علاج التوتر النفسي في بداية اليوم، نصائح لبداية يومك بشكل صحي

التوتر هو استجابة طبيعية للجسم والعقل لمواجهة التحديات والضغوط. ولكنه ينذر بالخطر عندما يصبح مزمنًا، فإنه يتحول إلى اضطراب شديد الْخَطَر يهدد صحتنا وسعادتنا. لذلك نكتشف كيف يمكن علاج التوتر وكيفية التعامل معه بطرق صحية وفعالة حتى نستطيع مواجهة التحديات الحياة اليومية والتغلب عليه في بداية اليوم لممارسة يوم طبيعي وهادئ وبشكل أفضل خالي من أي توتر أو قلق.

أسباب التوتر

التوتر هو رد فعل طبيعي للجسم والعقل تجاه التغيرات والمطالب التي تواجهها في الحياة اليومية، يمكن تشبيهه بـ”جرس الإنذار” الذي يرن داخلنا عندما نشعر بالتهديد أو الضغط، إن هذا التوتر قد يكون مفيدًا في بعض الأحيان، حيث يدفعنا لتحقيق أهدافنا والتعامل مع التحديات.

يمكن تقسيم أسباب التوتر إلى عدة فئات:

1. أسباب خارجية:

• ضغوط الحياة اليومية: العمل، الدراسة، العلاقات الاجتماعية، المسؤوليات المالية.
• التغيرات الكبيرة: الانتقال إلى مكان جديد، فقدان وظيفة، وفاة أحد الأحباء.
• الأحداث المؤلمة: الحوادث، الكوارث الطبيعية، الاعتداءات.
• المشاكل المادية: الديون، فقدان المال.
• البيئة المحيطة: الضوضاء، التلوث، الزحام.

2. أسباب داخلية:

• الأفكار السلبية: التشاؤم، القلق المفرط، الكماليات.
• التوقعات غير الواقعية: وضع توقعات عالية جدًا لنفسك أو للآخرين.
• صعوبة في إدارة الوقت: عدم القدرة على تنظيم الوقت والمهام.
• مشكلات صحية مزمنة: الأمراض المزمنة مثل السكري، ارتفاع ضغط الدَّم.

3. أسباب أخرى:

• العوامل الوراثية: قد يكون بعض الأشخاص أكثر عرضة للتوتر بسبب عوامل وراثية.
• نمط الحياة غير الصحي: قلة النوم، سوء التغذية، الإدمان على الكحول أو المخدرات.
• شخصية الفرد: الأشخاص الذين يتميزون بالكمالية أو القلق المفرط يكونون أكثر عرضة للتوتر.

كيف يؤثر التوتر على الصحة؟

هناك بعض الأعراض التي يسببها التوتر الدائم الذي تتمثل في عناصر مهمة، مثل : 

أعراض جسدية: الصداع، الأرق، آلام في العضلات، مشكلات في الجهاز الهضمي، زيادة ضربات القلب، التعرق الزائد.

نفسية: القلق، الاكتئاب، التهيج، صعوبة التركيز، نوبات الغضب.

أعراض سلوكية: العزلة الاجتماعية، إدمان الكحول أو المخدرات، تناول الطعام بكميات كبيرة أو قليلة، مشكلات في النوم.

-أيضًا التوتر يؤدي إلى عدة مشكلات صحية مثل ارتفاع ضغط الدَّم وأمراض القلب والسكتات الدماغية بالإضافة إلى السمنة والسكري.

هل يمثل التوتر اضطراب مرضي؟

بالتأكيد عدّ التفكير المستمر بشكل مبالغ فيه بسبب التوتر يؤدي إلى عدة أمراض يمكن أن يصاب بها الشخص مما تؤدي إلى العديد من المشكلات الصحية.

من هذه الأمراض:

• – أمراض القلب والنوبات القلبية.
• – ارتفاع ضغط الدَّم.
• – السكتة الدماغية.
• – زيادة الوزن.
• – عدم التركيز.
• – عدم النوم بشكل كافٍ مما يؤثر سلبًا على الحالة النفسية والجسدية.

كيف أبدأ يومي بشكل أفضل

تعدّ بداية يومك هي الأساس الذي يبني عليه باقي اليوم والكثير من الأشخاص قد يغفلون عن أهمية الاستيقاظ مبكرًا من أجل بداية اليوم بشكل أفضل.

