سجل في تطبيق لـبـيـــه

واحصل على جلستك الأولى بخصم 25%

ما هو اضطراب الشخصية الهستيرية؟

الشخصية هي مجموعة من أنماط السلوك الراسخة في عقل الإنسان والتي يرتبط الفرد من خلالها بالعالم من حوله، واضطرابات الشخصية السلوكية تنشأ من تطور نمط غير مرن ومتشدد من التفكير والسلوك غير المتكيف، مما يضعف بشكل كبير الأداء الاجتماعي أو المهني والذي يسبب بدوره عدم الراحة في التعامل مع الشخص المضطرب.

اضطراب الشخصية الهستيرية هو اضطراب من مجموعة من الحالات تسمى “المجموعة ب” أو مجموعة الاضطرابات الدراماتيكية، يعاني الأشخاص المصابون من مشاعر حساسة شديدة وغير مستقرة وصور ذاتية مشوهة عن أنفسهم ومن حولهم، يسبب اضطراب الشخصية الهستيرية العديد من المشاكل بين الشخص المصاب ومحيطه، مما يخلق علاقة غير صحية ومزعجة للطرفين غالبًا. هذا المقال يقدم لك كل المعلومات حول اضطراب الشخصية الهستيرية، أسبابه وأعراضه وكيفية علاجه.

ما هو اضطراب الشخصية الهستيرية؟

اضطراب الشخصية الهستيرية (Histrionic personality disorder – HPD)، هو حالة صحية عقلية تتميز بمشاعر شديدة وغير مستقرة وصورة ذاتية مشوهة -كلمة هستيرية تعني درامية أو مسرحية- بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من اضطراب الشخصية الهستيرية يعتمد تقديرهم لذاتهم على موافقة الآخرين ولا يأتي من شعور حقيقي بقيمة ذواتهم، لديهم رغبة عارمة في أن يتم ملاحظتهم وغالباً ما يتصرفون بشكل دراماتيكي أو غير مناسب بهدف جذب الانتباه.

هذا الاضطراب أكثر شيوعًا عند النساء منه عند الرجال، وعادةً ما يظهر في مرحلة المراهقة أو مرحلة البلوغ المبكر، ولا يدرك الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الشخصية الهستيرية أن سلوكهم وطريقة تفكيرهم قد تكون مشكلة.

ما هي أعراض اضطراب الشخصية الهستيرية؟

في معظم الأوقات لا يتمتع الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الشخصية الهستيرية بمهارات تواصل اجتماعي جيدة، ومع ذلك فإنهم يميلون لاستخدام هذه المهارات للتلاعب بالآخرين حتى يكونوا مركز الاهتمام، قد يملك الشخص المصاب بهذا الاضطراب مجموعة من الأعراض مثل:

  • لا يشعرون بالارتياح إذا لم يكونوا محور الحديث والاهتمام.
  • يميلون لارتداء ملابس مثيرة أو غريبة أو إظهار سلوك غير لائق لجذب الأضواء.
  • تحويل مشاعر المجموعة نحوهم بشكل مقصود.
  • التصرف بشكل درامي للغاية، كما لو كانوا يؤدون أمام الجمهور، بمشاعر وتعبيرات مبالغ فيها مع عيوب واضحة لأدائهم لعدم وجود أية مصداقية فيه.
  • الاهتمام المفرط بالمظهر الجسدي
  • البحث باستمرار عن الطمأنينة أو الموافقة من قبل الآخرين.
  • يميلون لكونهم ساذجين ويتأثرون بسهولة.
  • حساسون بشدة تجاه النقد أو الرفض.
  • لا يتسامحون مع الإحباط ويشعرون بالملل بسهولة، وغالباً ما يبدأون أي مشروع دون الانتهاء منه أو ينتقلون من حدث إلى آخر.
  • لا يقومون بالتفكير قبل أن يتصرفوا أو يتحدثوا.
  • يتميزون باتخاذ القرارات المتهورة.
  • كمية كبيرة من الأنانية ونادراً ما يظهرون اهتمام حقيقي بالآخرين.
  • يجدون صعوبة في الحفاظ على علاقاتهم الاجتماعية، وغالباً ما يبدو تعاملهم مع الآخرين مزيفًا وسطحيًا.
  • التهديد أو محاولة الانتحار لجذب الانتباه.

هل اضطراب الشخصية الهستيرية يصيب نوع محدد من الناس؟

يمكن أن يصيب اضطراب الشخصية الهستيرية أي شخص في العالم، يبدأ في الظهور عادةً في أواخر سن المراهقة أو أوائل العشرينيات من العمر، يتم تشخيص النساء والأشخاص الذين تم تحديدهم على أنهم أنثى عند الولادة باضطراب الشخصية الهستيرية بشكل أكبر من الرجال والأشخاص الذين تم تحديدهم على أنهم ذكور عند الولادة.

لكن الباحثين يعتقدون أن الرجال والأشخاص الذين يعانون من اضطراب الشخصية الهستيرية قد لا يتم تشخيصهم بشكل كاف؛ بسبب وصمة العار التي تلحق الرجال الذين يبدون أعراض اضطراب الشخصية الهستيرية. هذا الاضطراب نادر نسبيًا، يقدر الباحثون أن ما يقارب 1% من الأشخاص يعانون من هذه الحالة حول العالم.

