بين الحُزن والغضب شعورٌ غريب يسيطر على الإنسان ولا يُمكن السيطرة عليه، فهل يجب إظهاره أم السكوت عنه؟ مشاعر مضطربة تُكبِّل صاحبها وتشعره بالعجز، وقد تؤدي به إلى مشاكل نفسية كبيرة. لذا يجب عليه فهم نفسه ومشاعره أهي الغيرة؟ أم أن لها مسمىً آخر؟ فيكون عليه حينها إجراء اختبار الغيرة حتى يتمكن من الوصول إلى حلٍ مناسب. 

كيف تعرف انك مصاب بالغيرة؟

الغيرة شعور طبيعي يظهر بين الحين والآخر نتيجة تصرفات معينة من الطرف الآخر. قد تكون الغيرة غير مرتبطة بالعلاقات والتي تكون نتيجة التنافس أو المرور بتجارب سيئة أو احتياجاتٍ لم تُلبى، وفي حالة كانت الغيرة مؤثرة سلبًا على الحياة فتكون حينها دليلًا على مُشكلة كبيرة.

لذا من المهم اختبار الغيرة ومستواها فهُناك العديد من الطُرق التي تكون دليلًا عليها، والتي تتمثل في:

أسئلة تدل على الغيرة

هناك بعض الأسئلة التي يُمكن من خِلال طرحها على النفس التأكد ما إذا كان ذلك الشعور غيره أم لا؟ وتقييم مداها، ومنها:

• هل الشعور بالغيرة يؤثر على علاقتك ؟
• هل إحاطة الشريك أو الطرف الآخر في العلاقة بالآخرين يشعرك بالحزن والاضطراب؟
• هل تشعر بالحاجة الدائمة إلى تأكيد الطرف الآخر أنه يحبك ويثني عليك؟
• هل تشعر بالرغبة في مراقبة الشريك دائمًا؟
• هل تثق في شريك حياتك؟
• هل اهتمام الشريك بشخصٍ آخر يجعلك تشعر بالقلق؟
• هل تطلب أن يبرر لك شريكك في العلاقة كافة تصرفاته؟
• هل تسببت الغيرة في مشاكل بينك وبين الطرف الآخر؟
• هل تلقي الشريك المدح يزعجك؟

علامات تدل على الغيرة

بعض العلامات أيضًا يُمكن الاستدلال بها في اختبار الغيرة، فعند ملاحظتها في أي طرف فإنه بالطبع يشعر بالغيرة، وهي:

• الاتهام الدائم الموجه للطرف الآخر بـ: (عدم الحب، التجاهل، الاهتمام بالآخرين،..).
• الشعور الدائم بالشك في أي تصرف يصدر من الطرف الآخر، واستجوابه دائمًا حول مكالماته، رسائله، والمُحيطين به.
• إلقاء اللوم بشكلٍ دائم على الطرف الآخر بوجود أي خطأ أو مشكلة في العلاقة.
• عدم الاستقرار على حالة مزاجية واحدة وتقلبها بشكلٍ مستمر.
• في الحالات الشديدة تظهر الغيرة بالإساءة إلى الآخرين لفظيًا أو جسديًا.
• عدم الشعور بالثقة في النفس، وكره الذات، والشعور الدائم بالندم.
• الرغبة في الحِفاظ على الأشخاص من حوله أو ممتلكاته بشكلٍ سيئ.. والذي يدُل على التعلق المرضي أيضًا وليس الغيرة فقط.  
• التصرف بعدوانية تجاه أشخاص معينة دون مبرر.
• محاولة منع الطرف الآخر من القيام ببعض الأمور الطبيعية كاستخدام وسائل التواصل أو التوجه إلى الخارج مع الأصدقاء.
• السؤال الدائم عن مكان تواجد الطرف الآخر.
• محاولة التحكم فيمن يصادقهم أو يقابلهم، وتضيق عليه حياته الاجتماعية.
• اتهام الطرف الآخر بالوقوع في الأخطاء في حالة الاعتراض على التصرفات الخاطئة التي يقوم بها.

أسباب الغيرة .. بين الحب والشك

تضاربت تفسيرات الغيرة بين علماء النفس، فمنهم من رأى أنها مشاعر طبيعية نابعة من الحُب والرغبة في الحِفاظ على العلاقة حيث تظهر عند الشعور بالتهديد والخوف من فقدان الطرف الآخر لأي سببٍ كان.

كما يرى البعض الآخر أنها نتيجة عدم الثقة في النفس والشك في الطرف الآخر، ولكِن أغلب الآراء اتفقت على أنها دليلًا على الحُب، والغيرة إما أن تكون بسيطة فتكون حبًا أو متوسطة أو وشديدة والتي في أغلب العلاقات تتسبب في خسارة الطرف الآخر.

غير أن الغيرة يُمكن أن تمتد جذورها إلى مرحلة الطفولة وليس مُجرد الحالات العاطفية، فتكون ناتجة من المرور بتجربة غير صحية في الطفولة أو العلاقة غير الجيّدة بين الطفل ووالديه نتيجة التفريق بينه وبين الآخرين وكثرة المقارنة؛ مما يجعله يشعر أنه غير آمن.  

