كيف أتعافى من المرض النفسي وأستعد للعام الجديد بتفاؤل؟
يرى الكثير منا أن قرارات العام الجديد هي فرصتهم الوحيدة لوضع الخطط وتحديد الأهداف للعام المقبل والتعافي من الأمراض سواء كانت نفسية أو جسدية، ولكن أي وقت من العام هو الوقت المناسب لإجراء تغييرات إيجابية، لذلك فكر في الأمر على أنه «إعادة ضبط» لصحتك النفسية والتعافي من المرض النفسي وحدد التغييرات الإيجابية التي تسعى إليها وضع خطة لمتابعتها.
يمكن أن تساعدك الاقتراحات التالية على الاستعداد للعام الجديد بتفاؤل والتعافي من المرض النفسي وإعادة ضبط حياتك لتعيش عام أكثر سعادة وصحة وإنتاجية.
خطوات للتخلص والتعافي من المرض النفسي
المرض النفسي يؤثر على حياة المريض بشكل عام، لذلك يجب عدم إهمال أي أعراض تدل قد تشعر بها، ومن الخطوات التي يمكنك اتباعها لعلاج المرض النفسي ما يلي:
1- تقبل المرض النفسي واعترف به وتعلم مهارات التأقلم
يمكن أن يقطع تعلم مهارات التأقلم الصحية للتحكم بالتوتر شوطًا طويلاً في تحسين الصحة النفسية والتعافي من المرض النفسي، وتتضمن بعض آليات التأقلم المثمرة الحصول على الدعم العاطفي من أحبائك والبحث عن الفكاهة في حياتك اليومية واتخاذ إجراءات لتحسين وضعك، فالأمر كله يتعلق بإيجاد ما هو مناسب لك أنت بالتحديد.
2- اتبع روتين يومي يناسب قدراتك واحتياجاتك
يمكن أن تسهل إعادة التوازن أو الحفاظ عليه في الجوانب المختلفة من حياتك على التعافي من المرض النفسي، مثل: ممارسة الرياضة بانتظام واعتدال يوميًا، وتناول الطعام الصحي، والتحدث إلى عائلتك وأصدقائك، والحصول على قسط كاف من النوم، كل هذه الأمثلة هي حجر الأساس الذي يمكن بناء التعافي عليه، ونركز على أهمية النوم لأن عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم يمكن أن يؤدي إلى تدهور الصحة النفسية ويسبب لك ضائقة نفسية، خاصة لدى الأشخاص المصابين بمرض نفسي، وتوصي الأكاديمية الأمريكية لطب النوم بالحصول على سبع ساعات نوم على الأقل في الليلة الواحدة،
ولا تنسَ أنه يمكن للمرض النفسي أن يجعل تلبية متطلبات نومك أمرًا صعبًا للغاية، ولكن هناك طرقًا تساعدك على تحسين عادات نومك، كأن تحاول الالتزام بجدول نوم منتظم (الذهاب إلى الفراش والاستيقاظ في نفس الأوقات كل ليلة)، والحد من عوامل التشتت مثل استخدام هاتفك قبل النوم، أيضًا تأكد من ممارسة بعض التمارين أثناء النهار، وتأكد من استشارة مقدم الرعاية الصحية إذا كان قلة نومك تمنعك من التعافي من المرض النفسي.
3- حدد أحلامك وخطط حياتك والتزم بتحقيقها
التعافي من المرض النفسي هو عملية تتضمن اتخاذ خطوات للأمام والتراجع عن بعض الخطوات، لأنه من الصعب أحيانًا أن تحافظ على أملك مستمراً، لكن العيش مع مرض نفسي لا يعني التخلي عن خططك، بل على العكس، لذلك لا تغفل عن أحلامك، وحدد خططك واتخذ الخطوات الأولى نحو تحقيقها، وتذكر نجاحاتك الماضية والموارد التي استخدمتها، وتصور نفسك تنجح مرة أخرى، وجرب أن تتحدث عن هذه الخطط مع أحبائك، واطلب مساعدة متخصصة إذا لزم الأمر.
4- احصل على معلومات فيما يتعلق بالتدخلات العلاجية
يجب على المتخصصين في الخدمات الصحية والاجتماعية تزويدك بجميع المعلومات التي تحتاجها لاتخاذ قرارات حرة وواضحة في اختيار النوع المناسب من الأساليب والخيارات العلاجية لك، وأيضًا تزويدك بالمعلومات الكاملة باللغة التي تفهمها.
إذا كنت بحاجة إلى مساعدة أو دعم لفهم حقوقك أو للتأكد من احترامها، فيمكنك الحصول على أفضل الخدمات عن طريق تحميل تطبيق لبيه للاطلاع على ما يمكن أن يقدمه لك والتواصل مع المختصين لمعرفة المزيد عن أي مرض نفسي.