هناك عدة طرق يمكن أن تبدأ بها يومك بشكل أفضل حتى تستطيع قضاء بقية يومك بشكل إيجابي بعيدًا عن القلق والتوتر.

• خذ قسطا كافيًا من النوم في نهاية يومك السابق حتى تستطيع الاستيقاظ مبكرًا بشكل صحي ونشاط.
• اضبط المنبه قبل موعد استيقاظك بـ 10 دقائق وعلى هذا تستطيع تهيئة جسمك وعقلك للاستعداد لبداية يوم جديد وتعزيز تدفق الدَّم في الجسم.
• مارس تمارين الإطالة ما بعد الاستيقاظ، وهي بسيطة جدًا ولكنها تساعد على تنشيط الدورة الدموية مثل فرك الساقين أو تدليك الجسم بالماء الفاتر أو باليدين بطريقة بسيطة مما يحفز الدورة الدموية والاستعداد للاستيقاظ.
• اقرأ اقتباسات إيجابية في الصباح، وهو إلى ذلك يمكنك تخصيص وقت للقراءة اليومية مدة لا تقل عن 20 دقيقة اختر الوقت الذي يناسبك ووفره كله للقراءة.
• تأمل النعم التي تحيط بك واشكر الله على تواجدها مما يعزز الشعور بالرضا والسعادة وعدم القلق أو الشعور بالتوتر حول أي شيء.

علاج التوتر النفسي في بداية اليوم …. نصائح لبداية يومك بشكل صحي

هناك بعض الأمور التي يمكنك فعلها لبداية يوم جيد خالي من التوتر لتمارس يومك بشكل طبيعي وصحي.

إليك بعض النصائح من أجل علاج التوتر:

1. ممارسة التمارين الرياضية: حيث تقوم التمارين الرياضية بتحفيز الإندورفينات في الجسم مما تجعلك تشعر بالسعادة والفرح، وهي إلى ذلك تعزز الإحساس بالراحة النفسية التي تساعد بشكل كبير في تحسين المزاج، يمكنك القيام ببعض التمارين البسيطة للشعور بعدم التوتر أو القلق لتبدأ يومك بشكل صحي ومفيد.
2. إتباع نظام غذائي سليم وصحي: اتباعك لنظام غذائي صحي ومتوازن يساعد على تخفيف التوتر حيث تشعر براحة في معدتك وجسدك بسبب الأكل الصحي، وبذلك ينعكس على تفكيرك بالإيجاب.
3. خذ قسط كافي من النوم: يؤثر النوم بقوة على الحالة النفسية، الذي يؤدي إلى عدم التركيز والشعور الدائم بالإرهاق والتعب مما يؤدي إلى شعورك بالتوتر.
4. التأمل وممارسة اليوغا: يستخدم الكثير تمارين اليوغا للتخلص من التوتر والقلق، حيث تجمع بين الأساليب البدنية والذهنية التي تساعد في راحة البال وتحسين وضعيات الجسم، وهي إلى ذلك تساعد على الاسترخاء وتخفيف التوتر.

نصائح للتغلب على التوتر وكيف تحوله إلى معنى إيجابي

التوتر جزء طبيعي من الحياة، لكن يمكن التحكم به وتحويله إلى قوة دافعة لتحقيق أهدافنا.

خطوات من أجل علاج التوتر:

 1. فهم التوتر : حاول التعرف على مصادر توترك لأن معرفة الأسباب قد تساعدك في التعامل معها بفعالية.

 2. التنفس العميق : مارس تقنيات التنفس العميق، استنشِق ببطء من الأنف، املأ رئتيك، ثم الزفير ببطء، هذه التقنية تساعد في تهدئة الأعصاب.

 3. ممارسة الرياضة: الرياضة تساعد في إفراز الهرمونات السعيدة مثل الإندورفين، مما يساعد في تقليل التوتر وتحسين المزاج.

 4. خصص وقت راحة: خصص وقتًا للراحة، التفكير الزائد لن يحل المشكلة بل قد يزيد الأمور تعقيدًا.

 5. توجيه الأفكار: بدلًا من التركيز على التوتر، حاول تحويل تركيزك إلى الأهداف التي ترغب في تحقيقها، يمكنك استخدام التوتر بصفة نقطة انطلاق للتحفيز.

 6. التواصل مع الآخرين: شارك مشاعرك مع الأصدقاء أو الأسرة، التحدث عمن يؤرقك يمكن أن يخفف من حدة التوتر.