الغيرة هل هي مجرد مشاعر أم مرض؟

قد تكون الغيرة مُجرد شعور بالانزعاج والحُزن نتيجة تجاهل الطرف الآخر له أو قد تكون من الآخرين نتيجة التفوّق عليه في أمرٍ مّا؛ وقد يصِل النوع الثاني منها إلى حدّ المرض فتُعرف بـ (الغيرة المرضية).

تكون غالبًا نتيجة بعض الأوهام والأفكار السلبية والتي قد تؤدي بالمُصاب بها إلى تصرفاتٍ غير عقلانية ومتطرفة سواء بإيذاء نفسه أو الآخرين وقد تدخله في الاكتئاب نتيجة عدم الرضا عن النفس وشعور الندم والذنب الدائم الذي يصاحبه، وهناك بعض الأسباب التي تفاقم من شعوره وهي:

• الاضطرابات النفسية: (القلق، التوتر، اضطراب الشخصية).
• الإصابة بمشاكل صحية في الدماغ.
• اللجوء إلى المواد المُخدرة. 
• في حالة كان مريضًا بانفصام الشخصية.

كيفية السيطرة على الغيرة.. والتخلص من ذاك الشعور المؤلم!

للغيرة أضرار كثيرة نفسية وصحية، فغير أنها تتسبب في الاضطراب الدائم والاكتئاب تؤثر سلبًا على صحة العقل، فيكون من المُهم فهم ذلك الشعور ومعرفة الخطوات والعوامل التي تساعد على مُعالجته وتقويمه.

يجب التأكد أولًا من اختبار الغيرة ومعرفة هل هي بسيطة أم متوسطة أم شديدة؟ ففي الحالتين الأولى والثانية يكون الأمر طبيعي ولا يحتاج إلى تقويم أما الثالثة فتكون مرضية ويجب السيطرة عليها.

أبرز الأمور التي تساعد على التخلص من الغيرة:

1- الاعتراف:

يجب الاعتراف بالشعور بالغيرة، فالمواجهة دائمًا ما تكون الوسيلة الأولى للعلاج والتقويم.

2- الانتظار:

الانتظار فترة قبل اتخاذ قرار أو رد فعل بناءً على تِلك المشاعر؛ حيث يحِد ذلك من فقدان الأعصاب والتصرفات غير الصحيحة التي قد تنهي العلاقة أو تأذي الطرف الآخر.

3- البحث عن السبب:

البحث عن السبب الدقيق خلف ذلك الشعور والاستعانة بطبيب نفسي أو مُختص من أجل المساعدة في الوصول إليه.
في حالة كانت الغيرة غير مُبررة وينتج عنها سلوكًا غير مرغوبًا أو عنيفًا فيجب تجنب التعرض إلى المواقف التي تثير الغيرة من البداية.

4- الثقه بالنفس:

محاولة اكتساب الثقة بالنفس وتقدير الذات، والاكتفاء بالنفس.. فأن يرى الشخص نفسه غير كافيًا قد يؤدي ذلك به إلى التعلق المرضي بشخص غير جدير به؛ نتيجة الشعور بعدم الاستحقاقية، ومعالجة ذلك يُجنب الشخص الغيرة.

5- المصارحه:

يجب مصارحة الطرف الآخر بالشعور بالغيرة؛ إذ أن التعبير عن المشاعر أمرًا صحيًا؛ للحد من ذلك الشعور المؤذي، كما يجب أيضًا تنبيهة إلى التصرفات التي تتسبب في ذلك الشعور.

6- تجنب الاتهامات:

تجنب توجيه الاتهامات عند الشعور بالغيرة؛ إذ أن ذلك من أكبر الأسباب التي قد تدفع الطرف الآخر لإنهاء العلاقة.

7- العلاج النفسي:

هناك العديد من الوسائل التي تساعد على الحد من المشاكل التي تصاحب الغيرة، باللجوء إلى العلاج النفسي سواء السلوكي أو الدوائي، والحِفاظ على حياة صحية.

8- التأمُل والاسترخاء

ممارسة التأمُل والاسترخاء؛ إذ يحدان من الأفكار السلبية والتفكير المفرط في التصرفات وما ورائها، وقراءة الكتب التي تتحدث عن ذلك الموضوع فهي من أكثر الوسائل الفعّالة والأدوات المساعدة على فهم المشاعر وكيفية التعامل معها، ككتاب: (التغلب على الغيرة والتملك Overcoming Jealousy and Possessiveness).

9- طلب المساعدة:

يمكن طلب المساعدة من الآخرين ممن يثق بهم في حالة تفاقم مشاعر الغيرة وعدم القدرة على السيطرة عليها باتباع الخطوات السابقة.

الغيرة عاطفة وشعورٌ موجود داخل كل شخص وهي شعورٌ صحي ودليل على الحب، إلا أنه يجب ألا تزيد عن حدّها؛ لذا يكون من المهم اختبار الغيرة بين الحين والآخر والتأكد من معرفة كيفية إدارتها بشكلٍ صحيح. فإذا كنت تعاني من الغيرة يمكنك التواصل مع أفضل المعالجين النفسين عبر تطبيق لبيه وذلك لمساعدتك على مواجهه هذه المشاعر و التغلب عليها. حمل الآن تطبيق لبيه.

المصادر: 1 2 3 4