الكثير مننا يغضب ويحزن ويكتئب ويجلس منفرداً وقد يثور وتصل معه حد العصبية لـ الضغط النفسي الشديد الذي قد يخرجه عن شعوره أحياناً، لكن ما لا نعلمه أننا نتلف أجهزة جسدنا المختلفة بهذا الفعل الذي يسبب العديد من الاضطرابات النفسية وذلك لأن الجسم الذي يتعرض للتوتر والضغط الشديد يؤثر ذلك عن طريق الهرمونات وحركة الجسم الغير متزنة إلى تقلصات وأمراض وعلى المدى البعيد يمكن أن يصيب الفرد بالسرطان أوالسكتات الدماغية أوالسكتة القلبية وغيرها من الأمراض الخطيرة .

ما هو الضغط النفسي

فعند ملاحظة شخص قد حدث له شئ سئ أو حتى قد خسر فريق الكره الذي يشجعه. تجد ان الحالة العامة للشخص تغيرت والمزاج الشخصي له قد تحول وتبدل تجد ردود أفعاله مختلفة عن ما كان عليه من قبل فتلك التغيرات الكثيرة والمتسارعة التي تظهر تكون عبارة عن نتاج تفاعلات كيميائية تحدث لدماغ الشخص وتظهر تلك الردود وهذا التغير نتيجة اختلال وعدم اتزان في تلك التفاعلات الكيميائية هذا الاختلال قد يكون ناتج عن أدوية وبعد التغييرات في المخ أوحتى النظام الغذائي للشخص الذي يختار فيه أطعمته التي قد تكون هي المسببة لحالة الاكتئاب أو التغير المزاجي المفاجئ، والروتين اليومي لأعماله وساعات الفرد. فيمكن أن تؤثر تلك الأشياء على مزاجه الشخصي.

الفئات الأكثر عرضة للضغط النفسي

ولا تتعجب إذ تجد الشباب والمراهقين ومن يمرون بعمر المراهقة وصلوا لحالة كبيرة من الوحدة أو الاكتئاب الشديد أو حتى انفصام الشخصية أو تأثروا بأي مرض نفسي آخر وذلك لأن هناك الكثير من الضغوط التي يواجهونا بجانب التفكير الدائم في النجاح والتعليم والمستقبل الذي يريده كل فرد منهم فكثرة التفكير تدخل الشخص في حالة من الوحدة والانطواء وكذلك تغيير الروتين وعدم النوم وفقدان الثقة بالنفس كل ذلك يؤدي في النهاية إلى تأثر الجسم بشكل عام وعدم عمل الأجهزة الداخلية للجسم بشكل طبيعي نظراً لتأثر التغذية وفقدان العديد من العناصر الأساسية كالمعادن والبروتينات والفيتامينات. كما أن أكدت الدراسات أن النساء هن أكثر عرضه للضغط النفسي ايضاً بسبب ظروف عملها إلي جانب المهام المنزلية و تربية الأطفال.

كيف يؤثر الضغط النفسي على الجسم

وقال العديد من الأطباء والمختصين في مجال الطب النفسي والأمراض العصبية والنفسية. إن الشخص الذي يتعرض للضغوط العصبية تكون حالته في هذا الوقت أكثر غضباً وهو الذي يؤدي إلى كارثة كبيرة وهي تدمير صحة الإنسان وجعل الأمراض تبدأ في الظهور عليه وقال المختصين أن الحالة المزاجية والنفسية والرضا النفسي والسعي ووضع هدف جدي للشخص في حياته له أثر كبير في ابتعاد الأمراض عن جسم الإنسان فالمريض النفسي أو المصاب بالقلق والتوتر حتى وإن كان يتناول طعام صحي ويمارس الألعاب الرياضية ويجلس في بيئة صحية لكنه داخلياً قلق ومتوتر ويشعر بالاكتئاب أو بالضغط النفسي. يكون هو أقرب للأمراض من نظيره الذي يشعر بالسلام النفسي رغم عدم ممارسته لكل العادات السابقة.