 7. تحديد الأولويات: اكتب قائمة بمهامك وحدد أولوياتك، عدّ تقسيم المهام الكبيرة إلى خطوات صغيرة يمكن أن يجعلها أقل إحباطًا.

8. تحويل التوتر إلى دافع للإبداع: استخدم مشاعر التوتر بصفة دافع للإبداع، مثل الكتابة، الرسم، أو أي من أشكال التعبير الفني يمكن أن يكون مخرجًا فعالًا.

بتطبيق هذه النصائح، يمكنك تخفيف التوتر وتحويله إلى شيء إيجابي يساعدك على النمو وتطور حياتك. وانطلاقاً من فكرة العمل على تحديد الأهداف لمواجهة التوتر نرى ماذا تتناول المقولة الهولندية ( نيكسن ) في هذا الصدد.

المقولة الهولندية ( نيكسن )  “لا تفعل شيئا من دون غرض حتى فى حياتك” و علاج التوتر

المقولة الهولندية “نيكسن” تعني “عدم القيام بشيء دون هدف”، وهي تشير إلى فكرة أن الشخص يجب أن يجد وقتًا لعدم فعل أي شيء، والاستمتاع بالراحة أو التفكير بهدوء، قد تكون هذه الفكرة مرتبطة بالاسترخاء وإعطاء العقل فرصة للاستراحة بعيدًا عن ضغوط الحياة اليومية.

يمكن أن تستدرج هذه المقولة عدة أمور بجانب علاج التوتر :

1. يتعين على الأفراد أن يمتلكون نية واضحة في كل فعل يقومون به، وهذه النية تساعد على توجيه السلوك وتحديد الأولويات.

2. عندما نحدد الهدف، فإننا نكون أكثر إنتاجية، لآن الأفعال المدروسة تعزز من فاعليتنا في إنجاز المهام وتحقيق الأهداف.

3. وجود غرض يجعلنا أكثر تحفيزًا واهتمامًا بما نقوم به، حيث نكون أكثر التزامًا إذا كنا نرى الهدف في أعمالنا.

العِلاقة بين المقولة الهولندية وعلاج التوتر:

1.  عندما نعمل وفقًا لأغراض واضحة، فإن ذلك يمكن أن يقلل من التوتر الناتج عن عدم اليقين أو الافتقار إلى الاتجاه، الأهداف المحددة تساعد في تقليل الشعور بالفوضى.

2. وجود غرض يعطي شعورًا بالاستقرار والاتجاه، مما يعزز من الصحة النفسية ويقلل مستويات القلق والتوتر.

3.  يمكن أن يساعد تحديد الأهداف والخطوط العريضة للغرض في تحقيق توازن أفضل بين العمل والحياة الشخصية، مما يؤدي إلى تقليل الضغوط اليومية.

إن فكرة المقولة تدعو إلى التفكير العميق في الأغراض التي نبني حياتنا عليها، ستكون أعمالنا أكثر معنى، وسنتعامل مع التوتر بفعالية أكبر عندما نقوم بأفعالنا بوعي وتوجه نحو أهداف واضحة.

وختامًا، يمكننا أن نفهم أن علاج التوتر هو أمر بالغ الأهمية للحفاظ على صحة عقلية وجسدية متوازنة بواسطة تبني استراتيجيات متعددة مثل ممارسة الرياضة، والتأمل، والتحكم في التنفس، وتطوير مهارات إدارة الوقت، يمكننا تحسين قدرتنا على التعامل مع الضغوط اليومية، إضافةً إلى ذلك، فإن الدعم الاجتماعي والتواصل مع الأصدقاء والعائلة يلعبان دورًا محوريًا في تخفيف حدة التوتر، لذا يجب علينا الاستثمار في صحتنا النفسية واعتبارها أولوية، حيث إن التوتر إذا ما ترك دون معالجة قد يؤدي إلى مشكلات صحية جسيمة. ويمكن القول أنه بالاهتمام بهذه الجوانب وتعزيز الرَفَاهيَة النفسية، نستطيع أن نعيش حياة أكثر سعادة وتوازنًا. لذلك ابحث عن الطرق المختلفة للدعم النفسي الذي تساعدك على تجاوز التحديات اليومية والاضطرابات النمختلفة وذلك من خلال منصة لبيه.

المصادر: 1 2