في حين أننا قادرين على أن نتفق على عدم وجود علاقة مثالية، وأن كل علاقة تأتي بمجموعة خاصة من التحديات الفريدة، لكن العلاقة الصحية هي العلاقة التي تجمع بين شخصين يتبادلان المحبة والاحترام ويقومان بدعم بعضهما.

ولكن كيف يمكنك معرفة ما إذا كان بإمكانك حقاً أن تثق بكلام الطرف الآخر، ومتى يمكنك أن تتخلى عن حذرك وتشعر بالاطمئنان أن علاقتك في الواقع صحية وتتجه نحو علاقة طويلة الأمد؟ قد تكون سيكولوجية الحب معقدة بعض الشيء، لكن ليس من الضروري أن تكون محيرة للعقل.

كل المعلومات الخاصة بالعلاقة الزوجية الصحية وكيفية الحصول عليها وعلاماتها تجدها في هذا المقال

ما هي العلاقة الزوجية الصحية؟

تتمحور العلاقة الصحية في جوهرها حول:

1- التعاطف واللطف.

2- الثقة والالتزام.

3- الاحترام المتبادل للحدود.

4- القدرة على العمل كفريق واحد.

5- قيم وأهداف متشابهة.

ربما يكون وجود قيم وأهداف متماثلة هو نقطة التحول لمعظم العلاقات، لأنها تغذي بشكل أساسي كل ما نفعله.

في الواقع إن مصطلح العلاقة الصحية يملك تعريفاً واسعاً، لأن ما يجعل العلاقة تزدهر وتأخذ شكلها الصحي يعتمد على احتياجات الأشخاص فيها، الشيء الوحيد الذي تشترك فيه العلاقات الزوجية الصحية إلى حد كبير هو القدرة على التكيف، فالأشخاص الذين يعيشون علاقة صحية يتكيفون مع الظروف ويعرفون حقيقة أنهم يتغيرون دائماً ويمرون بمراحل مختلفة في الحياة.

ما هي صفات العلاقة الزوجية الصحية؟

على الرغم من أن جميع العلاقات فريدة من نوعها، إلا أن هناك بعض الخصائص التي تميز العلاقة الصحية بين الأشخاص.

1- الثقة

الثقة هي عنصر أساسي في العلاقة الزوجية الصحية، تشير الأبحاث إلى أن قدرتك على الثقة بالآخرين تتأثر بتجاربك السابقة وأسلوب التعلق الخاص بك، حيث تساعد العلاقات التي خضتها في مرحلة سابقة من حياتك في تشكيل توقعاتك لعلاقتك المستقبلية.

إذا كانت علاقاتك السابقة آمنة ومستقرة وجديرة بالثقة، فمن المرجح أن تثق بالأشخاص في العلاقات المستقبلية، أما إذا كانت علاقاتك السابقة غير مستقرة ولا يمكن الاعتماد عليها، فقد تضطر للعمل على حل مشكلات الثقة في المستقبل.

2- الاحترام المتبادل

إن وضع حدود في العلاقة لا يعني أنك لا تكن الاحترام والثقة لشريكك، من الجيد وضع الحدود عندما نعلم أن عبورها من شأنه أن ينتهك صحتنا أو قيمنا العقلية والعاطفية والجسدية، لكنها مفيدة أيضاً لإنشاء مستوى من الاحترام لبعضكما البعض وفهم الأشياء التي يشعر كل منكما بأهميتها.

إذا لم يكن شريكك حريصاً على عدم تجاوز الحدود التي قمت بوضعها، فربما تكون في علاقة غير صحية، الحدود الصحية موجودة أيضاً في المساحة الحميمة أو الجنسية أيضاً، لا ينبغي لأحد أن يشعر بالضغط أو الخجل عند التفاعل مع بعضهم البعض.

3- الفضول

إحدى السمات الرئيسية لعلاقة زوجية صحية وطويلة الأمد هي الفضول، فالفضول يعني أنك مهتم بأفكار شريكك وأهدافه وحياته اليومية، وتريد مشاهدتهم وهم ينمون ليصبحوا أفضل مما هم عليه الآن.

يعني الفضول أيضاً أنك على استعداد لمحاولة التغيير من نفسك وتقبل حدوث بعض التغييرات التي تطرأ على بنية علاقتك أو التحدث عنها إذا أصبحت جوانب علاقتك الحالية غير مرضية، فأنت ترى شريكك على حقيقته وتهتم به لشخصه وليس بالنسخة المثالية منه.