ما الذي يسبب اضطراب الشخصية الهستيرية؟

السبب الأساسي لاضطراب الشخصية الهستيرية غير معروف حتى الآن، لكن العديد من المتخصصين في الصحة النفسية يعتقدون أن العوامل الوراثية والمكتسبة تلعب دورًا في تطوره، على سبيل المثال: تشير بعض الأبحاث أن اضطراب الشخصية الهستيري يميل للانتشار في العائلات التي تملك تاريخًا مع هذا الاضطراب، لكن هذا الأمر ليس صحيحًا بالكامل؛ فالطفل الذي يملك أب أو أم مصابة بالاضطراب قد يقوم ببساطة بتكرار سلوكه مما يعني أن الاضطراب الذي يعاني منه الطفل مكتسب.

تشمل العوامل البيئية الأخرى عدم وجود انتقاد أو عقاب في مرحلة الطفولة، والتعزيز الإيجابي الذي يتم تقديمه فقط عندما يكمل الطفل بعض السلوكيات التي يراها الأهل مناسبة، والاهتمام غير المشروط الممنوح للطفل من قبل الوالدين، كل هذه الأمور قد تؤدي لعدم تمييز أنواع السلوك الجيدة من السيئة.

كيف يتم تشخيص اضطراب الشخصية الهستيرية؟

في حالة وجود علامات دالة على الإصابة باضطراب الشخصية الهستيرية، سيبدأ الطبيب في التقييم عن طريق طلب التاريخ الطبي الجسدي والنفسي والعائلي بشكل كامل، وفي حال وجود أعراض جسدية، قد يوصي الطبيب بإجراء فحص جسدي وبعض الفحوص المخبرية مثل: التصوير العصبي أو فحوصات الدم؛ للتأكد من أن المرض الجسدي ليس له علاقة بالاضطراب. إذا لم يجد الطبيب أي سبب جسدي للأعراض، فقد يحيل المريض لطبيب أو معالج نفسي.

كيف يتم علاج اضطراب الشخصية الهستيرية؟

العلاج المفضل لاضطراب الشخصية الهستيرية، هو العلاج النفسي الداعم، وهو طريقة علاج موصى بها للمرضى الذين يعانون من اضطراب الشخصية الهستيرية بشكل خاص، بعد العديد من التجارب تم التأكد من أن هذا النهج مشجع ومطمئن ولا يهدد الصحة النفسية للمريض، يهدف العلاج النفسي الداعم لتقليل الاضطراب العاطفي وتحسين احترام الذات وتعزيز مهارات التأقلم لدى المريض من خلال الاستماع اليقظ والمتعاطف.

إحدى الطرق الأخرى للعلاج هي العلاج الجماعي، لا ينصح بهذه الطريقة عادةً كخيار رئيسي في العلاج، إذ يميل الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الشخصية الهستيرية إلى الرغبة في أن يكونوا مركز الاهتمام، الأمر الذي قد يصرف الانتباه عن الأهداف المطلوبة لمحاولتهم جذب الاهتمام، وقد يُظهِر الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب مشاعر سطحية تبدو غير صادقة للمجموعة أو أفراد الأسرة المشاركين في العلاج لدعم أحبائهم. 

في حين أن الحل الأول والأساسي لعلاج اضطراب الشخصية الهستيرية هو العلاج النفسي؛ فالمرضى الذين يعانون من اضطراب الشخصية الهستيرية قد تكون لديهم أعراض نفسية شديدة، وقد يعاني المرضى من خلل في التنظيم العاطفي مما يسبب تقلبات المزاج والغضب والبكاء والقلق والاكتئاب.

على الرغم من عدم وجود أدوية معتمدة من إدارة الغذاء والدواء التابعة للصحة العالمية لعلاج اضطراب الشخصية الهستيرية، إلا أنه يمكن علاج خلل التنظيم العاطفي بمضادات الاكتئاب ومثبتات المزاج ومضادات الذهان.

 أثبتت هذه الأدوية فعاليتها في علاج خلل التنظيم العاطفي الذي قد يواجهه مرضى اضطراب الشخصية الهستيرية، وقد يواجه المرضى صعوبة في التحكم في الانفعالات وتنظيم سلوكياتهم لكن أثبتت التجارب السريرية أن مثبتات المزاج على وجه التحديد يمكن أن تستهدف وتساعد في تخفيف هذه الأعراض.

على الرغم من عدم وجود علاج واضح وثابت لاضطراب الشخصية الهستيرية، فالعديد من الأشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب يعيشون حياة جيدة ومنتجة، ومع ذلك قد يواجه الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الشخصية الهستيرية الشديدة مشاكل متكررة في العمل وفي العلاقات الاجتماعية أو الرومانسية، لذلك ينصح دومًا بالذهاب للطبيب النفسي والتحدث عن المشاكل التي تواجهك في حال تكرارها. حمل تطبيق لبيه، واحصل على استشارة من خبير. 

