبك

من المفيد أن تثقف نفسك بالمعلومات الصحية من خلال القراءة على الإنترنت أو التحدث إلى الأصدقاء، ولكن عليك دائمًا استشارة طبيبك قبل اتخاذ الإجراءات الطبية أو تغيير الأساليب المتبعة في العلاج؛ لأن المعلومات التي تقوم بقراءتها لا يمكن استبدالها بنصائح وتوجيهات الطبيب.

يمثل التعامل مع طفل يعاني من فرط الحركة مجموعة من التحديات، ويتطلب الكثير من الجهد والوقت. لا تتردد في مناقشة حالة طفلك مع الأطباء والمختصين، مما يساهم في دعم نمو طفلك بشكل صحيح والحد من سلوكياته السلبية.

سارع إلى تحميل تطبيق لبيه مجانًا، واحجز موعد استشارتك من المنزل، مع نخبة من أفضل الأطباء والمعالجين النفسيين. كما يمكنك الاستفادة من مجموعة من الخدمات الصحية الأخرى، مثل الانضمام لمجموعات الدعم والبرامج العلاجية التي تقدمها منصة لبيه، بأقل سعر ممكن.

المراجع

1- How to handle a hyperactive child without losing your mind, (yourkidstable.com), Your Kids Table Platform, Retrieved 31/10/2023.

2- 10 Tips For Coping With A Hyperactive Child (everydayhealth.com), Everyday Health Platform, Retrieved 31/10/2023.

3- Loe IM, et al. “Academic and educational outcomes of children with ADHD.” J Pediatr Psychol. 2007 Jul;32(6):643-54. doi: 10.1093/jpepsy/jsl054. Epub 2007 Jun 14. PMID: 17569716.

4- Hinshaw, S.P., et al. “Attention-deficit hyperactivity disorder, multimodal treatment, and longitudinal outcome: evidence, paradox, and challenge”. WIREs Cogn Sci, 2015. https://doi.org/10.1002/wcs.1324.

قد يكون التعامل مع طفل لديه فرط الحركة أمرًا صعبًا، حيث يبدو دائمًا بحالة غير مستقرة، وينتقل من نشاط إلى آخر بطاقة غير محدودة، كما يواجه صعوبة في الاستماع إلى الأهل أو اتباع الأوامر، بالإضافة إلى تراجع أدائه في المدرسة. تعرف معنا على أهم الخطوات التي يمكن القيام بها، إذا كان طفلك يعاني من هذه الأعراض لفترة طويلة.  لماذا يعاني طفلي من فرط الحركة؟ زاد استخدام مصطلح (فرط الحركة) في السنوات الأخيرة، وأصبحنا نلاحظ اهتمامًا أكبر حول هذا الموضوع، سواء على الإنترنت أو حتى من أطباء الأطفال؛ فغالبًا ما يُستخدم كمصطلح شامل لوصف أي طفل زائد النشاط، بغض النظر عن حالته؛ لذلك يمكن تعريف الطفل مفرط الحركة على أنه يمكن أن يواجه صعوبة في الجلوس ساكنًا، بالإضافة إلى مجموعة من اضطرابات السلوك وضعف التركيز الذي يؤدي إلى تراجع المستوى الدراسي وعدم الانضباط أثناء الدوام.  تبين دراسة (Loe et al., 2007) التي اعتمدت على تحليل نتائج عدد من المقالات البحثية السابقة، وجود علاقة واضحة بين فرط الحركة والعديد من المشاكل التي...

هذا المقال يتضمن معلومات علمية مُدققة، ومحتوى حصري لمدونة لبيه

للحصول على مزيد من المقالات ، واكمال قراءة هذا المقال. اشترك في قائمتنا البريدية
524

احجز جلسة فورية

محتاج جلسة بأقرب وقت؟ احجزها خلال 5 دقائق

مختصين مقترحين لمساعدتك
شارك المقال
انطباعك عن محتوى المقال
مفيد جدا
2
مفيد
-
عادي
1
لم أستفد
1
ما أكثر المشاكل النفسية شيوعًا عند الأطفال والمراهقين؟
المقال التالي

ما أكثر المشاكل النفسية شيوعًا عند الأطفال والمراهقين؟

أسباب الكابوس.. متى يشكل الكابوس علامة أو تهديداً للصحة  النفسية؟
المقال السابق

أسباب الكابوس.. متى يشكل الكابوس علامة أو تهديداً للصحة  النفسية؟

كاتب المقال
فريق لبيه المقالات : 999
مقالات ذات صلة
تأثير السوشيال ميديا في حياتنا وآثارها على الفرد والمجتمع والشباب
تأثير السوشيال ميديا في حياتنا وآثارها على الفرد والمجتمع والشباب
علاج الخوف عند الاطفال ليتعلم الكبار طرق دعم الصغار واحتواء مشاعرهم
علاج الخوف عند الاطفال ليتعلم الكبار طرق دعم الصغار واحتواء مشاعرهم
كيف أتعامل مع الزوج النرجسي؟
كيف أتعامل مع الزوج النرجسي؟
كيف أتعافى من آثار الطفولة المؤلمة؟
كيف أتعافى من آثار الطفولة المؤلمة؟
5 طرق لتقوية ثقة طفلك بنفسه
5 طرق لتقوية ثقة طفلك بنفسه
اكتئاب الحمل في الشهور الاخيره وأهم الأعراض وتأثيرها على الجنين وطرق العلاج
اكتئاب الحمل في الشهور الاخيره وأهم الأعراض وتأثيرها على الجنين وطرق العلاج
كيف تؤثر الإعلانات في سلوكنا ونصائح لعلاج آثارها السلبية على الأطفال والمراهقين
كيف تؤثر الإعلانات في سلوكنا ونصائح لعلاج آثارها السلبية على الأطفال والمراهقين
6 خطوات لتجاوز ألم الانفصال
6 خطوات لتجاوز ألم الانفصال
كيف أتصرف عند تعرض طفلي للتحرش؟
كيف أتصرف عند تعرض طفلي للتحرش؟
الوسواس القهري عند الأطفال: العوامل المؤهبة وطرق التدبير
الوسواس القهري عند الأطفال: العوامل المؤهبة وطرق التدبير
علاج الأطفال بعد صدمة التحرش
علاج الأطفال بعد صدمة التحرش
تأثير الإهمال الوالدي في الطفولة على حياة الفرد
تأثير الإهمال الوالدي في الطفولة على حياة الفرد
اكتئاب الحمل
اكتئاب الحمل
كيف يمكنني علاج التأتأة أو التلعثم؟
كيف يمكنني علاج التأتأة أو التلعثم؟
كيف يمكن علاج القلق الاجتماعي عند المراهقين؟
كيف يمكن علاج القلق الاجتماعي عند المراهقين؟