4- الحب والمودة

تتميز العلاقات الصحية بالحب والمودة، غالباً ما تبدأ العلاقة بحب عاطفي أو شوق شديد ومشاعر قوية وحاجة إلى الحفاظ على التقارب الجسدي، والذي يتحول في النهاية إلى حب رحيم يتسم بمشاعر المودة والثقة والألفة والالتزام.

يميل الشغف الأولي الذي يمثل بداية علاقة جديدة إلى الانخفاض بمرور الوقت، على الرغم من أن المشاعر الشديدة تعود في نهاية المطاف إلى مستوياتها الطبيعية في وقت مبكر، إلا أن الأزواج الذين يعيشون في علاقات صحية قادرين على بناء علاقة حميمة أعمق مع تقدم العلاقة بشكل تدريجي.

5- الشعور بنفسك كشخص منفصل

وصف العلاقات الصحية بأنها مترابطة هو الطريقة الأفضل للتحدث عنها، فالاعتماد المتبادل يعني أنك أنت وشريكك تعتمدان على بعضكما البعض للحصول على الدعم المتبادل، ولكنك لا تزال تحافظ على هويتك كفرد.

 أن تكون علاقتك متوازنة، يعني أنك تحظى بموافقة شريكك وحبه لكن احترامك لذاتك لا يعتمد عليه، على الرغم من أنكما متواجدان من أجل بعضكما البعض إلا أنكما لا تعتمدان على بعضكما لتلبية جميع احتياجاتكم.

6- كلاكما ملتزم بالعلاقة

ربما تكون إحدى الشكاوى الأكثر شيوعاً في العلاقات هي أن أحد الأشخاص يبذل مجهوداً أكبر من الآخر، لا أحد يحب العلاقة الأحادية الجانب، ولكن كيف يمكنك العثور على طريقة لتحقيق التوازن؟ أو على الأقل الشعور بالارتياح تجاه ما يقدمه الجميع تجاه العلاقة؟

مهما كانت الإجابة التي تراودك فلا تقلق، من الطبيعي أن تتأرجح العلاقة الصحية بين المد والجزر، حيث يقوم أحد الشركاء بتعويض الركود عندما لا يستطيع الشخص الآخر القيام بذلك، المهم في هذا الأمر أنكما تريدان الحفاظ على العلاقة ولهذا يقوم أحدكما بالتحرك عندما يصبح الآخر ساكناً والعكس صحيح.

7- تستمتعان بصحبة بعضكما البعض

قد تقوم بممارسة ألعاب الفيديو مع شريكك أو مشاهدة برنامجكما المفضل، ومعظم الاهتمامات مشتركة بينكما، لكن عندما يخطط شريكك للقيام بأمر لا تحبه أو لا تريد الاشتراك به، فأنت لا تزال تدعم شريكك في أهدافه وتقوم بمساعدته إذا دعت الحاجة.

إن أهمية القيام بالأشياء معاً والسماح ودعم النمو الشخصي لبعضكما البعض في علاقة زوجية صحية؛ يسمح لكما بمشاركة الأشياء التي تحبانها مع بعضكما البعض، وتمنحكما المساحة لتكونا داعمين لبعضكما حتى عندما لا تتشابه اهتماماتكما الفردية.

8- إظهار الامتنان

غالباً ما يشعر الأزواج الذين يظهرون الامتنان لبعضهم البعض بقدر أكبر من التقارب والرفاهية الشخصية، ومن المهم أيضاً العثور على طرق للتعبير عن هذا الامتنان.

وجدت إحدى الدراسات أن إظهار الامتنان للشريك يمكن أن يحسن العلاقة، خاصة عندما يتم تقديم الامتنان بصدق، والشعور بالامتنان من الشريك يساعد في حماية العلاقة حتى في أوقات الصراع والضغوط المالية.

حتى لو كنت تظن أنك تملك علاقة زوجية صحية فمن المفيد في بعض الأحيان التراجع والبحث عن التحسينات التي يمكنكما إجراؤها معاً، دائماً قم بالاهتمام بصحتك النفسية في المقام الأول، وعندما تبدأ في الشعور بأنك في علاقة غير صحية يجب عليك التفكير بشكل جدي حول إنهاء العلاقة، فالعلاقة غير الصحية ستؤثر بشكل سلبي على صحتك النفسية والجسدية في نهاية المطاف.

وفي حال تعرضك لمشاكل في علاقتك الزوجية لا تتردد باستشارة مختص، يفهمك ويساعدك لإيجاد حلول تناسبك، وهذا ما يمكنك الحصول عليه من خلال تطبيق لبيه والذي يوفر لك قائمة من نخبة المختصين النفسيين والاجتماعيين.

المراجع:

1،2،3