في عيد الأم، ما هي أهمية الأمومة وما دور الأم في تعزيز الصحة النفسية للأسرة
أصبح الاحتفال بعيد الأم في 21 مارس من كل عام تقليدًا شائعًا في جميع أنحاء العالم، للتذكير بأهمية الأم ودورها سواء في الأسرة أو المجتمع بأكمله. ترتبط الأمومة بالحب والرعاية غير المشروطة، والتي هي حاجة أساسية لكل طفل.
كيف يمكن تعزيز الصحة النفسية للأم؟
توضح النقاط التالية أهمية الأم ودورها في تعزيز الصحة النفسية والعاطفية للأسرة:
حب الأم غير مشروط
إن الارتباط بين الأم والحب دائم وأبدي، ويبقى التعبير عن حب الأم بالكلمات صعبًا للغاية. ييبقى الابن بنظر الأم دائمًا طفلاً يحتاج للرعاية والحب حتى لو بلغ 60 عامًا أو أصبح رجل أعمال أو زعيمًا أو مفكرًا. تمتلك الأمهات هذه العاطفة القوية تجاه أطفالهن في أي مرحلة من مراحل الحياة وفي جميع المواقف. هذا الحب غير المشروط للأمهات هو ما يجعل الأمومة عاطفة فريدة ومميزة جدًا.
للأم دور أساسي في التعليم
تبدأ عملية تعليم الطفل مباشرة منذ الولادة، وتظهر الدراسات أن الطفل يطور اتصالًا بالعالم من خلال الأم. يتعرف الطفل في وقت لاحق على العالم، أولاً عن طريق أمهاتهم وبعد ذلك عن طريق الآخرين. يتعلم كل طفل الاتصال بوالدته أولاً مهما كانت اللغة أو العادات، وتعلم الأم طفلها كل شيء تقريبًا من الكلام والمشي إلى عيش حياة منتجة ومنظمة، وهي أيضًا من يؤدب ويوجه الطفل سعيًا منها لتأمين حياة أفضل له، كما تساعد الأم أيضًا بعملية التعلم خلال فترة الحضانة والمدرسة لمساعدة طفلها على اكتساب معرفة وتحصيل أكاديمي أفضل.
الأمهات مصدر الأمل والثقة
إن الحياة مليئة بتجارب متنوعة وبعضها يكون قاسيًا وصعبًا. يواجه الطفل هذه المواقف منذ بداية حياته، لكن دعم الأم وحبها ورعايتها تشكل أفضل معين له في مواجهة هذه المواقف. من خلال حنانها وثقتها، يستطيع الطفل دائمًا رؤية الضوء في الجانب الآخر من نفق التجارب المظلمة. يسعى الأطفال دائمًا للحصول على التوجيه والدعم من أمهاتهم أولاً، سواء كانوا يواجهون الامتحانات أو المسابقات أو مصاعب الحياة المختلفة.
لا أحد يعرف الأبناء مثل الأمهات
يعد الطفل بالنسبة للأم كتاب مفتوح، وتعرف طفلها أكثر من أي شخص آخر، أيا كان ما يشعر به الطفل، تعرفه الأم ولا يخفى عنها شيء. إنها أفضل شخص يمكنه التعامل مع شخصية طفلها، وتعمل على تربية الطفل وتأديبه بشكل أمثل وفقًا لذلك. نظرًا لمعرفتها باهتمامات واحتياجات طفلها، فإنها تتكيف مع التغييرات والمتطلبات الجديدة بشخصيته، من أجل تحسين طفلها وتنمية قدراته بشكل عام. على سبيل المثال قد تسجل الطفل في أنشطة مثل السباحة والرقص والرسم بما يلائم مهاراته أو تغير المدرسة من أجل تحقيق نمط التعلم الأمثل له.
الدعم التي تقدمه الأم ضروري وغير محدود
نحتاج جميعًا إلى شخص يمكننا الرجوع إليه في أوقات الأزمات، ولا يوجد أفضل من الأم، فعندها تتوقف كل المشاكل ونشعر بالأمان وتزول المشاعر السلبية. يحتاج الطفل دائمًا إلى دعم الأم، في أي مرحلة من مراحل الحياة، من الذهاب إلى المدرسة للزواج وإنجاب طفل. تتصرف الأم كالدعامة القوية، والتي يمكن أن يعتمد عليها الطفل دومًا.
