كيف أدعم زوجي الذي يعاني من اكتئاب؟
يمكن أن تتأثر حياتك الزوجية بشكل كبير عندما يعاني الشريك من الاكتئاب، كما قد ينعكس ذلك سلبًا على العمل والعلاقات الاجتماعية مع الأصدقاء والعائلة، خاصة إذا لم يحصل زوجك على الدعم المناسب. تقدم لكم لبيه أهم الطرق التي يمكنكم من خلالها المساعدة والسعي نحو حياة أفضل.
كيف يؤثر الاكتئاب على حياتك؟
يعتبر الاكتئاب أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعًا، فهو يؤثر على ملايين الأشخاص في جميع أنحاء العالم، ويمكن أن يؤدي إلى الكثير من الآثار السلبية إذا تُرك دون علاج، حيث تصبح التجربة مشتركة عندما يعاني أحد الزوجين من أعراض الاكتئاب، وتمتد الآثار السلبية لتشمل جميع أفراد العائلة.
غالبًا ما تؤثر الأعراض والمشاعر السلبية على كل جوانب الحياة، وذلك يجعل الأمر أكثر إحباطًا عندما يرفض الزوج قبول المساعدة والحصول على الدعم اللازم.
يفاقم هذا الشعور بالعجز من مشاعر الارتباك واليأس والإرهاق، حيث تقابل كل محاولة تقوم بها لمساعدة الشريك بالرفض أو التجاهل، حتى تبدأ في الشعور بالمسؤولية عن اكتئاب الزوج والأعراض السيئة التي يعاني منها، وبالتالي يمكن أن يؤثر سلبًا على علاقاتك الاجتماعية ويترك باقي أفراد العائلة يشعرون بالعجز والخوف.
غالبًا ما يتصف مزاج الشخص الذي يعاني من الاكتئاب الشديد بالحزن وفقدان الرغبة والإحباط، ولكنه قد يشمل أيضًا الغضب الدائم، بالإضافة لحدوث نوبات غضب وإلقاء اللوم على الآخرين بشكل متكرر. قد يعاني الزوج أيضًا من العزلة وفقدان الاهتمام بممارسة النشاطات المفضلة، حيث يبدو بهذه الحالة غير مهتمًا بإيجاد السعادة بعد الآن.
تصعب كل هذه العوامل من معرفة كيفية دعم الزوج، لذلك من المهم جدًا تقديم الدعم اللازم على طول الطريق إلى التعافي، حتى عندما لا يمكنك علاج الحالة لوحدك، ونظرًا للطبيعة المعقدة للاكتئاب والطرق العديدة التي يؤثر بها على كلا الشريكين، يجب تفعيل دور مجموعات الدعم النفسي بالمجتمع، لمساعدة كلا الزوجين على العمل معًا لتجاوز هذه المرحلة الصعبة.
لماذا يرفض زوجي الحصول على المساعدة؟
يعتبر هذا السؤال أحد أكثر الأسئلة المحيّرة عند الذين تربطهم علاقة بشخص مصاب بالاكتئاب، لكن قد تختلف الإجابات بين كل حالة وأخرى، وعلى الرغم من عدم وجود سبب محدد، إلا أن هناك العديد من الأسباب التي تساهم مجتمعة أو بشكل منفصل برفض الزوج للمساعدة، ويمكن أن يشمل ذلك ما يلي:
- الإنكار: قد لا يدرك بعض الأشخاص أنهم مصابون بالاكتئاب أو بحاجة إلى المساعدة، لذا يعتقد الشريك أنه بخير، أو أن ما يعاني منه مؤقت.
- الاستهتار: يحاول البعض التسخيف مما يشعرون به، ويكون التبرير بأننا نتعرض جميعًا للتوتر ونضطر للتعامل معه.
- قلة النشاط: تتطلب محاولة التخلص من الاكتئاب الكثير من الجهد والوقت، وهو أمر يعاني منه الشخص المصاب بهذه الحالة.
- اليأس: يساهم الشعور بالعجز برفض الحصول على العلاج، حيث يشعر الشخص أن لا أحد يستطيع مساعدته أو فعل أي شيء آخر له.
- الإحراج: يعتبر الخجل والإحراج الذي يأتي مع الاعتراف بأنك بحاجة إلى الدعم، أحد أهم الأسباب الأكثر شيوعًا لرفض الدعم.
كيف يمكنك مساعدة زوجك الذي يعاني من الاكتئاب؟
إن أحد أهم الأمور التي يجب القيام بها عند مساعدة شريكك الذي يعاني من الاكتئاب، هو الاعتناء بنفسك؛ لأنك لن تكون بوضع يسمح لك بتقديم الدعم إذا أهملت رعاية ذاتك والحفاظ على صحتك. ولكن هناك طرق يمكنك من خلالها التأكد من شعورهم بالحب والدعم الكافي.
