كيف أتجاوز الألم النفسي بعد الاجهاض؟
تلقي خبر الحمل يولد مشاعر السعادة والفرح لمعظم الأزواج، تبدأ الآمال والتطلعات لمستقبل الجنين بالظهور والنمو معه، لكن ومع هذه المشاعر الإيجابية يولد خبر الإجهاض مشاعر سلبية ونتائج ضارة على صحة الزوجين الجسدية والنفسية، حيث يواجه العديد من الأزواج تحديات صعبة ومشاعر سلبية عديدة عند تعرض الجنين للإجهاض.
ومع اختلاف أسباب الإجهاض تختلف استجابة الشخص العاطفية لهذا الأمر، يمكن أن تتراوح الاستجابة بين الهدوء وجمود المشاعر إلى الحزن والأسى والخسارة والندم.
الحزن هو استجابة طبيعية، فالإجهاض هو التعرض لخسارة كبيرة، وكل شخص يعبر عن حزنه بشكل مختلف باختلاف أسبابه, في هذا المقال نقدم لك كل المساعدة التي قد تساعدك في التغلب على الألم النفسي بعد الإجهاض.
ما هو الإجهاض؟
هو فقدان الحمل قبل نهاية الأسبوع الـ 20، معظم الحالات تحدث في الأسابيع الأولى من الحمل، يمكن للإجهاض أن يكون ذا تأثير نفسي مدمر، أو بمثابة مفاجأة غير سارة لعدم إدراك وجود الحمل بعد، في كلتا الحالتين يجب التذكير بأنه ليس خطأك فهو أمر طبيعي قابل للحدوث وفي المستقبل ستتمكنين من إنجاب طفل آخر، تشمل علامات الإجهاض ما يلي:
- نزيف من المهبل قد يكون غزيرًا.
- ألم في أسفل البطن يشبه تقلصات الدورة الشهرية السيئة.
- اختفاء علامات الحمل التي كانت موجودة كألم الثدي أو الغثيان.
قد تحدث هذه العلامات دون حدوث إجهاض لذلك من المهم التأكد عن طريق زيارة طبيب النساء.
ما هي أسباب حدوث الإجهاض؟
معظم الحالات تكون نتيجة أسباب خارجة عن إرادتك، تحدث أكثر من نصف حالات الإجهاض بسبب مشاكل في الكروموسومات التي تحمل الجينات التي تحدد لون شعر الطفل ولون عينيه وصحته وغيرها من الميزات. وجود عدد كبير جداً أو قليل جداً من الكروموسومات يمكن أن يمنع نمو الطفل بشكل طبيعي، غالبًا ما تحدث هذه المشاكل عن طريق الصدفة، فهي ليست ناجمة عن أي شيء قمتِ بفعله أنت أو شريكك.
ما هي الأعراض اللاحقة للإجهاض؟
الأعراض الجسدية تتراوح بين النزيف المهبلي والتقلصات البطنية إلى التغيرات الهرمونية والجسدية، ولكنها ليست بالأعراض الخطيرة ويمكن علاجها بسهولة.
الأعراض النفسية من أخطر الأعراض اللاحقة للإجهاض والتي قد تسبب مضاعفات عديدة تؤثر على الصحة العامة للمرأة بشكل خاص، وبحسب أحدث الإحصائيات:
- ما يقارب 20% من النساء اللاتي تعرضن للإجهاض، تظهر عليهن أعراض الاكتئاب والقلق، وغالبية المصابات تستمر الأعراض لديهن لمدة سنة إلى ثلاث سنوات، مما يؤثر على نوعية الحياة وحالات الحمل اللاحقة.
- النساء الأصغر سنًا أكثر عرضة لخطر الإصابة بالأمراض النفسية بعد الإجهاض من النساء اللواتي تجاوزن سن الثلاثين، بالإضافة للنساء ذوات الوضع الاجتماعي والاقتصادي الأدنى، واللواتي فقدن الحمل المخطط له، أو من يملكن تاريخ مع العقم أو حالات إجهاض سابقة.
- يجب على الأطباء فحص النساء بشكل متكرر بحثًا عن أعراض الاكتئاب بعد الأسبوع السادس من الإجهاض، والنساء اللواتي يعانين من أعراض سريرية مهمة بعد شهرين من الاجهاض يجب أن يخضعن لتقييم وعلاج رسمي للصحة العقلية.
- يزيد خطر الإصابة بالاكتئاب وبعض الأمراض النفسية عند حدوث الإجهاض، والذي قد يؤثر بدوره على الزوج بشكل أقل من الزوجة.