رأي الاطباء في تأثير الضغط النفسي

1- قال الأطباء الذين قارنوا النتائج الخاصة بهم من خلال دراسة التاريخ المرضي لمصابي القلق والتوتر والضغوط النفسية أنهم قد أصيبوا بأمراض كثيرة بدأت بوجع شديد في الرقبة والظهر والعمود الفقري وكذلك الكتفين. بجانب التقلصات والشكوى من ألم المعدة والصداع النصفي في الرأس وكذلك ارتفاع ضغط الدم وظهور الوجه والجلد بلون شاحب كالأصفر.
2- كما وضح الأطباء أن القلب يتضرر بشكل كبير من الضغط النفسي. فأكثر من 70% من المرضى النفسيين والمصابين بالتوتر والقلق والاكتئاب بشكل خاص قد أصيبوا بضيق في الشرايين. وذلك بسبب مستوى هرمون الكورتيزول الذي ينتجه الجسم في حالة شعوره بالضغوط النفسية والذي يعمل على تضييق الشرايين. بجانب أن احتمالية الإصابة بالسرطان والأورام السرطانية تكون أكبر. حينما يصاب الفرد بالضغط النفسي والإجهاد. وذلك بسبب ضعف جهاز المناعة الذي يصبح خاملاً ويقوى على مهاجمة أي مرض في حالة الانفعال النفسي للفرد.
3- هناك بعض من المرضى قد أصيبوا بتساقط الشعر بشكل مستمر. وذلك نظراً لشعورهم بالضغط النفسي المستمر بجانب تغير لون الجلد واصفراره وشعور الجسم بحالة من الإجهاد كأنه منهك من العمل. بجانب ظهر عدم انتظام وانضباط لحركة العين فقد ظهر على المصابين بالتوحد والاكتئاب. وكذلك انفصام الشخصية سرعة القرنية أو بؤبؤ العين الخاص بهم أو بطئ حركته فهو يتأثر على المدى البعيد في حالة الضغط النفسي الشديد.
4- أكثر ما يتأثر ب الضغوط النفسية ويكون مرتبطاً بحالة الشخص العقلية هي العضلات التي تتسبب في حدوث آلام فيها فمنذ بداية الإجهاد تتوتر العضلات مرة واحدة كما ذكرنا أن هرمون التستوسيترون يكون مفرزاً بشكل كثيف وهو ما يجعل الجسم وعضلاته يتخذون وضعية القتال او الهروب أو الاستعداد لعمل أي رد فعل مفاجئ للجسم وذلك ما يجعله يتأثر على المدى البعيد من حالة الاستنفار المفاجئ وكذلك الاستعداد وهو ما يصيب الجسم وعضلاته بآلام غريبة ومفاجئة. بجانب أن الدماغ المصاب بالصداع يعتبر من أعراض الحالة النفسية السيئة للغاية بسبب عملية ارتفاع ضغط الدم بشكل حاد.

طرق التخلص من الضغط النفسي

ونصح الكثير من الأطباء والمختصون الأفراد الذين يعانون من تغير الحالة المزاجية بأن يتبعوا تلك التعليمات من أجل محاولة السيطرة على هذه التغيرات.

1- أسلوب حياة صحية

الالتزام بنظام غذائي صحي يجعل حالة الشخص المزاجية أفضل دائماً. وذلك لأن الطعام الصحي كالفواكه والخضروات والبروتين الطبيعي الذي يخلو من الدهون الضارة يجعل الجسد أفضل. وكذلك صحة الفرد قوية أكثر مع الشوكولاته الداكنة التي تحتوي على أكثر من 70% كاكاو م الشاي الأخضر والبعد لفترة عن السكريات والأطعمة المصنعة والوجبات الدسمة التي تؤثر على عمل الجهاز الهضمي وبالتالي يتأثر الجسم بها جميعاً.

2- المشي والتعرض للشمس

محاولة المشي لـ 10 دقائق أو أكثر يومياً والأفضل استهداف المساحات الفارغة والخضراء. وهي ما تحسن الحالة المزاجية عن طريق إفراز هرمون يسمى بالسعادة وهو ما يزيد تدفق الدم للمخ وينشط الدورة الدموية والحالة العامة للجسم بالإضافة إلى إزالة الشعور السلبي للشخص كذلك محاولة المشي في الشمس الخفيفة وليست الشديدة لعدم الإصابة بضربة الشمس. وذلك من أجل تحفيز إفراز هرمون السروتونين والإندروفين والمسؤلان عن تحسين الحالة العامة للشخص.

3- الضحك والابتسامة

قد تجد من تلك النصيحة شيئاً غير واقعي. لكن بالتفكير فيها جيداً تجد أن ملازمة أصدقاءك المتفائلون والبعد عن السلبيين يجعل مزاجك أفضل. جرب الخروج والالتقاء بأصدقائك وزملاءك وغير روتين يومك ستجد بسمتك وضحكتك تنشط أكثر عن التحدث مع المتفائلون. فالشخص يجد من الضحك والابتسامة الود واللين في المعاملة وتجعل الفرد متواصل جيد وسهل الطبع. بما يحسن مزاجه إن قام أحد باستقبال ابتسامته وضحكه بالابتسام أيضاً وهو ما يحسن مزاجك ويبعدك عن الضغط النفسي، أو حتى قم بمشاهدة المقاطع المضحكة على الإنترنت أو المسرحيات والأفلام الكوميدية التي تغير من المزاج الشخصي.

4- الشعور بالامتنان وحب النفس

يعتبران من أفضل وسائل التي تحسن وتقوي مزاج الشخص. وذلك ينصح بعض الأطباء النفسيين كل المرضى بكتابة المواقف الجيدة التي مر بها خلال يومه والنجاحات. وكذلك ما تشعر ناحيته بالامتنان وذلك في محاولة توجيه التركيز للأشياء الإيجابية والجيدة بدلاً من الأفكار السلبية. وكذلك أن يحب الشخص نفسه وذاته بشكل أفضل ومعاملة الفرد نفسه بالحسن والرفق كصديقه المفضل. وذلك بتجنب التقليل من الشأن والضغط واللوم الدائم على الفرد ومحاولة جلد الذات أثناء اليوم ويقوم المختصون بأن أفضل طريقة لعمل ذلك باختيار الكلمات الإيجابية عندما تتحدث مع نفسك وتحاول استرجاع ما حدث في يومك، ووضع أهداف صغيرة خلال اليوم بحيث تتمكن من تحقيقها.

فإذا كنت بحاجة إلى المزيد من التفاصيل حول تأثيرات الضغط النفسي على الجسم وكيفية مواجهة هذه الاضطرابات لحماية صحتك. استشر طبيبك النفسي الآن من خلال منصة لبيه وسوف تتلقى المساعدة مع مجموعة من أفضل الاستشاريين والمعالجين النفسيين.

المصادر: 1 2 3