هناك العديد من الأساليب التي يمكنك من خلالها المساعدة والتأكد من شعورهم بالدعم والحب منها:
- حاول تثقيف نفسك حول هذه الحالة: يمكن أن يظهر الاكتئاب بشكل مختلف بين كل شخص وآخر، وبالتالي كلما زادت معرفتك بالأعراض المحتملة ومسار الاكتئاب، قد تكون أكثر قدرةً على توفير الدعم والحصول على مساعدة الأطباء المختصين عندما تكون مطلوبة. كما قد يفيد ذلك في التعرف على الوقت الذي تتحسن فيه الأمور أو تسوء تبعًا للأعراض.
- اسأل الشريك عما يحتاجه وكيف يمكنك مساعدته: لن تحصل غالبًا على إجابة واضحة لهذا السؤال، لكن من المحتمل وجود شيء يشعر فيه زوجك بالتحسن. يفيد إظهار الدعم والاهتمام، في تقوية العلاقة الزوجية، ومحاولة التفكير في التغيير والحلول، وهي عكس الطريقة التي قد يفكر بها الشخص المكتئب.
- عزّز فكرة أنكما فريق واحد: يمكن أن يزيد الاكتئاب من عزلة زوجك، لذلك غالبًا ما يكون الشريك الرومانسي هو خط الدعم الأول للشخص المصاب بالاكتئاب، وفقًا لدراسة ألمانية (Warth, 2020) أجريت على ما يقارب 185 زوج يعاني أحدهم من الاكتئاب، حيث أظهرت النتائج ارتباط نوعية الحياة الزوجية في تخفيف آثار الاكتئاب على العائلة، لذلك يمكن أن تكون طبيعة العلاقة حاسمة للتعافي.
- استشر طبيبًا أو معالجًا نفسيًا مختصًا: بالنسبة للعديد من الأشخاص المصابين بالاكتئاب، تكون الأعراض شديدة بما يكفي لإحداث مشاكل ملحوظة في النشاطات اليومية، مثل: العمل أو المدرسة أو العلاقات الاجتماعية، ومع ذلك قد لا يفهم الزوج سبب الأعراض، ويعتقد أن هذه المشاعر مجرد أمر عليهم تحمله.
إذا كان شريكك مترددًا في الحصول على المساعدة، يمكن أن يؤدي الضغط عليه إلى أن يضاعف من رفضه. ننصحك بدلاً من ذلك، بالتحدث معه بلطف عن الأعراض وإمكانية التخلص منها بالعلاج المناسب، من خلال حجز موعد استشارة طبية بالعيادة أو عبر الإنترنت. تساعد هذه الاستشارات عبر الإنترنت في كسر حاجز الخوف والخجل من الذهاب إلى عيادة الطبيب. - احصل على الدعم الكامل من العائلة والأصدقاء: يمكن أن يسهّل هذا الدعم من رحلة التعافي من الاكتئاب والحفاظ على تماسك العلاقة الزوجية.
- تحلّى بالصبر: يعتبر ذلك أحد أهم الأشياء التي يجب عليك القيام بها، حيث لا يختفي الاكتئاب بين ليلة وضحاها، ويمكن أن يستغرق العلاج وقتًا طويلًا للحصول على نتائج مرضية. صبرك هو تعبير عن حبك ودعمك الذي يحتاجه زوجك.
قد يكون التعامل مع زوجك الذي يعاني من الاكتئاب أمرًا صعبًا إذا كنت تواجه الأمر بمفردك، وقد يؤدي ذلك إلى الشعور بالإحباط والعجز، ولكن يمكنكم بدء رحلة التعافي والعودة إلى حياة أفضل، مع الدعم والعلاج المناسب الذي تحصل عليه عبر استشارة طبيب نفسي مختص.
سارع إلى تحميل تطبيق لبيه، وحجز موعد استشارة نفسية عبر الإنترنت مع نخبة من أفضل الاختصاصيين والمعالجين النفسيين في المملكة، أو الانضمام لمجموعات الدعم النفسي، والتخلص من آثار الاكتئاب، بأقل تكلفة وأفضل خدمة.
المراجع
1- How to Deal with a Depressed Partner Who Won’t Get Help, psychcentral.com, Retrieved on 20/7/2023.
2- 7 Ways to Help a Partner Deal With Depression, www.psycom.net, Retrieved on 20/7/2023.
3- How to Help a Depressed Spouse, www.webmd.com, Retrieved on 20/7/2023.
4- Warth M, Stoffel M, Winter F, Jarczok MN, Aguilar-Raab C, Ditzen B. “Instructed Partnership Appreciation in Depression: Effects on Mood, Momentary Relationship Satisfaction, and Psychobiological Arousal”. Front Psychiatry. 2020 Jul 30;11:701. doi: 10.3389/fpsyt.2020.00701. PMID: 32848903; PMCID: PMC7409945.