الاهتمام بالصحة النفسية بعد الاجهاض
إن التعافي من الإجهاض ليس أمرًا نتعامل معه جسديًا فقط، في الواقع العديد من النساء اللاتي عانين من فقدان الحمل تكون عملية التعافي النفسية لديهن أكثر صعوبة، فيما يلي بعض النصائح للعناية بصحتك النفسية وتجاوز الألم النفسي بعد الإجهاض:
امنحي نفسك الفرصة للشعور بالحزن
بغض النظر عما يقوله أي شخص، فالإجهاض هو خسارة حقيقية يمكن أن تكون مدمرة لبعض الناس ومؤلمة، امنحي نفسك الإذن بالحزن على حياة طفلك، من المهم أيضًا أن تمنحي نفسك القدر الكافي من الوقت للحزن على الخطط والآمال التي رسمتيها لطفلك وعائلتك، مشاعر الخسارة التي تعانين منها صحية وطبيعية والحزن جزء مهم من عملية التعافي.
تحدثي عن مشاعرك
عندما تصبحين مستعدة نفسياً عليكِ التواصل مع سيدات تعرضن لفقدان الحمل، فذلك يمكن أن يساعدك في عملية الشفاء، على الرغم من أن تجربة الإجهاض قد تشعرك بالوحدة، إلا أنك لست وحدك، كل ما تشعرين به شعر به غيرك، وأي شخص عانى من ألم مماثل سوف يفهم بالضبط ما تمرين به.
عند تحدثك عن مشاعرك والألم الذي تشعرين به سيبدو وكأن أحد الأعباء قد تم رفعه عن كاهلك، وقد تشعرين بالارتياح عند سماع قصص الآخرين، إذا لم تكوني قادرة على الشعور بالارتياح عند التحدث لأحد الأصدقاء أو أفراد العائلة بشأن مشاعرك، فالتحدث مع معالج أو طبيب نفسي يمكن أن يكون مفيداً بشكل كبير أثناء مواجهة ألمك.
شاركي أفكارك مع شريكك
على الرغم من كونك الشخص الذي تعرض لأكبر قدر من الخسارة، إلا أنك وشريكك قد تعرضتما للخسارة معًا، بالتأكيد لن يكون لديكما تجربة متطابقة في الألم والخسارة وسيكون لدى كل منكما مشاعر مختلفة وطرق مختلفة للتعامل مع الإجهاض، وهذا الأمر طبيعي جدًا. من المهم أن تخصصي وقتًا للتعبير عن مشاعرك، وأن تجعلي شريكك يقوم بالأمر ذاته؛ حتى تكونا على وفاق ودراية بما تشعران به وكيف تستطيعان دعم بعضكما بشكل أفضل، وما الذي تحتاجانه لتجاوز هذه المشاعر السلبية.
عدم إلقاء اللوم على نفسك
بالنسبة للبعض يمكن أن يسبب الإجهاض شعورًا شديدًا بالذنب، أو قد يكون نتيجة لأمر خاطئ ارتكبتوه، يجب عليكِ تذكير نفسك أنه وعلى الأرجح لم يكن هناك ما يمكنك فعله لمنع خسارتك ولم يكن الخطأ خطأك.
يعد فقدان الحمل أمرًا مؤلمًا وحزينًا ولكن هذا لا يعني أنك كنتِ تملكين القدرة للسيطرة عليه أو منعه من الحدوث، التفكير في الأشياء التي كان بإمكانك القيام بها بشكل مختلف لا يستحق الوقت والطاقة، عوضاً عن هذا قومي بقضاء بعض الوقت مع نفسك مع التذكير بعدم فوات الأوان وأنك مازلت قادرة على الحمل من جديد. حملي تطبيق لبيه، واحصلي على استشارة من خبير.
المراجع
1- Johnna Nynas et al. “Depression and Anxiety Following Early Pregnancy Loss: Recommendations for Primary Care Providers”. The Primary Care Companion for CNS Disorders (PCC), 2015; 17(1): 10.4088/PCC.14r01721.
2- Emotional Healing After a Miscarriage: A Guide for Women, Partners, Family, and Friends, online.nursing.georgetown.edu, retrieved on 1/10/2023.
3- Taking Care of Your Mental Health After Miscarriage, www.lancastergeneralhealth.org, retrieved on 1/10/2023.4- What Is a Miscarriage?, www.webmd.com, retrieved on 1/10/2023.