5- تحدث إلى الأشخاص الذين يعيشون حالة مشابهة لك
انضم إلى الأشخاص الذين كانوا في نفس المواقف مثلك وتعافوا من المرض النفسي أو أنهم ما زالوا على طريق التعافي، يمكن أن يساعدك لقاء هؤلاء الأشخاص والتحدث معهم بطرق مختلفة على إيجاد الحلول وتعزيز الأمل فيك وتحسين نوعية حياتك، بالإضافة إلى محاربة وصمة العار المتعلقة بالأمراض النفسية.
وجدت إحدى الدراسات (Martino et al. 2015) أن التواصل مع الآخرين يحسن الأمراض الجسدية (مثل السرطان وأمراض القلب وغيرها) ويقلل أعراض الاكتئاب واضطراب ما بعد الصدمة ويحسن الصحة النفسية بشكل عام.
وتستطيع سؤال معالجك عن هذه المجموعات في منطقتك أو إيجاد هذه المجموعات أونلاين.
6- كن مستعدًا جيدًا للمواعيد مع اختصاصي الصحة النفسية الخاص بك
إن الاستعداد الجيد لمواعيدك مع اختصاصي الصحة النفسية الخاص بك يسمح لك بالحصول على أقصى استفادة من هذه الاجتماعات، على سبيل المثال: اكتب أي أسئلة ترغب في طرحها بالإضافة إلى الأعراض التي ترغب في مناقشتها معه للتأكد من أنك لن تنسى أي شيء، وقد يكون من المفيد أن تذهب إلى مواعيدك مع شخص تثق به، خاصة في بداية تعافيك، إذ يستطيع هذا الشخص مساعدتك في وصف حالتك ومشاعرك بشكل أفضل خلال الجلسة مع المختص، أما بعد الموعد فيمكنهم مساعدتك على تذكر المعلومات التي أعطيت لك والتحدث معك عما قاله لك المختص، ويمكنهم أيضًا أن يقدموا لك دعمهم إذا كنت بحاجة إليه.
7- تعرف على حالتك والأساليب والموارد العلاجية المناسبة لك
لأن معرفة حالتك وفهمها والاطلاع على العلاجات المختلفة المتاحة لدعم تعافيك يمكن أن يساعدك بعدة طرق؛ إذ يمكن أن يساعدك على التعرف على أعراض المرض النفسي الخاصة بك بسهولة أكبر واتخاذ قرارات أفضل تناسب حياتك اليومية وتحديد الأدوية أو الطرق العلاجية الأكثر ملاءمة لك.
استكشف موارد المجتمع التي يمكن أن تدعمك في عملية تعافيك، وحدد أي منهم يقدم الخدمات في حالات الأزمات.
إذا كنت مطلعًا جيدًا، ستتمكن من التصرف بسرعة أكبر واستخدام الموارد المناسبة عندما تحتاج إليها، وتستطيع تحميل تطبيق لبيه للتواصل مع أفضل المختصين والحصول على المساعدة.
8- شجع أحبائك على طلب المساعدة إذا لزم الأمر
قد يحتاج الأشخاص المقربون من شخص مصاب بمرض نفسي إلى معلومات أو دعم للتعامل مع الموقف، وأحيانًا تكون عملية التعافي أفضل عندما تتلقى أنت وأحبائك المساعدة. هناك العديد من الموارد المتاحة لأحباء الأشخاص المصابين بالأمراض النفسية، لذلك شجع عائلتك وأصدقائك على استخدام هذه الموارد عن طريق التواصل مع معالجك أو تحميل تطبيق لبيه والتواصل مع المختص ليتمكنوا من الحصول على الأدوات اللازمة للبقاء منخرطين معك بشكل كامل.
9- حافظ على نظرة إيجابية
هناك العديد من الفوائد الصحية لاستخدام التفاؤل والتفكير الإيجابي في حياتك اليومية، وقد وجدت إحدى الدراسات (2016 .Eagleson et al) أن المشاركين الذين يعانون من اضطراب القلق المعمم (GAD) الذين مارسوا استبدال الأفكار السلبية بالأفكار الإيجابية يعانون من قلق أقل بمرور الوقت من المشاركين الذين لم يتخيلوا النتائج الإيجابية.
تقدم بداية العام فرصة جديدة لإعادة تنظيم أهدافك وتطلعاتك والمضي في رحلة التعافي من المرض النفسي واستقبال العام الجديد بتفاؤل، ويتضمن التحضير للعام الجديد التفكير والتخطيط وتحديد النوايا والأهداف، لذلك نتمنى لك من لبيه سنة سعيدة تغتنم فيها الفرصة لوضع بعض الأهداف للعام الجديد بالإضافة إلى الاستفادة من الخدمات والعروض المقدمة لدينا.