ما دور الأم في تعزيز الصحة النفسية للأسرة؟
إن الصحة النفسية هي أحد الركائز الأساسية لتربية الطفل بشكل صحيح. تُعرّف منظمة الصحة العالمية الصحة النفسية بأنها “نوع من الصحة الجسدية والعقلية والاجتماعية المتكاملة”. هذا يعني أن الأم يجب أن تهتم بالحالة النفسية للطفل بقدر اهتمامها بالحالة الجسدية للطفل.
يشمل مفهوم الصحة النفسية الجيدة أكثر من مجرد غياب المرض النفسي، إذ تُعرّف منظمة الصحة العالمية (WHO) الصحة النفسية بأنها حالة تشمل:
- التعامل مع الضغوطات العادية
- العمل بإنتاجية
- المساهمة في المجتمع
قد يكون السلوك الطبيعي في مرحلة ما من مراحل النمو، دليل على وجود اضطراب نفسي في مرحلة أخرى. قد يظهر طفل بالغ من العمر ثلاث سنوات نوبة غضب عند حرمانه من شيء يريده، والذي يملك مهارات محدودة في التنظيم الذاتي والتأقلم، وهو ما يعتبر نموذجيًا لمرحلته العمرية. من ناحية أخرى عندما يظهر طفل بالغ من العمر ستة عشر عامًا نفس ردة الفعل، كما فعل طفل يبلغ من العمر ثلاث سنوات عندما يُحرم من شيء يريده، لا يعتبر طبيعيًا لمرحلته العمرية.
أخيرًا لا تتعلق الصحة النفسية للطفل بالتربية فقط، وإنما تتأثر الصحة النفسية أيضًا بالوراثة والبيئة الاجتماعية والبيئة المادية.
لماذا الصحة النفسية للأطفال مهمة؟
يبدأ الوعي الذاتي للطفل في سن مبكرة جدًا، ويحاول فهم جسده من خلال فحص كل جزء منه. لا يجب السماح بالمشاكل النفسية للأطفال بالتطور حتى لا تتفاقم. قدرت منظمة الصحة العالمية في عام 2000 أن هناك ما يصل إلى 15 مليون شاب يعانون من نوع من الاضطرابات النفسية، وهذا الرقم ينمو بمعدل ينذر بالخطر. وفقًا للمعهد الوطني للصحة النفسية يعد الانتحار حاليًا السبب الرئيسي لوفاة الأطفال والشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و 24 عامًا.
ما الذي يمكن للأم فعله لزيادة الوعي والمساعدة في منع مشاكل الصحة النفسية؟
يساعد توفير بيئة مليئة بالحب والتعاطف في المنزل منذ الولادة في بناء وتعزيز صورة ذاتية إيجابية، من شأنها أن تساعد في الابتعاد عن الانعطافات المحتملة التي تغري المراهقين لاتخاذ قرارات تعرض صحتهم النفسية للخطر. إن الحفاظ على أسلوب النقاش والحوار، وتعلم كيفية التحدث مع الأطفال بطريقة لا تتضمن السخرية أو الغضب أيضًا مهمة للغاية ويجب وضعها في الاعتبار.
يمكن للأم أن تكون دافع ومحفز للأطفال، من خلال مساعدتهم على اكتشاف الاهتمامات والمواهب، وتشجيعهم على تعزيزها من خلال تسجيلهم على سبيل المثال في دورات رياضة أو موسيقى.
توصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بعدم السماح للأطفال بقضاء ما يزيد عن ساعتين أمام شاشة التلفاز يوميًا. يجب على الأم وضع معايير وقيود على استخدام التلفاز والإنترنت. يمكن للأم تشجيع وتوفير الفرص للانخراط في أنشطة أخرى، مثل اللعب في الخارج وممارسة الهوايات وقراءة الكتب.
يحتاج الأطفال والمراهقون إلى التوجيه والإرشاد دومًا من قبل الأمهات للحفاظ وتعزيز صحتهم النفسية. تستطيع الأمهات التفاعل بطريقة لطيفة تجاه أطفالها والتواصل معهم بانتظام، ووضع حدود مناسبة وفرضها فيما يتعلق بالتلفاز وأجهزة الموبايل، والاهتمام بأنشطتهم وتشجيعهم على تعزيز قدراتهم ومواهبهم. عند الالتزام بهذه الإرشادات ستساهم الأم في تعزيز والحفاظ على صحة الأطفال النفسية بشكل كبير.