المراجع

1- Jennifer H. French et al. “Histrionic Personality Disorder”, published on September 26, 2022.

2- “Histrionic Personality Disorder”, www.webmd.com, retrivated on August 28, 2022. 

3- “Histrionic Personality Disorder”, my.clevelandclinic.org, retrieved on August 28, 2022.

الشخصية هي مجموعة من أنماط السلوك الراسخة في عقل الإنسان والتي يرتبط الفرد من خلالها بالعالم من حوله، واضطرابات الشخصية السلوكية تنشأ من تطور نمط غير مرن ومتشدد من التفكير والسلوك غير المتكيف، مما يضعف بشكل كبير الأداء الاجتماعي أو المهني والذي يسبب بدوره عدم الراحة في التعامل مع الشخص المضطرب. اضطراب الشخصية الهستيرية هو اضطراب من مجموعة من الحالات تسمى "المجموعة ب" أو مجموعة الاضطرابات الدراماتيكية، يعاني الأشخاص المصابون من مشاعر حساسة شديدة وغير مستقرة وصور ذاتية مشوهة عن أنفسهم ومن حولهم، يسبب اضطراب الشخصية الهستيرية العديد من المشاكل بين الشخص المصاب ومحيطه، مما يخلق علاقة غير صحية ومزعجة للطرفين غالبًا. هذا المقال يقدم لك كل المعلومات حول اضطراب الشخصية الهستيرية، أسبابه وأعراضه وكيفية علاجه. ما هو اضطراب الشخصية الهستيرية؟ اضطراب الشخصية الهستيرية (Histrionic personality disorder - HPD)، هو حالة صحية عقلية تتميز بمشاعر شديدة وغير مستقرة وصورة ذاتية مشوهة -كلمة هستيرية تعني درامية أو مسرحية- بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من اضطراب الشخصية الهستيرية يعتمد تقديرهم لذاتهم على موافقة...

هذا المقال يتضمن معلومات علمية مُدققة، ومحتوى حصري لمدونة لبيه

للحصول على مزيد من المقالات ، واكمال قراءة هذا المقال. اشترك في قائمتنا البريدية
243

احجز جلستك الآن

ابحث عن الطبيب المناسب لك أو اطلب مساعدة فريقنا لترشيح الطبيب المناسب لك.

هل تبحث عن استشارات نفسية مميزة؟

اختر من خلال لبيه من يناسبك من المختصين ذوي الخبرة الكبيرة

للشركات والأعمال نقدم لكم

برنامج الصحة و الرفاهية النفسية للموظفين

مختصين مقترحين لمساعدتك
شارك المقال
انطباعك عن محتوى المقال
مفيد جدا
-
مفيد
-
عادي
-
لم أستفد
-
كيف يتأثر طفلي بتوتري؟
المقال التالي

كيف يتأثر طفلي بتوتري؟

هل يؤثر الضغط على مرضى السكري؟
المقال السابق

هل يؤثر الضغط على مرضى السكري؟

مقالات ذات صلة
لماذا أشعر بالحزن بلا سبب ؟
لماذا أشعر بالحزن بلا سبب ؟
كيف تتخلص من إدمان العادة السرية؟
كيف تتخلص من إدمان العادة السرية؟
الشعور بالضيق والاكتئاب بدون سبب
الشعور بالضيق والاكتئاب بدون سبب
كيف أتخلص من التفكير الزائد والتشتت؟
كيف أتخلص من التفكير الزائد والتشتت؟
الوسواس القهري في الدين وأهم أسبابه وطرق علاجه
الوسواس القهري في الدين وأهم أسبابه وطرق علاجه
مشاهدة الأفلام الإباحية وأثرها على الصحة النفسية
مشاهدة الأفلام الإباحية وأثرها على الصحة النفسية
علاج الخوف عند الاطفال ليتعلم الكبار طرق دعم الصغار واحتواء مشاعرهم
علاج الخوف عند الاطفال ليتعلم الكبار طرق دعم الصغار واحتواء مشاعرهم
كيف يمكنك التعامل مع فقدان الشغف والاهتمام؟
كيف يمكنك التعامل مع فقدان الشغف والاهتمام؟
علاج المخاوف الوسواسية
علاج المخاوف الوسواسية
هل يمكن أن يحدث التوحد عند الكبار؟ وكيف يعالج؟
هل يمكن أن يحدث التوحد عند الكبار؟ وكيف يعالج؟
جنون العظمة : اضطراب الشخصية بجنون العظمة، الأعراض والأسباب
جنون العظمة : اضطراب الشخصية بجنون العظمة، الأعراض والأسباب
كيف تتخلص من جلد الذات؟ وكيف تتعامل معه بطريقة صحيحة؟
كيف تتخلص من جلد الذات؟ وكيف تتعامل معه بطريقة صحيحة؟
6 طرق للتعامل مع الشعور بالذنب وجلد الذات
6 طرق للتعامل مع الشعور بالذنب وجلد الذات
كيف أحب ذاتي؟
كيف أحب ذاتي؟
الشعور بالنقص
الشعور بالنقص